في قصة مشهورة لأحد العلامة الذي خرج لطلب العلم، أنه بعدما طال فِراقه عن والدته وأشتاق لها ، بعث إليها مع أحد التجار مجموعة من الهدايا المتمثلة في سلهام (عباءة) وعبداً وتسعين درهم وزربيةً وأرفق معها رسالة يستفسر فيها عن حالها. وبعدما سافر التاجر وهو في طريقه إلى المغرب قرر التاجر الإستيلاء على الهدايا ثم أخرج الرسالة ليقرأها فلم يجد ما يشير للهدايا فقرر توصيل الرسالة دون أن يخبر المرأة عن الهدايا.
ولما وصل التاجر إلى والدة العلامة ناولها الرسالة فقالت الأم : هات الزربية والسلهام والعبد والتسعين. فقال: من أين أخذتِ هذا ( أي كيف عرفت هذا)؟ فأجابت : لقد و جدت في أخر الرسالة :
"سلام بزيادة لامِ ماءٍ إلى لامِه، وإحدى خبر كأن في قوله: ترديت إلى آخر كلامه، وإياك نعبد وإياك نستعين".
بالنسبة للسلهام : لامُ ماءٍ هاءٌ؛ لأنه يجمع على (أمواه) ويصغر على (مويه)، وإذا أضيفت الهاء إلى لام سلام كانت سلهاماً.
وأما قوله: وإحدى خبر كأن في قوله: ترديت إلى آخر كلامه فتقول: راجعت ما أحفظ من الشعر فلم أجد بيتاً بدئ بقوله: ترديت وفيه كأن إلا قول غيلان : ترديت من أعلام نور كأنها زرابي وانهلت عليك الرواعد. وخبر كأن هنا هي زرابي و واحدة الزرابي زربية.
وأما و إياك نعبد وإياك نستعين فتقول: في سورة الفاتحة لا تبدأ هذه الآية بحرف الواو فعرفت أنها مصحفة، فانتزعت نقاطها فقرأتها فإذا هي: أتاك بعبد وأتاك بتسعين.