القمر
كيف يبدو القمر
سطح القمر
ممّ يتكون القمر
الجاذبية
الغلاف الجوي والطقس
درجة الحرارة
كيف يتحرك القمر
مدار القمر
الدوران
أوجه القمر
الخسوف
القمر والمد والجزر
كيف تكوّن القمر
العُمر والتاريخ
النظريات العلميّة
القمر في التاريخ
قياس الزمن (الوقت)
الخرافة أو الأساطير
الأساطير والتراث الشعبي
الأدب والموسيقى
دراسة القمر
الاستكشاف المستقبلي على القمر
أسئلة
________________________________________
صورة للقمر التقطها رواد الفضاء في المركبة أبولو11 أثناء رحلة العودة إلى الأرض وكانوا أول من هبط على القمر. وقد هبطوا في بحر السكون وهو سهل بركاني كبير داكن اللون. أما المناطق العالية في القمر فلونها أفتح.
القمر أقرب تابع (كوكب) للأرض في الفضاء. في عام 1969م، أصبح هذا القمر الطبيعي الضخم التابع للأرض أول جسم فضائي يزوره الإنسان.
والقمر أكثر الأجسام لمعانًا في السماء ليلاً، ولكنه لايصدر ضوءًا من ذاته، خلافًا لنجم الشمس مثلا، الذي يصدر ضوءًا من ذاته. وعندما يتألق القمر فإنه يعكس ضوء الشمس. وفي بعض الليالي يبدو القمر وكأنه كرة مضيئة لامعة. وفي ليال أخرى يظهر على شكل شريحة رفيعة من الضوء. ولكن القمر لايغير حجمه، وشكله، وإنما يتغير منظر القمر حينما تضيء الشمس أجزاء مختلفة منه.
يدور القمر حول الأرض مرة واحدة كل 27 يومًا وثلث اليوم تقريبًا، كذلك يـدور حول نفسـه مـرة واحـدة كل 27 يومًا وثلث اليوم. ولذلك فإن وجهًا واحدًا من القمر يبقى متجهًا نحو الأرض. ويبلغ متوسط المسافة بين مركزي الأرض والقمر نحو 384,403كم. وتستغرق الرحلة بالصاروخ من الأرض إلى القمر ثم العودة نحو ستة أيام. ولأن القمر قريب نسبيًا من الأرض، فإنه يبدو وكأنه أكبر كثيرًا من النجوم، وبنفس حجم الشمس تقريبًا. ويبلغ قطر القمر نحو 3,476كم، وتساوي هذه المسافة ربع قطر الأرض تقريبًا، وهي أصغر من قطر الشمس بنحو 400 مرة. ولو شُوهد القمر بجوار الأرض لكان أشبه بكرة التنس بالمقارنة مع كرة القدم.
قطر القمر يبلغ حوالي 3,476كم، أو حوالي ربع مقدار قطر الأرض. فلو وضع القمر ـ مثلاً ـ على قارة أستراليا لامتد من سيدني إلى ما بعد بيرث.
ليست الأرض هي الكوكب الوحيد الذي له قمر. فكوكب المشتري مثلاً، له ستة عشر قمرًا تابعًا. وقمر الأرض هو السادس في الحجم من بين أربعين قمرًا طبيعيًا للكواكب أو يزيد. ولمزيد من المعلومات عن الأقمار الطبيعية، يمكن الرجوع إلى المقالات المستقلة عن الكواكب.
وليس على القمر أي نوع من الحياة. وهو قد تغير، بالمقارنة مع الأرض، تغيرًا طفيفًا على مدى بلايين السنين. ولايوجد فيه هواء أو رياح أو ماء. ومن على القمر تُرى السماء سوداء ـ حتى أثناء النهار ـ كما تُرى النجوم دائمًا ظاهرة للعيان. وفي الليل، يكون السطح الصخري باردًا جدًا، ودرجة الحرارة أكثر انخفاضًا من درجة أي مكان على الأرض. وفي النهار ترتفع درجة حرارة الصخور فوق درجة غليان الماء بقليل.
نظر الناس على مرِّ العصور إلى القمر ودرسوه، ومنهم من عبده. وقد أصبح الحلم القديم بالسفر إلى القمر تاريخًا في اليوم العشرين من شهر يوليو عام 1969م، عندما هبط الرائدان نيل آرمسترونج وإدوين ألدرين من الولايات المتحدة الأمريكية على السهل الصخري المعروف ببحر السكون.
وقد زودتنا الرحلات الفضائية والهبوط على القمر بحقائق عديدة عنه. كما أن استكشاف القمر قد ساعد أيضًا في حل كثير من الألغاز عن الأرض والشمس والكواكب. ولمزيد من المعلومات عن استكشاف القمر انظر: رحلات الفضاء.
________________________________________
القمر بإيجاز
________________________________________
العُمر: حوالي 4,600,000,000 (4,6 بليون) سنة.
المسافة من الأرض: أقلها- 356,399كم، أطولها- 406,699كم.
المتوسط- 384,403كم.
القطر: حوالي 3,476كم.
المحيط: حوالي 10,927كم.
مساحة السطح: 38,000,000كم².
زمن الدورة حول محوره: 27 يومًا وسبع ساعات و43 دقيقة.
زمن الدورة حول الأرض: 27 يومًا وسبع ساعات و43 دقيقة.
متوسط سرعة الدوران حول الأرض 3,700كم في الساعة.
طول النهار والليل: حوالي خمسة عشر يومًا أرضيًا لكل منهما.
درجة الحرارة عند خط الاستواء: النهار وقت زوال الشمس فوق ماريا، 127°م.
في ليل القمر فوق ماريا - 173°م .
