•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA

منتدى عربي جزائري تعليمي ثقافي خدماتي منوع ،،
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

إستمع للقرآن الكريم
TvQuran
المواضيع الأخيرة
»  ***عودة بعد طول غياب***
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 25, 2020 10:29 pm من طرف نورالوئام

» لأول مرة اعتماد اكاديمي بريطاني و توثيق حكومي لشهادة حضور مؤتمر تكنولوجيا الموارد البشرية
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2018 4:04 pm من طرف ميرفت شاهين

»  منتدي الجامعات العربية البريطانية
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 07, 2018 6:06 pm من طرف ميرفت شاهين

» الشاعر المسعود نجوي بلدية العالية ولاية ورقلة.
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2018 10:42 pm من طرف تيجاني سليمان موهوبي

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 2:15 pm من طرف ميرفت شاهين

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 10:50 am من طرف ميرفت شاهين

»  الملتقى العربي الرابع تخطيط مالية الحكومات ...النظم المستجدة والمعاصرة - شرم الشيخ
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالخميس يناير 18, 2018 2:32 pm من طرف ميرفت شاهين

» شرم الشيخ تستضيف المؤتمر العربي السادس تكنولوجيا الاداء الاكاديمي مارس 2018
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالسبت يناير 13, 2018 4:29 pm من طرف ميرفت شاهين

» وحدة الشهادات المتخصصه: شهادة الإدارة التنفيذية (( الشارقة - القاهرة )) 4 الى 13 فبراير 2018م
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالخميس يناير 04, 2018 7:28 pm من طرف hamzan95

»  شهادة مدير تسويق معتمد Certified Marketing Manager باعتماد جامعة ميزوري الأمريكية
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 26, 2017 1:42 pm من طرف ميرفت شاهين

» المؤتمر العربي الثامن تكنولوجيا الموارد البشرية
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالخميس سبتمبر 28, 2017 2:56 pm من طرف ميرفت شاهين

» التفاصيل الكاملة لدرجة الماجستير الاكاديمي فى ادارة الاعمال MBA من جامعة نورثهامبتونUniversity of Northampton البريطانية والتي تاسست عام 1924
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالسبت يوليو 22, 2017 5:15 pm من طرف ميرفت شاهين

» نتائج شهادة التعليم المتوسط 2017
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالإثنين يونيو 26, 2017 10:56 pm من طرف يـاسيـن

» هاجر ، عزوز ، حمود ، بدر الدين ؟؟ ووووو
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 4:48 pm من طرف Belkhir cherak

» اربح أكثر من 200 دولار من خلال رفع الملفات
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 12:36 am من طرف alfabeta1

جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
اليوم والتاريخ
ترتيب المنتدى في أليكسا
فايسبوك
عداد الزوار
free counters
أدسنس
CPMFUN 1
xaddad
propeller

شاطر
 

  المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abououalid
عضو فضي
عضو فضي
abououalid

عدد الرسائل : 875
العمر : 54
المدينة التي تقطن بها : touggourt
الوظيفة : deud en mecanique
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 22/08/2012

 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Empty
مُساهمةموضوع: المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين     المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالخميس يناير 17, 2013 4:17 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نورد هنا حجج من أنكر مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ثم نورد حجج المجيزين والمبيحين لها وردهم على المنكرين بادئين برأي المنكرين وأهم حججهم:
1. أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي  حين قال: ( وَإِيّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ، فَإِنّ كُلّ مُحْدَثَة بِدْعَةٌ، وَكلّ بِدْعَة ضَلاَلَة ) فقوله (كل بدعة ضلالة ) عموم لا مخصص له يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله والعلماء مجمعون على أنه أمر محدث فصار الأمر إلى أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار.
2. أن الممارس لهذا الأمر - أي بدعة المولد- كأنه يتهم الرسول  بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله. قال الإمام مالك – رحمه الله -: ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا  خان الرسالة لأن الله يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ).
3. البدعة في الاحتفال بالمولد النبوي جعل ذلك الاجتماع المخصوص بالهيئة المخصوصة في الوقت المخصوص لأن تخصيص عبادة معينة في وقت معين هو بدعة ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  قال: ( لاَ تَخْتَصّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَام مِنْ بَيْنِ اللّيَالِي وَلاَ تَخُصّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَام مِنْ بَيْنِ الأَيّامِ إِلاّ أَنْ يَكُونَ فِي صَوْم يَصُومُهُ أَحَدُكُم ).
4. أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال  ( مَنْ تَشَبّهَ بِقَوْم فَهُوَ مِنْهُم ).
5. أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي  منهم ، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والاحترام لأن فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم انهم لا يحبون النبي  وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبائهم وأمهاتهم رضي الله عنهم وأرضاهم .
6. لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله  وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص.
7. أنه مجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا نحن المسلمين إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع .
8. أن الفرح بهذا اليوم والنفقة فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي  فكيف يفرح فيه.
9. لا يجوز الاستدلال على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بقوله تعالى " قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا
يَجْمَعُون " لأنه قد فسر هذه الآية الكريمة كبار المفسرين، كابن جرير وابن كثير والبغوي و القرطبي وابن العربي وغيرهم، ولم يكن في تفسير واحد منهم أن المقصود بالرحمة في هذه الآية رسول الله ولأن الرحمة للناس لم تكن بولادة النبي  وإنما كانت ببعثه وإرساله إليهم، وعلى هذا تدل النصوص من الكتاب والسنة.
10. لا يجوز الاستدلال على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام ( عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللّهُ عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ  سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الاِثْنَيْنِ؟ فَقَالَ: فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيّ ) لأن الرسول  لم يصم يوم ولادته وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول إن صح أنه يوم ولادته وإنما صام يوم الاثنين الذي يتكرر مجيئه في كل شهر.
11. لا يجوز الاستدلال على مشروعية الاحتفال بالمولد بما جاء في البخاري أنه يخفَف عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة المصطفى  لأنه مرسل كما يتبين من سياقه عند البخاري أن ذلك الخبر لو كان موصولا لا حجة فيه لأنه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يثبت بها حكم شرعي ولأن هذا الخبر مخالف لظاهر القرآن حيث في الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة؛ وهذا مخالف لظاهر القرآن، قال الله تعالى"وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ".
12. أن أول من أحدث فعل ذلك - أي فعل المولد - صاحب إربل الملك المظفر .

أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية
http://www.elnjom.com/vb/t43058
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يـاسيـن
الـمـديـر
الـمـديـر
يـاسيـن

عدد الرسائل : 9266
العمر : 35
المدينة التي تقطن بها : ورقلة
الوظيفة : ليس بعد (دبلوم ماستر ميكانيك طاقوية)
السٌّمعَة : 184
تاريخ التسجيل : 02/02/2008

 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين     المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالخميس يناير 17, 2013 5:53 pm

بارك الله فيك أخي أبووليد على الموضوع
ننتظر أراء من يجيزون الإحتفال بهذا اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouargla.org
abououalid
عضو فضي
عضو فضي
abououalid

عدد الرسائل : 875
العمر : 54
المدينة التي تقطن بها : touggourt
الوظيفة : deud en mecanique
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 22/08/2012

 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين     المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالجمعة يناير 18, 2013 2:23 pm

ونورد هنا أهم حجج المجيزين والمبيحين لها وما تحتويه ضمنا من ردود على ما ورد في حجج المنكرين:
1. في معرض ما ذكره المنكرون من أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وأن فيه اتهام للرسول  بالخيانة لأنه لم يدلنا على هذه العبادة العظيمة نورد ما يلي:
أولاً: يقول الشيخ الدكتور محمد علوي المالكي الحسني: ( إن الاجتماع لأجل المولد النبوي الشريف ما هو إلا أمر عادي وليس من العبادة في شئ فهل يبقى بعد هذا إنكار لمنكر واعتراض لمعترض. ويقول أيضا: إن أقل الطلاب علماً يعلم الفرق بين العادة والعبادة وحقيقة هذه وتلك.. إلى أن يقول: والحاصل أن الاجتماع لأجل المولد النبوي أمر عادي ولكنه من العادات الخيرة الصالحة التي تشتمل على منافع كثيرة وفوائد تعود على الناس بفضل وفير.. ويقول كذلك: وإن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله وهي فرصة ذهبية ينبغي ألا تفوت بل يجب على الدعاة والعلماء أن يذكروا الأمة بالنبي  بأخلاقه وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعباداته وأن ينصحوهم ويرشدوهم إلى الخير والفلاح ويحذروهم من البلاء والبدع والشر والفتن فهي وسيلة شريفة إلى غاية شريفة ومن لم يستفد شيئاً لدينه فهو محروم من خيرات المولد الشريف ) انتهى بتصرف.
وتفصيل ذلك أن أحكام التشريع الإسلامي مقسمة إلى قسمين قسم متعلق بالعبادات وقسم متعلق بالمعاملات فأما الأول فيشمل الصلاة وتندرج تحتها صلاة الفريضة وصلاة التطوع والصيام ويندرج تحته صيام الفريضة وصيام التطوع والزكاة وتندرج تحتها زكاة الفريضة بأنواعها وصدقة التطوع والحج ويندرج تحتها حج الفريضة وعمرة التطوع ويشمل كذلك العبادات المرتبطة بهذه العبادات كالوضوء وأذكار الأذان والإقامة وكالاعتكاف وأحكام المساجد والنذور وغيرها وهذه العبادات الأصل فيها التوقيف أي الأصل فيها ورود نص قرآني أو نبوي يبين لنا مناسكها وكيفيتها لقول الحبيب المصطفى  (خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم )، وأما القسم الثاني وهو قسم المعاملات فهو كل ما هو ليس من جنس العبادات المفصلة في القسم الأول وهذه الأصل فيها الإباحة ما لم يرد نص قرآني أو نبوي فيها بنهي أو تحريم. وهذه القاعدة الفقهية يلخصها لنا الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله: ( والأصل في هذا، أنه لا يحرم على الناس من المعاملات التي يحتاجون إليها، إلا ما دل الكتاب والسنة على تحريمه، كما لا يشرع لهم من العبادات التي يتقربون بها إلى الله، إلا ما دل الكتاب والسنة على شرعه، إذ الدين ما شرعه الله، والحرام ما حرمه الله، بخلاف الذين ذمهم الله، حيث حرموا من دون الله ما لم يحرمه الله، وأشركوا بما ما لم ينزل به سلطانا، وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، اللهم وفقنا لأن نجعل الحلال ما حللته، والحرام ما حرمته، والدين ما شرعته ) انتهى. وفي ذلك أيضاً يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: ( ومما يدل على هذا الأصل المذكور ما جاء في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال: (كنا نعزل، والقرآن ينزل، فلو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن). فدل على أن ما سكت عنه الوحي غير محظور ولا منهي عنه، وأنهم في حل من فعله حتى يرد نص بالنهي والمنع. وهذا من كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم. وبهذا تقررت هذه القاعدة الجليلة: ألا تشرع عبادة إلا بشرع الله، ولا تحرم عادة إلا بتحريم الله ) انتهى. ويقول أيضاً في موضع آخر: ( بناء على هذا قرروا أن الأصل في العبادات الحظر والمنع، حتى لا يشرع الناس في الدين ما لم يأذن به الله، أما في العادات والمعاملات فالأصل فيها الإباحة. وهناك فائدة أخرى لهذا التقسيم، نبه عليها الإمام الشاطبي وغيره، وهي: أن الأصل في جانب العبادات هو التعبد، دون الالتفات إلى المعاني والمقاصد، أما العادات أو المعاملات فالأصل فيها الالتفات إلى ما وراءها من المعاني والحكم والمقاصد. فإذا أمر الشارع مثلا بذبح الهدي في الحج، فهذا أمر تعبدي لا يجوز تركه، والتصدق بثمن الهدي، لما في ذلك من تعطيل هذه العبادة الشعائرية. ولكن إذا حث الشارع على ربط الخيل واقتنائها والاهتمام بها لقتال الأعداء، ثم تغير الزمن وأصبح الناس يركبون للحرب الدبابات والمدرعات بدل الخيل، أصبح الاهتمام بهذه الأسلحة الجديدة هو التنفيذ العملي لما جاء من حث على رباط الخيل، بناء على رعاية المعاني والمقاصد التي تفهم من وراء ما جاءت به نصوص الشرع هنا.
فهذا هو سر تقسيم الفقهاء أحكام الفقه إلى عبادات ومعاملات، وهذا هو أثره، وإن كان التزام أحكام الشرع في كل المجالات هو عبادة بالمعنى الشامل الذي بيناه من قبل.) انتهى.
وعلى هذا يكون ما درج عليه المسلمون من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مندرج تحت قسم العادات والمعاملات فالأصل فيه الإباحة ما لم ترتكب مخالفات شرعية ورد النهي عنها كاختلاط أو شرب مسكر أو إسراف وتبذير منكر أو ما شابه فيكون المنع والتحريم قاصراً على هذه الممارسات الوارد فيها النهي أو التحريم لا على أصل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أما ما يذهب إليه القائلون بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بناءً على قاعدة كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فقد تبين أن هذا الأصل خاص بقسم العبادات إذ الأصل فيها التوقيف ولا يجوز فيها إحداث عبادة مبتدعة على نحو لم يرد عن رسول الله  أو صحابته الغر الميامين بأي وجه كان.
ثانياً: في نشرة صادرة عن دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي إدارة الإفتاء والبحوث ورد فيها ما يلي: (قال المعارض إن لفظة كل الواردة في الحديث كل بدعة ضلالة من ألفاظ العموم تشمل جميع أنواع البدع بدون استثناء فهي ضلالة. وبقولهم وتجرئهم هذا هم يرمون علماء الأمة بالابتداع وعلى رأسهم سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه فإن قلتم إن النبي  أقره على ذلك نقول لكم سوف نأتيكم بأفعال أخرى فعلها الصحابة و التابعون بعد وفاته , فهل تتهمونهم بالبدعة و الضلال أم ماذا؟؟!فإليكم أفعالهم رضي الله عنهم:
