إعــــــــــراب ســورة الطـــــــــارق .. أتمنى التفاعل العلمي
إعراب سورة الطارق
بين يدي السورة :
تبدأ بقسم على أمر عظيم ، تلح عليه السور في هذا الجزء كله ، فهي تقسم بالسماء وما يطرق منها بالليل ، وهو النجم الثاقب الذي يشق ظلماءها ، أو الذي يطرق من الأرض وهو النبات الصغير الذي يشق قشرتها ، أن الله أحاط بكل ما في النفوس ، وأحصى ما يصدر من قول أو فعل ، إن الإنسان أهون من أن يتكبر على خالقه ، ولينظر خلقه من دفقه ماء تخرج من جسم والده ، وهذا دليل على أن الإعادة أهون من الخلق الأول ، إذ يقف المرء وحده بلا نصير لكي يختبر قلبه ، ويعلم ما فيه طويته .
ثم تقسم بالسماء وما تمطر من مطر ، والأرض وما تخرج من نبات أن هذا قول فصل واضح صارم ، ليس فيه هزل ، وأن كيد الكافرين لن يكون شيئاً بجوار كيد الله تتعالى فلينتظر الكافر ربه مهما مهل .
بسم الله الرحمن الرحيم
( والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب . عن كل نفس لما عليها حافظ )
والسماء والطارق : قسم – مر إعرابه
• والطارق :ا لمراد به النجم – والله أعلم – لأنه يطرق ليلاً . وقد كانت العرب تسمي القادم بالليل طارقاً .
وما أدراك : الواو استئنافية
ما : استفهامية مبتدأ
أدراك : جملة فعلية هي خبر ما – مكونة من :
الفعل ( أدرى ) وهو مرفوع بضمة مقدرة ، والكاف مفعول به والفاعل مستتر تقديره هو يعود مقدر هو
( شيء) – الذي يفهم من الاسم ( ما )
ما الطارق : هذه لجملة مفعول به ثان للفعل ( أدرى ) . وهي اسمية جزءاها :
1- المبتدأ : ما
2- الخبر : الطارق
النجم : خبر لمبتدأ محذوف تقديره ( هو ) يعود على 0 الطارق )
( وجاز حذف المبتدأ هنا لأنه جاء في جواب استفهام بـ ( ما ).
الثاقب : نعت للنجم مرفوع .
• جملة جواب الاستفهام هنا لا محل لها من الإعراب .
أن كل نفس لما عليها حافظ : هذه الجملة هي جواب القسم ( وجواب القسم لا محل له من الإعراب ) وتتكون من :
إن : نافية ( حرف نفي لا محل له من الإعراب )
كل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
لما : أداة استثناء بمعنى ( إلا)
عليها حافظ : هذه الجملة : خبر إن وهي مبتدأ مؤخر وخبر مقدم شبه جملة .
• وقد قرىء : ( لما عليها حافظ ) بفتح الميم بغير تشديد وفي الحالة تكون :
إن : مخففة من الثقيلة ، وأصلها ( إن ) فخففت
واسم إن مستتر فيها وجوبا وهو ضمير الشأن . وجملة : ( كل نفس ……..الخ )
هي خبر إن مكونة من المبتدأ والمضاف إليه ، وجملة ( عليها حافظ خبر لمبتدأ )
واللام هنا مزحلقة ، وما : زائدة .
وهذا الجدول يبين بالأسهم إعراب الآية على الوجهين
أن كل نفس لما عليها حافظ
1- قراءة تشديد لَماَّ تعرب (إن) نافية و كل مبتدأ مرفوع ولما استثنائية
بمعنى ( إلا)
وجملة (عليها حافظ) الجملة خبر المبتدأ
2- قرىء تخفيف لما تكون (إن)حرف توكيد ونسخ ( مخففة من الثقيلة ) واسمها مستتر ضمير
( الشأن ) كل : مبتدأ مرفوع اللام فارقة و (ما) زائدة وتكون جملة (عليها حافظ) من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن
وجملة إن واسمها وخبرها هي جواب القسم
( فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق .يخرج من بين الصلب والترائب . إنه على رجعه لقادر . يوم تبلى السرائر ، فما له من قوة ولا ناصر )
فلينظر : الفاء استئناف فيها معنى السببية .