الجاذبية عند السطح: حوالي سدس قوتها للأرض.
سرعة الانفلات: 2,4 كم في الثانية
الكتلة: جزء من واحد وثمانين جزءًا من كتلة الأرض.
الحجم: جزء من خمسين جزءًا من حجم الأرض.
الغلاف الجوي: قليل أو معدوم.
كيف يبدو القمر
الوجه البعيد للقمر له سطح وعر. وتسمى الفوهة (وسط الصورة) فوهة الاتحاد الفلكي الدولي رقم 308، ويبلغ عرضها حوالي 80كم. أما أثر القدم في الجانب الأيمن من الصورة اليمنى فهو للرائد إدوين ألدرين من مركبة أبولو 11.
سطح القمر. عندما ُيرى القمر بالعين المجردة من الأرض، يظهر مثل كرة ملساء تتخللها بقع رمادية مُعْتمة وأخرى فاتحة. وعند الاستعانة بمنظارٍ ميدانيِّ أو مقراب (تلسكوب) صغير تتضح الظواهر التي شاهدها لأول مرة العالم الإيطالي جاليليو في القرن السابع عشر الميلادي.
والبقع المعتمة على سطح القمر سهول منبسطة عريضة، ظنها جاليليو مغطاةً بالماء، وأطلق عليها اسم ماريا وهي كلمة لاتينية تعني البحار. ولكننا نعرف اليوم أن الماريا هي أراضٍ منخفضةٍ من الصخور المغطاة بطبقةٍ رقيقةٍ من تربة صخرية. ومعظم الأجزاء الرمادية الفاتحة من سطح القمر خشنة وجبلية. وتُسمى هذه المساحات بالأراضي المرتفعة. وتكثر الماريا بشكل رئيسي على الوجه القريب للقمر الذي يواجه الأرض. أما الوجه البعيد فكله تقريبًا من الأراضي المرتفعة.
أخدود متعرج على اليمين وهو واحد من العديد من الأودية الطويلة الضيقة على سطح القمر التي أحدثتها الحمم الجارية . وفي الجزء العلوي نرى فوهة ماسكيلين جي البركانية التي يبلغ عرضها 6 كم.
فوهة شميدت، على الطرف الغربي من بحر السكون، ويبلغ عرضها 11كم. وعلى القمر بلايين الفوهات البركانية. وأكبرها يصل عرضه إلى حوالي 1,100كم.
أشعة من مادة لامعة تنتشر من بعض الفوهات البركانية فوق سطح القمر. وقد صورت هذه الفوهة الشعاعية على الجانب البعيد من القمر بوساطة رواد مركبة الفضاء أبولو 13.
على سطح الجانب البعيد من القمر توجد فوهات بركانية وجبال أكثر مما هو موجود على الجانب الذي يواجه الأرض. وعلى الجانب البعيد عدد أقل من البحار، كما أن الفوهات فيه تبدو ناعمة وبالية.
وقد تكونت معظم الماريا قبل حوالي 3,3 و3,8 بليون سنة، عند جريان كميات كبيرة من الحمم البركانية (الصخور المنصهرة) التي انهمرت، ثم بردت فوق سطح القمر. وقد ملأت هذه الحمم الأماكن المنخفضة على سطح القمر. وبعض هذه الأماكن المنخفضة ـ مثل حوض إمبريوم في بحر الأمطار ـ فوهات ضخمة. وتتكون الماريا المستديرة عندما تملأ الحمم البركانية هذه الفوهات.
وأكثر الظواهر عددًا على سطح القمر هي الفوهات البركانية. وعلى القمر فوهات داخل فوهات، وأخرى متصلة. ويقدر العلماء أن القمر فيه نصف مليون فوهة يزيد اتساع الواحدة منها على 1,5كم. ويبلغ عدد الفوهات التي لايقل اتساعها عن 30سم، حوالي 30 ألف بليون فوهة.
ومعظم الفوهات الصغيرة حفر بسيطة على هيئة حوض منخفض الحافة. ومعظم الفوهات التي يتراوح اتساع الواحدة من 8 إلى 16كم لها جدران عالية وأرضية مستوية. وكثير من الفوهات التي يزيد اتساع الواحدة منها على 24كم، لها أرضيات مرتفعة أو قمم في المركز. والفوهات الكبرى تحفها الجبال ولها جدران منحدرة مدرجة. أما كبرى الفوهات البركانية، وهو حوض إمبريوم، فيبلغ اتساعها 1,100كم، وأرضيتها مغطاة بالحمم البركانية السوداء التي تشكل عينًا واحدة للشكل المألوف الرّجُل الذي على القمر.
وتُسمى بعض الفوهات البركانية على القمر بالفوهات الشعاعية. وهي مُحاطة بخطوط رمادية فاتحة تسمى الأشعة. وتشبه الأشعّة رشّات من مواد لامعة متناثرة في اتجاهات عديدة. وحول فوهة تايكو التي يبلغ اتساعها 87كم، يوجد قليل من الأشعة التي يتراوح عرضها مابين 16 و 24 كم وتمتد إلى حوالي 1,600كم. ويتكون الحشد الكبير من الفوهات الثانوية الصغيرة داخل الأشعة، بسبب الصخور التي تُقذف من الفوهات الشعاعية. وغالبًا ماتكون الأشعة خليطًا من صخور محطمة قُذفت من الفوهات الشعاعية، وشظايا صخور تناثرت من الفوهات الثانوية. ويعرف العلماء أن الفوهات الشعاعية تكونت في وقت متأخر من عمر القمر أو تاريخه، لأن الأشعة تخترق البحار والجبال وفوهات أخرى.
