أكرموا عمتكم النخلة ..
فالنخلة أحق أن تكرم , وأنها أهل لذلك . وهذا لما يأتي :
1}جاء في حديث رسول الله الذي رواه الشيخان عن عبد بن عمر،قال : قال {إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم، فحدثوني ماهي؟}فوقع الناس في شجر البوادي،قال عبد الله:ووقع في نفسي أنها النخلة،فاستحييت،ثم قالوا:حدثنا ما هي يا رسول الله؟ فقال:{هي النخلة}خ ـ
والسؤال :لماذا شبه رسول الله النخلة بالمسلم؟
يقول العلماء:شبه النبي النخلة بالمسلم في كثرة خيرها،ودوام ظلها,وطيب ثمرها ووجوده على الدوام.فإنه من حين يطلع ثمرها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس،وبعد أن ييبس يتخذ منه منافع كثيرة,ومن خشبها وورقها وأغصانها فيستعمل جذوعا وحطبا وعصيا وحصيرا وحبالا وغير ذلك. ثم آخر شيء من النخلة نواها, ينتفع به علفا للإبل،ثم جمال نباتها وحسن هيئة ثمرها,فالنخلة كلها منافع وخير وجمال.
كما أن المؤمن خير كله,من كثرة طاعته ومكارم أخلاقه،
وكذلك النخلة تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها ,وامتياز ذكرها عن أنثاها,وتلقح كالانسان، ولو قطع رأسها لهلكت ، ولطلعها رائحة كرائحة المني,ولطلعها غلاف كالرحم،وجمارها كالمخ،ولو قطع منها غصن لا يخرج مكانه آخر,كما في الإنسان,وعليها ليف كالشعر الذي يكون على الإنسان. هذه بعض أوصافها.
2}أما عن فوائد تمرها حدث ولا حرج,فروي عن سلمة بن قيس،قالت:قال {اطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما فإنه كان طعام مريم حين ولدت ولو علم الله طعاما خيرا من التمر لأطعمها إياه}أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه.
فإن دل هذا على شيء،فإنما يدل على إكرام الله لهذه الشجرة المباركة،التي ولدت تحتها مريم ابنة عمران,فخلد الله ذكرها في القرآن،بقوله تعالى{فأجاءها المخاض إلى جدع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا،فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ,وهزي إليك بجدع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا،فكلي واشربي وقري عينا}.
فانظروا يا إخواني إلى شرف هذه النخلة,وكيف أكرمها الله,ووصفا رسول الله بالعبد المسلم ,وجعل الله في ثماره الشفاء والعافية والغذاء.
ولهذا قالت السيدة عائشة:قال :{بيت لاتمر فيه جياع أهله} أحمد.ت ـ
هذه هي النخلة يا إخواني التي أهينت من طرف أهلها في هذا الزمان,وأصبح الكثير من الناس ينظرون إليها نظرة احتقار وسخرية,فآباؤنا وأجدادنا كانوا يتباهون بالنخلة,والآن أصبح الكثير يحشمون بها.
ويقول:{من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل}وعدها الرسول من السبعة التي ينتفع بها الميت وهو في قبره،حيث قال{سبعة يجري للعبد أجرهن وهو في قبره,من علم علما,أو أجرى نهرا,أوحفر بئرا,أوغرس نخلا,أوبنى مسجدا,أوورث مصحفا,أوترك ولدا يستغفر له}صدق رسول الله , وصدق حبيب الله.