mahmoudb69 عضو ماسي
عدد الرسائل : 2700 العمر : 55 الموقع : houda.houdi@gmail.com المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : telecom السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 25/02/2012
| موضوع: الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة يحي أبوزكريا الجزء الاول السبت أبريل 28, 2012 6:49 am | |
| كتاب الثورة المسروقة و المصالحة الموهومة و الرئاسة المحسومة . أبناء باريس يقتلون أبناء باديس في الجزائر . يحي أبوزكريا . في سنة 1964 قرر أركان النظام الجزائري إعدام وقتل العقيد محمد شعباني الذي فضح قيام مجموعات من داخل النظام السياسي و الجيش الجزائري بقتل المجاهدين الحقيقيين و تعيين الخونة و عملاء الجيش الفرنسي في مواقع حساسة في المنظومة السياسية و العسكرية والأمنية , و قد جرى إعتقاله وتجريده من رتبه العسكرية , و شكّلت محكمة على السريع على أساس القرار المؤرخ في 03/08/1964 من طرف هواري بومدين وكان أعضاء المحكمة العقيـد أحمد بن شريف ـ الرائد سعيد عبيد (سدراتة) ـ الرائد الشاذلي بن جديد أصبح رئيسا فيما بعد ـ الرائد عبد الرحمن بن سالم هذا بالإضافة إلى ممثل الحق العام أحمد دراية والذي كان محكوما عليه بالسجن ثم أطلق سراحه بتدخل من بومدين وتمّ تكليفه بمهمة تحت رئاسة عبد العزيز بوتفليقة , و إعدام محمد شعباني أجمع عليه أحمد بن بلة و هواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة و غيرهم . وفي الخطاب الذي ألقاه العقيد شعباني بمدينة مسعد تكلم بصراحة عن تسرب عملاء لفرنسا وعملاء طعنوا الثورة الجزائرية في الصميم , وتغلغلوا إلى صفوف الثورة الجزائرية وهو الأمر الذي أزعج القيادة العسكرية آنذاك . ومنذ إعلانه عن كشف كل العملاء والخونة و الجواسيس الجزائريين الذين نجحت فرنسا في غرسهم في صفوف الثورة الجزائرية و التمكين لهم بعد الإستقلال والذين أصبحوا من علية القوم و في المواقع الأمامية أصبح يعيش في دائرة الخطر الحقيقي , وعندما أصبح على رأس المنطقة الرابعة طلب العقيد شعباني من بومدين تنحية الرائد شابو العميل من منصبه الإداري حتى لا يطلع على أسرار وزارة الدفاع والمراسلات بين وزارة الدفاع والنواحي، وذلك لأنه كان من مجموعة الفارين من الجيش الفرنسي و تسلل إلى الثورة و الجيش الجزائري . و عندها شعر سارقو ثورة الشعب أن أمرهم قد إنكشف و قرروا قتله , و الإجماع الذي تحقق آنذاك يؤكد كم هو عدد الخونة الجزائريين الذين نجحت فرنسا في إيصالهم إلى دوائر القرار الجزائري . والعقيد محمد إسمه هو الطاهر شعباني من مواليد 04 سبتمبر 1934 بأوماش بسكرة تعلم في مسقط رأسه في زاوية البلدة التي كان والده يدير شؤونها إنتقل إلى مدينة بسكرة لمواصلة تعليمه ثم إنتقل سنة 1950 إلى قسنطينة وإنضم إلى معهد عبد الحميد بن باديس و إنفتح على الفكر العربي والإسلامي و أشرب الثقافة الإسلامية التي كان عبد الحميد بن باديس يزقها في نفوس و أرواح تلاميذه الذين فجروا ثورة التحرير لاحقا , و لم يتنكّر العقيد شعباني لإسلامه وشعبه , و مافتئ يحذر القيادة السياسية و الجزائرية من مغبة غضّ الطرف عن الخونة الذين ذبحوا الشعب الجزائري , و الذين ساهموا في قتل مليون ونصف مليون شهيدا , لأنّ هؤلاء الخونة الجزائريين كانوا أهم من أرشد ودلّ على مواقع الثوّار وعوائلهم في القرى و المداشر والأرياف .و هذا المنعطف الحساس من تاريخ الجزائر , حيث يعدم مجاهد جزائري لأنه يحذر من غرس أبناء فرنسا من الجزائريين في دوائر القرار الجزائري يفسّر طبيعة الصراع في الجزائر حيث أصبح أبناء فرنسا وعملائها يحكمون الجزائر , و المجاهدون الذين حررو الجزائر في صفوف المعدومين أو المسجونين أو المنفيين . وقد نجح أبناء فرنسا بإمتياز وذكاء شديد في إستخدام الخطاب الوطني و مفردات الوطنية الجزائرية , و زايدوا على الثوار الحقيقيين , و بهذا الشكل ضحكوا على الرأي العام الجزائري و العربي وحتى الدولي , و هؤلاء هم الذين فرطوا في إستقلال الجزائر , فرضا مالك منظّر حزب فرنسا في الجزائر كان أحد الأعضاء المفاوضين في إيفيان مع الوفد الفرنسي , و إتفاقية إيفيان هي التي أفضت إلى إستقلال الجزائر الناقص من الناحية السياسية والإقتصادية و غيرها , وقد إرتبط أبناء فرنسا الذين حكموا الجزائر بالمخابرات الفرنسية و المكتب الثاني الفرنسي , بل هناك مكتب خاص هو مكتب الجزائر لتوجيه هؤلاء الخونة و الذين يعرفون بالرقم 120 , و321 , و647 , و هذه الأرقام هي أسماء لأشخاص يتحكمون في مقدرات الأمة الجزائرية , و الذين كانت أهدافهم بوضوح تتمثل في : الإنتقام من الثورة الجزائرية بإعدام الثوار الحقيقيين , قتل الإسلام و القضاء على اللغة العربية في الجزائر و التمكين للثقافة الفرنسية و إفرزاتها بالكامل ..