الشعر الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه المرّة سأقدم موضوعاً مختلفاً عن مواضيع هذا القسم , وسيرافقنا إن شاء الله طيلة أيام شهر رمضان المبارك.
سأتناول هذه المرة موضوع الشعر الإسلامي الذي أضاف رونقاً خاصاً للأدب.
فما هو هذا الشعر وبماذا يتصف؟؟
هو الشعر الذي بدأ في عهد رسالة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم , وكان أكبر ما شهده تغير ملموس عن ريح الجاهلية نظراً لتأثير القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف فيه .
منذ فجر الإسلام اتصف هذا الشعر بالضعف عن سابق ما عهده الناس في الجاهلية نظراً للذهول أمام الكلام والتعبير الذي جاء به القرآن الكريم , ولكنه يبقى الشعر الذي ساند المسلمين في فتوحاتهم وانتصاراتهم فضلاً عن الأبيات التي تتضمن مدح نبينا الكريم .
سأتحدث في هذا الموضوع عن:
أغراض هذا الشعر ..... مواضيعه
خصائصة الفنية ...
تأثير القرآن والحديث الشريف على موضوعاته وطرق عرضه ومفرداته.
سأبدأ الآن بعرض سريع لأغراض هذا الشعر التي سأضعها في الموضوع :
1- الوعظ والإرشاد
2- شعر الفتوحات الإسلامية
3- المديح
4- هجاء المشركين
5- الرثاء
أولاً- الوعظ والإرشاد:
حاول الشعراء في صدر الإسلام الإفادة من فنّهم الشعري لتحقيق تلك الغاية النبيلة التي دعا إليها القرآن, كقوله تعالى: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: : الدين نصيحة.
يعد صرمة بن أبي أنس الأنصاري طليعة الشعراء الإسلامين الذين كتبوا بالوعظ والنصيحة
- ففي قوله عن واجب صلة الأرحام:
يا بنيَّ الأرحام لا تقطعوها ...................................... وصلوها قصيرةً من طوال
- وفي قوله عن اليتيم الضعيف وعن حقه وحرمانه:
واتقوا الله في ضعاف اليتامى .................................. ربما يستحيلُ غير الحلال
واعلموا أنَّ لليتيم وليَّاً ........................................ عالماً يهتدي بغير السؤال
وفي قوله عن التعاون بالتزام المعروف:
واجمعوا أمرَكم على البرّ والتق............................. وى وتركِ الخنا وأخذِ الحلال
نتابع بغرض الوعظ والإرشاد:
- الدعوة للتوجه لله سبحانه وتعالى:
كما قال النابغة الشيباني مقتبساً من القرآن :
الحمد لله لا شريكَ له .......................................... من لم يقلها فنفسه ظلما
ويتبع للوعظ والإرشاد لون هام يدعى الوصايا:
وهو الإرشاد والنصيحة التي يقدمها الوالد لأبنائه , وتكون تلك الوصية خاصةً للالتزام بعقيدة الإسلام وبتقوية الإيمان
ومن أشهر الوصايا في الإسلام وصية أبي قيس بن الأسلت حيث يقول:
يقول أبو قيس وأصبح غادياً........................................ ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا
فأوصيكم بالله والبرّ والتقى ......................................... وأعراضكم, والبرّ بالله أولُ
وإن قومكم سادوا فلا تحسدنهم ......................................وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا
وقد قال الشاعر عبدة بن الطيب في وصيته:
إن من يركب الفواحش سراً ......................................... حين يخلو بسوءة غير خال
كيف يخلو وعنده كاتباه ........................................... شاهداه , وربع ذو المحال
فاتق الله ما استطعت وأحسن..................................... إن تقوى الله خير الخلال
ثانياً- شعر الفتوحات الإسلامية:
حببّ الله الجهاد إلى نفوس المسلمين , وحثّهم عليه القرآن لكريم , وأيضاً ما جاء في الحديث النبوي الشريف .
ترددت حينها معاني إسلامية جديدة في قلب الشعر العربي وأضافت عليه كلمات المجاهدين وروح الشهداء .
