رجال بلا نساء 00 ونساء بلا رجال

قالوا :- وراء كل عظيم امرأة 00 وتلفت فلم أجد سوى السراب الحالم ، فالرجل إذا كان عظيما فهو بالتأكيد ليس بحاجة إلى امرأة تدفعه نحو الانحدار بعد إن كان في القمة 00وتلك المقولة الصاخبة تحمل في باطنها تفسيرا أخر , فالمرأة التي تعجز عن تكوين وتنمية شخصيتها المأمولة في مخيلتها فإنها لاتتردد بالزعم جهارا بان جهدها المتواصل من خلف الكواليس اخذ جل وقتها فكان لها العذر كل العذر في تخلفها الملحوظ عن ابراز شخصيتها الذاتية وهي يكفيها فخرا انه أنشأت رجلا ولا كل الرجال 00وذالك الفشل التاريخي لايقف عند ذالك الحد بل يتعداه إلى استعمال سلاح برعت به امرأة واخفق فيه الرجل ألا وهو سلاح (الانوثه) وبالطبع انه سلاح ذو حدين 00اذا استعمل في مكانه الطبيعي فان ذلك من نعيم الدنيا المشروع 00واذا اتخذ في غير ذالك فانه سلاح فتاك طالما أثار الفتن وهتك القيم واستنهض هابيل وقابيل في الغرائز لتتكرر الماساة الانسانيه والتي كان السبب فيها امراة0
والمراه عندما تستغل أنوثتها فهي تهدر كرامتها من قمة الرأس وحتى أخمص القدمين00عكس الرجل الذي يموت ولايهدر ماء المحيا في أضنك المواقف والصعاب00 والتاريخ لم يشهد امراه استغلت أنوثتها بمثل مااستغلتها (كليوباترا) فعندما اعتلت العرش بعد وفاة أبيها كانت (مصر) دولة ضعيفة وقد فقدت جميع ممتلكاتها 00وبدلا من أن تنتظر قادة (روما) حتى يغزو مصر عملت على غزو قلوبهم واستطاعت بهذا الطريق أن تمتد بنفوذها ابعد من مصر غير أن العلاقات بينها وبين رجال القصر تأزمت حتى اضطروا أن يثيروا عليها الجيش وشعب اسكندريه وهربت خارج البلاد00فبعث انطونيوس يدعوا كليوباترا لمقابلته فوقع في غرامها وتزوجها وأنجب منها ثلاث اطفال00 وبعد غزو مصر واحتلالها لم يجد انطونيوس وسيله سوى الانتحار وقد وجدت كليوباترا ميتة في قصرها 00وهكذا انتهت حياة هذه المرأة الغريبة التي قدر لها ان تكون خاتمة عصر بأسره وهو عصر الاسره (البطلمية) ولكن كليوباترا ظلت أسطورة ترددها الألسن في كل مكان حتى أن شهرتها غطت على انجازات قاده وأبطال عصرها وكأنها هي التي حققت تلك الانجازات التاريخيه0
وما إنا في صدده أن المراه ليست ضرورة ملحه في تكوين شخصية الرجل بل أن النساء عندما يتدخلن في شؤون الرجل يكون ذالك من نكد الدنيا ويعد تدخلا سافرا يطيح بالمنطق العقلي ويلوح بالحلول العاطفية التي من شأنها أن تفسد عقلانيه اتخاذ القرار0
ومنذ الأزل وللرجولة دورها المؤثر بالحياة 00قالت بذالك جميع الأديان السماوية 00كما أن التجارب أقرت بذالك المبدأ وحضرني في هذا المقال ما قالته والدة عبد الله الأصغر على ما اذكر وهو آخر ملوك بني الأحمر في اسبانيا لابنها الذي أضاع مجدا تليدا نتيجة الشقاق والاختلاف قالت: (ابك ملكا مضاعا لم تحافظ عليه كالرجال)