و قد كان شارل ديغول صادقا عندما قال : لقد تركنا في الجزائر بذورا ستينع بعد سنين , و إنقضت السنون فإذا بأبناء فرنسا ينجحون في إستلام القرار الجزائري , إلى درجة أن أحد صناع القرار البارزين في الجزائرين , كان وعندما يزور فرنسا يقدمون لها عاهرة فرنسية يهودية , كانت تقدم له الشكر الخاص على النجاح الباهر في وأد العروبة و الإسلام في الجزائر . و مثلما نجح أبناء فرنسا في القضاء على الإسلام و العروبة في الجزائر فقد , نجحوا أيضا في القضاء على رموز الثورة و أبناء الشهداء , و من هؤلاء :الشيخ البشير الابراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و الذي تحدّى أبناء فرنسا و إتهمهم بسرقة خيار الشعب الجزائري و وضع تحت الإقامة الجبرية وقطع عنه الراتب الشهري وبقيّ كذلك بدون راتب وتحت الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية في يوم الجمعة من 20 محرّم سنة 1375 هجرية الموافق ل 21 مايو –أيّار سسنة 1965 .وكان الابراهيمي أصدر في ذلك الوقت بيانا جاء فيه : باسم الله الرحمان الرحيم كتب الله لي أن أعيش حتى إستقلال الجزائر ويومئذ كنت أستطيع أن أواجه المنيّة مرتاح الضمير , إذ تراءى لي أني سلمت مشعل الجهاد في سبيل الدفاع عن الإسلام الحق والنهوض باللغة- ذلك الجهاد الذي كنت أعيش من أجله – إلى الذين أخذوا زمام الحكم في الوطن ولذلك قررت أن ألتزم الصمت . غير أني أشعر أمام خطورة الساعة وفي هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله – أنّه يجب عليّ أن أقطع الصمت , إن وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجه مشاكل إقتصادية عسيرة الحل , ولكنّ المسؤولين فيما يبدو لا يدركون أن شعبنا يطمح قبل كل شيئ إلى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تبعث من صميم جذورنا العربية والاسلامية لا من مذاهب أجنبيّة . لقد آن للمسؤولين أن يضربوا المثل في النزاهة وألاّ يقيموا وزنا إلاّ للتضحية والكفاءة وأن تكون المصلحة العامة هي أساس الإعتبار عندهم , وقد آن أن يرجع إلى كلمة الأخوة التي أبتذلت –معناها الحق – وأن نعود إلى الشورى التي حرص عليها النبيّ صلىّ الله عليه وسلم , وقد آن أن يحتشد أبناء الجزائر كي يشيّدوا جميعا مدينة تسودها العدالة والحرية , مدينة تقوم على تقوى من الله ورضوان ..الجزائر في 16 أبريل – نيسان 1964 . توقيع : محمّد البشير الابراهيمي . ومن الذين إضطهدهم أبناء فرنسا الدكتور عبد الحميد الإبراهيمي إبن رائد الإصلاح في الجزائر الشيخ محمد الميلي أحد الأركان في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و الذي يحمل دكتوراه في الإقتصاد و إنضم إلى جيش التحرير الوطني في عام 1956 حيث شغل وظيفة ضابط في وحدات العمليات و كان مسؤولا عن منطقة عسكرية إلى تاريخ إستقلال الجزائر عام 1962 . و من العام 1984 إلى عام 1988 أصبح رئيساً للوزراء , وفجرّ قنبلة إختلاس المسؤولين الجزائريين لثلاثين مليار دولار أمريكي , تعرضّ لمحاولة إغتيال في الجزائر , وتوجهّ إلى بريطانيا , و رفض ويرفض بوتفليقة منحه جواز سفر جزائري , و في المدة الأخيرة و حتى لا تكشف مصالحة بوتفليقة , إتصلت به السفارة الجزائرية في العاصمة البريطانية لندن , و طلبت منه التنازل عن مسألة إختلاس المسؤولين الجزائريين لثلاثين مليار دولار مقابل الجواز , ففضل الإبراهيمي وهو إبن أحد رواد الإصلاح في الجزائر المنفى على الجواز المقرون بالذلة والخنوع . و مافتتئ الإبراهيمي يفضح أبناء فرنسا ومما قاله في هذا السياق : وحتى ولو أفترضنا أنهم يحاولون التبرأ من ماضيهم الأسود , فلا يمكن لهم فعل أي شيء فيما يخص هذا الموضوع طالما أنهم مطالبون من طرف شعبهم بإعتبارهم مجرمي حرب , لآنه لا ننسى أنهم منذ 1992 وهم يقومون بحرب ضد شعبهم فهذا مايعرف بالجماعات الاسلامية المسلحة {وأستثني الجيش الاسلامي للإنقاذ الذي إستسلم ودخل في هدنة وجماعة حطاب التي لا تحارب المدنيين على الإطلاق ولا توجه ضرباتها الاّ للجيش الرسمي والمخابرات العسكرية} هي كلها تابعة للنظام وفيه كتب لشهود عيان عالجت هذا الموضوع مثل كتاب "من قتل في بن طلحة؟" الذي صدر سنة 2000 وكتاب سوايدية "الحرب القذرة" الذي صدر سنة 2001 و شهادة النقيب هارون في قناة الجزيرة والصحف البرطانية سنتي 1997 و1998 وكذلك شهادة العقيد محمد سمراوي في قناة الجزيرة سنة 2001... مئات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب يذبحون على مدى ست ساعات ومكان الجريمة لا يبعد مائتي متر عن الثكنات العسكرية, ولم يتدخل الجيش وقوات الأمن , وإذا عدنا إلى أحداث أكتوبر نرى أنه لقمع المتظاهرين عزل في الجزائر العاصمة أتوا بالدبابات من بعد 400 كيلومتر , للحفاظ على النظام وقتل الأبرياء الذين لم يهددوا وجودهم, ولكن كانوا يعبرون عن غضبهم السياسي بصفة سلمية فقط ".و من الذين إضطهدهم أبناء فرنسا في الجزائر الشيخ أحمد سحنون و الذي إنتقل إلى الجوار الأعلى يوم 08/12/2003 . و الشيخ سحنون أحد رموز جمعية العلماء المسلمين عارضوا سرقة مسار الثورة الجزائرية و قتل الإسلام في الجزائر و هو الأمر الذي جعله عرضة لملاحقة الأجهزة الأمنية و وضع تحت الإقامة الجبرية , تماما كما حدث مع الشيخ البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد وفاة عبد الحميد بن باديس , أنتخب رئيسا للرابطة الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد التعددية الوهمية سنة 1988 و تعرض لمحاولة إغتيال فاشلة , أوشكت أن تلحقه بشهداء الثورة الثانية في الجزائر والفاعل معروف طبعا أبناء فرنسا في الجزائر . و الشيخ أحمد سحنون المولود سنة 1907 في ولاية بسكرة, حفظ القرآن وعمره 12 سنة , وحياته زاخرة بالنشاط العلمي و الدعوي و النضالي من أجل الجزائر , إنضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين , أثناء ثورة التحرير الجزائرية إعتقلته القوات الفرنسة و لأسباب صحية أطلقت سراحه عام 1959 .