جمع القرآن: حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (( قبض النبي  ولم يكن القرآن جمع في شئ)). وعمر هو الذي أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن في مصحف حيث كثر القتل بين الصحابة في واقعة اليمامة، فتوقف أبو بكر وقال: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ قال عمر: هو والله خير (أنظر إلى قوله: هو والله خير)، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدره له، وبعث إلى زيد بن ثابت فكلفه بتتبع القرآن وجمعه، قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما كلفني به من جمع القرآن ثم قال: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله ؟ قال: هو خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري. والقصة مبسوطة في صحيح البخاري.
مقام إبراهيم عن البيت: أخرج البيهقي بسند قوي عن عائشة قالت: إن المقام كان في زمن النبي  وفي زمن أبي بكر ملتصقا بالبيت، ثم أخره عمر.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ولم تنكر الصحابة فعل عمر، ولا من جاء بعدهم فصار إجماعا، وكذلك هو أول من عمل عليه المقصورة الموجودة الآن.
زيادة الأذان الأول يوم الجمعة: ففي صحيح البخاري عن السائب بن زيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي  وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم . فلما كان عثمان.. زاد الأذان الثالث. باعتبار إضافته إلى الأذان الأول و الإقامة، ويقال له أول باعتبار سبقه في الزمان على أذان الجمعة، ويقال له ثاني بإسقاط اعتبار الإقامة.
الصلاة على النبي: صلى الله عليه وآله وسلم التي أنشأها سيدنا علي رضي الله عنه وكان يعلمها للناس. ذكرها سعيد بن منصور وابن جرير في تهذيب الآثار وابن أبي عاصم ويعقوب بي شيبة في أخبار علي، والطبراني و غيرهم.
ما زاده ابن مسعود في التشهد: بعد (ورحمة الله وبركاته) كان يقول: السلام علينا من ربنا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد.
زيادة عبد الله بن عمر البسملة في أول التشهد: وكذلك ما زاده في التلبية بقوله: (( لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل..)) وهو مبسوط في صحيح البخاري، ومسلم، الخ من زيادة الصحابة وعلماء وفضلاء الأمة.
فكل هؤلاء ابتدعوا أشياء رأوها حسنة لم تكن في عهد المصطفى  وهي في العبادات، فما قولكم فيهم؟ وهل هم من أهل الضلال والبدع المنكرة أم ماذا؟ (( نبئوني بعلم إن كنتم صادقين)) وفي نفس النشرة في موضع آخر تم فيها الرد على المعارضين لكل ما لم يفعله الرسول  بما يلي: (فقد أحدثتم في أصل العبادات مسائل كثيرة لم يفعلها  ولا الصحابة ولا التابعون ولا حتى تابعي التابعين فعلى سبيل المثال لا الحصر:
جمع الناس على إمام واحد لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح في الحرمين الشريفين وغيرهما من المساجد.
قراءة دعاء ختم القران في صلاة التراويح وكذلك في صلاة التهجد.
تخصيص ليلة (27) لختم القرآن في الحرمين.
قول المنادي بعد صلاة التراويح: (صلاة القيام أثابكم الله).
قول: إن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد ألوهية، وتوحيد ربوبية، وتوحيد أسماء وصفات. فهل هذا حديث شريف، أو قول أحد من الصحابة أو الأئمة الأربعة؟!!
إلى غير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره من تخصيص هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجامعات إسلامية، وجمعيات لتحفيظ القرآن، ومكاتب دعوة وإرشاد، وأسابيع احتفال المشايخ، ومع ذلك فنحن لا ننكر هذه الأشياء إلا أنها من البدع الحسنة التي ينكر هؤلاء القوم على من يفعل أمثالها ثم يفعلونها.
ففعلكم لهذه المبتدعات التشريعية التي لم يفعلها الرسول  فيه تعارض واضح مع قاعدتكم التي تقول: أن العبادات توقيفية وإن كل ما لم يفعله الرسول  وأصحابه فهو بدعة (سيئة) ) انتهى بتصرف. ولا عبرة بقول المعترض إن ما ذكر من أمور أحدثها الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين بعد النبي  ليس بحجة لأن فعل الصحابي في حد ذاته حجة لقول النبي  عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي فهذا حجة على القائل لا حجة له من وجهين الأول أن الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين والذين أمرنا بالاقتداء بهم لا يمكن أن يخالفوا أمراً صريحاً للنبي  دل هذا على أنهم فهموا من قوله  كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة أنه كل محدثة مخالفة للكتاب والسنة أما ما عدا ذلك فلا حرج ولو لم يكن كذلك لما أحدثوا بعده  فعلاً مطلقاً وبعض ما أحدثوه كان في أمور تعبدية كالأذان الذي استحدثه سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه وأرضاه وكالزيادات التي زادها كل من عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهم أجمعين في التشهد والمذكورة أعلاه. والوجه الثاني - في كون ذلك حجة على القائل - أنه بذلك يقر ضمناً بما أحدثه الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين بعد النبي  وهذا إقرار ضمني بجواز إحداث ما لم يفعله المصطفى  مما ليس مخالفاً للكتاب والسنة لأن ذلك من سنة الصحابة كما بينته النشرة السابقة بالأمثلة والنبي  - كما احتج المعترض – يقول: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) والحديث قال عنه الحافظ العراقي في تخريجه لأحاديث إحياء علوم الدين للإمام الغزالي: ( رواه أبو داود والترمذي وصححه، وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية ) انتهى. ولقول النبي  كما في كشف الخفاء للإمام العجلوني: (أصحابي كالنجوم، فبأيهم اقتديتم اهتديتم. رواه البيهقي، و أسنده الديلمي عن ابن عباس بلفظ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء بأيهم اقتديتم اهتديتم ) انتهى. فإذا أجزنا عملاً لم يفعله المصطفى  ولكنه ليس مخالفاً للكتاب والسنة فقد اقتدينا في ذلك بفعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
ويقول الشيخ الدكتور محمد علوي المالكي: ( ليس كل ما لم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول فهو بدعة منكرة سيئة يحرم فعلها ويجب الإنكار عليها بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع فما اشتمل على مصلحة فهو واجب، أو على محرّم فهو محرّم، أو على مكروه فهو مكروه، أو على مباح فهو مباح، أو على مندوب فهو مندوب، وللوسائل حكم المقاصد، ثم قسّم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة: كالرد على أهل الزيغ وتعلّم النحو. ومندوبة: كإحداث الربط والمدارس، والأذان على المنائر، وصنع إحسان لم يعهد في الصدر الأول. ومكروه: كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف. ومباحة: كاستعمال المنخل، والتوسع في المأكل والمشرب. ومحرمة: وهي ما أحدث لمخالفة السنة ولم تشمله أدلة الشرع العامة ولم يحتو على مصلحة شرعية. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: (ما أحدث وخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهو البدعة الضالة، وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك فهو المحمود). وجرى الإمام العز بن عبد السلام والنووي كذلك وابن الأثير على تقسيم البدعة إلى ما أشرنا إليه سابقاً. فكل خير تشمله الأدلة الشرعية ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين. وقول المتعصب إن هذا لم يفعله السلف ليس هو دليلاً له بل هو عدم دليل كما لا يخفى على مَن مارس علم الأصول، فقد سمى الشارع بدعة الهدى سنة ووعد فاعلها أجراً فقال  : (مَنْ سَنّ فِي الإسْلاَمِ سُنّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمَلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجُورِهِمْ شَيْئا وَمَنْ سَنّ فِي الإسْلاَمِ سُنّةً سَيّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئا) ) انتهى بتصرف.