واللام طلبية . والفعل بعدها مجزوم بها وعلامة جزمه السكون . والفاعل ( الإنسان ) والجملة مستأنفة .
الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة .
مم خلق ؟ : من حرف جر
ما : استفهامية في محل جر .
والجار والمجرور تعلقا بالفعل خلقا
والفعل ماضً مبني للمفعول ونائب الفاعل مستتر تقديره هو يعود على الإنسان .
( والجملة هذه في محل نصب مفعول به للفعل : ينظر )
خُلق : فعل ماضً .
والجملة مبتدئة لأنها جواب الاستفهام الموجود او المقدر .
من ماء : جار ومجرور متعلق بالفعل ( خلق )
وقد يجوز إعرابها حالاً . أي ( خلق مكونا من ماء )
دافق : نعت مجرور بالكسرة.
يخرج : فعل مضارع ، والفاعل مستتر تقديره ( هو ) يعود على الماء والجملة في محل جر نعت ثان والتقدير ( من ماء دافق خراج …)
من بين : جار ومجرور . * بين : ظرف مجرور .
الصلب والترائب : مضاف إليه مجرور – ثم معطوف مجرور .
• الترائب : جمع مفرده تربية(2) . هي ضلوع الصدر ، وموضع تعليق الحلي منه . على ما أفدته من ابن خالويه والراغب . والله أعلم .
وقد يسأل سائل : لماذا جمعت التريبة على الترائب – بالهمزة والمعيشة على (المعايش )بالياء ؟
فالجواب : أن ياء التربية زائدة لأن أصلها ( ترب) ووزنها فعيلة فقلبت همزة في الجمع أما ياء المعيشة فهي أصلية لأن أصلها ووزنها مفعلة فهي عين الكلمة فبقيت في الجمع .
• من أجل ( ماذا أفراد الله الصلب وجمع الترائب ) – راجع : ابن خالويه : إعراب الثلاثين سورة ص 48 ) .
إنه : حرف ناسخ وتوكيد . والهاء اسمها يعود على الله سبحانه . والخبر ( قادر )
على رجعه : جار ومجرور متعلقان بالمشتق ( قادر )
والهاء مضاف إليه .
لقادر : اللام هي لمزحلقة . وقادر هو خبر إن مرفوع .
وجملة ( إنه على رجعه لقادر ) مستأنفة . ويجوز تقدير قسم ، فيكون التقدير ( والله إنه – لقادر ) وهنا تكون جواب قسم . وفي كلتا الحالتين لا محل لها من الإعراب
يوم : ظرف منصوب ، والعامل فيه هو ( المصدر : رجعه ).
هذا هو الصواب ، وهو الذي جزم به الزمخشري ، ولم يحك غيره هنا . وزعم العكبري أنه لا يجوز نصبه بالمصدر للفصل بينهما بالخبر ، وهذه القضية قديمة في الفصل بين المتضايقين ، والخلاف فيها معروف . راجع كتاب ابن الأبياري ( الإنصاف في اسباب الخلاف بين النحويين ط/ محمد محي عبد الحميد ج ص ـ 427:449
تبلى السرائر : فعل مضارع مرفوع تقديراً ، والسرائر نائب فاعل .
والجملة في محل جر مضاف إليه .
• حول إعراب ( يوم)
لا يختلف أحد على أن ( يوم ) ظرف زمان منصوب ، لكن الخلاف واقع في العامل الذي نصب الظرف
هنا : وهنا نقول أن هناك توجهين للآية :
الأول : أن الهاء في ( رجعه ) عائد على الماء . والمراد إنه على رجع الماء إلى مكانه أخرى لقاهر .
وعلى هذا لا يجوز ان يكون ( يوم ) منصوباً بالمصدر رجعه او بفعل في معناه ، لأن رجع الماء إلى مكانه لا علاقة له بيوم تبلى السرائر . وغنما يكون هناك تقدير هو ( واذكر ) فيكون( يوم ) ظرف منصوب بفعل محذوف تقديره ( اذكر ) وهذا الوجه محكي عن بعض السلف ، لكنه والله اعلم ضعيف ، لن المراد إرجاع الإنسان مرة أخرى ، وهو المعنى المتردد في كل السور هنا تقريباً .