يعبر الشاعر جميل بن سعيد عن عقيدة المجاهدين الصادقين في القتال , حيث يقول :
ولست أبالي إن قتلت , لأنني ............................................. أرجّي بقتلي في الجنان مقامي
- في فتح دمشق :
يقول ضرار بن الأزور يبتدر لحرب الروم في فتح دمشق:
اقمع بسيفي الروم حتى احل .................................. مالي سواك في الأمور من أمل
كانت أشعار الفتوحات أناشيد رائعة تزخر بروح الإيمان والاستبسال , كقول خالد بن الوليد :
هبّوا جميع أخوتي أرواحاً ......................................... نحو العدو نبتغي الكفاحا
نرجو بذاك الفوز والنجاحا ........................................ إذا بذلنا دونه أرواحا
ويرزق الله لنا صلاحاً ........................................... في نصرنا الغدوّ والرواحا
وكذلك الحض على القتال .... ينشد الشاعر رفاعة بن زهير المحاربي قائلاً:
يا معشر الناس والسادات والهمم ................................ ويا أهيل الصفايا معدن الكرم
فسدّوا العزم لاتبغوا به فشلاً ...................................... ومكنوا الضرب في الهامات والقمم
وخلفوا القوم في البيداء مطرحةً .................................. على الثرى خمشاً بالذل والنقم
وبهذا نجد أنّ الجهاد بحد ذاته والاستبسال في المعركة أضاف للشعر العربي رونقاً خاصاً من المعاني والكلمات التي تحرض على القتال وتبشر بالفتوحات الجديدة على الأمة ...
ثالثاً- الفخر والحماسة:
كانت أشعار الفخر والحماسة في صدر الإسلام أكثر الأغراض الشعرية صلة بالإسلام, لما للجهاد من مكانة في الحياة الإسلامية , إذ كان معظم الشعراء من الأبطال المحاربين الذين شاركوا في المعارك بسيوفهم وشعرهم.
وقد تتطور هذا الغرض على يد الإسلام تطوراً كبيراً فلم يعد هناك من يفخر بإعلاء كلمة القبيلة , بل أصبح الفخر لإعلاء كلمة الله
صار الفخر بالشهادة في سبيل الله
في تأييد الملائكة لجنود الله
وبانتصار المؤمنين الصادقين
يقول كعب بن مالك في غزوة بدر :
ويومَ بدرٍ لقيناكم لنا مددٌ ................................................ فيه مع النصر ميكالٌ وجبريلُ
أن تقتلونا فدينُ الله فطرتنا ............................................. والقتل في الحق عند الله تفضيلُ
يقول حسّان بن ثابت:
الله أكرمنا بنصر نبيه ............................................ وبنا أقام دعائم الإسلام
وبنا أعز نبيه ووليّه............................................ .... وأعزنا بالنصر والإقدام
يقول الشاعر النابغة الجعدي مفتخراً بنعمة الإسلام:
وعمرت حتى جاء أحمد بالهدى .................................... وقوارع تتلى من القرآن
ولبست الإسلام ثوباً واسعاً ........................................... من سيب لا حرم ولا منان
ثالثاً- المديح
كان غرض المديح في صدر الإسلام يعتمد على مظاهر الأبهة والعظمة , وهذا ما نهى عنه الإسلام , وبعد أن توسعت الدعوة اختلفت موازين هذا الغرض.
على الرغم من أن الشعر كان موجهاً إلى الدين وحده ولنشر الدعوة إلا أن الشعراء نظموا أجمل قصائد في مديح للرسول صلى الله عليه وسلم ...
يقول كعب بن مالك يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فينا الرسولُ شهابٌ ثمَّ يتبعه..................................... نورٌ مضئ له فضل على الشهبِ
بدا لنا فاتبعناه نصدقه ............................................ وكذبوه فكنّا أسعدَ العربِ
كذلك يقول في أبيات أخرى:
وفينا رسولُ اللهِ نتبع أمره......................................... إذا قالَ فينا القولَ لا نتطلع
تُدلى عليه الروحُ من عندِ ربّه ...................................... ينزل من جو السماءِ ويرفع
يقول أسيد بن أناس في رسول الله :
وأنت الفتى تهدي معداً لدينها ....................................... بل اللهُ يهديها وقالَ لك اشهد
- هناك نوع من المديح يتوجه فيه الشعراء إلى الذات الإلهية, معترفين بقدرة الله سبحانه وتعالى وفضله.
يقول حسان بن ثابت:
وأنت إله الخلقِ ربّي وخالقي ..................................... بذلك ما عمرتُ في الناس اشهد
تعاليت ربّ الناس عن قولِ من دعا....................................... سواكَ إلها أنت أعلى وأمجد
لك الخلقُ والنعماءُ والأمر كلّه ................................................. فإيّاك نستهدي وإيّاك نعبد.
- المدائح النبوية :
- فن من المديح يختص بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
- تسود هذه الأشعار النزعة الصوفية , غالباً يبدي الشعراء الرغبة الصادقة في نيل الثواب ليلاقوا رسول الله في جنان الخلد.
