استطاعت أبل بطرحها لفكرة الآي فون كهاتف ذكي بمفهوم جديد يحتوي تقنيات جديدة ومتميزة لاول مرة عام 2007 ومن ثم فكرة متجر البرامج App Store، استطاعت ان تدشن عهد جديد في الحوسبة والاجهزة الطرفية المتصلة بالانترنت لتكرر هذا التدشين مرة اخرى هذا العام بصنف جديد في الاجهزة اللوحية وهو الاي باد ipad.
هذه المبادرة وهذا السبق والنجاح الهائل الذي حققته أبل بملايين الوحدات المباعة من كلا الجهازين السابقين دفعا بقية الشركات الى دخول هذا المجال ايضا ومنافسة ابل بقوة حتى دفع ذلك الى تركيز اكبر من عمالقة شركات الكمبيوتر على مجالي الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية ليعلن ايرك شميدت الرئيس التنفيذي لجوجل ان الهواتف الذكية هي مستقبل جوجل ومستقبل العالم باسره! ومن هنا نفهم وتتضح لنا شراسة المنافسة في هذا المجال المهم والحيوي بين الشركات المختلفة.
الآي فون هو الدجاجة التي تبيض ذهبا ومازالت لشركة ابل حتى غدت مداخيل هذه الشركة هي الاعلى من قطاع الاي فون لوحده بعد ان كانت مميزة باجهزة الماك وموديلاتها المختلفة ومن ثم اجهزة الاي بود التي احدثت هي الاخرى ثورة في عالم الموسيقى.
المدون والمختص بالشؤون المالية لأبل آندي زاكي Andy M. Zaky نشر في مدونته Bullish Cross دراسة صغيرة حول اهمية الاي فون في شركة ابل والمداخيل المالية الكبرى التي حققها عبر الارباع المالية المختلفة خلال الثلاث سنوات الماضية منذ انطلاقه مقارنة بمنتجات ابل الاخرى ليوضح لنا ان الاي فون بالفعل هول تلك الدجاجة التي ملأت خزائن أبل بالذهب ومازالت لتطغى حتى على المنتجات الاخرى وليساهم الاي باد هو الاخر أيضا بهذا الذهب، انظر معنا الى الرسم التالي الذي انتجه لنا المدون آندي:
الرسم السابق يمثل حجم مداخيل ابل من منتجاتها المختلفة من عام 2007 الى عام 2010 لكل عبر الارباع المالية لنلاحظ التالي:
١- اللون الاحمر الذي يمثل الاي فون والذي بدأ نموه مع الربع الثاني لعام 2007 واستمر ومايزال حتى هذا الربع الرابع من السنة المالية الحالية لأبل والتي تنتهي في سبتمبر القادم حتى انه طغى على بقية المنتجات بما فيها اجهزة الماك في حجم المداخيل لأبل.
٢- كان ناتج هذا ان يتم التاثير على الاي بود الذي قلت مداخيله لصالح الاي فون وكذلك اجهزة الماك.
٣- المداخيل من الاي تيونز بقيت ثابتة على مستواها تقريبا.
٤- الاي باد دخل لعبة الذهب لأبل بداية من الربع الثالث لعام 2010 لينمو بشكل كبير ويستولي على حصة كبيرة قياسا بعمره من مداخيل ابل.
٥- التقديرات المالية من نفس المحلل تشير الى ان مداخيل ابل للسنة المالية الحالية 2010 والتي تنتهي كما قلنا في سبتمبر القادم -بعد شهرين- ستبلغ 63.459 مليار دولار بزيادة كبرى تقدر ب 47.91% عن السنة المالية السابقة 2009 والتي بلغت فيها المداخيل حوالي $42.905 مليار دولار
٦- الارقام السابقة في المداخيل تدلل على نجاح كبير ومتواصل لابل لم يفسده الا المشاكل الاخيرة التي ظهرت في الاي فون الجديد iPhone 4 والتي ان لم تتدارك بسرعة فسيكون لها وقع سلبي على المدى الطويل مع احتدام المنافسة بين الشركات في مجال الهواتف الذكية.
٧- الاي فون بحسب المحللين ومع نهاية السنة المالية الحالية سيشكل نسبة كبيرة جدا من مداخيل ابل تقدر ب 40.8% لذا فان ابل ستدفع بكل قوتها لتعزيز دجاجة الذهب هذه حتى وان اهملت منتجات اخرى، الا ان احتياجات تطوير الاي فون تتطلب وجود اجهزة الماك وهذا مايشير اليه ارتفاع في نسبة مبيعات اجهزة الماك ايضا.
٨- هذ النجاح الكبير يعزى الي نظام التشغيل المخصص للاي فون والاي باد والاي بود تتش iOS 4.0 والذي اثبت تفوقه وانه الاول عالميا في هذا المجال مع اقتراب وصول عدد مستخدميه الى مائة مليون شخص حول العالم وهذا مادعا أبل للتركيز عليه وتطويره بشكل افضل ونشره عبر اجهزة مختلفة وبقدرات هائلة والاخبار تتحدث او الشائعات بالاحرى- عن انه ربما ابل تودع نظام الماك لتستبدله بنظام iOS ليعمل على جميع اجهزتها!
يقول روبين شارما: “لا شيء يفشل مثل النجاح” اي ان اعتقاد الشخص او الشركة انها وصلت الى قمة النجاح هو بداية سقوطها واعتقد ان ستيف وابل يدركون ذلك مع اشتداد المنافسة ولا بد اننا سنرى قريبا اصلاحا شاملا لجميع المشاكل الاخيرة التي ظهرت مع توضيح مناسب.