ويقول الشيخ الحبيب علي الجفري: ( لم يكن الصحابة عندهم حفل تخرج لحفظة القرآن ولم يكن عند الصحابة جامعات إسلامية ) انتهى فكما أن المحتجين على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يقولون لنا أنه لم يرد عن النبي  ولا عن صحابته ولا عن السلف الصالح من القرون الخيرية الأولى أنهم احتفلوا بمولده فكذلك يحتج عليهم الشيخ الحبيب علي الجفري بأنه لم يرد عن النبي  أنه احتفل بحفظ أحد من صحابته للقرآن الكريم ولا فعل ذلك صحابته ولا ورد فعله عن السلف الصالح من القرون الخيرية الأولى وكلا الأمرين احتفال وكلا الاحتفالين تحفيز على عمل الخير بنية مرضاة الله تعالى وشكره. وهذه اللفتة من الشيخ الحبيب علي الجفري كما هو بين لا يقصد منها حقيقة الإنكار على حفلات تخريج حفظة القرآن الكريم بل التنبيه على الشبه بين الأمرين في مشروعية الاحتفال بتخريج حفظة كتاب الله تعالى والاحتفال بيوم مولد المصطفى  بكثرة الذكر والصلاة عليه والصيام والصدقة وغيرها. ومن العجيب رد أحدهم على قول الحبيب الجفري السابق بقوله: (فإقامة حفل لحفظة القرآن الكريم إنما هو من أجل تشجيع الحفظة على حفظ كتاب الله تعالى . وأي غضاضة في ذلك فهو لم يقرن بمحرم ولا بدعة زمانية ولا بدعة مكانية فهو من جنس المباحات التي أباحها الله ثم ما يحصل في حفل لحفظ كتاب الله مخالف تماما لما يحصل في المولد من البدع والمحدثات ) انتهى. فقوله (فهو لم يقرن بمحرم ولا بدعة زمانية ولا بدعة مكانية فهو من جنس المباحات التي أباحها الله) مع أن النبي  لم يفعله مع صحابته ولا فعله صحابته من بعده هو ما نقوله أيضا في حق المولد النبوي الشريف وما يتم فيه من ذكر وتسبيح وصلاة على النبي  واستذكار لسيرته وإكثار من التصدق في هذا اليوم والصيام وغيره من الأعمال الصالحات التي جاءت الآثار الصحيحة بالحث عليها.
ثالثاً: إن الحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا وحديث ( كل محدثة بدعة ) يفسره حديث ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وهذا يعني أن الأمر المحدث المعتبر بدعته وضلالته في الحديث الأول هو فقط الأمر الذي تنطبق عليه صفة ( ما ليس منه ) كما وضح في الحديث الثاني وليس هو على إطلاقه كما استشكل على المنكرين ، ويفصل لنا معنى (ما ليس منه) ما ورد في فيض القدير شرح الجامع الصغير للإمام المناوي: ( ( ما ليس منه) أي رأياً ليس له في الكتاب أو السنة عاضد ظاهر أو خفي ملفوظ أو مستنبط (فهو ردّ) أي مردود على فاعله لبطلانه من إطلاق المصدر على اسم المفعول، وفيه تلويح بأن ديننا قد كمل وظهر كضوء الشمس بشهادة " اليوم أكملت لكم دينكم " فمن رام زيادة حاول ما ليس بمرضي لأنه من قصور فهمه أما ما عضده عاضد منه بأن شهد له من أدلة الشرع أو قواعده فليس بردّ بل مقبول كبناء نحو ربط ومدارس وتصنيف علم وغيرها ) انتهى. وكذلك ما ورد في عون المعبود شرح سنن ابي داود (عن القاسم بن محمد): أي ابن أبي بكر الصديق رضي الله عنه (من أحدث): أي أتى بأمر جديد (في أمرنا هذا): أي في دين الإسلام (ما ليس فيه): أي شيئاً لم يكن له سند ظاهر أو خفي من الكتاب والسنة (فهو): أي الذي أحدثه (رد): أي مردود وباطل ) انتهى. ولذلك ورد عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم على ما أوردناه آنفاً أنهم أحدثوا أموراً لم يفعلها النبي  ولم ينكر بعضهم على بعض. فالحاصل أنه ليس كل ما أحدث فهو باطل هكذا على الإطلاق وإنما الأمر محصور فقط فيما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعاً وإن كان بدعة لغة. فكما أنه لا يجوز الاكتفاء بحديث ( كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومَالُهُ وَعِرْضُهُ ) في تحريم دم المسلم مطلقاً لورود حديث آخر يفسره ويبينه ويفصله وهو حديث (لا يَحِلّ دَمُ امرئ مُسْلِم يَشْهَدُ أنْ لاَ إلَهَ إلا الله وأَنّي رَسُولُ الله إلاّ بإحْدَى ثَلاَث: الثّيّبُ الزّانِي والنّفْسُ بِالنّفْسِ والتّارِكُ لِدِيِنِه المُفَارِقُ للْجَمَاعَة ) فكذلك لا يجوز الاكتفاء بحديث ( كل محدثة بدعة ) في تحريم كل أمر محدث مطلقاً وإغفال حديث ( ما ليس منه ) والله تعالى يقول: " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض " ولذلك قسم العلماء البدعة كما ذكرنا سابقاً ومن ذلك ما ذكره الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم بقولهقوله  (وكل بدعة ضلالة) هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع. قال أهل اللغة: هي كل شيء عمل على غير مثال سابق. قال العلماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة…الخ) ومن أنكر عليهم ذلك فقد وقع في قوله تعالى "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض" فتأمل.
رابعاً: إن قول القائل أن المقصود من قول النبي  (مَنْ سَنّ فِي الإسْلاَمِ سُنّةً حَسَنَةً ) معناه من أحيا سنة من سنن النبي  وليس معناه من استحدث عملاً لم يعمله النبي  مستدلاً بقول النبي  (من أحيا سنة من سنتي فعمل بِهَا النَّاس، كَانَ لَهُ مثل أجر من عمل بِهَا لاَ ينقص من أجورهم شيئاً. ومن ابتدع بدعة فعمل بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أوزار من عمل بِهَا لاَ ينقص من أوزار من عمل بِهَا شيئاً) هو قول مردود من عدة أوجه:
1) أن الحديث القائل " من أحيا سنة من سنتي " دليل على أن الحديث الثاني " من سن في الإسلام سنة حسنة " بمعنى من استحدث وليس بمعنى من أحيا لأنهما حديثان منفصلان فالأول يتحدث عن فضل من أحيا سنة من سنن المصطفى  قد أميتت كما في رواية الترمذي وابن ماجة أما الثاني ففي حق من استحدث أمراً حسناً لم يعمله المصطفى  ولو كان الحديث الأول تفسيراً للثاني لاكتفى برواية من أحيا ومن ابتدع إذ الفرق واضح في اللغة بين أحيا وبين سن.
2) ليس في شروح العلماء المحدثين لهذا الحديث القول بالإحياء بل قالوا إنه بمعنى من أتى بطريقة أو من دعا إلى أمر وهذا يشمل الأمر المحدث والأمر غير المحدث.
3) ليس الإحياء في اللغة من معاني السن.
4) يدلل على أن معنى سن في الحديث أي استحدث ما ذكره شمس الأئمة السرخسي في شرح المبسوط قوله: ( والحاصل أنه يبدأ بما أدرك مع الإمام لقوله : (إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون عليكم بالسكينة والوقار ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا). وكان الحكم في الابتداء أن المسبوق يبدأ بقضاء ما فاته حتى أن "معاذاً" رضي الله عنه جاء يوماً وقد سبقه النبي  ببعض الصلاة فتابعه فيما بقي ثم قضى ما فاته فقال : ما حملك على ما صنعت يا معاذ؟ فقال: وجدتك على حال فكرهت أن أخالفك عليه فقال : سن لكم معاذ سنة حسنة فاستنوا بها ) انتهى. وفعل معاذ رضي الله تعالى عنه على ما هو بين استحداث لفعل لم يأمر به النبي  وليس إحياء لسنة من سننه.
5) يستلزم من تأويل قوله  " من سن في الإسلام سنة حسنة " بمعنى من أحيا سنة حسنة أن نقول بذلك في باقي الحديث " ومن سن في الإسلام سنة سيئة " أي من أحيا سنة سيئة وهذا باطل لأنه ليس في سنن النبي  سنة سيئة.
2. في معرض ما ذكره المنكرون من أن تخصيص عبادة معينة في وقت معين هو بدعة نورد ما يلي:
إن القول بأن تخصيص ليلة المولد النبوي الشريف ويومه بالاحتفال بالذكر وإلقاء الخطب والمواعظ أو بالصيام والتصدق وما إلى ذلك مما يندرج تحت بند العبادات غير جائز لأن تخصيص عبادة معينة في وقت معين هو بدعة هو قول مغلوط لأنه لا ينطبق على مسألتنا لأن ذلك مقصور على عبادات الفرائض فهذه تخصيصها بوقت معين هو أمر توقيفي كوقت صلاة الفريضة ووقت الصيام المفروض ووقت وجوب زكاة الفريضة ووقت الحج أما ما يخص العبادات التطوعية فهي مشروعة في كل وقت وحين باستثناء الأوقات الوارد فيها النهي عن عبادة بعينها كالصلاة في أوقات الكراهة وكصيام أيام العيدين والأيام المنهي عن الصيام فيها وما إلى ذلك مما ورد فيه نص أما سائر الأوقات مما لم يرد فيها نص مخصوص فإنه يباح فيها كل تطوع قولي أو فعلي من ذكر أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تطوع بصلاة أو صيام أو صدقة أو عمرة سواء خصص لهذه العبادات التطوعية وقت مخصوص أم لم يخصص ما لم يكن هذا الوقت المخصوص ورد النهي فيه عن تطوع بعينه على النحو الذي مثلناه.
