السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بينما كنت مع والدتي في جلسة حميمية بمدينة تقرت بحي ال 120 سكن بمعية أحد إخوتي وأحد أخوالي وصينية الشاي بيننا يوم: 28 مارس 2013/م وكنا نتجاذب أطراف الحديث ...فقلت لأمي من أغنى واحد في تقرت فقالت هم ثلاثة في سنة الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر .
- السرفاطي يهودي الأصل
- الحمروني
- عبد القادر بن الأخضر السائحي
هؤلاء هم أغنياء الواحات كلها حيث أن أول من أدخل السيارة الى مدينة تقرت من نوع - طراكسيون - هو عبد القادر بن الأخضر وكان يملك الآفا من النخيل في حي - بن نور - بلدة عمر وكان حكيما وفقيها وذات مرة زاره صحاب له من مدينة بسكرة والتقى به في مدينة تقرت وركب معه السيارة وبينما هم في الطريق رأى المرحوم عبد القادر بن الأخضر - نعجة ميتة - على حافة الطريق فوقف السيارة وحملها معهم ووصلا حديثهما الى أن وصلا الى - بن نور - فقال لأحد عماله نزل النعجة من السيارة واسلخ جلدها وانزع صوفه وباقي الجثة إردمها تحت إحدى فسائل النخل .
ودخل المرحوم وضيفه الى غرفة الضيوف وبقيا يتسامران الى ان حضر الغداء وفيه لحم كثير المطبوخ منه والمشوي فتعجب الضيف وقال لصاحبه يا ترى هذا لحم تلك النعجة التي وجدنا جثتها في الطريق أم لحم ماذا ؟ فقال المضيف : لا بل ذاك اللحم كان من نصيب إحدى النخيلات أظن أنها كانت تعاني من القرم . فاطمأن الضيف وقال : الحمد لله على أنه لم يكن من نصيبي وبقيا يتحدثان عن إنتاج القمح والتمور في كل من وادي ريغ ومدينة بسكرة برهة من الزمن ثم خطر ببال الضيف أن يسأل صاحبه عن قصة النعجة فسأل وكان الجواب أنه لا بد لنا من الإستفادة من كل شيء فيه فائدة ولا نتركه يذهب هباء منثورا وها أنت قد رأيت بنفسك ضيفي العزيز أن النخلة قد إستسفادت الجثة بعد عملية الردم فسوف تتحل وتصبح سمادا يعود على الشجرة بالخير العميم ثم أن الجلد نصنع منه السيور والمحازم والأحذية أما الصوف فسيصبح لباسا....أليس كذلك يا ضيفي العزيز؟
وقال له بلهجة العامية : صوفها يكسو عريانا وجلدها يحذيء حفيانا ولحمها وعضامها للحشان....فرحم الله الضيف والمضيف وبقيت الحكمة بعدها يستفاد منها
- مروي عن الوالدة
- المدون تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51.blogspot.com