وقد تكونت البلايين من الفوهات الصغيرة على القمر نتيجة الاصطدام مع النيازك، وهي أجسام صلبة تسير في الفضاء. وكثير من هذه النيازك يدخل الغلاف الجوي للأرض على هيئة شهب. ومعظم الشهب ينصهر أو يتفتت في طبقات الجو العليا مُحْدِثًا خطوطًا من الضوء تسمى أيضًا الشهب. وأكبر هذه الشهب هو الذي يصل إلى سطح الأرض بسرعة، تكفي لأن يحفر فوهة (حفرة نيزكية) فيه. ويعني عدم وجود غلاف جوي للقمر أن النيازك الصغيرة أيضًا تحدث فوهات بركانية على سطحه. وتعمل عوامل التعرية على سطح القمر ببطء شديد لدرجة أن الفوهات التي يبلغ قطرها 30سم فقط تبقى ملايين السنين.
وقد تكّون العديد من الفوهات الكبيرة على القمر غالبًا عندما اصطدمت المذنبات أو الكويكبات بسطحه. وتدور هذه الأجسام حول الشمس ولكنها أكبر كثيرًا من النيازك. ويمكن القول أن أكبر وأقدم الفوهات على القمر نشأت من تصادم واندماج كويكبات صغريات، وهي أجسام صلبة يمكن أن تكون قد تحطمت معًا وكونت القمر نفسه.
وقليل من الفوهات البركانية على سطح القمر يشبه الفُوَّهات البركانية على سطح الأرض. وتوجد بعض هذه الفوهات البركانية على قمم الجبال الصغيرة أو في وسط التلال المنخفضة المستديرة. وفي بعض الأماكن تنتظم الفوهات البركانية في صف كما تنتظم البراكين عمومًا على سطح الأرض. ويوجد العديد من الفوهات البركانية القمرية التي تشبه البراكين على السهول المغطاة بالحمم البركانية.
وتنتشر الفوهات الضخمة في المناطق الجبلية من القمر. وتبدو جميع سلاسل الجبال الرئيسية على القمر كأنها الحواف المكسورة لهذه الفوهات الضخمة. وترتفع جبال الأبنين الوعرة، بالقرب من بحر الأمطار حوالي 6,100م. أما ارتفاع جبال لبنتز، بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، فيبلغ على الأقل 7,920م، وهي تقارب في ارتفاعها أعلى الجبال على الأرض.
وعلى القمر أيضًا أودية ضيقة طويلة تُسمى أخاديد، ومعظمها مستقيمة وتكونت على الأغلب عندما تشققت القشرة الخارجية للقمر وتساقطت أجزاء من السطح. والأخاديد المتعرجة قنوات ملتوية تشبه كثيرًا الأنهار الجافة. وقد تكونت على الأغلب من جريان الحمم البركانية فوق سطح الماريا (البحار).
صخرة بازلتية أحضرت بوساطة رواد أبولو 11. وهي تشبه الصخور البركانية على الأرض. وقد تسببت الغازات المنطلقة من الصخور المنصهرة في تكوين الثقوب.
صخرة برشيا أخذت من فوهة أثناء رحلة أبولو 12. وهي تتألف من تراب وقطع صخرية ضغطت معًا وهي مكسوة بالزجاج.
أقدم الصخور التي وجدت على القمر. وهي عينة من أبولو 12، ونشاطها الإشعاعي عال، ويزيد عمرها على أربعة بلايين سنة.
الكرات الزجاجية الدقيقة الملونة توجد في الكثير من المواقع في التربة القمرية. وحجم هذه الحبات الكروية يساوي تقريبًا حجم النقطة. وقد أحضر هذه العينات ملاحو أبولو 11.
ممّ يتكون القمر. لقد عرف العلماء الكثير عن تكوين القمر من دراستهم للصخور والتربة التي أحضرها الرواد الأمريكيون معهم. وستبقى أسئلة جديدة بدون جواب حتى يمكن أخذ عينات من عدد من الأماكن الأخرى على القمر.
وقد كان التراب القمري الذي جمعه رواد أبولو الأوائل رماديًا غامقًا إلى رمادي ـ بني. وهو يتألف من الصخر والزجاج وقطع صخرية مبعثرة. وتكونت التربة بوساطة الطحن والشحذ المتكرر لسطح القمر عندما تصيبه النيازك وتتكون الفوهات. ويتراوح عمق التربة فوق سطح الماريا (البحار) من 1,5م إلى 6م. ويتألف نصفها تقريبًا من شظايا زجاجية. وبعض حبات التربة كرات زجاجية صغيرة مجهرية الحجم. ولا يحيا شيء في تربة القمر. ولاتحتوي التربة على أحافير نباتية أو حيوانية.
وتتألف الصخور القمرية بشكل رئيسي من الخامات الفلزية التي تشتمل على الألومنيوم والكالسيوم والحديد والمغنسيوم إلى جانب الأكسجين والسليكون والتيتانيوم. ويوجد الهيدروجين والهيليوم وغازات أخرى محصورة داخل بعض الصخور. ويعتقد العلماء أن بعض هذه الغازات وصل إلى القمر كجزء من الرياح الشمسية، وهي غاز مكهرب ينبثق من الشمس باستمرار. ولم تكتشف أي عناصر جديدة في العينات القمرية. وقد وجد العلماء عددًا قليلاً من الخامات الفلزية التي لاتظهر طبيعيًا على الأرض، ولكنها تنتمي إلى عائلات فلزية مشهورة.