تلك المرأة الحكيمة نادت بالرجولة وجعلتها شرطا من شروط استقامة الأمور 00والكاتبه الفرنسية (سيمون دي بوفوار) في كتابها (الجنس الاخر) لخصت حياة المراه من المهد حتى اللحد ذاكرة ومذكرة بان المراه بوظائفها الفسيولوجية غير مؤهله التأهيل الكامل لاقتحام عالم الرجال إلا بواقعها المرسوم لها منذ بدء الخليقة 00ولكن هذا لا يعني أن المراه يجب أن تظل رهينة العادات والتقاليد الباليه (لا) وما قصدت ذالك البتة فانا بشطر العنوان ((رجال بلا نساء)) حاولت أن أوضح بان الرجل يمكن أن يحلق نحو العلياء من غير أن تكون المراه سببا في ذالك00كما أن الشطر الاخر (نساء بلا رجال) أريد به أن المراه يمكن أن تقتحم الخط الفاصل مابينها وبين الرجل بشئ من الواقع لا بالوهم الذي اخذ به الفتيات الأوروبيات حتى أصبحن تجارة كاسدة في أعين الرجال ولعبة أطلقها الرجال بادعاء (الحرية) حتى يتحرروا هم من المادة لا أن تتحرر المراة من قبضتهم الخانقه 0
وان كنت أميل إلى الهذر لا الجد في بعض مقتطفات هذا المقال00فان ذالك من قبيل الدعابة البريئة جدا لا من واقع الحقد على النساء 00فهي قبل كل شيء الأم والأخت وأخيرا والزوجه00وانتصارا (( للمرأة )) أعود إلى الشطر الاخر لأقول بان شعب (الباتاك) والذي يقع في أعماق جزيرة سومطره وهو شعب مستقل ولم يخضع لأي دولة واشتهر بالقسوة ولكنه مع هذا ميال إلى الكسل ونسائه يقمن بمختلف الأعمال حتى الشاقة منها بينما يجلس الرجال وهم يدخنون ويتحدثون في كسل وخمول00ويسكن هؤلاء أكواخا من خشب مقامة على الأعمدة يصعدون إليها على سلم متنقل يربط الى البيت بالحبال وما يدعوهم الى بناء بيوتهم على هذا الشكل هو كثرة المستنقعات في أرضهم وخوفهم من مهاجمة الأعداء والحيوانات المفترسه0
وحيث تنعكس الايه وتبدو النساء رجالا والرجال نساء00يقول الرحالة المكسيكي كسرناندس في بعض الجزر الامريكيه والاسيويه وبنوع خاص في جزيرة تريبوليون أن إحدى تلك الجزر لايزيد عدد سكانها عن خمسمائة نسمه نصفهم من الرجال ونصفهم من النساء ويحكم الجزيرة ويدير شؤونها النساء دون الرجال00ولايقوم الرجال بعمل إلا إذا امرته النساء00فبحكم تقاليد الجزيرة لايملك الرجال حق التفكير واستعمال حريتهم كما يريدون حتى ان الواحد منهم لايحق له أن يأكل اوان يمد يده الى الطعام أو يعده لنفسه إلا بأمر من زوجته أو أخته أو أمه أو جارته على الاقل00فلكل رجل هناك امرأة هي ولية أمره تدبر شؤونه الخاصة والهامه وتسيير أموره كيفما تريد00والرجال هم الذين يقيمون بخدمة المنازل والأكواخ فيكنسون وينظفون الأواني ويمدون الطعام حسب تعليمات النساء ويفرشون المراتب للنوم ويقطعون الحطب في الغاب للنار ويحملون الأطفال في الوقت الذي تكون فيه النساء غائبات في أعمال تتعلق بشؤون المنزل أو في شؤون الجزيرة العامة 0
وإذا حملت المرأة وولدت ذكرا عندئذ تقام مناحة في اليوم التالي في بيتها وتظل نساء القرية يفدن عليها طوال الأسبوع يعزينها بهذا المصاب الجلل, لان المرأة التي تضع مولودا ذكرا تعتبر نفسها مغضوبا عليها من الالهه 00اما إذا وضعت أنثى فهناك الفرح العظيم فهي تقيم حفلات الرقص مدة أسبوع كامل تقدم خلالها للمدعوات اللحوم الطيبة والشراب اللذيذ00والرجال الذين يقومون بخدمة النساء في تلك الحفلات البهيجة فيضحكون ويمرحون ويهنئون النساء بالمولودة السعيدة التي زادت عدد السيدات واحده0
وبالطبع ان مانقلته لايسر الرجال بقدر مايثلج صدور النساء 00ولاكن تظل الحقائق النادره هفوات لايصح عليها القياس0
____