يمارس عدد من الرعايا الأجانب بالجنوب مهنا طبية غير مرخصة أبرزها مهنة جراحة الأسنان، وذلك في أماكن معزولة بعيدا عن الأنظار رغم أن الأطباء "المزعومين" أميين ولا يملكون أي شهادة أو ترخيص يسمح لهم بممارسة هذا النشاط، والأغرب من ذلك أنه يتم بمعدات ووسائل تقليدية غير معقمة.
هذا النشاط غير الشرعي قد يؤدي - حسب مصادر طبية- إلى الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع"C " الذي يعد أحد أكثر الأنواع انتشارا في ولايات الجنوب، حيث تعرض مجموعة من أطباء الأسنان السوريين خدماتهم الطبية على مستوى المنازل والشوارع بمناطق الصحراء، وبعضهم يستغل الفنادق ولا يملكون رخصا للممارسة ولا مؤهلات علمية أو حتى عيادات خاصة لمزاولة النشاط الطبي، بل يتخذون من الشوارع مرافق طبية متنقلة، لعلاج الأسنان، فيما يحمل البعض شهادات تثبت أنهم فعلا أطباء أسنان، ويستعملونها قصد الترويج لأنفسهم والإدعاء أنهم من أهل الخبرة، ما جعل عدد من المواطنين يتقبلون خدماتهم، دون علم منهم أنهم يعرضون أنفسهم للخطر.
وقامت مصالح الأمن أمس الأول بتوقيف رعيتين من سوريا لم يتجاوز سنهما 30 سنة يمارسان مهنة طب الأسنان بشوارع الولاية دون ترخيص، وبحوزتهما حقيبتان بها أجهزة طبية لتركيب وحشو وخلع الأسنان، وجاء ذلك على إثر بلاغ تقدم به أحد المواطنين مفاده قيام رعايا أجانب بممارسة مهنة الطب دون ترخيص بساحة أول ماي، وبعد تنقل ذات المصالح على الفور إلى عين المكان قصد التأكد من المعلومات، تبين أنهما كانا يعرضان خدماتهما على السكان، وبعد تسجيل محضر ضدهما وسماعهما اعترفا بمزاولتهما مهنة طب الأسنان بعدة أماكن، ليتم تقديمهما أمام وكيل الجمهورية الذي أرسل لهما استدعاء مباشرا، كما سجلت نفس المصالح عدة قضايا مماثلة، وقد تمت محاكمتهم قضائيا خلال الأشهر الأخيرة، حيث أودع 3 رعايا سوريين الحبس المؤقت والإفراج عن متهمين اثنين من الجنسية نفسها، وتوجيه تهمة ممارسة الطب دون ترخيص وبلا شهادة وحيازة مواد طبية مخدّرة بصفة غير شرعية لجميع المشتبه فيهم، بعدما تم توقيفهم في فندق بوسط المدينة، وبعد أن ضبط بحوزتهم كمية كبيرة من المواد الطبية تخص طب الأسنان وتجهيزات جراحية وأدوية ومستلزمات التخدير.
وأثناء التحقيق مع المشتبه فيهم، تبيّن بأنهم كانوا يمارسون طب الأسنان بصفة غير قانونية في البيوت بولاية الوادي، أين ينتشر هؤلاء بكثرة في أسواق المنطقة منذ مدة، وتعرف حرفتهم إقبالا كبيرا إلى حد أقلق أطباء الأسنان بعد أن هجرهم الزبائن والمرضى، بالرغم مما يستعمله الرعايا الأجانب من أدوات وأساليب بدائية في علاج الألم، وهو ما يهدد مرضاهم بانتشار العدوى، ناهيك عن التداوي بالأعشاب الطبية التي تستعمل للتخدير قبل خلع الأسنان، مما يتطلب تدخل الجهات المختصة لمحاربة هذه الظاهرة الغريبة والخطيرة على صحة المواطن الجزائري.