ومن الذين إضطهدهم أبناء فرنسا شر إضطهاد الشيخ الدكتور عباسي مدني زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ , و الذي تمكن من إيصال الإسلاميين الجزائريين إلى السلطة بقوة الخيار الشعبي الجزائري , ولد الدكتور عباسي مدني سنة 1931 في مدينة سيدنا عقبة نسبة و التي أسميت كذلك تيمنا بالفاتح العظيم عقبة بن نافع , و كانت هذه المدينة مشهورة بعلمائها وأصالتها الإسلامية . ومنذ صباه عرف عباسي مدني ببغضه للإستيداد والظلم , و إنفتح ذهنه على الثقافة الإسلامية باكرا , درس في مدارس جمعية العلماء , كما درس في مدارس فرنسا الكولونيالية و التي أدرك مكرها وتشويهها للتاريخ الجزائري . إنخرط في صفوف الثورة الجزائرية باكرا و قد ساهم في نسف الإذاعة الاستعمارية الفرنسية . ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه , و تعرض للتنكيل و التعذيب . بعد الإستقلال واصل تعليمه الجامعي متخرجا من أرقى الجامعات العالمية , و كان واحدا من أهم رموز الحركة الإسلامية الجزائرية , سجن مرارا في عهد الإستقلال , و أسسّ هو و علي بلحاج الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي أصبحت تخيف أبناء فرنسا وذكرتهم بجبهة التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية قبل أن يلوثها أبناء فرنسا بعد الإستقلال . سجن إثنى عشر سنة في الجزائر بسبب فوز حزبه في الإنتخابات التشريعية , وبعد إطلاق سراحه منع من العمل السياسي و توجهّ إلى ماليزيا ومنها إلى الدوحة . و قد ألحق أبناء فرنسا آذاهم بكل الأحرار الجزائريين , ومن الذين شملهم ظلم أبناء فرنسا حسين آيت أحمد المولود في 26 آوت 1926 بعين الحمام من عائلة . وقد بدأ النشاط السياسي مبكرا و ناضل مع حزب الشعب الجزائري ، وبعد مجازر 8 أيّار - ماي 1945 تبنّى خيار الكفاح المسلح ضد فرنسا و أشرف مع أحمد بن بلّة عن عملية بريد وهران 1949 . و بعد مؤتمر الصومام عيّن عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ، وكان من بين الذين خطفت طائرتهم قوات الجو الفرنسية في 22 أكتوبر 1956 رفقة بن بلّة، خيضر، بوضياف والكاتب مصطفى الأشرف, و بعد الإستقلال أعتقل وحكم عليه بالسجن و فرّ إلى خارج الجزائر .في عام 1975 أغتيل محمد راسم وزوجته بمنطقة الأبيار من قبل جهاز المخابرات الجزائرية , و طوي ملفه إلى الأبد وهو الفنان العالمي الذي أصبح فنه مدرسة أشاد بها العالم . ولد الفنان محمد راسم عام 1896 من أسرة عريقة في ضروب الفن التشكيلي . تمكن محمد راسم بواسطة أن يبرز الأصالة الإسلامية و العربية للشعب الجزائري , و تذكّر لوحاته بالرسام دينات الذي أسلم في الجزائر , وعكس الرؤية الإسلامية و الشخصية الإسلامية الجزائرية في لوحاته . حصل على الجائزة الفنية الكبرى للجزائر عام 1933 و عرضت أعماله في كل العالم . إقتنع بمبدأ الثورة على الإستعمار الفرنسي وقرر الإلتحاق بالثورة الجزائرية , و جاهد على صعيدين بالبندقية ضد القوات الفرنسية , و بريشته التي أكدّ من خلالها أنّ الجزائر إسلامية . بعد الإستقلال عمل محمد راسم مدرسا في معهد الفنون الجميلة و جمعت منمنماته في عدة مؤلفات : الحياة الإسلامية في الماضي و محمد راسم الجزائري. و اللوحة الأخيرة لراسم كانت بدمه ودم زوجته و بتوقيع أجهزة أبناء فرنسا في الجزائر , الذين كانوا ضد أسلمة الفن , أو تخليد الإسلام في الجزائر في لوحات فنية . ومن الذين قتلوا غيلة في الجزائر الشيخ محمد بو سليماني و الذي قيل أن إرهابيين قتلوه , و عنوان الإرهابيين هو الستار الذي إختفى وراء أبناء فرنسا الذين نجحوا أيضا في إستخدام هذه التورية و تلويث سمعة الإسلام جزائريا وعربيا و إسلاميا و دوليا . ولد بوسليماني يوم 05 ماي 1941 م بحي الدردارة البليدة من أبوين ينتميان إلى " عرش بني مصرى " المنتشر في جبال الأطلس البليدي. كان والده سليمان متأثرا بالحركة الإصلاحية والشيخ الطيب العقبي على الخصوص. أمه "فاطمة الزهراء سلاّمي " ، والدها أحد أعيان بني مصرى، كان معروفا باسم السكاكري. شبّ الشهيد وسط عائلة ثورية قدمت 14 شهيدا ومنهم أخوه الشهيد أحمد خريج الكلية العسكرية شارك في ميدان الجهاد وهو لا يتجاوز 16 سنة، حيث كُلف بالإشراف على مجموعة من المسبلين تحت قيادة المجاهد الكبير" رابح عمران " أطال الله عمره ، وتمثل نشاطه على الخصوص في تدعيم المجاهدين في الجانب المعلوماتي والمالي والتجنيد البشري. ومن الذين أضطهدوا من قبل أبناء فرنسا الشيخ علي بلحاج المولود في تونس في 16-12-1956 من عائلة جزائرية رحلت إلى البلاد التونسية أثناء حرب