وقد جمع رواد الفضاء نوعين رئيسيين من الصخور: النوع الأول هو البازلت، وهو حمم بركانية قاسية وأكثر الصخور البركانية شيوعًا على الأرض. وتتكون الصخور البركانية بشكل رئيسي من بلورات سليكات الألومنيوم والبيروكسين والإيلمنيت. وقد تكونت هذه الخامات المعدنية عند درجة حرارة 1200°م، ويثبت ذلك أن هذا الجزء من القمر كان ساخنًا للغاية حينما تكونت الماريا. ويتكون النوع الثاني من صخور القمر، الذي يطلق عليه برشيا، من تراب وقطع من الصخر ضُغطت معًا عندما أصابتها الأجسام الساقطة.
تبدو القشرة الخارجية للقمر صلبة وقوية، ولكن علينا أن نتعلم الكثير عن الباطن. وفي أثناء رحلة أبولو 13، ترك القائمون على أمر الرحلة جزءًا من صاروخ ساتورن الضخم ليسقط مصطدمًا بالقمر. وقد استمرت الاهتزازات الزلزالية التي نشأت مدة أربع ساعات، ولم يكن العلماء يتوقعون هذه الاهتزازات الطويلة الأمد.
الجاذبية. يمشي الرواد بسهولة على القمر رغم أنهم يحملون أدوات ثقيلة. وهم يشعرون بالخفة؛ لأن قوة الجاذبية على سطح القمر أضعف بست مرات منها على سطح الأرض. فالشخص الذي يزن60 كجم على سطح الأرض يزن10 كجم فقط على سطح القمر. والجاذبية أضعف على القمر، لأن كتلة القمر (كمية المادة التي يحتويها الجسم) أصغر من كتلة الأرض بإحدى وثمانين مرة. وقد وجد العلماء في عام 1968م، أثناء دراستهم لمدارات المركبات حول القمر أن قوة الجاذبية تختلف اختلافًا طفيفًا من مكان إلى آخر على القمر. وهم يعتقدون أن سبب هذا الاختلاف الطفيف هو التركيز الكبير للكتلة في العديد من البحار المستديرة. وأطلق العلماء على هذه المناطق اسم الماسكون (التركيز الكتلي)، ولكن لم تعرف أسباب الماسكون بعد.
الغلاف الجوي والطقس. ليس للقمر غلاف جوي حوله، وإذا وجد فهو ضئيل. ولو كان للقمر طبقة من الغازات تحيط به لتسربت في الفضاء بسبب ضعف جاذبيته. ونتيجة لانعدام الجو، فإن القمر لا طقس له ولا سحب ولا رياح فيه ولا أمطار. ولا يوجد ماء على سطحه. وعلى رواد الفضاء أن يحملوا معهم الهواء ليتنفسوا على القمر. وعليهم كذلك أن يتحادثوا بوساطة الراديو لأنه لايوجد هواء لينقل الصوت.
درجة الحرارة. يسخن سطح القمر ويبرد أكثر من أي مكان على سطح الأرض. وترتفع درجة الحرارة عند الظهر وفي البحار على خط الاستواء إلى نحو 130°م، وتنخفض إلى أقل من -170م°أثناء الليل القمري الذي يمتد أسبوعين. وفي بعض الفوهات العميقة بالقرب من قطبي القمر تكون درجة الحرارة دائمًا قريبًا من -240م°. ويحمي الرواد أنفسهم من الحرارة والبرودة بوساطة السترات الفضائية.
كيف يتحرك القمر
جانب القمر القريب
مدار القمر. يدور القمر حول الأرض في مسار بيضي يسمى مدارًا. وتُسمى الرحلة الواحدة حول الأرض دورة. ويتحرك القمر بسرعة متوسطة مقدارها 3,700كم/ساعة تقريبًا على امتداد مداره البالغ 2,3 مليون كم.
ويدور القمر مع الأرض، وهي تدور حول الشمس مرة كل ¼365 يومًا، أي سنة أرضية واحدة. ويتحرك القمر حقيقة من الغرب إلى الشرق في السماء، ولكنه يظهر وكأنه يتحرك من الشرق إلى الغرب عند شروقه وغروبه وذلك لأن الأرض تدور حول محورها بسرعة أكبر من سرعة دوران القمر حول الأرض.
جانب القمر البعيد
وحيث إن مدار القمر بيضي، فإنه لايكون على نفس المسافة دائمًا من الأرض. وتبعد النقطة التي يكون فيها القمر أقرب ما يمكن من الأرض مسافة 356,399كم، وتسمى هذه النقطة الحضيض القمري. أما النقطة التي يكون فيها القمر أبعد ما يمكن عن الأرض فتبعد مسافة 406,699كم، وتسمى الأوج القمري.
تحفظ قوة جاذبية الأرض القمر في مداره، ولو أن الأرض أو قوة جاذبيتها اختفت فجأة لما عاد القمر يدور حول الأرض، ولاتخذ له مدارًا حول الشمس. وتسبب قوة جذب الشمس للقمر بعض التغيرات غير المنتظمة في مداره حول الأرض، وتسمى هذه التغيرات الترجافات.
يقيس العلماء زمن دورة القمر حول الأرض بالأشهر النجمية وبالأشهر الاقترانية. ويعرف الشهر الاقتراني ـ والذي يساوي 29 يومًا ونصف اليوم ـ بأنه الفترة الزمنية بين ظهور الهلال (القمر الجديد) والهلال الذي يليه. وهو الزمن الذي يستغرقه القمر ليدور حول الأرض بالنسبة للشمس. فإذا بدأ القمر دورته من نقطة تقع بالضبط بين الأرض والشمس فإنه يعود إلى نفس النقطة في مدة تساوي 29 يومًا ونصف اليوم تقريبًا. ويعادل الشهر الاقتراني يومًا كاملاً على القمر. وينقسم اليوم القمري إلى فترتين الأولى فترة ضياء لمدة أسبوعين تقريبًا والثانية فترة ظلام لمدة أسبوعين تقريبًا.
