لم تكن عواطف بن خالد، الموظفة في صنف عامل مهني صنف أول بالتوقيت الجزئي خمس ساعات، والتي لا يكاد مرتبها يفوق المليون سنتيم شهريا بمدرسة صغار الصم بمدينة المسيلة، تضع في الحسبان، وحتى اللحظات الأخيرة من فجر يوم 11 ماي من الشهر الجاري، أن يكون استيقاظها من النوم برنين هاتفها النقال، حاملا لها بشرى نجاحها في سباق الطريق إلى البرلمان.
ورغم أن أربع نساء أخريات من تشكيلات سياسية أخرى شاركن عواطف فرحة الفوز بمقعد في البرلمان الجديد عن ولاية المسيلة، إلا أن طعم هذا الأخير يبقى له نكهة ومذاق خاصان بالنسبة لعائلة بن خالد التي تعدّ قصة حياتها أشبه بالنضال المرير الذي لا يتوقف، نضال مع داء السرطان والعوز والغبن الذي لوّن مسيرة حياتها، بدءا من نشاطها لأكثـر من عشر سنوات في موائد الإفطار الرمضانية في إطار الشبكة الاجتماعية، مرورا بإصابتها بالداء المذكور الذي كان دافعا لتعاطف كل من رئيس المكتب الولائي ومدير النشاط الاجتماعي السابق عنها، ليتدخلا لتعيينها كعاملة مؤقتة بالنظام الجزئي خمس ساعات بمبلغ لا يتعدى مليون سنتيم شهريا.
وفي منزلها الكائن بحي 270 مسكن بالمسيلة، تحوّل المشهد، منذ صبيحة الجمعة الماضي، إلى محج لمئات المهنئين، وتحوّل معه الوالد الذي كان يعمل سائقا لسيارة أجرة قبل أن يعتزل إلى أسعد رجل في الدنيا، كما يقول. روت عواطف لـ''الخبر'' قصة ترشيحها مع قائمة حزب حديث النشأة، وكيف وقع اختيارها لتصدّر قائمته بعد انسحاب إحدى المرشحات، وحملتها الانتخابية التي تقول إنها لم تحظ من خلالها سوى بستة أصوات في مسقط رأسها بالمعاضيد، إلى أن جاء فجر يوم الجمعة بمفاجأة لم تكن منتظرة نقلها هاتف والدها، حاملا إليها خبر فوز ابنته بمقعد في البرلمان.
عواطف التي أرجعت فوزها وانتزاعها مقعدا من بين 840 مرشح ومرشحة دخلوا السباق على طريق البرلمان، إلى دعوات أهل الخير وروّاد موائد إفطار رمضان التي عملت فيها من جهة، ومن جهة أخرى إلى قانون كوطة النساء في المجالس المنتخبة، مؤكدة أنها ستظل وفية دوما لخدمة الفقراء والمعوزين.
كما لم تنس عواطف دعوة ''الخبر'' إلى حضور حفل زواجها الخميس المقبل، حيث احتفلت بخطوبتها يوما فقط قبل انقضاء أجل الحملة الانتخابية من موظف بحظيرة البلدية، والتي قالت إنه كان فأل خير عليها، موضحة بأنها كانت حائرة في كيفية تسديد دين حفل خطوبتها.