يعتبر دافيد ايستون David Easton من ابرز المفكرين السياسيين المعاصرين الذين ساهموا بشكل واسع في مجال تحليل الظواهر السياسية , و كذلك من أهم الأكاديميين المتخصصين في تحليل النظم السياسية , حيث وضع النموذج التحليلي المعروف باسم نموذج "المدخلات و المخرجات" Inputs and Outputs بنظرة وظيفية .
يبني دافيد ايستون نظريته في النظم السياسية على أساس أن الظاهرة السياسية هي عبارة عن مجموعة من العلاقات المتداخلة و العناصر المتفاعلة , و التي تتكون أساسا من نظام System و محيط Environment
مدخلات ومخرجات , فما هو مدلول كل منهما ؟
بالنسبة للمدخلات Inputs فتتكون عند ايستون (انظر الصورة) من عنصرين أساسيين و هما :
1- : المطالب و الحاجات الصادرة عن المجتمع (المجتمع المدني , استطلاعات الرأي العام , وسائل الإعلام ) و التي يجب أن يعبر عنها في شكل تظاهرات سياسية عقلانية و منظمة .
2- : دعم و مساندة النظام السياسي , و الإيمان بقواعد اللعبة السياسية.اما بخصوص المخرجات Outputs فهي عبارة عن رد فعل المؤسسات السياسية الحاكمة على الطلبات و المطالب الصادرة عن المجتمع , و ذلك عن طريق تغذية استرجاعية FeedBack .و يكون رد فعل النظام السياسي إما إيجابيا أو سلبيا : فيصير ايجابيا عندما يتخذ النظام السياسي تدابير سياسية إيجابية , تتمثل في قبول و تحقيق مطالب المحيط , و من تم ترجمتها في شكل سياسات عامة . ويتخذ رد الفعل طريقا سلبيا عندما تقابل مطالب المحيط بالرفض و التدابير الزجرية و القمعية .و بالتالي فإن النظام السياسي إذا اتخذ إجراءات ايجابية بالنسبة لايستون فإنه يحقق لنفسه توازنا يمنحه طابع الديمقراطية .أما اذا قوبلت مطالب المحيط بالرفض فإن هذا النظام السياسي نظام غير متوازن , و بالتالي غير ديمقراطي .
ولد هربارت سيمون (بالإنكليزية: Herbert A. Simon) في ميلووكي في 15 يونيو 1916 وكان والده مهندس كهرباء هاجر إلى الولايات المتحدة تاركا ألمانيا في عام 1903 بعد أن حصل علي شهادة في الهندسة من أحد جامعات ألمانيا وكان المصمم والمخترع لبعض الأجهزة لمراقبة المعدات الكهربائية وقد حصل سيمون " الأب " على دكتوراه فخرية من جامعة ماركيه في الهندسة.
بداياته
تلقي سيمون التعليم الابتدائي والثانوي في ميلووكي ثم في مدرسة الأعمال وكان له اهتمام بالبيسبول وكرة القدم ودرس الاقتصاد في ونيفيرستيتي يسكونسن وقد تمكن من تحقيق قاعدة واسعة من المعرفة في الاقتصاد والعلوم السياسية مع تحقيق مهارات متقدمة في الرياضيات والمنطق الرمزي والإحصاء الرياضي وهناك التقى مع اقتصادي رياضي هو "هنري شولتز" ودرس أيضا مع رودولف كارناب " منطق نيكولاس راشيفسكي" في الرياضيات والفيزياء وتقابل مع هارولد لاسويل وتشارلز ميريام في العلوم السياسية. كما تطرق أيضا إلى دراسة جادة من الدراسات العليا في الفيزياء لتعزيز معرفته بالمهارات الحسابية والتدريب على المعرفة لكنه كان دائم الاهتمام بالفلسفة والفيزياء وله عدة منشورات عن تبسيط الحقائق في الميكانيكا الكلاسيكية.
مساهماته بعد التخرج
تخرج في عام 1936 وفي الفترة من 1939 إلى 1942 عمل مع فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا (بيركيلي) بالترتيب مع جامعة شيكاغو وقدم في امتحانات الدكتوراه بحثه عن اتخاذ القرارات الإدارية خلال السنوات الثلاث في بيركلي، وهناك التقى مع يعقوب مارشاك وتجالينغ كوبمان وأيضا كينيث أرو وليو هورويتش ولورانس كلاين وودون باتينكين وأوسكار لانج وميلتون فريدمان وفرانكو موديغلياني في كثير من الندوات ثم في السنة الثانية في التعليم والاقتصاد المكمل ونظرية نيمان بيرسون والإحصائيات وقابل هنري شولتز (من جيرزي نيمان في بيركلي) مع دراسة دقيقة لكيني في النظرية العامة (التي مفهوم النماذج الرياضية التي اقترحها ميد وهيكس وموديغلياني التقنيات الاقتصادية التي ادخلتها فريش كما درس سأمويلسون وشارك مع مارشال وسام شور في دراسة عن الآثار الاقتصادية المحتملة للطاقة الذرية.
وفي الفترة من 1950 إلى 1955 وخلال هذا الوقت عمل على دراسة العلاقات السببية بين الطلب وقدم مع هوكينز دراسة على الشروط النظرية لوجود حل ايجابي في ناقلات المدخلات والمخرجات كذلك "مصفوفات ألبرت أندو" وتأثيرها على نظريات شبه القابلية للتحلل والتجميع في كارنيجي ثم اشترك في مشروعه الجديد "علم الإدارة مع الحواسيب الإلكترونية" مع تشارلز هولت ثم مع فرانكو موديغلياني وجون موث حيث عملوا في تطوير تقنيات البرمجة الديناميكة بين ما يسمى "القرار الخطي للقواعد" لمجموع مراقبة المخزون والإنتاج ثم التكافؤ النظري في ظل ظروف عدم اليقين مع موديغلياني وأضاف بناء كفاءة حسابي الخوارزميات في هذا الوقت نفسه، وقدم دراسة وصفية لاتخاذ القرارات التنظيمية بالتعاون مع هارولد جيمس غيتشكوف ومارس ريتشارد سييرت وغيرهما. وتصور أن الطريق الصحيح لدراسة لحل المشاكل هو المحاكاة مع برامج الحاسوب تدريجيا ومع استمرار وضع النماذج العشوائية. توفى هربارت سيمون في عام 2001.