أما الشهر النجمي ـ ويساوي 27 يومًا وثلث اليوم ¬ـ فهو الفترة الزمنية التي يحتاجها القمر ليدور مرة واحدة حول الأرض بالنسبة للنجوم. فإذا بدأت دورته عند خط مع أحد النجوم فإنه يعود إلى نفس الموضع بعد 27 يومًا وثلث اليوم تقريبًا.
والشهر الاقتراني أطول من الشهر النجمي لأن الأرض تدور حول الشمس أثناء دوران القمر حول الأرض. ومع اكتمال دورة واحدة للقمر حول الأرض تكون الأرض قد قطعت جزءًا من ثلاثة عشر جزءًا من مدارها حول الشمس. ولذلك فإن على القمر أن يدور أكثر قليلاً حتى يصبح في نفس الموقع بالنسبة للشمس.
كيف يحصل القمر على ضوئه
الدوران. يدور القمر حول محوره (خط وهمي يمر في قطبيه الشمالي والجنوبي) تمامًا مرة واحدة أثناء كل رحلة له حول الأرض. ويدور القمر من الغرب إلى الشرق، وهو نفس الاتجاه الذي يدور فيه حول الأرض. وعند خط استوائه يدور القمر بسرعة 16 كم/ساعة تقريبًا. وعندما تنظر إلى القمر ترى دائمًا نفس الوجه.
ويتخذ القمر هذا الوضع بوساطة قوى الجاذبية. ونحن نعلم أن القمر يدور حول نفسه لأننا نرى وجهًا واحدًا له فقط. ولو لم يكن يدور لاستطعنا أن نرى كامل سطحه. ونستطيع أحيانًا أن نرى مسافة صغيرة حول حافة (طرف) القمر، إذ يبدو القمر متذبذبًا من وجه إلى وجه آخر ومتأرجحًا إلى أعلى وأسفل أثناء دورانه. وتسمى هذه الحركات الظاهرية بالميسان (التأرجح). وهي تنشأ عن تغييرات طفيفة في سرعة دوران القمر حول الأرض وعن ميلان مدار القمر عن مدار الأرض بمقدار خمس درجات. ويمكننا هذا التأرجح، في أوقات مختلفة، من مشاهدة مامجموعه 59% من سطح القمر ونحن على الأرض. ولايمكن مطلقًا أن نشاهد من سطح الأرض نسبة الـ 41% المتبقية من سطح القمر. وقد بقي الوجه البعيد للقمر سرًا غامضًا حتى 7 أكتوبر 1959م، عندما اتخذ صاروخ سوفييتي مدارًا له حول القمر وأرسل إلى الأرض صورًا قليلة لمنطقة واحدة من ذلك الوجه البعيد. وفي يوم 24 ديسمبر من عام 1968م، أصبح رواد مركبة أبولو 8 أول من شاهد ذلك الوجه البعيد من البشر.
لماذا للقمر أوجه
أوجه القمر. نستطيع أن نشاهد القمر يتغير أثناء الشهر الاقتراني من هلال رفيع إلى دائرة مكتملة ثم يعود هلالاً رقيقًا مرة أخرى. وتسمى هذه التغيرات الظاهرة في شكل القمر وحجمه أوجهًا. وهي في الحقيقة أوضاع مختلفة للإضاءة وسببها التغيرات في كمية ضوء الشمس المنعكسة عن سطح القمر نحو الأرض. فيبدو القمر متغيرًا في شكله؛ لأننا نرى أجزاء مختلفة من سطحه المضاء بأشعة الشمس، أثناء سيره في مداره حول الأرض. ونصف القمر دائمًا مضاء بأشعة الشمس كالأرض إلا وقت الخسوف. وأحيانًا يكون الجانب البعيد للقمر مضاء بأشعة الشمس تمامًا مع أنه محجوب عن الرؤية من الأرض.
لماذا نشاهد جانبًا واحدًا من القمر؟ عندما ننظر إلى القمر فإننا نشاهد دائمًا نفس الجانب منه، وذلك لأن القمر يدور حول محوره في نفس المدة التي يدور خلالها حول الأرض. ويسمي الفلكيون هذه الحركة بالدوران المتزامن. وتحافظ قوة الجاذبية على مواجهة نفس الجانب من القمر للأرض بصورة دائمة. ويبين الرسم لماذا لا يمكن أبدًا مشاهدة أحد جانبي القمر من الأرض. فعندما يدور القمر فإن نقطة معينة مثل فوهة بركان مثلاً، مؤشر عليها بنقطة حمراء، تظل في نفس المكان خلال الشهر، وتختفي أحيانًا في الجزء المظلم الذي يواجه الأرض. غير أنه لعدم تحركها نحو الجانب المواجه للأرض فنحن نعرف بأننا نرى جانبًا واحدًا فقط من القمر. فلو فرضنا أن القمر لا يدور حول الأرض فإن تلك النقطة ستبدو وكأنها تتحرك تدريجيًا عبر السطح المرئي للقمر وتختفي حول الحافة القريبة منه ثم تعود وترى في الحافة الشرقية للقمر بعد 14 يومًا.
وعندما يقع القمر بين الشمس والأرض يكون جانبه المضاء بأشعة الشمس ـ الجانب البعيد ـ غير مقابل للأرض. ويسمي علماء الفلك هذا الطور المظلم المحاق (القمر الجديد). وفي هذا الطور يكون جانب القمر المقابل للارض مضاء بشكل خافت بأشعة الشمس المنعكسة عن سطح الأرض نحو القمر.