ومع أن هذا الأمر بين وليس بحاجة لإثبات إلا أننا مع ذلك نسوق الدليل عليه وهو الحديث الوارد في فتح الباري بشرح صحيح البخاري أنه كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس (وانظر هنا لتخصيصه رضي الله تعالى عنه يوم الخميس بإلقاء المواعظ ) فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم (وانظر هنا إلى عدم اعتراض القائل على تخصيص يوم الخميس بعينه دون سائر الأيام لإلقاء المواعظ كما يعترض المنكرون على تخصيص ليلة المولد النبوي الشريف بالذكر وإلقاء المواعظ ) قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي  يتخولنا بها مخافة السآمة علينا. وفي هذا الرد البليغ على المنكرين بتخصيص يوم مولده  بالذكر والموعظة وسائر القربات وكذلك رد على استنكارهم عدم دوام إلقاء الخطب والمواعظ وحلقات الذكر في سائر أيام السنة كما يحدث في هذا اليوم وفي سائر أيام المناسبات الإسلامية الأخرى كيوم الإسراء والمعراج ويوم بداية السنة الهجرية وغيرها فنجيبهم أن تخصيص هذه المناسبات بالمواعظ والدروس هو امتثال لقوله تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيات لِكُلِّ صَبَّار شَكُور ) (ابراهيم:5) ولا يخفى ما في استهداف هذه الأيام والمناسبات بتذكير الناس ووعظهم من اقتداء بأمر الله تعالى لنبيه موسى عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة وأزكى وأتم التسليم في قوله تعالى( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ) وما في ذلك من اتباع لسنة المصطفى  وسنة صحابته الكرام من بعده رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم في تخير المناسبات والأوقات وما يناسبها من مواعظ لما في ذلك من حكمة بينها لنا الحبيب المصطفى  التي لا يكون معها مخافة السآمة كما في الحديث السابق. وفي هذا المعنى يقول الشيخ الدكتور محمد بن علوي المالكي: (إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوى لإقبال الناس واجتماعهم وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض، فيتذكرون بالحاضر الماضي وينتقلون من الشاهد إلى الغائب ) انتهى.
أما الدليل الذي ساقه المنكرون على أن تخصيص عبادة معينة في وقت معين هو بدعة وهو الحديث الذي رواه مسلم وفيه لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي فهو دليل عليهم ويوضح ذلك قول الإمام الخطيب الشربيني في كتاب مغني المحتاج تعليقاً على هذا الحديث: (وظاهر تخصيصه ليلة الجمعة أنه لا يكره تخصيص غيرها وهو كذلك) انتهى.
وإتماماً للفائدة بخصوص هذا الحديث نورد ما قاله الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث إذ يقول: (قال العلماء: والحكمة في النهي عنه أن يوم الجمعة يوم دعاء وذكر وعبادة من الغسل والتبكير إلى الصلاة وانتظارها واستماع الخطبة وإكثار الذكر بعدها لقول الله تعالى: " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً " وغير ذلك من العبادات في يومها، فاستحب الفطر فيه، فيكون أعون له على هذه الوظائف وأدائها بنشاط وانشراح لها والتذاذ بها من غير ملل ولا سآمة، وهو نظير الحاج يوم عرفة بعرفة فإن السنة له الفطر كما سبق تقريره لهذه الحكمة، فإن قيل: لو كان كذلك لم يزل النهي والكراهة بصوم قبله أو بعده لبقاء المعنى. فالجواب أنه يحصل له بفضيلة الصوم الذي قبله أو بعده ما يجبر ما قد يحصل من فتور أو تقصير في وظائف يوم الجمعة بسبب صومه، فهذا هو المعتمد في الحكمة في النهي عن إفراد صوم الجمعة، وقيل سببه خوف المبالغة في تعظيمه بحيث يفتتن به كما افتتن قوم بالسبت، وهذا ضعيف منتقض بصلاة الجمعة وغيرها مما هو مشهور من وظائف يوم الجمعة وتعظيمه، وقيل سبب النهي لئلا يعتقد وجوبه وهذا ضعيف منتقض بيوم الاثنين فإنه يندب صومه ولا يلتفت إلى هذا الاحتمال البعيد وبيوم عرفة ويوم عاشوراء وغير ذلك فالصواب ما قدمنا والله أعلم) انتهى.
3. وفي معرض الرد على شبهة التشبه بالنصارى في احتفالهم بعيد ميلاد المسيح عليه وعلى رسولنا أفضل وأزكى وأتم التسليم نورد ما يلي:
أولاً: ورد في الموسوعة الفقهية لمجموعة من العلماء تصدرها وزارة الأوقاف الكويتية شرحاً لحديث من تشبه بقوم فهو منهم ما نصه: ( هَذَا , وَالتَّشَبُّهُ فِي غَيْرِ الْمَذْمُومِ وَفِيمَا لَمْ يُقْصَدْ بِهِ التَّشَبُّهُ لَا بَأْسَ بِهِ . قَالَ صَاحِبُ الدُّرِّ الْمُخْتَارِ : إنَّ التَّشَبُّهَ ( بِأَهْلِ الْكِتَابِ ) لَا يُكْرَهُ فِي كُلِّ شَيْء , بَلْ فِي الْمَذْمُومِ وَفِيمَا يُقْصَدُ بِهِ التَّشَبُّهُ . قَالَ هِشَامٌ : رَأَيْت أَبَا يُوسُفَ لَابِسًا نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ بِمَسَامِيرَ فَقُلْت أَتَرَى بِهَذَا الْحَدِيدِ بَأْسًا ؟ قَالَ : لَا , قُلْت : سُفْيَانُ وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ كَرِهَا ذَلِكَ لِأَنَّ فِيهِ تَشَبُّهًا بِالرُّهْبَانِ , فَقَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَهَا شَعْرٌ وَإِنَّهَا مِنْ لِبَاسِ الرُّهْبَانِ " ) انتهى.
ثانياً: يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي تعليقاً على هذا الحديث: (والمراد: التشبه بهم فيما هو من سماتهم الدينية خاصة ) انتهى.
ومعلوم أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس من سمات النصارى ولا أي طائفة أخرى إذ لا يعترف بنبوته  أصلاً أحد من غير المسلمين فضلاً عن أن يحتفلوا بهذه المناسبة فليس في الاحتفال بمولده  تشبه بأحد بل هو خاص بهذه الأمة.
ثالثاً: وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال: "قدم النبي  المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى، وأغرق فيه آل فرعون، فصامه موسى شكرا لله. فقال رسول الله : فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله  وأمر بصيامه" وقد أورد الإمام النووي في شرح مسلم حديث قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح: (أن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله  بصيامه حتى فرض رمضان) وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال: "حين صام رسول الله  يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه تعظمه اليهود، فقال رسول الله : إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا يوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ". وقد علق الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي على ذلك بقوله: (على أن موافقة النبي لليهود في أصل الصيام كانت في أوائل العهد المدني إذ كان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه استمالة لهم، وتألفا لقلوبهم، فلما استقرت الجماعة الإسلامية، وتبينت عداوة أهل الكتاب للإسلام ونبيه وأهله أمر بمخالفتهم في تفاصيل الصوم مع الإبقاء على أصله احتفالا بالمعنى العظيم الذي ذكرناه، فقال  "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوما وبعده يوما" رواه أحمد. وقد دخل الصحابة أنفسهم -في أواخر العهد المدني- ما داخل السائل من موافقة أهل الكتاب مع حرصه  على تميز أمته عن مخالفيهم في العقيدة ويتجلى هذا فيما رواه مسلم عن ابن عباس قال: لما صام رسول الله  يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله . والراجح، الذي يفهم من هذا الجواب ومن الآثار الأخرى أنه  لن يقتصر على اليوم العاشر بل يضيف إليه التاسع مخالفة لليهود والنصارى) انتهى. فتأمل قوله (أمر بمخالفتهم في تفاصيل الصوم مع الإبقاء على أصله احتفالا بالمعنى العظيم) فليست المخالفة وعدم التشبه في ترك الاحتفاء بالذكرى وإلا لكان الرسول  قد دعانا لذلك وفي ذلك رد على من قال بالتشبه بالنصارى وغيرهم لأن فعل الرسول  في هذه الحادثة دليل على بقاء مشروعية الاحتفال بذكرى نصر الله تعالى لنبيه موسى عليه وعلى رسولنا أفضل وأزكى وأتم التسليم وإن كان اليهود يعظمون ذلك اليوم لأن المناسبة لا تخص اليهود وحدهم. فكيف بذكرى المولد النبوي الشريف والتي تخصنا وحدنا نحن المسلمين ولا يشاركنا فيها أحد من أهل الملل الأخرى ولذلك استنبط الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) من هذا الحديث جواز عمل المولد.