التحرير في الجزائر و كان والده المجاهد دائم التنقل بين الحدود الجزائرية والتونسية إلى أن سقط شهيداً تاركاً , و كثيرا ما كان علي بلحاج والله سأثور من أجل تصحيح مسار الجزائر حفظا لأمانة الشهداء وعلى رأسهم والدي الشهيد رحمة الله عليه . أتم بلحاج حفظ القران سنة 1977 و كان من تلامذة الشيخ عبد اللطيف سلطاني صاحب كتاب سهام الإسلام و الذي رعضه أبناء فرنسا للإضطهاد الشديد . و أعتقل بلحاج مع عباسي مدني 12 سنة وجردّ من كل حقوقه السياسية و المدنية , و صدرت في حقه الممنوعات العشر من قبل السلطة الجزائرية وهي : طرده و عزله بقوة القانون من جميع الوظائف والمناصب السامية للدولة. و منعه من ممارسة كل وظيفة من شأنها أن تسمح له بإعادة إرتكابه إحدى الجرائم التي حكم عليه من أجلها. و منعه من الإقتراع بأي إنتخاب كان ، أو القيام بحملة خلال أي منه. و منعه من الترشيح بأي إنتخاب كان. و منعه من عقد أي اجتماع أو تأسيس أية جمعية لأغراض سياسية أو ثقافية أو خيرية أو دينية و الإنتماء أو العمل بالأحزاب السياسية أو بكل جمعية مدنية, ثقافية كانت أم اجتماعية أم دينية، و بأية جمعية أخرى بصفته عضواً أو مسيرًا أو متعاطفًا. و منعه من حضور كل اجتماع عام أو خاص أو إلقاء الخطب فيه أو العمل على نقل خطبه بأي صفة من الصفات و بأية وسيلة كانت، ومنعه بصفة عامة من المشاركة في أية تظاهرة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية وطنية كانت أم محلية مهما كان السبب أو المناسبة. و وجوب الكف عن كل نشاط عام تحت أي شكل كان بصفة مباشرة أو بأية واسطة كانت سواء بتصريحات مكتوبة أو شفهية أو القيام بصفة عامة بأي عمل من شأنه التعبير عن موقف سياسي. و عدم الأهلية لأن يكون مساعداً محلفاً أو خبيراً أو شاهداً على أي عقد أو أمام القضاء إلا على سبيل الاستدلال. و عدم الأهلية لأن يكون وصيًّا أو ناظراً ما لم تكن الوصاية على أولاده. و الحرمان من الحق في حمل الأسلحة وفي التدريس وفي إدارة أو الاستخدام في مؤسسة للتعليم بوصفه أستاذاً أو مدرساً أو مراقباً . وكل هذه الممنوعات هدية لأبيه الذي أستشهد من أجل الجزائر . وهناك آلاف الشخصيات التي حاق بها ظلم في كل العهود السياسية من بلة و إلى بوتفليقة , سأنقلها بأمانة وصدق , لأنّ دم الشهداء وعذابات المظلومين و أوجاع المفقودين ستظل تلاحق روحي وضميري إذا لم أخرج هؤلاء الأبطال إلى دائرة الضوء والنشر , وهذا عهد عليّ / يحي أبوزكريا و قد برزت في المشهد السياسي والثقافي الجزائري ظاهرة إنتشار مذكرات الضبّاط الجزائريين الذين أعلنوا توبتهم و قرروا الرجوع إلى صف شعبهم المستضعف والمحوم بسطوة أبناء فرنسا , و قد كفرّ هؤلاء الضباط عن تورطهم في الجرائم التي إقترفها ويقترفها أبناء فرنسا في الجزائر بكشف ملفاتهم و إماطة اللثام عن الأسرار التي كانت تعبتر في وقت ما سرّي للغاية , و الدنو من ملفات سري للغاية كان كفيلا بإلتحاق المقترب من تلك الدوائر والمعلومات بقوافل الشهداء , فالمصور الوحيد الذي نجح في إلتقط صورة لمدير المخابرات العسكرية محمد مدين أو توفيق قتل بعد ذلك و بسبب صورة إلتقطت لمجموعة جنرالات كان من جملتهم الجنرال توفيق . ومن الذين كتبوا في موضوع أسرار العسكر في الجزائر العقيد محمد سمراوي و الذي ألف كتابا بعنوان سنوات الدم في الجزائر , ومما جاء في الكتاب ما يلي : " ذات يوم من شهر سبتمبر سنة 1995 أفتح باب غرفة تقع في الطابق الأول من فندق "رينال" وهو نزل متواضع يقع في وسط مدينة بون، لألتقي من جديد برئيسي السابق الجنرال إسماعيل العماري المعروف بإسماعين و الذي قدم متخفيا وهو الرقم الثاني في جهاز المخابرات الجزائرية إنه قصير القامة ذو وجه بزوايا حادة ، وعينان سوداوان يعلوهما صلع متقدم ، بدا لي مجرد أن رأيته أنه مصمم على إتخاذ قرار خطير ، وقد كان بجانبه زميلاي الملحقان العسكريان السابقان بسفارة الجزائر بألمانيا ، قدما هما كذلك خصيصا من الجزائر ، وهما العقيدان رشيد لعلالي ، وعلي بن جده المكنى بـ "إسماعين الصغير" وكلاهما ضابطان في الأمن معروفان بإخلاصهما الكبير، وولائهما للجنرال إسماعين و من الوهلة الأولى وبدون مقدمة فاتحني هذا الأخير بموضوع ذلك الإجتماع "السري" المثير للإستغراب ، طالبا مني تدبير عملية إغتيال معارضين إسلاميين جزائريين لاجئين في ألمانيا ، هما السيدان: رابح كبير وعبد القادر صحراوي... وهما شخصيتان عموميتان ووجهان معروفان ، صحيح أنهما معارضان للنظام الحاكم في الجزائر، ولكنهما لا يمثلان أي خطر يمكن أن يوضع في خانة ما يوصف "بالإرهاب" . وأمام إبداء اندهاشي من جدوى القيام بتلك العملية ، أضاف إسماعين قوله : (ربما كتبرير لإقناعي) "يجب تصفية هؤلاء الأوغاد الذين يغرقون الجزائر في الدم والنار ويعوقون حصولنا على المساندة الدولية... إن شبح الأصولية ، وقيام جمهورية إسلامية في الجزائر من شأنه أن يزعزع الإستقرار في البلدان المغاربية قاطبة كما من شأنه –أيضا- أن يمثل قاعدة صلبة ومنطلقا للهجوم على الغرب... ويبدو أن ذلك لم يقنع شركاءنا الأوروبيين ولذلك يجب إحداث هزة قوية توقظ ضمائرهم، مثلما كان الحال مع الفرنسيين." ويقول العقيد محمد سمراوي في مجال آخر : فابتداء من سنة 1988 وبصفة خاصة بعد 1992 ثلاثون سنة بعد إنتهاء حرب تحرير بلدهم عرف الشباب الجزائري معسكرات الإعتقال (المسماة كناية "بالمراكز الأمنية") في الصحراء ، كما عرفوا الإختطاف ، والإستخدام الواسع للتعذيب (المستعمل بكيفية تلقائية لابتزاز المعلومات – أو خاصة لإذلال المعتقلين) وكذلك التصفيات الجسدية والإغتيالات السياسية - محمد بوضياف، قاصدي مرباح، عبد الحق بن حمودة ، عبد القادر حشاني.....