mahmoudb69 عضو ماسي
عدد الرسائل : 2700 العمر : 55 الموقع : houda.houdi@gmail.com المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : telecom السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 25/02/2012
| موضوع: فوائد علم المناسبات الجمعة مايو 04, 2012 10:17 am | |
| فوائد علم المناسبات
قد يسأل بعضهم قائلاً: كيف تطلب المناسبات بين الآيات والسور وقد نزلت مفرقة كل واحدة منها في زمن يخالف زمن الأخرى؟ ويجيب على ذلك الإمام الزركشي فيما نقله عن بعض مشايخه المحققين قائلاً: "قد وهم من قال: لا يطلب للآية الكريمة مناسبة؛ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة؛ وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلاً وعلى حسب الحكمة ترتيباً؛ فالمصحف كالصحف الكريمة على وفق ما في الكتاب المكنون مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف" ( انظر: البرهان:37). ويقول الشيخ محمد عبد الله دراز: "إن كانت بعد تنزيلها جمعت عن تفريق فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمع، كمثل بنيان كان قائماً على قواعده فلما أريد نقله بصورته إلى غير مكانه قدرت أبعاده ورقمت لبناته ثم فُرِّق أنقاضاً، فلم تلبث كللبنة أن عرفت مكانها المرقوم، وإذا البنيان قد عاد مرصوصاً يشد بعضه بعضاً كهيئته أول مرة" ( انظر: مباحث في التفسير الموضوعي، مصطفى مسلم، 57 ). وللمناسبات في القرآن ثلاثة أنواع: الأول: المناسبات في السورة الواحدة، ويتضمن أقساماً، ومنها: ـ المناسبة بين أولال سورة وخاتمته. ـ المناسبة بين الآية والتي تليها. ـ المناسبة بين حكمين في الآيات أو الآية. ـ المناسبة بين اسم السورة ومضمونها. الثاني: المناسبات بين السورتين، ويتضمن أقساماً منها: ـ المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمة التي قبلها. ـ المناسبة بين مضمون السورة والتي تليها. الثالث: مناسبات عامة مثال ذلك: ـ افتُتحت سورتان بقوله: يا أيها الناس وهما: سورتا النساء، والحج.
فوائد علم المناسبات 1 ـ أنه يزيل الشك الحاصل في القلب بسبب عدم التأمل في دقة النظم وإحكام الترتيب، وقد تقدم كلام البقاعي في هذه القضية( انظر: البرهان، للزركشي: 36 ) 2 ـ أنه يفيد في معرفة أسرار التشريع وحِكَم الأحكام وإدراك مدى التلازم التام بين أحكام الشريعة؛ فـإذا قرأت قوله ـ تعالى ـ: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) [{النور: 30]} وتعرفت على المناسبة بين الأمر بغض البصر وحفظ الفرج علمت ما بينهما من التلازم والتلاؤم؛ فحفظ الفرج لا يتم إلا بغض البصر، ومن أطلق بصره في الحرام فحري أن تزلَّ قدمه في الآثام. 3 ـ أنه يعين على فهم معنى الآيات وتحديد المراد منها، ومن ذلك: خلاف المفسرين في معنى قوله ـ تعالى ـ : (والصافات صفاً) [سورة الصافات: 1] ، فقال قوم: هي الملائكة، وهذا قول الجمهور، وقـال آخرون: هي الطير، والصحيح الأول؛ وذلك لأنا لو بحثنا عن المناسبة بين أول السورة وخاتمتها لوجدناه ذكر في الخاتمة في معرض حديث الملائكة عن أنفسهم: (وإنا لنحن الصافون. وإنا لنحن المسبحون) [سورة الصافات: 165 ـ166 ] 4 ـ وبعلم المناسبات يتبين لك سر التكرار في قصص القرآن، وأن كل قصة أعيدت في موطن فلمناسبتها ذلـك الـمـوطــن، ولذلك ترى اختلافاً في ترتيب القصة ونظمها بحسب المناسبة وإن كانت متحدة في أصل المعنى (انظر: نظم الدرر في تناسب السور للبقاعي: 1/14( التوقيع : بلمهدي محمود |
|