الثاني : أن الهاء في ( رجعه ) تعود على الإنسان والمراد قادر سبحانه على إرجاع الإنسان الذي خلقه أصلاً .
وعلى هذا الوجه :
1- يمكن أن يكون العامل في الظرف هو ( رجعه ) لمصدر – وهو الذي رجحناه .
2- يمكن ان يكون العامل فيه ( فعل مقدر من معنى المصدر ، هو : يرجع ) وهو الذي مال إليه العكبري .
3- يمكن أن يكون فعل مقدر هو : اذكر .
والوجه الأول هو الأقرب والأنسب للسياق .
• السرائر : جمع سريرة . وهو القلب . وسمي بذلك لأنه موضع السر . والسريرة هي ما يسر في القلب من النيات والعقائد .
فما : الفاء عاطفة – والجملة بعدها معطوفة على جملة ( أنه على رجعه لقادر )
ما : نافية .
له : جار والضمير في محل جر .
وشبه الجملة خبر مقدم ،والمبتدأ قوة . والتقدير ( فما قوة كائنة له ) .
من : حرف جر زائد – يفيد التبيض . فائدته تأكيد النفي .
قوة : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد .
ناصر : معطوف على قوة على اللفظ . ( ما معنى على اللفظ ؟ )
( والسماء ذات الرجع . والأرض ذات الصدع . إنه لقول فصل . وما هو بالهزل . إنهم يكيدون كيدا . وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا )
والسماء : قسم ( مر كثيراً إعرابه )
ذات : نعت للسماء مجرورة .
الرجع : مضاف إليه مجرور .
* والرجع : هو المطر
والأرض : قسم أخر ، وقد يكون عطفاً .
ذات الصدع : مثل ذات الرجع .
* والصدع : الانشقاق بالنبات .
إنه لقول فصل : جملة القسم ( ما موقعها من الإعراب ؟ )
الهاء : ايسم إن يعود على مفهوم القول . هو القرآن الكريم .
قول : خبرها ،واللام فارقة .
فصل : صفة لقول مرفوعة ,
وما هو بالهزل : جملة معطوفة على السابقة
ما : نافية
هو : مبتدأ مرفوع بالضمة .
الهزل : خبر المبتدأ مرفوع تقديراً مجرور لفظاً .
والباء : حرف جر زائد لتأكيد النفي .
إنهم : حرف ناسخ ناصب . هم اسمها ضمير في محل نصب .
يكيدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون . والواو فاعل ( ضمير يعود على الكافرون )
( والجملة هنا خبر إن في محل رفع )
كيدا : مصدر منصوب على مفعول مطلق .
أكيد : معطوفة ، الفعل أكيد مضارع مرفوع . والفاعل مستتر وجوبا ( أنا )
كيدا : مضت
فمهل الكافرين : استئناف ،والفعل مبني على الجزم لأنه أمر . والفاعل مستتر وجوبا ( أنت ) والكافرين مفعول به منصوب بالياء .
أمهلهم : فعل أمر مؤكد للسابق .
رويداً : مفعول مطلق منصوب . ( وهو المفهوم من الفيروز أبادي في القاموس )
*ويجوز إعرابه نائبا ً عن المفعول المطلق .
• قال الفيروز أبادي في القاموس
(( وامش على رود – بالضم – أي : مهل ، وتصغيره : رويد وعلى هذا الأساس يكون مصدراً منصوبا ً مصغراً .
وذهب ابن خالويه إلى أنها تصغير ( إرواد ) وهذا أيضا مصدر يعرب مفعولا مطلقا
أما العكبري فقال : (( نعت لمصدر محذوف . تقديره : إمهالا رويداً ))
وتبعه القرطبي في التفسير . وهذا أقل عندي وجاهة من الأول .
ونسأل الله تعالى أن ينصر دينه ، ويعلي حزبه