ظاهرة النينو
و هي كلمة أسبانية تعني الطفل وبعض الأحيان تسمى بالطفل المسيح وسميت بهذا الاسم لأنها تأتي في شهر ديسمبر وهي الفترة التي شهدت ولادة المسيح عليه السلام، وهناك اسم آخر يطلق عليها وهو الطفل الشقي لكثرة ما تسببه هذه الظاهرة من كوارث وتدمير.
وظاهرة النينو واحدة من الظواهر المناخية الطبيعية التي يتأثر بها كوكب الأرض وتؤدي إلى تغير الظروف المناخية بشكل حاد ومتقلب، بمعنى أنها تخلق ظروف غير عادية بالمناطق التي تصيبها هذه الظاهرة. وتحدث هذه الظاهرة كل ثلاث سنوات وارتبط حدوثها بالكوارث الطبيعية المناخية المتمثلة في ظهور الفيضانات الكبيرة على المناطق التي تمر بها والجفاف والحرائق في مناطق أخرى. وأغلب المناطق التي تتأثر بهذه الظاهرة هي سواحل المحيط الهادي المحاذية لأمريكا الجنوبية والوسطى وتتأثر هذه المناطق بفيضانات كبيرة في السنوات التي تظهر فيها هذه الظاهرة، وبالمقابل تشهد السواحل الغربية للمحيط الهادي المتمثلة في جنوب شرق أسيا وخاصة إندونيسيا الجفاف وحرائق في الغابات.
وسبب حدوث هذه الظاهرة مرتبط بارتفاع درجة حرارة المحيطات وخاصة المحيط الهادي. ويعتقد أن ارتفاع درجة حرارته هو نتيجة الانحباس الحراري الناتج عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. الذي يحصل هنا هو أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات تؤدي إلى زيادة البخر فتندفع هذه المياه الساخنة في تشكيل تيارات في اتجاه الساحل الآخر فتظهر مياه أخرى باردة تساعد في تكثف بخار الماء وكثرة التبخر يؤدي إلى زيادة في التساقط أكثر من العادي مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات، في المقابل يقل البخر في السواحل الأخرى وبالتالي يسيطر الجفاف عليها ولا يحدث بها إلا الحرائق والتدمير.
وبالنسبة لسلطنة عمان فهي قليلة التأثر بهذه الظاهرة وآخر مرة تأثرت بها السلطنة في سنة 1997م، حيث شهدت السلطنة في ذلك العام أمطار غزيرة وعلى إثرها سالت العديد من الأودية وهي لم تكن خسائر بقدر ما كانت فائدة للبلد.
أما من حيث عودة ظاهرة النينو فهناك توقعات في عودة هذه الظاهرة في الشهور القادمة وذلك حسب ما أعلنته المنظمة العالمية للطقس ( OMM ) في جنيف وذلك من خلال مؤشرات ارتفاعات غير اعتيادية في درجات حرارة المياه، ولكن سوف تكون أقل تأثيرا من سابقتها التي حدثت عام 1997م.