مسلحون سلفيون يسيطرون على الطريق الدولي بين الجزائر ومالي
مقتل قائد ميداني للحركة في غارة جوية يعتقد أنه مسؤول منطقة تسليت
حاول مسلحون من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، حسب مصدر أمني رفيع، الاستيلاء على شاحنتي نقل وقود في موقع حدودي قرب تينزاواتين، وقد تصدت لهم مروحيات تابعة للجيش، فقتلت ما لا يقل عن 20 مسلحا، منهم قائد ميداني يعتقد بأنه مسؤول منطقة تسليت في هذه الحركة.
قتل ما لا يقل عن 20 عنصرا من مسلحي التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، في غارة جوية شنتها طائرات مقاتلة جزائرية على قافلة سيارات دفع رباعي، حاولت الاستيلاء على شاحنتي نقل وقود في جنوب شرق تينزاواتين. واسترجع الجيش خلال هذه العملية العشرات من قطع السلاح المحروقة ووثائق مهمة تخص جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وكشف مصدر أمني بأن جثث 5 قتلى على الأقل نقلت إلى الجزائر لفحصها. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن 5 سيارات يستقلها مسلحون من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا نصبت، ليلة الأحد، كمينا لقافلة شاحنات نقل وقود في طريق صحراوي فرعي قرب تينزاواتين، لكن الكمين فشل بسبب اكتشاف طائرة استطلاع إحدى هذه السيارات. وقد تدخلت وحدة عسكرية خاصة معززة بطائرات هيليكوبتر هجومية تمكنت من تدمير السيارات بعد اشتباك دام ساعتين.
وقال مصدر أمني محلي إن نوعية الأعلام السلفية التي تحمل عبارة التوحيد والجهاد، إلى جانب شعار الحركات السلفية الجهادية التي كانت مرفوعة على السيارات وبعض الوثائق التي استرجعها الجيش، أكدت بأن الجماعة المسلحة تنتمي لحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وقد أسفرت العملية عن مقتل قائد ميداني من الحركة، يدعى حومة ولد عبد العالي، وهو مالي الجنسية، لفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات من نقله إلى مركز علاج عسكري ميداني. ويعد هذا الاشتباك الأول من نوعه بين قوات عسكرية جزائرية وإرهابيين تابعين للتوحيد والجهاد التي تفاوض الجزائر للإفراج عن الدبلوماسيين المختطفين.
مسلحون سلفيون يسيطرون على الطريق الدولي بين الجزائر ومالي
من جانب آخر، فقدت حركة تحرير أزواد السيطرة على الطريق الدولي الرباط بين الجزائر وما يسمى إقليم أزواد أو شمال مالي، لصالح مسلحين سلفيين متحالفين مع حركة التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وقال شهود عيان إن مسلحين سلفيين يرفعون الأعلام السوداء، وضعوا حاجزا في جزء من الطريق الدولي في جنوب بلدية الخليل المالي في منطقة ''آعيور''. وأكد مصدر أمني أن اشتباكا وقع مساء أمس قرب تساليت في شمال مالي، بين مسلحين يعتقد بأنهم من حركة أنصار الدين ومقاتلين من حركة تحرير أزواد، أسفر عن مقتل 3 مسلحين وجرح 8 آخرين نقلوا للعلاج في الجزائر. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن معارك تنشب من حين لآخر بين جماعات مسلحة تسيطر على الطرق الرئيسية والفرعية قرب تساليت، أدت إلى تهجير العشرات من السكان الذين فروا إلى الجزائر. وقد أصيب في إحدى هذه المعارك القائد الميداني في حركة أنصار الدين، واهي عيدي عبد القادر، بجروح بليغة استدعت نقله للعلاج في مستشفى مدينة غاو المالية. من جهة أخرى، نقلت مصادر مسؤولة من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد لـ''الخبر'' أن حركة تحرير أزواد نقلت المئات من عناصرها المسلحين لاستعادة السيطرة على الطريق الدولي الرباط بين الجزائر وإقليم أزواد، بعد أن استولى مسلحون تابعون للتوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة على عدة مرتفعات إستراتيجية تسيطر على أهم محاور الطريق. كما سيطروا على تلال قريبة جدا من قاعدة أمشش الجوية بمدينة تيفلت ومنطقة ''غوسن'' التي كانت تضم معسكرا للجيش المالي في السابق. وقد شهدت الجهة، ليلة الثلاثاء الماضي، معركة طاحنة دارت بين القوات النظامية المالية والجيش الوطني لتحرير الأزواد.