الكلمة الطيبة
الكلمة لها تأثير في حياة الإنسان لأنها تشكل نوعا من الإيحاء يستقر في العقل الباطن
ثم يترجمها بفاعلية السلوك الصادر منه..
والكلمة عندما توجهها لنفسك سيتأثر بها عقلك الباطن ومن ثم ستعمل على مقتضاها ،
وإذا وجهتها لشخص آخر قد تكون سببا في هدايته أو في تنبيهه لما كان غافلا عنه،
وكم من الأشخاص تغيرت حياتهم بأكملها فمنهم من استبدل دينه ومنهم من غيّر مسار عمله أو دراسته
بسبب كلمة وجهها لهم أحد الأشخاص.
فكن متيقظ الذهن ، سريع الإنتباه، دقيق الملاحظة، فلا توجه إلا الكلمة الطيبة
وتغاضى عن الكلام السيء، واجعل هدفك من الكلام إما مفيداً أو مستفيداً..
الكلمـة الطيبـة فـي السنـة النبويـة
قال صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة)
وقالوالكلمة الطيبة صدقة)
فأطِب كلامك واختر كلماتاً إيجابية تؤثر بها على نفسك وعلى من حولك ، تنقى الكلمات الطيبة حسب المواقف المختلفة
فإن أردت أن تنصح فأسبق نصيحتك بكلمة طيبة
وإن أردت أن تطلب طلباً من أحدهم فاطلبه بأدب
وإن قدم لك أحد مساعدة فأحسن شكره وأردفه بدعاء
وإن أردت أن تعتذر عن القيام بعمل فقدّم إعتذاراً لبقاً
وإن وجدت حزيناً فخفف عنه حزنه بكلمات تبرد نار حزنه
كن داعياً إلى الله في كلماتك فما تدري أي كلمة يغفر الله لك بها
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات)
قصة في تأثير الكلمة الطيبة
قال زاذان ـ أحد التابعين ـ : كنت غلاما حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية ، بدّدها وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى.
فقلت لاصحابي: من هذا ؟ قالوا: هذا ابن مسعود .
فألقى في نفسي التوبة، فسعيت أبكي، وأخذت بثوبه، فأقبل علي فاعتنقني وبكى وقال: مرحبا بمن أحبه الله، اجلس
ويكفي قوله صلى الله عليه وسلم في أن يحثنا على الكلام الطيب
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)