طبقات فحول الشعراء
طبقات فحول الشعراء أول كتاب في النقد العربي في الموازنة والمفاضلة بين الشعراء، ومؤلفه هو محمد بن سلام الجُمحي.
وقد اختص مصطلح الطبقات بوصفه مصطلحًا توزيعيًا وتصنيفيًا، يصنف المنتمين إلى ميدان واحد من ميادين المعرفة، بطائفة من المؤلفات في مختلف ميادين المعرفة، الدينية منها والأدبية؛ من أشهرها في المكتبة العربية: طبقات الصحابة؛ وطبقات المحدِّثين؛ وطبقات الفقهاء؛ وطبقات اللغويين.
والنقاد مثلهم مثل غيرهم استعملوه لتصنيف الشعراء. وفي كتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام، يستعمل المصطلح مفيدًا بُعدين هما: التساوي بين الشعراء في الطبقة الواحدة، والتمايز عن شعراء ينتمون إلى طبقة أخرى تسبقهم أو تتأخَّر عنهم. فصنف شعراءه في عشر طبقات جاهلية وأخرى إسلامية، وجعل في كل طبقة أربعة شعراء معتمدًا عددًا من المقاييس في تحديد شعراء كل طبقة هي: جودة الشعر وكمه وطول قصائده وتنوّع موضوعاته وزمان منتجه وبيئة إنتاجه بداوة وحضارة. ورأى ابن سلاّم في الشعر الجاهلي مجموعات أخرى تستحق أن تذكر لكنها ليست مؤهلة للدخول في واحدة من الطبقات العشر الجاهلية، فجعلها ثلاث طبقات يجمع بينها الموضوع الشعري وهم: طبقة شعراء المراثي، وحضرية البيئة وهم طبقة شعراء القرى العربية أو المعتقد وهم شعراء يهود. وفي الطبقتين الأَخيرتين خاصة، لم يلتزم في كل طبقة برباعية الشعراء، التي التزمها في الطبقات الجاهلية والأخرى الإسلامية.
لكن هذا التحديد لمفهوم الطبقة يختلف كثيرًا عما وصل إلينا من كتب إلتزمت هذه التسمية فيما بعد، ففي كتاب ابن المعتز طبقات الشعراء المحدثين لا نجد هذا الالتزام بالبعد التصنيفي لمفهوم طبقة، إذ الظاهر في سرده للشعراء عدم وضوح البعد التصنيفي فيه، فهو عرض مجرّد لتراجم الشعراء المحدثين واختيار لنصوص من أشعارهم.