وكذلك المحاكم الخاصة، حظر التجول ، "مواطني الدرجة الثانية" 8 الميليشيات، و"جماعات الدفاع الذاتي و كل ذلك يذكر الجميع بممارسات جيش الإحتلال الفرنسي (تجنيد، إستخدام الجنود الإضافيين كالحركى ، المخازنية، القومية...) فلا يستغرب –إذن- إذا إعتقد الجزائريون وهم يشاهدون ذلك بأعينهم ويلمسونه بأيديهم أن سياسة جنرالات اليوم هي إمتداد أو إستمرار لتلك السياسة التي مارسها عساكر الإحتلال في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي !! إنتهى الإقتباس . و قد أصبحت مسألة حكم حزب فرنسا للجزائر و ظاهرة أبناء فرنسا الذين نجح الإستعمار الفرنسي في غرسهم في صفوف جيش التحرير ووصولهم إلى أعلى المستويات و المواقع الجزائرية و إرتباطهم بالمخابرات الفرنسية إلى يومنا هذا محل إجماع في الجزائر بين الوطنيين في بعض دوائر القرار – لأن الوطنيين لا يصنعون القرار في الجزائر و هم غطاء وستار لأبناء فرنسا - والمعارضات فالرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد إتهم رؤساء الجزائر بخيانة العهود والقسم على القرآن , و إتهم أبناء فرنسا بإغراق الجزائر في الدماء و مما قاله في هذا السياق : إن هؤلاء الرؤساء – ويقصد رؤساء الجزائر - يؤدون اليمين فيضعون أيديهم فوق المصحف ، ويقسمون بأن يحترموا الدستور ، ولكنهم يفعلون العكس”.و فهم من تصريحه بأنه إتهام واضح لبوتفليقة الذي عاهد الله أن يصالح بين الجزائريين , فإذا به يحقق مصالحة بين أبناء فرنسا الذين كانوا على وشك أن يقدموا للمحاكمات الدولية و المجتمع الدولي و الذي يتحمل مسؤولية تعديل الدستور الجزائري المعمول به منذ أواسط العقد الماضي.و إتهم الشاذلي بن جديد حزب فرنسا بضلوعه في التخريب المبرمج للجزائر , و قد فهم الجنرال المتقاعد خالد نزار أحد الإنقلابيين الذين أطاحوا بخيار الشعب الجزائر في كانون الثاني – يناير 1992 أن التهم موجهة إليه و خصوصا تهمة التجسس على الثورة الجزائرية لمصلحة فرنسا من طرف بعض الضباط الجزائريين في الجيش الفرنسي الذين إلتحقوا بالثورة الجزائرية ليذبحوها من الداخل , و الذين واصلوا ذبح الجزائر وصولا إلى تاريخ إلغاء المسار الإنتخابي وما أعقبه من تطورات دموية في المشهد الجزائري . ولم يتورع خالد نزار عن مهاجمة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد و الذي عينه وزيراً للدفاع مؤكداً أن من يتهمه بالعمالة لفرنسا هو الذي أقره مساعداً له خلال ثورة التحرير ثم عينه وزيراً للدفاع سنة 1990 , و قال خالد نزار بأنّه عارض تولي الشاذلي بن جديد رئاسة الدولة الجزائرية بعد وفاة الرئيس هواري بومدين وقال أن الشاذلي قربّ الفاسدين و المتعفنين من الجيش هؤلاء المتعفنون الذين خرموا الدولة . و الواقع أنّ الشاذلي بن جديد الشاذلي إتهم مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة العسكرية بأنهم جواسيس لفرنسا من بينهم الرجل الذي أعتبر الأقوى في الجزائر خالد نزار و الذي أقسم أن لا يسمح للإسلاميين بالوصول إلى دوائر القرار . و إتهم الشاذلي أيضا الرئيس الأسبق أحمد بن بلة بأنّه مسؤول عن إغتيال العقيد محمد شعباني الذي فضح جواسيس فرنسا في الجيش الجزائري . و الشاذلي بن جديد رئيس الجزائر الأسبق و الذي إتهمّ جواسيس فرنسا بقتل الجزائريين و أعلن عن ذلك بعد إخراجه من السلطة من قبل هؤلاء الجواسيس فهو و عندما كان في قصر المرادية – قصر القرار الرئاسي – تورط في إغتيالات بالجملة و المفرق و السكون عن قتلة الليل و في هذا السياق إتهم المحامي علي يحيى عبد النور - أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في الجزائر و الذي ترافع عن قادة الجبهة الإسلامية للإنقاد في المحكمة العسكرية بالبليدة في تموز –يوليو 1992 - رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد ورئيس ديوانه الأسبق اللواء العربي بلخير – أحد أبرز رجالات فرنسا في الجزائر والمرتبط بالمخابرات الفرنسية - بضلوعهما في إغتيال المعارض علي مسيلي سنة 1987 في باريس ·و علي مسيلي هو الذراع الأيمن لزعيم حزب جبهة القوى الإ شتراكية حسين آيت أحمد،و يقول البعض أن سبب إغتيال علي مسيلي يعود إلى فضحه لتصرفات زوجة الرئيس الشاذلي بن جديد والتي حولت الدولة الجزائرية إلى عامل سريلانكي لديها , و التي كانت تغادر الجزائر بالطائرة الرئاسية لتتبضع وتشتري ما يحلو لها في أوروبا و بأموال الشعب الجزائري و ذات يوم طالبت سلطات المطار في سويسرا من زوجة الرئيس الجزائري دفع مستحقات توقف الطائرة في المطار فرفضت وردت قائلة بأنها رئيسة الجمهورية الجزائرية ولن تدفع أي شيء''· وقد تناولت الصحافة السويسرية الحادثة بكل التفاصيل الدقيقة , و تدخلّ الجنرال العربي بلخير وقرر تصفية علي مسيلي في باريس , لأنه كان يبحث عن ذلك خصوصا و أن علي مسيلي نجح في وضع برنامج لتوحيد المعارضة الجزائرية في الخارج .