4. وفي معرض الرد على قول المنكرين أن في الاحتفال بالمولد النبوي قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي  منهم نورد ما يلي:
أولاً: يقول الإمام أبي العزائم: ( إن إحياء ليالي المولد الشريف وإن لم يظهر في عهد السلف فإن أنفسهم كلها كانت ذكرى له  وبه تحف وكانت قلوبهم تتمثله في كل همة وحركة وتستحضره  في كل لمسة وسكنة وقد شغلت الدنيا وحظوظها القلوب فاحتاجت إلى اليقظة لذكر شمائل الحبيب المحبوب لتحيا في رياض الشهود ) انتهى. وفي هذا رد أيضاً على من قال بأنه لو كان هذا الاحتفال خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا إذ شتان بين عهد الصحابة والسلف رضوان الله تعالى عنهم وانشغالهم في كل أحوالهم وأوقاتهم بحب المصطفى  واتباع سنته وبين عهودنا التي شغلت الدنيا فيها أكثر أهلها. ولكي يتضح الفرق نورد ما ذكر في مختصر تفسير ابن كثير للصابوني في تفسير قوله تعالى " وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا ": (روى ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّه  وهو محزون، فقال له النبي : "يا فلان مالي أراك محزوناً"؟ فقال: يا نبي اللّه شيء فكرت فيه، فقال ما هو؟ قال: نحن نغدوا ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك، وغداً ترفع مع النبيين، فلا نصل إليك، فلم يرد عليه النبي  شيئاً، فأتاه جبريل بهذه الآية: " ومن يطع اللّه والرسول فأولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين " الآية، فبعث النبي  فبشره. وعن عائشة، قالت: جاء رجل إلى النبي ، فقال: يا رسول اللّه! إنك لأحب إليَّ من نفسي، واحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلتّ الجنة رفعتَ مع النبييّن، وإن دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي  حتى نزلت عليه " ومن يطع اللّه والرسول فأولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ". وثبت في صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: كنت أبيت عند النبي  فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل فقلت: يا رسول اللّه أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: "أو غير ذلك؟" قلت: هو ذاك، قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود" وقال الإمام أحمد عن عمروا بن مرة الجهني، قال: جاء رجل إلى النبي  فقال: يا رسول اللّه شهدت أن لا إله إلا اللّه، وأنك رسول اللّه؛ وصليت الخمس، وأديت زكاة مالي وصمت شهر رمضان، فقال رسول اللّه  : "من مات على ذلك كان مع النبيين والصديقين. وقد ثبت في الصحيح والمسانيد وغيرهما من طرق متوترة عن جماعة من الصحابة أن رسول اللّه  سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال: "المرء مع من أحب". قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث، وفي رواية عن أنس أنه قال: إني لأحب رسول اللّه  وأحب أبا بكر وعمر رضي اللّه عنهما، وأرجوا أن اللّه يبعثني معهم، وإن لم أعمل كعملهم. قال الإمام مالك بن أنس عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللّه  : "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول اللّه تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: "بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين" (أخرجه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم) قال تعالى: " ذلك الفضل من اللّه " أي من عند اللّه برحمته، وهو الذي أهّلهم لذلك لا بأعمالهم، " وكفى باللّه عليماً " أي هو عليم بمن يستحق الهداية) انتهى.
وكذلك يقول الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في إحدى محاضراته الصوتية المسجلة: (لما جيء بزيد بن الدثنة رضي الله عنه ليقتل هو الآخر قال له أبو سفيان وكان مشركاً رحمه الله تعالى كان آنذاك مشركا قال أنشدك الله يا زيد - أي أسألك بالله لا تكذبني لا تكذبني في الجواب - أتحب أنك في أهلك آمنا مطمئناً وأن محمداً في مكانك هنا فقال والله لا أحب أن أكون في بيتي آمناً مطمئناً وإن محمداً ليشاك بشوكة - أي أوثر أن ألقى مصيري هذا في سبيل ألا يشاك رسول الله شوكة واحدة - نظر أبو سفيان متعجبا وقال والله ما رأيت قوماً أشد حبا لشخص من حب أصحاب محمد لمحمد … ولذلك فالله عز وجل أودع في كيانك عوامل حب المصطفى لما أودع في شخص المصطفى أسباب هذا الحب "وإنك لعلى خلق عظيم" ، " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" انظر كيف صاغ رب العالمين رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام حتى يسهل حب الناس له ولذلك كان الرجل ينظر إلى رسول الله  من خلال منظار عدائه له فلا يرى من خلال هذا المنظار إلا صفة العداء والبغضاء في كيانه يكون هذا محجوباً عن رسول الله  لكن إذا أشاح عن وجهه هذا الحجاب ونظر إلى رسول الله من خلال طبيعته البشرية في اللحظة ذاتها يتحول من عدو لدود إلى عاشق محب وهذا ما وقع عندما جاء ذلك الأعرابي فاخترط سيف رسول الله  ليقتله وهو نائم والقصة تعرفونها سقط السيف من يده وعفا عنه رسول الله  وأشهد على هذه الحادثة بعضاً من أصحابه تحول الرجل في تلك اللحظة من العداوة والبغضاء إلى الحب الشديد والعجيب جداً له وأسرع عائداً إلى قومه يقول لهم جئتكم من عند خير الناس.. رجل اسمه فضالة كان يوم الفتح يتربص برسول الله ليقتله - مشرك ما أسلم - رأى رسول الله  آتياً من بعد يريد أن يطوف بالكعبة فاختبأ وراء ركن من أركان الكعبة ينتظر أن يأتي الرسول إليه ليفاجئه فيقتله، الرسول نبي والله يقول " والله يعصمك من الناس" ألهم الله رسوله أن هذا يريد قتله ترك رسول الله طوافه وغير مساره واتجه من طرف آخر إلى فضالة يعني فضالة كان ينتظر أن يأتيه رسول الله هكذا سار رسول الله معاكساً وفاجأه من الطرف الآخر لما فوجئ به فضالة قال له رسول الله متبسماً أفضالة؟ قال نعم قال ماذا تصنع؟ قال لا شيء أسبح الله فضحك المصطفى عليه الصلاة والسلام ودنا منه ووضع يده الشريفة على صدره يقول فضالة فوالله لم يكن في الدنيا رجل أبغض إلي من رسول الله ما رفع يده عن قلبي حتى لم يكن رجل في الدنيا أحب إلي من رسول الله  وعاد إلى داره ورأسه يفيض نشوة بهذا الحب كان في طريقه إلى الدار امرأة بينها وبينه خلة في الجاهلية لما رأته آتياً من بعيد ظنت أنه جاء ليزورها كالعادة فدعته إلى مجلسها ولكنه رفض ونشوة هذا الحب تطوف في رأسه قال قالت هلم إلى الحديث فقلت:لا. يأبى علي الله والإسلام ** لوما رأيت محمدا وصحابه في الفتح يوم تكسر الأصنام ** لرأيت دين الله أضحى واضحاً والكفر مرغ وجهه الإظلام. هذا الحب هو الذي يقود الإنسان إلى السلوك وإذا خلا إيمان المرء من هذا الحب كان هذا الإيمان أشبه بسيارة فارغة من الوقود مهما كانت في هيكلها رائعة ومهما كانت حديثة الصنع فإنها لا تفعل شيئاً وقود الإيمان هو الحب حب الله عز وجل وحب رسوله  وبهذا الحب قال زيد بن الدثنة هذا الكلام أين نحن أيها الإخوة من هذا الحب؟ نحن في أحسن أحوالنا وظروفنا مؤمنون إيماناً عقلانياً يعني موقنون أما هذا الولع لرسول الله - فرعاً عن الولع بالله فرعاً عن محبة الله لأن حب رسول الله غصن مقدس من جذع محبة الله عز وجل - هذا الشيء مفقود وعندما يوجد لا يوجد منه إلا شيء بسيط لا يحرك ساكناً ولا يقوم اعوجاجاً ولذلك تجد أن المعاصي كثيرة وأن الانزلاق إلى الدنيا هو شغلنا الشاغل لأن القلب إذا فرغ من حب الله وحب رسوله لابد أن يمتلئ بحب الدنيا مستحيل إما هذا وإما ذاك فالآن نحن نعافس الدنيا فاضت أفئدتنا حباً للدنيا وحباً لشهواتها وأهوائها .. أصحاب رسول الله  كانوا يتحركون ويضحون ويفعلون ما يفعلون بسائق واحد هو هذا الحب ) انتهى بتصرف.