- تسمى في الكثير من الأحيان بلون (البديعيات )
يقول حسان بن ثابت :
يا رب فاجمعنا معاً ونبيّنا........................................... ........... في جنّةٍ تثني عيونَ الحسدِ
في جنّةِ الفردوسِ فاكتبها لنا............................................. يا ذا الجلالِ والعلا والسؤددِ
وليسَ هوائي نازعاً عن ثنائهِ............................................ ... لعلّي به في جنة الخلد اخلدِ
مع المصطفى أرجو بذاكَ جوارَه.......................................... وفي نيلِ ذاك اليوم اسعى واجهدِ.
رابعاً- هجاء المشركين :
- كان رسول الله صل الله عليه وسلم يشجع الشعراء على محاربة مشركي قريش بشعرهم , فكانت المهاجمة باللسان أمراً له وزنه أيام المعارك بين الطرفين.
- اقترن الهجاء بالقتال في سبيل الدعوة, كما قال حسان بن ثابت :
لنا في كلِّ يومٍ من معد .......................................... سبابٌ أو قتالٌ أو هجاءُ
فنحكمُ بالقوافي من هجانا ........................................ ونضرب حينَ تختلط الدماءُ
- ازدهر فن الهجاء بنوعين : فردي وجماعي
دور القرآن الكريم في الهجاء:
لم يستطع الشعراء أن يرتسموا طريقة هجاء القرآن للكفار والمنافقين واليهود
- هجاهم القرآن بأسلوب جديد , يعتمد على تسفيه معتقداتهم ومناقشة حججهم ثم إبطالها بعد كشف تفاهتها
أمثلة:
كان أمية بن خلف كلّما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزه ولمزه , فأنزل الله تعالى فيه: " ويل لكل همزة لمزة , الذي جمع مالاً وعدّده, أيحسب أن ماله أخلده , كلا لينبذنّ في الحطمة , وما أدراك ما الحطمة, نار الله الموقدة , التي تطّلع على الأفئدة, إنها عليهم موصدة, في عمدٍ ممدة"
وقال الله تعالى في أبي لهب:
" تبّت يدا أبي لهبٍ وتب , ما أغنى عنه ماله وما كسب , سيصلى ناراً ذات لهب , وامرأته حمّالة الحطب , في جيدها حبلٌ من مسد "
- القرآن الكريم يعتمد في هجائه للكفار على طريقين:
الأول: استخدام الحجج والمنطق
الثاني: استخدام الأدلة التاريخية
أكثر ما هجا المسلمون هم
1- أهل مكة المشركين
2- يهود بني النضير
3- أصحاب حركة الردة
قال كعب بن مالك يعير قريشاً بطاعة الشيطان:
طاوعوا الشيطان إذا أخزاهم......................................... فاستبان الخزيُ منهم والفشل
حين صاحوا صيحةً واحدة ..................................... .... مع أبي سفيان قالوا: اعل هبل
وقال في أحد أبياته:
لحا الله أقواماً أرادوا محمداً ....................................... بسوء, ولا أسقاهم ثوب ماطر
قال معاذ بن يزيد العامري في المرتدين عن دينهم:
وكذبتم الحقَّ فيما أتى............................................. وإنّ المكذب للأكذب
وعلى الرغم من ذلك فقد نهى الإسلام عن الهجاء الذي يعتمد على الفحش والقذف أو ما شابه ذلك ( قد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف لكن اعذروني نست في الحقيقة هذا الحديث ... رجاءً من عنده علم به فليضعه لنا.... )
خامساً- الرثاء:
في هذا الغرض يسلك الشعراء ثلاثة سبل :
1- الندب : وهو البكاء على الفقيد, فتتججر دموع الشاعر كلمات ..
2- التأبين : هو الحزن الخالص دون البكاء أو النواح
3- العزاء: تعني هذه الطريقة أن الشاعر ينفذ من حادثة الموت الفردية إلى التفكير في حقيقة الموت والحياة , قد ينتهي هذا التفكير إلى معان فلسفية عميقة .
في الإسلام رثى الشعراء كل من فُقد في الحرب وكل من استشهد ..