وعلى الرغم من أن زوجة علي المسيلي حركت كل الدوائر القانونية و مكاتب المحاماة و قدمت أدلة على تورط الجنرال العربي بلخير في إغتيال زوجها , إلا أن الحكومة الفرنسية التي تدعّي العمل بمبدأ إحترام حقوق الإنسان لم تعتقل الجنرال العربي بلخير عندما نقل إلى فرنسا لتلقي العلاج في المستشفى الأمريكي بعد تدهور صحته , وقد طلب منه حينها مغادرة فرنسا في طائرة خاصة أرسلت له من الجزائر , و قد فهم كثيرون أن فرنسا لن تخون جواسيسها في الجزائر ·و حتى عندما رفع مواطنون جزائريون مقيمون في فرنسا دعوى على اللواء خالد نزار طلب منه مغادرة فرنسا حتى لا تحرج الدولة الفرنسية أمام الرأي العام وحتى لا يكشف علاقتها بأبنائها في الجزائر . و لما أعتقل الديبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني نائب مدير التشريفات بوزارة الخارجية الجزائرية بتهمة إغتيال المسيلي , أطلق سراحه بعد شهور وكان حسني نائب مدير التشريفات المتهم بقتل المحامي مسيلي أعتقل بفرنسا منذ 14 آب –أغسطس 2008 , وأثناء إعتقال حسنى كانت العلاقات الجزائرية- الفرنسة في أوج تكاملها , وكان يتردد على الجزائر كبار الرسميين الفرنسيين و الذين يستقبلهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالقبل , و الواقع أن محمد زيان حسنى كان كبش محرقة للتغطية على الرؤوس الكبيرة التي تصنع فعل القتل في الجزائر . و حسب هشام عبود الضابط السابق في جهاز المخابرات الجزائرية و صاحب كتاب مافيا الجنرالات فإنّه لا يمكن لضابط في المخابرات برتبة نقيب أن يبادر بالقيام بعملية إغتيال خارج التراب الوطني أو حتى في الداخل الجزائري ، خاصة عندما تكون الضحية بوزن محامي معروف وناشط على الساحة السياسية وأحد أعضاء الإتحادية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان و العملية كان وراءها الجنرال العربي بلخير الذي أصدر الأمر الذي بمقتضاه تمت العملية والذي كان المسؤول عنها الشاذلي بن جديد و أصهاره و كانت عائلة بوركبة تشكل جهازا أمنيا موازيا للأجهزة الرسمية . ومن أبناء باديس الذين أجهز علهم أبناء باريس في الجزائر المهندس عبد القادر حشاني أحد أبرز القادة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ و الذي أستشهد في 14 شعبان 22 تشرين الثاني – نوفمبر 1999 , و قد أطلقت عليه رصاصتان من مسدس كاتم للصوت أثناء تواجده بعيادة أسنان غير بعيدة عن مقر المديرية العامة للأمن الوطني بحي باب الواد الشعبي و رغم الحراسة الأمنية . و كان أبناء فرنسا في الجزائر يعتبرون عبد القادر حشاني من الشخصيات الإسلامية التي تملك فكر الدولة , وبالتالي يعدونه أحد أهم اللبنات في مشروع الدولة الإسلامية في الجزائر , و فور إستشهاده وجهت أصابع الإتهام إلى التيار الإستئصالي الموالي لفرنسا والمعادي للإسلاميين والمتهم بإقتراف كل المجازر التي شهدتها وتشهدها الجزائر . و الشيخ عبد القادر حشاني رحمه الله 40 سنة من مواليد قسطنطينة ـ شرق الجزائر ـ المدينة التي أنجبت العديد من رجال الإصلاح في الجزائر , و عمل مهندساً في البتروكيمائيات، وكان يشغل المنصب الثالث في الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد عباسي مدني وعلى بلحاج . تولى قيادة الجبهة في ذي الحجة 1411 ههجرية حزيران - يونيو 1991 عقب إعتقال مدني وبلحاج ، وترأس المكتب التنفيذي للجبهة غير أنه أ عتقل في رجب 1412هـ- كانون الثاني - يناير 1992 وأودع في سجن سركاجي ، وحكم عليه في ربيع الاول 1418هـ ـ تموز - يوليو 1997 بالسجن لمدة خمسة أعوام ، غير أنه خرج في نفس اليوم لأنه كان قد قضى خمس سنوات خلف القضبان .و يعتبر حشاني بأنه الرجل الذي أوصل الإسلاميين إلى السلطة في إنتخابات كانون الأول – ديسمبر 1991 , و التي ألغاها جنرالات الجزائر , و صان جبهة الإنقاذ من محاولات السرقة والتحريق التي قادها الجنرالات أيضا عندما إشتروا ضمائر بعض الإنقاذيين و وأوهموهم بأنهم سيحصلون على كل شيئ إن إستطاعوا الإنقلاب على القيادة الشرعية الممثلة في الدكتور عباسي مدني و علي بلحاج , و ظل عبد القادر حشاني وفيا لخط الجبهة الشرعية إلى أن إرتقى إلى ربه شهيدا . وكان المهندس عبد القادر حشاني قد وجهّ رسالة إلى وزير الداخلية قبيل إستشهاده بأقل من شهر شكا فيها من جملة المضايقات والملاحقات التي تعرض لها على أيدي المخابرات ورجال الأمن , بالإضافة إلى كونه كان سيدلي بشهادته بعد أسبوع في مذبحة سركاجي – التي وقعت في رمضان 1415ه – شباط - فبراير 1995 و التي أسفرت عن مقتل العشرات من الإسلاميين المعتقلين في سجن سركاجي- والذي أعدم فيه الجيش الفرنسي آلاف المجاهدين الجزائريين أثناء الثورة الجزائرية ومنهم أيضا مئات المجاهدين ذوي الرجولة الجزائرية العالية و الذين أذلّوا قوات بيجار في