انظم عدد من قدماء المجاهدين من مدينة المنيعة، إلى الاعتصام الحاشد الذي فرضه المحتجون بسبب مشكل انقطاع الكهرباء بعد لجوئهم في خطوة وصفها البعض بالخطيرة، إلى قطع الطريق الوطني رقم 1، وسط تواجد أمني مكثف لقوات الأمن التي آثرت البقاء بنقاط التماس تفاديا لأي طارئ بسبب شل جميع حركة التنقلات من وإلى مدن أقصى الجنوب الكبير.
الأجواء المشحونة شهدها المسلك الوحيد المؤدي إلى ولايات تنمراست، أدرار وبشار، حيث يقع حوالي 300 متر فقط عن نقطة المراقبة الأمنية لمصالح الدرك الوطني الواقعة بالمدخل الشمالي لمدينة المنيعة، وقد شهد الاعتصام الأضخم من نوعه منذ بدء الاحتجاجات التحاق عدد من الأعيان والشخصيات الثورية بصفوف الشباب المعتصمين الذين طالبوا بنزول طاقم حكومي يتكون من وزراء الداخلية والطاقة والمناجم، رافضين بذلك كل المسكنات المؤقتة والإصغاء لأي وعود جديدة قد يطلقها المسؤولون المحليون للالتفاف على مطالبهم الشرعية المتثلمة في تحسين نوعية الكهرباء للحد من الانقطاعات الكهربائية المتكررة والعمل على إقالة مدير وحدة الإنتاج الجهوية في تقرت، على خلفية فضيحة اختفاء كميات ضخمة من زيوت مولدات الكهرباء ووقود الديزال المخصصة لمحطة المنيعة التابعة جهويا لناحية تقرت، في ظروف لازال يلفها الغموض. وطالب المحتجون بوجوب إيفاد لجنة تحقيق وطنية للإطلاع على الأوضاع عن كثب وكشف ما يجري بمحطة توليد الكهرباء بالمدينة، التي تراجع مستوى إنتاجها من الطاقة الكهربائية من 32 ميغاوات الصائفة الماضية إلى 12 ميغاوات بداية ماي الفارط. ورغم توفر مخازن المحطة على ثلاثة مولدات جديدة لم تدخل الخدمة بعد ووجود إمكانية متاحة لإدارة المحطة في الرفع من حجم الإنتاج إلا أن الأمور لا زالت قاتمة، في ظل نسب دنيا لا تكفي -حسب التقنيين- لتغطية ثلث مشتركي فرع سونلغاز بذات المدينة التاريخية، مما يجعل الوضع مفتوحا على كل الاحتمالات ويزداد حدة يوما بعد يوم تزامنا وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، يذكر أن كارثة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أججت الشارع أزيد من مرة في عدة مناطق بالجنوب الذي يعد منبعا للطاقة على المستوى الوطني.
عن الشروق اليومية