الإسلام بحد ذاته شجع على العزاء وهو النوع الثالث من الرثاء
أبيات في رثاء أعظم الناس
- يقول حسان بن ثابت في قصيدة رثاء حينما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم:
باللهِ ما حملت أنثى ولا وضعت ........................................... مثل النبيِّ رسول الرحمة الهادي
ولا مشى من فوقِ ظهرِ الأرضِ من أحدٍ ........................................أوفى بذمةِ جار أو بميعاد
منذ الذي كانَ نوراً يُستَضَاء به ............................................... مباركُ الأمر ذا حزم وإرشادِ
مصدقاً للنبيين الأُلى سلفوا ............................................ وأبذلُ الناسِ للمعروف للجادي
- يقول حسان بن ثابت في رثاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما انتقل إلى جوار ربه :
إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة .............................................. فاذكر أخاكَ أبا بكرٍ بما فعلا
خيرُ البرية اتقاها واعدلها ............................................. بعد النبيّ وأوفاها بِما حَمَلا
عاش حميداً لأمر اللهِ متبعاً ........................................ بهدي صاحبه الماضي وما انتقلا
- يقول حسان بن ثابت فر رثاء عثمان بن عفان رضي الله عنه :
إني رأيتُ أمينَ الله مضطهداً........................................... ....عثمانََ رهناً لدى الأجداثِ والكفنِ
يا قاتلَ الله قوماً كان شأنهم ............................................. قتلَ الإمام الأمين المسلم الفطنِ
ما قتلوه على ذنب ألمََّ به ................................................ إلا الذي نطقوا إفكاً ولم يكنِ
إذا ما تذكرتُه فاضت بأربعة .............................................. عيني بدمعٍ على الخدين محتتنِ.
الخصائص الفنية للشعر الاسلامي
سنبدأ بالأساليب..... من أهم الأساليب التي اتبعت في شعر وأدب الإسلام ما يلي:
1- أسوب القسم
2- أسلوب الدعاء
3- أسلوب القصص
4- الاقتباس
أولاً- القسم:
- من الأساليب الإسلامية المتميزة
- استعان الشعراء بألوان من القسم جديدة وموجودة في القرآن
أمثلة:
1- قول أبو صخر الهذلي :
أمّا الذي أضحكَ وأبكى والذي .......................................... أماتَ وأحيا والذي امرهُ الأمر
حيث تأثر بقول الله تعالى : " وانه هو أضحك وأبكى , وانه هو أمات واحيا " النجم 43-44
2- يقسم المتوكل الليثي بقوله :
لا والذي يهوى إلى بيتهِ ........................................... من كلِّ فجٍّ محرمٍ ناحل
وهو متأثر بقول الله تعالى :" وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " الحج 37
3- يقتبس المختار الثقفي قسمه من القرآن بقوله:
أما وربِّ المرسلات عرفا.......................................... لتُقتَلن بعد صفٍّ صفا
وقسم القرآن في الآية : " والمرسلات عرفا" المرسلات 1
اتخذ الشعراء مناسك الحج ومراسمه وسيلة جديدة للقسم.
كما يقول كعب من معدان الأشقري مقسماً برب المناسك :
أني وربّ منىً وما جمعت ......................................... يومَ الحجيجِ وأشهرِ الحرم
ثانياً- الدعاء:
- كان من العناصر الإسلامية الجديدة
- تفنّن الشعراء به فكان ضروباً مختلفة , من توحيد الله والثناء عليه
وكذلك سؤال الله المغفرة والعفو والرحمة, كقول النعمان بن بشير الأنصاري:
ربّ إني ظلمتُ نفسي كثيراً ......................................... فاعفُ عنّي أنتَ الغفور الودودُ
وقِني شرَّ من أخاف فأني ........................................... مشفقٌ خائفٌ لما تستعيدُ
ويتضرع الشعراء إلى الله بنفوس منكسرة وقلوب ذليلة ولهجة مقرة بالزلل
يقول هدبة بن الأشرم:
أذا العرشِ إني عائدٌ بك مؤمنٌ ............................................ مقر بزلاتي إليك فقيرُ
وإني وإن قالوا أمير مسلَّط ............................................ وحجاب أبواب لهنَّ صريرُ
لأعلم أن الأمر أمرك. إن تدن .......................................... فربّ وإن تفغر فأنت غفورُ
كذلك الدعاء حين المرض كقول أحد الشعراء:
إليك إلهُ الحقِّ أرفعُ رغبتي ........................................ عياذاً وخوفاً أت تطيلَ ضمانيا
ثالثاً - القصص:
- استحوذت قصص القرآن اهتمام الناس في العصر الإسلامي نظراً لأسلوبها الممتع الأخاذ
- أخذوا يرونها وكان للقصاصين دور بارز في ذلك
- منهم من كتب في قصص الأنبياء في شعره لإعطاء معنى استدلالي , فكان الشاعر يهتم بالعظة الموجودة في كل قصة
- كانت القصة شاهداً لهم في الشعر
يقول الجعدي:
فاصبحَ في الناسِ كالسامري .................................... إذ قالَ موسى لهُ لا مساما
قال حسان:
والله ما أوصى أمية بكرهُ ............................................ بوصيّة أوصى بها يعقوب