الجزائر - , و كان حشاني يعرف أنّ الأجهزة الجزائرية هي التي رتبت المقلب في سجن سركاجي لتقتل مئات الإسلاميين بدون محاكمة , ولتقتل أيضا الضابط مبارك بومعرافي من القوات الخاصة و الذي كان يصرح في السجن أنه ضحية وليس قاتلا , وأن إسماعيل العماري هو من قتل بوضياف . لكن شهادة حشاني على ما جرى في سركاجي و ما جرى في الجزائر , سيسمعها الجميع عند من لا يضيع عنده حق مظلوم . و حادثة الإغتيال وقعت بعد أيام قليلة من رفع الحظر الذي كان مفروضاً عليه يقضي بمنعه من مغادرة الجزائر العاصمة , أو الحديث إلى وسائل الإعلام و الإدلاء بتصريحات سياسية وهو ما كان المهندس حشاني يقول إنّ قرار الإغتيال قد أتخذ و إلى جنّة عرضها السموات و الأرض إن شاء الله تعالى . في 20 كانون الأول – ديسمبر 1991 وقبل موعد الإنتخابات التشريعية بأسبوع , إلتقيته على هامش مؤتمر صحفي في قاعة إفريقيا في الجزائر العاصمة , فقلت له : إن أبناء فرنسا سيلغون الإنتخابات , فتعجبّ رحمة الله عليه , و قلت له يجب أن تبحثوا في البدائل السياسية . ومذ ذلك الوقت لم أره , لقد تخرجّ كمهندس في أدق الإختصاصات البتروكيميائيات , لكن أبناء فرنسا في الجزائر كلفوا أيضا بقتل الكفاءات لتظل الجزائر عالة على المنتوجات الفرنسية في كل المجالات , وليقبض أبناء فرنسا من أمهم عمولاتهم بالعملة الصعبة , رحم الله عبد القادر حشاني فقد كان رجلا مخلصا و مصمما على تطهير الجزائر من جواسيس فرنسا و بالوسائل السياسية , لكن حدث ما حدث .. ومن أبناء باديس الذين أجهز عليهم أبناء فرنسا الشيخ محمد السعيد الداعية و المفكر و الخطيب , و الذي عرف الإعتقالات والعذاب , و قيل أنّ الجماعة الإسلامية المسلحة هي التي قتلته , و الواقع أن هذه الجماعة هي يد أبناء فرنسا الذي إستخدموها لضرب الإسلام من جهة ورموزه على قاعدة التكفير , و هذه الخطوة الجهنمية تعلمها أبناء فرنسا من شارل ديغول و المخابرات الفرنسية أثناء ثورة التحرير عندما أقدم قاتلو الشعب الجزائري على خلق جبهة تحرير بديلة لقتل الجزائريين و الإساءة إلى جبهة التحرير الحقيقية . و مما ورد في وصية الشيخ محمد السعيد : هذه وصية العبد لله محمد سعيد بن أرزقي بن أحمد بن مزاري الذي ينتهي نسبه إلى علي بن عثمان الزواوي المنجلاتي إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما ، إلى أبنائه و أقاربه و كل من يقرأها. إن العبد لله يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن الجنة حق و أن النار حق و أن الساعة آتية و أن الله يبعث من في القبور. إني و الحمد لله على عقيدة أهل السنة و الجماعة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و من تبعهم بإحسان . إني أؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وآداب وأخلاق ، وعلى الأمة أن تقيم حياتها الفردية والجماعية – على مستوى المجتمع والدولة – على أساس ما شرع الله. إن الإجتهاد فريضة كفائية تطلب به الأمة حاجتها من النظم و التشريعات بشرط ألا يعارض قطعيا من النصوص أو المقاصد. إن الجهاد فريضة شرعية ماضية إلى يوم القيامة لإقامة شرع الله و حراسة دار الإسلام من العدوان الخارجي أو الطغيان الداخلي. إن الشورى واجبة فيما لم يرد فيه نص ، تسير بها شؤون الأمة في تعيين الحكام و اتخاذ القرارات. أوصيكم بتقوى الله و العمل الصالح و صلة الرحم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إقامة شعائر الدين و المساهمة في كل عمل خيري ينفع الأمة دينا و دنيا ، و عفوا عن محارم الله ، و اجتنبوا الكسل فإنه باب من أبواب الفقر، و تعاونوا فيما بينكم على البر و التقوى. و حافظوا على شرفكم فإنه لا حياة لمن لا شرف له. وفقكم الله لما فيه خيركم و خير الأمة. و لا تنسونا بالدعاء الصالح ، و التمسوا لي المغفرة من الله ثم من كل من أسأت إليه عالما أو جاهلا. و أرجو أن لا تحكموا علي بالإدانة فيما لم تفهموه من مواقفي ، فخلوا بيني و بين الغفور الرحيم . فإني قد أخذت على نفسي ألا أنحاز إلى الباطل ، و إنما أكتتب دوما في صف الحق و الإسلام مهما كلفني من ثمن. قال تعالى: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون و ستردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " . ومن الذين أبتلوا بلاءا شديدا في الدفاع عن كرامة الجزائريين المحامي الجزائري محمود خليلي و الذين كان من أكبر المحامين المدافعين عن حقوق الإنسان في الجزائر وقد تحمل عبئ الدفاع عن المفقودين و المخطوفين الجزائريين الذين خطفتهم الأجهزة الجزائرية , و لا يعرف مصيرهم لحد الآن , و قد حاول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رشوة عوائل المفقودين و الكف عن مطالبة الدولة بالكشف عن مصير المخطوفين و المفقودين خلال الأحداث التي أعقبت وقف المشار الإنتخابي في الجزائر سنة 1992 . كما كان من أهم المدافعين عن قضايا عن الإسلامين والسياسيين الجزائريين والمواطنين المطرودين من مساكنهم. وقد وصفته مساعدته قاسي نجاة التي بدأت مشوارها المهني معه بأنه يعد بالنسبة لها بمثابة أب وأخ وزميل مهنة . و وصفته بمحامي المستضعفين