وبعد يوم من ظهور المحاق، تظهر شريحة رفيعة من الضوء حول حافة القمر الشرقية. ويسمى الخط الفاصل بين الجزء المضيء والجزء المظلم من وجه القمر الخط الفاصل. وكلما مرّ يوم نشاهد جزءًا أكبر فأكبر من جانب القمر المضاء بأشعة الشمس، إذ يتقدم القاطع من الشرق إلى الغرب. وبعد نحو سبعة أيام نستطيع أن نرى نصف البدر. وهذا الشكل نصف الدائرى هو نصف الجانب المعرض لأشعة الشمس، وهو الجزء الذي يمكن مشاهدته من الأرض. ويسمى هذا الطور التربيع الأول. وبعد التربيع الأول بسبعة أيام يكون قد تحرك إلى نقطة تصبح فيها الأرض بين القمر والشمس.
ونستطيع الآن أن نرى كامل الجانب المضاء بأشعة الشمس، ونسمي هذا الوجه بدرًا. ويبدو القمر ساطعًا في ليلة صافية. ولو رصفت السماء كلها بدورًا لبلغ لمعانها لمعان الشمس تقريبًا.
وبعد سبعة أيام من إطلالة البدر نشاهد مرة أخرى نصف البدر. ويسمى هذا الوجه بالتربيع الأخير أو التربيع الثالث. وبعد أسبوع آخر يعود القمر إلى موقع بين الأرض والشمس، أي إلى وجه القمر الجديد (المحاق) ويوصف القمر أثناء تغيره من القمر الجديد إلى البدر بأنه متزايد. أما أثناء تحوله من البدر إلى القمر الجديد فيوصف بأنه متناقص ويدعى القمر هلالاً عندما يظهر أصغر من نصف البدر، وعندما يظهر أكبر من نصف البدر المكتمل ولكن ليس بدرًا مكتملاً، فيدعى المحدودب.
يغيب القمر ويطلع في أوقات مختلفة. ففي وجه القمر الجديد يغيب القمر فوق الأفق مع الشمس عند الشرق ويسير قريبًا منها وسط السماء. ومع مرور كل يوم يطلع القمر متأخرًا بمعدل 50 دقيقة عن الشمس، ويتخلف وراءها بنحو 12 درجة.
وفي نهاية الأسبوع الأول ـ عند وجه التربيع الأول ـ يظهر القمر عند الظهر ويغيب عند منتصف الليل تقريبًا. وبعد أسبوع آخر عندما يكون بدرًا يظهر القمر عند غروب الشمس ويغيب عند شروقها. وفي التربيع الأخير يطلع القمر نحو منتصف الليل تقريبًا ويغيب وقت الظهر. وبعد أسبوع آخر يطلع القمر الجديد مع شروق الشمس من الشرق.
الخسوف. يتسبب ضوء الشمس في أن يلقي كل من الأرض والقمر ظلاً في الفضاء. وعندما يمر البدر خلال ظل الأرض فإننا نشاهد خسوفًا للقمر. ويكون لون القمر أثناء الخسوف أسود محمرًا. وهو مضاء بشكل خافت بأشعة الشمس الحمراء التي تكون منكسرة (منحنية) خلال الغلاف الجوي للأرض.
وفي نوع آخر من الكسوف، يمر القمر الجديد مباشرة بين الأرض والشمس. فإذا أخفى القمر قرص الشمس أو جزءًا منه فإننا نشاهد كسوفًا شمسيًا (أي كسوفًا للشمس). ويحدث كسوف الشمس عندما يمر ظل القمر فوق الأرض حيث تصادف أن يكون الحجم الظاهري لكل من الشمس والقمر متساويين. انظر: الكسوف والخسوف.
القمر والمد والجزر. لاحظ الإنسان، منذ أقدم العصور، ارتفاع مستوى الماء وانخفاضه على امتداد شاطئ البحر. وكما تؤثر جاذبية الأرض على القمر فتجذبه، فإن جاذبية القمر تشد الأرض وأسطحها المائية الكبيرة. والحاصل أن جاذبية القمر تجذب الماء الواقع مباشرة تحت القمر. أما على الجانب الآخر من الأرض فإن القمر يسحب جسم الأرض الصلب بعيدًا عن الماء، ونتيجة لذلك يتكون نتوءان في المحيطات والبحار يسميان مدًا عاليًا. ومع دوران الأرض ينتقل هذان النتوءان من الشرق إلى الغرب. ففي كل يوم يشهد كل مكان على الشاطئ مدين وجزرين انظر: المد والجزر.
كيف تكوّن القمر
نظرية التصادم،تقترح أن جسمًا كبيرًا من الفضاء قد اصطدم بعنف بالأرض وحطم كتلة من مادة صلبة من قشرتها الخارجية. ثم بدأت هذه المادة المنفصلة بالدوران حول الأرض ثم التحمت في كتلة واحدة لتكوّن القمر.
فوهات مجهرية صغيرة جدًا على بعض عينات من القمر، ترى فقط بوساطة المجهر. وقد تكونت هذه الفوهة المكبرة 1700 مرة من تصادم ذي سرعة عالية لغبار كوني على جسيمات زجاجية مكسرة.
نفطة على هيئة كرتين متصلتين أحد الأشياء الزجاجية التي وجدت في تربة القمر، وفي الغالب تكونت هذه الأشياء عندما ضربت النيازك سطح القمر مبعثرة قطرات ذائبة.
