احتل الغاضبون، أمس، مقر حزب الآفلان وواصلوا جمع التوقيعات للإطاحة بالأمين العام عبد العزيز بلخادم، من مكتبه وبنفس الجهاز الذي أعد قوائم الترشيحات، التي فجرت الوضع وزادت من حالة الاحتقان داخل الحزب العتيد نقطة لا رجوع، وبلغ الانسداد درجة تعفن الوضع التنظيمي.
وفاقت التوقيعات وسط أعضاء اللجنة المركزية للإطاحة بالأمين العام، عبد العزيز بلخادم، مساء أمس، 180 توقيع من أصل 351 عضو، وشاع حديث عن استقالة مرتقبة لبلخادم.
وأفاد، بوجمعة هيشور، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الأسبق، في تصريح لـ "الشروق"، أن هناك فرضيتين، الأولى تتعلق ببلوغ ثلثي النصاب القانوني أي 217 توقيع، صبيحة الأحد، سواء بلخادم استقال أم لا، وسيتم تثبيت الحالة بمحضر قضائي، لضبط القائمة ويودع قرار سحب الثقة من الأمين العام، طبقا للقانون الأساسي والمادة 37 منه، والدعوة لعقد دورة طارئة للجنة المركزية قبل 20 أفريل، والفرضية الثانية تتعلق بتقديم بلخادم لاستقالته، وذلك يسهل مهمة اللجنة المركزية بالإجماع على شخص لقيادة الجبهة مؤقتا، أو تنصيب قيادة جماعية.
وأكد هيشور أن هناك أزمة خانقة على مستوى القواعد، مضيفا "الأمين العام لم يسمعني وحذرته في أكثر من مرة، لما قلت له أن الثلاثي حراوبية والطيب لوح وعمار تو، هم من يسيرون الحزب وبعض أعضاء المكتب السياسي".
وتنقل أعضاء اللجنة المركزية الغاضبين، أمس، إلى مقر الآفلان - الجهاز المركزي - لمواصلة جمع التوقيعات من مكتب بلخادم، والعمل على نفس جهاز الإعلام الآلي، الذي تم به ترتيب القوائم للتشريعيات، وترأس الوزير الأسبق، بوجمعة هيشور، العملية بحضور المحافظ زوبيري، ومحمد صديقي ومحمد بورزام وأرزقي حميدات. شرشالي، بولنوار نور الدين، بومهدي، ماموني، وبونكراف.
من جهة ثانية، أكدت مصادر أفلانية لـ "الشروق" أن ابن الأمين العام لحزب جبهة التحرير، عبد الرحمان بلخادم، تنقل لمقر الآفلان وطلب من عضو لجنة مركزية عن العاصمة مقرب منه، التوسط لدى المحتجين لمنح والده عبد العزيز فرصة الاستقالة، في حال الإلحاح على سحب الثقة منه.
وألمح أعضاء من المكتب السياسي عن نيتهم في الالتحاق بالحركة ضد بلخادم، غير أن قادة " الانقلاب" رفضوا ذلك، وقالوا لهم " لا نقبل إمضاءاتكم إلا في حالة الاستقالة من المكتب السياسي"، وقد التحق كل محافظي العاصمة بالحركة، عقب تأبينية المرحوم، عبد الحميد مهري.
من جهتها، تعتزم الإطارات الشبانية لحزب جبهة التحرير الوطني، رفع رسالة إلى الرئيس بوتفليقة، خلال الأيام المقبلة بصفته الرئيس الشرفي للحزب تتعلق بالإقصاء الذي مارسه الأمين العام والمكتب السياسي للحزب في حق المترشحين الشباب، وتساءل الشباب عن المتسبب في إعادة تركيب قوائم الحزب وإبعاد الشباب، يوم الخميس 22 مارس، بعد منتصف النهار، واتهموا الوزيرين حراوبية وعمار تو وأطرافا أخرى بالتدخل.