وقد تحول مكتبه خلال السنوات الماضية محج الفقراء ومن ليس لديهم امكانية توكيل محام للدفاع عن قضيته , وأضافت: كان سندا لكل هؤلاء وناشر الأمل في قلوبهم . هذا المحامي الشهم كان عرضة للمضايقات وتصدى لأبناء فرنسا و أجهزتهم , و لهول ما عالج من ملفات , توفي في مستشفى فرنسي عن عمر يناهز 68 سنة . الجهات العليا الجزائرية قررّت قتل يحي أبوزكريا في سنة 1997 . يا أيتّها النفس المطمئنة . أرجعي إلى ربّك راضية مرضية . فأدخلي في عبادي . و أدخلي جنتي . سورة الفجر و مما قاله شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا رحمه الله :نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة نحن آمال الجزائر في الليالي الحالكات كم غرقنا في دماها وإحترقنا في حماها وعبقنا في سماها بعبير المهجات نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة فخذوا الأرواح منا وأجعلوها لبنات وأ صنعوا منها الجزائر لم يحققّ عهد عبد العزيز بوتفليقة للجزائر غير الفقر والتسول و التراجع , و نجح بوتفليقة في مخادعة الجزائريين و الرأي العام بعد توليه الرئاسة عام 1999 , و كان واضحا أنّ الإستئصاليين غيّروا قواعد اللعبة عندما دنت من رقابهم حبال العدالة و دماء الأبرياء و المخطوفين , و معروف أنّ الإستئصاليين لم يتبنوا المصالحة عن قناعة , بل واصلوا سياستهم الأمنية , وظل الإستئصاليون في نفس المواقع و المسؤوليات , و قد طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يلتزم بالشروط و قواعد اللعبة , و أن لا يتدخل في شؤون الأقوياء , و نجح الرجل في مهمة إعادة تعويم صنّاع القرار الفعليين دوليا من خلال علاقاته الدولية الكبيرة . و لم يتمكن بوتفليقة من ترتيب البيت السلطوي و الذي ما زال يسير بنفس المسلكية والطريقة , فلا المصالحة كانت كاملة , فما زال هناك آلاف الجزائريين في المنفى , و الآلاف في المعتقلات و المئات في الجبال , و شعبيا و إجتماعيا فقد إزداد الفقراء فقرا , و المواطنون الجزائريون هم من أكثر المواطنين تجمهرا حول المستوعبات الحديدية و التي ترمى فيها الخضروات المتعفنة و التي ينتظرها هؤلاء المواطنون بشغف لأكلها , و قد أشتهر عهد بوتفليقة بمصطلح النصف في كل شيئ , نصف مصالحة , و نصف حلول , ونصف خيار , وحدهم القريبون من السلطة من مدنيين وعسكريين أغنوا , فسعيد بوتفليقة أخو الرئيس بوتفليقة أصبح واحدا من أهم الملوك في الجزائر , و المتحالفون معه أحمد أو يحي , عبد العزيز بلخادم , أبو جرة سلطاني , جمعوا الدنيا من أطرافها , و قد قال بوتفليقة لأبي جرة سلطاني رئيس حركة حمس ذات يوم أنه خائف من سرقة مليارات الدولارات التي دخلت الخزينة الجزائرية جراء إرتفاع أسعار النفط , لكنه لم يفعل ما من شأنه تحصينها , و ها هو الفساد ينخر الجزائر من أدناها وإلى أقصاها .و لأنني كنت صادقا في وطنيتي و متأثرا لما ألمّ بشعب و ثورة المليون شهيد فقد ترشحت للإنتخابات الرئاسية في نيسان – أبريل 2009 منافسا لعبد العزيز بوتفليقة و الذي وزعّ الوعود والكلمات التخديرية و التي لم تقترب من الواقع الجماهيري و المعضلات التي يتخبّط فيها الناس . و أعتبرت هذا حقي الدستوري و الوطني , و على الرغم من أن هذا القرار كان شجاعا لأنّ فيه شهادتي في سبيل الله , فقد أقدمت على هذه الخطوة مؤمنا أنّ دمي قد يفيد في تطهير الجزائر من رجس أبناء فرنسا و المنظومة الأمنية الغربية و حتى الحركة الصهيونية – ولدينا أدلة على وجود الرباعي الأمريكي الفرنسي الصهيوني و أبناء فرنسا في الجزائر والذين سرقوا الثورة الجزائرية ومسارها و تأثيرهم على مجريات الأمور في الجزائر , و كان هذا الترشح بمثابة الصاعقة للإستئصاليين الذين بادورا إلى مواجهة هذه الخطوة من خلال تكليف ضابط من ثكنة إبن عكنون و الذي وجهّ لوسائل الإعلام الجزائرية قرارا ينص على عدم جواز نشر أو بث أو إذاعة أي شيئ يخص أو يتعلق من قريب أو بعيد بيحي أبوزكريا و أفكاره وتحليلاته ورؤيته الإنتخابية . ثكنة إبن عكنون المتخصصة في إغتيال العقل الجزائري و الفكر الحر , عممت على كل وسائل الإعلام قرارا بعدم ذكري لإغتيالي إعلاميا وسياسيا في وطني العظيم الجزائر .و يسخّر بوتفليقة المليارات من أجل حملة كاذبة و أستجلب للتلفزيون الجزائري ضباط إبن عكنون وهم خريجو المعاهد الإعلامية ليقوموا بعملية التحرير و إعداد التقارير و حتى التركيب و المونتاج لإنجاح الحملة الإنتخابية الوهمية , و بوتفليقة يصرف المليارات على حملته و هو يعلم كما إتفق مع الكبراء أن العهدة الثالثة منجزة لصالحه لا محالة . كما أنّ العسكر في ثكنة إبن عكنون عينوا الرائد كمال بمتابعة يحي أبوزكريا و رصد كل حركة له و مقالة وبرنامج أو موقف و إتخاذ القرار المناسب لمصلحة الدولة , طبعا الدولة هنا هي مزرعة العسكر ..و هنا أود أن أشير إلى أنّ أحد الضبّاط إتصل بي من داخل الجزائر و ممّا قاله لي هذا الضابط : أنت من أكثر الصحفيين إيذاءا للإستئصاليين , و من أكثر العقول خطرا على مشاريعهم , و الأخطر ما فيك هو معلوماتك , فأنت أول من أعلن من الصحفيين الجزائريين عن نيّة ال |
|