العُمر والتاريخ. يقدر عمر الأرض والرجوم التي سقطت عليها بأكثر من 4,5 بليون سنة. ويستدل العلماء من ذلك أن النظام الشمسي بأكمله ـ بما فيه القمر ـ قد تكون في نفس الوقت تقريبًا. وعلى كل حال، فلم يثبت أن عمر أي من الصخور القمرية التي أحضرها إلى الأرض رواد مركبة أبولو يزيد عن 4,2 بليون سنة. وقد حدد العلماء أن عمر بعض هذه الصخور لايقل عن ذلك باستخدام طريقة التأريخ بالبوتاسيوم ـ الأرجون. وتستخدم هذه الطريقة لأن الصخور تحتوي على البوتاسيوم 40 المشع بمعدل ثابت. ويقيس العلماء الكمية النسبية لكل من البوتاسيوم والأرجون في الصخور، ويستعملون هذه النسبة لحساب عمر الصخور.
والحقيقة أن عمر أقدم الصخور القمرية قد يزيد على 4,2 بليون سنة، وذلك لأن درجات الحرارة العالية قد تكون طردت غاز الأرجون الذي تكون في الصخور قبل نحو 4,2 بليون سنة. ويمكن لدرجات الحرارة أن تكون قد ارتفعت إلى تلك المستويات عن طريق القذف بالرجوم أو أية حوادث أخرى.
وقد تكونت معظم الفوهات الكبرى في المناطق المرتفعة من القمر عندما ضربت سطح القمر أجسام صلبة كبيرة.
ويعتقد العلماء أن ضرب سطح القمر حصل قبل حوالى 3,9 - 4,2 بليون سنة. وخلال هذه الفترة أيضًا، يحتمل أن تكون أجسام أخرى صلبة قد ضربت الأرض والكواكب الأخرى، ومع مرور الزمن أصبح عدد الأجسام في الفضاء أقل فأقل، وبذلك تناقص العدد الذي يضرب القمر تدريجيًا.
أما البحار (الماريا) فتكونت عندما انسابت الحمم البركانية فوق سطح القمر قبل نحو 3,3-3,8 بليون سنة. وطبيعة هذه البحار أكثر نعومة من المناطق المرتفعة، لأن الحمم البركانية غطت الفوهات القديمة في المناطق المنخفضة.
نظرية الانفلات تقول إن الأرض والقمر كانا جسمًا واحدًا. ثم تسببت جاذبية الشمس في حدوث نتوء على جانب واحد من الأرض التي تدور بسرعة كبيرة فتكون جسم كروي مائل ومتصل بالأرض ثم انفصل هذا النتوء وأصبح القمر المعروف.
نظرية الأسر تدور حول تكوين القمر فتقول بأن القمر كان ذات مرة كوكبًا يدور حول الشمس. وعند نقطة ما في مداره تم أسر القمر بوساطة جاذبية الأرض وأصبح تابعًا لها.
النظرية الثالثة لتكوين القمر تفترض أن القمر قد تكوّن في نفس الوقت تقريبًا الذي تكونت فيه الأرض وفي نفس المنطقة من الفضاء. وكان الجسمان يتألفان من دوامتين من الغاز والغبار تخلفتا عند تكوين الشمس.
النظريات العلميّة. طوِّرت نظريات علمية لتفسير كيفية نشوء القمر، ولكنا نحتاج إلى المزيد من الاستكشافات العلمية قبل أن يُفك اللغز.
كان القمر فيما مضى أقرب كثيرًا إلى الأرض مما هو عليه الآن. ويحتمل أنه كان على مسافة 16,000كم تقريبًا من الأرض في بداية تاريخه. وأن الأرض أيضًا كانت تدور بسرعة تساوي عشرة أمثال سرعتها اليوم. ولايزال مدار القمر يكبر كلما دارت الأرض بسرعة أبطأ. وسبب هذه التغييرات هو الاحتكاك الناشئ من المد والجزر مما يبطئ سرعة دوران الأرض حول محورها ويجبر القمر على أن يتخذ مدارًا أكبر.
وفي عام 1879م اقترح العالم الرياضي الإنجليزي، جورج داروين، أن الأرض والقمر كانا جسمًا واحدًا. وحسب هذه النظرية المعروفة بنظرية الانفلات تكوَّن على الأرض، بعد تكوينها بوقت قصير، نتوء ضخم بفعل جاذبية الشمس. وكانت الأرض تدور بسرعة أكبر كثيرًا مما هي عليه اليوم، مما أدى في النهاية إلى أن ينفصل النتوء عن الأرض. ويشير بعض العلماء إلى احتمال أن تكون مادة النتوء قد أصبحت ساخنة جدًا وأنها تكسرت إلى قطع عديدة، ثم تجمعت هذه القطع فيما بعد لتكوين القمر.
أما النظرية الثانية، والمسماة بنظرية الأسر، فتُبين أن القمر كان كوكبًا منفصلاً اتخذ له مدارًا حول الشمس. وكلما مر عدد من السنوات أخذ القمر بالاقتراب من الأرض لتشابه مداريهما. وفي أثناء إحدى هذه الاقترابات تم أسر القمر داخل مجال الجاذبية الأرضية.
وتفيد النظرية الثالثة أن الأرض والقمر تكونا على هيئة كوكب مزدوج، يشبه إلى حد كبير نظام النجوم الثنائية المألوفة في مجرتنا. ويمكن أن تكون الفوهات الكبرى الموجودة في مرحلة مبكرة من تاريخ القمر قد تكونت نتيجة الاصطدام مع أقمار أخرى صغيرة كانت تدور حول الأرض أو مع كويكبات كانت تدور حول الشمس.
وتفترض النظرية الرابعة أن جسمًا كبيرًا من الفضاء اصطدم مع الأرض بعد أن تكوّن القلب الحديدي لها، ونتج عن أثر هذه الصدمة انفجار أدى إلى تطاير المادة الصلبة من القشرة الخارجية للأرض (الصخور بين القلب والسطح) في الفضاء. وبدأت هذه المادة المتطايرة بالدوران حول الأرض ثم التحمت في النهاية في جسم واحد لتكون القمر. ويقول مؤيدو هذه النظرية أن الصخور والمواد الأخرى التي اكتشفت على القمر تشبه تلك الموجودة على الأرض وأنه من الممكن أن تكون قد أتت من قشرة الأرض.