كما ينقل لنا الإمام عز الدين أبو العزائم صور من تعلق قلب السلف الصالح بالنبي  في كل حين فأورد لنا ما يلي: (وفي الشفاء للقاضي عياض أن مصعب بن عبد الله قال كان مالك إذا ذكر النبي  يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه فقيل له يوماً في ذلك فقال لو رأيتم ما رأيت ما أنكرتم علي ما ترون. وكذلك قوله لقد كنت أرى محمد بن المنكدرة وكان سيد القراء لا تكاد تسأله عن حديث أبداً إلا ويبكي حتى ترحمه. ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي  اصفر وما رأيته يحدث عن رسول الله إلا على طهارة ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي  فينظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم وقد جف لسانه في فمه هيبة منه لرسول الله  ولقد كنت أرى عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر عنده النبي  بكى ولا يزال يبكي حتى يقوم الناس ويتركوه. إلى أن يقول ومن تعظيم مالك لرسول الله  كراهته أن يقال زرنا قبر النبي  - وكره تسوية النبي  مع الناس بهذا اللفظ - وأحب أن يخص بأنه يقال سلمنا على النبي . وقال أيضا (أي القاضي عياض في الشفاء) كان أصحاب النبي  بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودهم وكذلك كثير من التابعين منهم من يفعل ذلك محبة له وشوقاً إليه ومنهم من يفعله تهيباً وتوقيراً ) انتهى بتصرف.
ثانياً: يقول الشيخ الدكتور محمد علوي المالكي: (إن الله تعالى قال: " وكلاًّ نقصُّ عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك " فهذا يظهر منه أن الحكمة في قصّ أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجه هو  ) انتهى.
ثالثاً: يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: ( هناك لون من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعا ًللمسلمين،ونحن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول  ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لماذا؟ لأن هذه الأشياء عاشوها بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول ، كان الرسول  حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم، كان سعد بن أبي وقاص يقول: كنا نروي أبناءنا مغازي رسول الله  كما نحفِّظهم السورة من القرآن، بأن يحكوا للأولاد ماذا حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ماذا حدث في حياة النبي ، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء. ثم جاء عصر نسي الناس هذه الأحداث وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم وضمائرهم، فاحتاج الناس إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، صحيح اتُخِذت بعض البدع في هذه الأشياء ولكنني أقول إننا نحتفل بأن نذكر الناس بحقائق السيرة النبوية وحقائق الرسالة المحمدية، فعندما أحتفل بمولد الرسول فأنا أحتفل بمولد الرسالة، فأنا أذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرة رسول الله. وفي الهجرة أذكِّر الناس بهذا الحدث العظيم وبما يُستفاد به من دروس، لأربط الناس بسيرة النبي  (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) لنضحي كما ضحى الصحابة، كما ضحى علِيّ حينما وضع نفسه موضع النبي ، كما ضحت أسماء وهي تصعد إلى جبل ثور، هذا الجبل الشاق كل يوم، لنخطط كما خطط النبي للهجرة، لنتوكل على الله كما توكل على الله حينما قال له أبو بكر: والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال: "يا أبا بكر ما ظنك في اثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا". نحن في حاجة إلى هذه الدروس فهذا النوع من الاحتفال تذكير الناس بهذه المعاني، أعتقد أن وراءه ثمرة إيجابية هي ربط المسلمين بالإسلام وربطهم بسيرة النبي  ليأخذوا منه الأسوة والقدوة، أما الأشياء التي تخرج عن هذا فليست من الاحتفال ؛ ولا نقر أحدًا عليها ) انتهى.
5. وفي معرض الرد على من يقول أنه ليس في شرعنا إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع نورد ما يلي:
أخرج ابن جرير عن قبيصة بن أبي ذؤيب قال: قال كعب: لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه، فقال عمر: وأي آية يا كعب؟ فقال " اليوم أكملت لكم دينكم " فقال عمر: لقد علمت اليوم الذي أنزلت، والمكان الذي نزلت فيه، نزلت في يوم جمعة، ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد. فهل تجاوز سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه الحد المشروع باعتباره يوم الجمعة ويوم عرفة عيد؟!، وتأمل عدم استنكار عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه مبدأ اتخاذ اليوم الذي نزلت فيه الآية عيداً بل استفسر عن الآية ثم لما علمها فرح وحمد الله تعالى لأن اليوم الذي نزلت فيه هو فعلياً يوم عيد للمسلمين. وماذا يقول هذا القائل فيما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبى هريرة عن النبي  "يوم الجمعة يوم عيد. فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم، إلا أن تصوموا قبله أو بعده" وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري ما نصه: (قال الحافظ: ذهب الجمهور إلى أن النهي فيه للتنزيه واختلف في سبب النهي عن إفراده على أقوال: أحدها: لكونه يوم عيد والعيد لا يصام. واستشكل ذلك مع الإذن بصيامه مع غيره، وأجاب ابن القيم وغيره بأن شبهه بالعيد لا يستلزم استواءه معه من كل جهة ) انتهى. فلا يخفى ما في تسمية الجمعة ويوم عرفة وغيرها بالعيد من المجاز لكونها أيام اجتماع وفرح وسرور لا أنها أعياد على الحقيقة فليس في هذه الأيام صلاة عيد كعيد الفطر وعيد الأضحى بل هو المجاز وفي ذلك يقول القائل إن كل يوم لا نعصي الله فيه هو لنا عيد أي يوم فرح وسرور وكذلك الحال مع يوم المولد النبوي الشريف الذي هو كما يصفه الشيخ هشام قباني بقوله: (نقول بأن الاحتفال بمولد النبي  هو مناسبة تجلب الفرح والبركة وليست عيداً) انتهى. أي ليست عيداً بالمعنى الشعائري التعبدي لأن ذلك قاصر على عيدي الفطر والأضحى إذ لعيد الفطر وعيد الأضحى شعائرهما الخاصة وعلى رأسها صلاة العيد.
6. وفي معرض الرد على قول القائل أن الفرح بهذا اليوم والنفقة فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه نورد ما يلي:
أولاً: الأصل في الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف هو الفرح بيوم مولده لا بيوم وفاته والرسول  يقول " إنما الأعمال بالنيات "
ثانياً: أورد السيوطي حديث " من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته " وقال أورده الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد وصححه السيوطي وقال حديث صحيح. وقد تعارف المسلمون منذ عهد النب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
didou
عضو متطور
عضو متطور
didou

