بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق
والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
إمــــام الـهــــــدى
عباس الجنابي
تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيهــا ـ حتـّى ذكَرْتـُك فانـْهالتْ قوافيهــا
(محمّدٌ) قـُلـْتُ فاخـْضرّت رُبى لُغتــي ـ وسالَ نـَهـْرُ فـُراتٌ في بواديهـــــا
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَمُلهِمُـــــــــهُ ـ وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيهـــــــا
* * *
تفتحتْ زهرةُ الألفاظِ فاحَ بهـــــــــــا ـ مِسـْكٌ من القـُبّة الخضراء يأتيهــا
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلهــــــــا ـ وفجرّ الغار نبعا في فيافيهــــــــــــا
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيــــــــــتْ ـ لو لمْتكـُن يا رسول الله هاديهـــــا
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بهـــا ـ إلى ذُرى النور فانجابت دياجيهـــا
أشرقتَ فيها إماما للهُدى علَمــــاً ـ ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريهــــا
وحّـدْ ت بالدين والإيمان موقفهــــا ـ ومنْ سواك على حُب يؤاخيهـــــــــا
كُنت الإمامَ لها في كلّ معـْتـَــــــرَكٍ ـ وكنت أسوة قاصيها ودانيهـــــــــــا
* * *
في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتــدرا ـ طودا وقفـْتَ وأعلى من عواليهـــــا
رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنهــــــــــا ـ فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيهـــا
وما رميتَ ولكنّ القدير رمــــــــــــى ـ ولمْ تـُخِب رمية ٌ اللــــــــه راميهــــا
هو الذي أنشأ الأكوان قـُدرتـُــــــــهُ ـ طيّ السجل إذا ما شاء يطويهـــــــــا
* * *
يا خاتمَ الأنبياء الفذ ّ ما خـُلقـــــــــتْ ـ أرضٌ ولا تُبّتتْ فيها رواسيهـــــــــا
إلاّ لأنك آتيها رسولَ هُـــــــــــــــدىً ـ طوبى لها وحبيب الله آتيهــــــــــــا
حقائقُ الكون لم تـُدركْ طلاسمُهـــا ـ لولا الحديثُ ولم تـُكشفْ خوافيهـــا
حُبيتَ منـْزلة ًلا شيء يعْدلـُهـــــــــــا ـ لأنّ ربّ المثاني السّبع حابيهـــــــــا
ورفـْعة ً منْ جبين الشمْس مطلعُها ـ لا شيء في كوننا الفاني يُضاهيهــــا
يا واقفاً بجوار العرْش هيبتـُـــــــــهُ ـ منْ هيبة الله لا تـُرقى مراقيهــــــــــا
مكانة لم ينلها في الورى بشـــــــرٌ ـ سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيهــــــا
* * *
بنيت للدين مجدا أنت هالتـُــــــــــه ـ ُونهضة لم تزل لليوم راعيهــــــــــــا
سيوفـُك العدلُ والفاروقُقامتـُـــــهُ ـ والهاشميّ الذي للباب داحيهـــــــــــا
وصاحبُ الغار لا تـُحصى مناقبُـــهُ ـ مؤسسُ الدولة الكبرى وبانيهــــــــــا
وجامعُ الذكر عـُثمانٌ أخو كـــــرمٍ ـ كم غزوة بثياب الحرْب كاسيهــــــــــا
* * *
يا سيدي يا رسول الله كمْ عصفــت ـ بي الذنوبُ وأغوتني ملاهيهــــــــــــا
وكــمْ تحملتُ أوزارا ينــوءُ بهــــــا ـ عقلي وجسمي وصـادتني ضـواريهـــا
لكن حُبّكَ يجري في دمي وأنــــا ـ من غيره موجـــة ٌ ضاعت شواطيهـا
يا سيدي يا رسول الله يشفعُ لي ـ إني اشتريتـُك بالدُنيا وما فيهـــــــــــا
بالله عليكم اخوتي في الله لا تنسوني بالدعاء.
التوقيع: بلمهدي محمود