الدراسات الفلكية القديمة
الدراسات الفلكية القديمة دراسات تهتم بالمعرفة الفلكية لدى القدماء. وتعتمد على ما يبذله الباحثون في شتى المجالات، منها علم الآثار والفلك والتاريخ وعلم الإنسان. ويعتقد الباحثون في حقل الدراسات الفلكية القديمة بأن إلمامهم بمعارف الأقدمين ومعتقداتهم في الكون المحيط بهم، يجعلهم أقدر على فهم تلك الحضارات القديمة. يضاف إلى ذلك ما تركه الأقدمون من مُدَوَّنات تُسجل ملاحظاتهم عن الأفلاك والنجوم، مما يساعد المعاصرين على القيام بحساباتهم الفلكية عن الأجرام السماوية.
يستقي دارسو الفلك القديم معلوماتهم عن معارف الأقدمين الفلكية من المخطوطات القديمة وغيرها. فقد دلت السجلات الأثرية، على سبيل المثال، على معرفة هنود المايا بأمريكا الوسطى، بمواقع الشمس والقمر والأفلاك والنجوم. وكشفت جداول معينة عن معرفتهم الشاملة بحركة كوكب الزهرة الذي كانوا يعبدونه؛ إذ اشتملت هذه الجداول على تقويم يبيِّن مواقيت ظهور كوكب الزهرة في السماء واحتجابه. وقد قاموا بتشييد أبوابهم ونوافذهم وسلالم مبانيهم في اتجاهات تنطبق على خط طلوع الزهرة في الأفق.
ساعدت الدراسات الفلكية القديمة الباحثين في استنتاجهم الخاص بالكيفية التي كان ينتفع بها الأقدمون من أنواع معينة من المباني، وعلى سبيل المثال، الأشكال المستديرة المبنية من أحجار ضخمة، والتي يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من 5,000 سنة، توجد في مواقع متفرقة من بريطانيا. فقد تَبيَّن لدارسي الفلك القديم، أن هذه المنشآت الحجرية كانت مرشدًا للأقدمين عن مواقيت شروق الشمس وبزوغ القمر وزوالهما في فترات محددة خلال السنة. ويتيقن الباحثون من أن الأشكال الدائرية قد تكون ضربًا من التقاويم. أو للتنبؤ بها عن الكسوف والخسوف.
انظر أيضًا: الفلك، علم؛ ستونهينج.