عدد الرسائل : 72
العمر : 33
الموقع : http://www.diwan4arab.com/
المدينة التي تقطن بها : touggourt
الوظيفة : طالب جامعي
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/07/2010

 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين     المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Icon_minitimeالجمعة فبراير 08, 2013 10:53 am

بارك الله فيك اخي على الموضوع
والان الامر اصبح ليس فيه اختلاف الا من يتبع في هواه فلو كان خيرا لسبقنا به ابوبكر وعثمان وعمر رضي الله عنهم والصحابة اجمعين بل لكان سبقنا اليه النبي الكريم نفسه ويحتفل بيوم مولده قبل ان نفعل نحن ذالك ولكن لما طغى الجهل كثرة البدع واصبح الناس يفتون في اناس ليسوا اهلا للفتوى فيفتون فيضلون ويضلون الناس معهم
 المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين  Edd2daafae040fbe795e817bcc3c9898
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

المولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المولد النبوي الشريف بلدية العالية .
» من أنشطة المولد النبوي الشريف بالعالية 1432هـ.
» بمناسبة عيد المولد النبوي
» المولد النبوي وتحديد المسار الديني في العالم
» تاريخ المسجد النبوي الشريف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA :: المنتـدى الإسـلامـي الـعــام :: قسم الصوتيات والمرئيات الإسلامية-