القمر في التاريخ
قياس الزمن (الوقت). كان الناس، منذ أقدم العصور، يقيسون الزمن بوساطة أوجه القمر. وقد سجل هنود أمريكا في آثارهم أن محصولاً أو صيدًا قد حدث قبل عدد معين من الأقمار التامة مثلاً. ولايزال الناس في العالم الإسلامي يستخدمون تقويمًا يتألف من 354 يومًا أو اثني عشر شهرًا قمريًا. ويستخدم الهنود التقويم القمري لتحديد تواريخ أيام المناسبات الدينية، كما أن النصارى يشهدون عيد الفصح في تاريخ مختلف كل عام، لأنه مرتبط بالقمر التام.
الخرافة أو الأساطير. ظن الناس الأوائل في البداية أن القمر إله قوي أو إلاهة قوية. فالرومان القدماء سموا إلاهتي القمر لونا وديانا. وكانت ديانا أيضًا إلاهة للصيد وتستخدم الهلال القمري قوسًا وأشعة القمر سهامًا. أما إلاهتا القمر عند قدماء الإغريق فكانتا سلين وأرتميس. كما آمن الإغريق والرومان بإلاهة تسمى هيكات لها ثلاثة وجوه ـ فهي هيكات عندما تمثل القمر في شكله المظلم، وهي أرتميس (ديانا) عندما تمثل القمر وهو ينمو ويكبر، وهي سلين (لونا) عندما تمثل القمر التام. وكان قدماء المصريين يكرمون إله القمر خونسو. أما البابليون فعرفوا القمر باسم سَنْ، وفي بعض الأحيان يسمى نانار أقوى آلهة السماء، واعتقد بعض قبائل الهنود الأمريكيين أن القمر والشمس إلهان وأنهما أخ وأخت. وحتى يومنا هذا ما زال بعض الناس يعبدون القمر.
خريطة قديمة للقمررسمها يوهان هفليوس سنة 1645م وكان يعمل موظفًا في بلدية غدانسك ببولندا. وكان هفليوس فلكيًا هاويًا، رسم حوالي 250 شكلاً قمريًا بتلسكوب.
الأساطير والتراث الشعبي. يعتقد كثير من الناس أن القمر يؤثر على الحياة، حتى أولئك الذين لايرون فيه أية قداسة. وقد زعم الفلاسفة والكهنة فيما مضى أن للقمر علاقة بالميلاد والنمو والموت، وذلك لأنه ينمو ويكبر ثم يتناقص ويضمحل. وكان بعض الناس يخافون من الخسوف كأنه إشارة إلى حدوث المجاعة أو الحرب أو أية كارثة أخرى. ولكن المسلمين يعتقدون أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا رأوا كسوفًا أو خسوفًا فزعوا إلى الصلاة عملاً بتوجيه الرسول الكريم ³. انظر: الصلاة. (صلاة الكسوف والخسوف). وطبقًا لبعض الخرافات فإن النوم في ضوء القمر قد يؤدي إلى الجنون. ويعتقد الكثير من الناس، حتى في أيامنا هذه، أن للقمر أثرًا على الطقس. ويظن البعض أن البذور تنمو بشكل أفضل إذا زرعت في الأيام التى يكون فيها القمر في مرحلة النمو. ويعتبر القمر مهمًا في علم التنجيم، وهو شبه علم شعبي كاذب.
وقد ذكرت الأساطير من بلدان مختلفة أن الرجل الذي في القمر قد سجن هناك، لأنه سرق. وقد رأى بعض الناس أشكالاً أخرى في العلامات التي على القمر. ومن هذه الأشكال: امرأة جميلة وقطة وضفدع وأرنب.
واعتقد بعض الناس فيما مضى، أن شكلاً من أشكال الحياة موجود على القمر. ومن ذلك ماذكره الكاتب الإغريقى القديم بلوتارك عن شياطين تعيش في الكهوف على القمر. أما عالم الفلك الألمانى يوهانز كيبلر فكتب في القرن السابع عشر الميلادي أن الفوهات القمرية قد بنيت بوساطة مخلوقات قمرية. وفي عام 1822م، ذكر عالم الفلك الألمانى إف جروتهوزن أنه اكتشف مدنًا قمرية. وفي العشرينيات من القرن العشرين، أعلن عالم الفلك الأمريكى و.هـ. بيكرينج أن الحشرات يمكن أن تعيش على القمر. كما أعرب العديد من العلماء عن أملهم في العثور على بعض المواد الكيميائية على القمر لإعطائهم دلائل على كيفية بدء الحياة على الأرض.
الأدب والموسيقى. كتب العديد من الأدباء والشعراء عن القمر، ووصفوا جماله. وكان القمر في مقدمة معالم الكون التي تأملها الشعراء العرب واستلهموها وتناولوها في أعمالهم، خاصة ما كان منها في موضوعات الغزل وذِكْر الجَمَال والمَدْح. وقد ظل ذلك الإعجاب والحوار المتبادل بين الأديب والفنان وبين القمر منذ وعى العربي ما حوله، حتى وصلت الأقمار الصناعية إلى القمر واكتشفت صخوره وظلمته. وقد ورد ذِكْرهُ في معظم القصائد الوجدانية والأغاني العاطفية، واعتمد عليه الروائيون في إضاءة الطريق أمام شخصياتهم في الروايات التي تعالج الحرب الليلية، وعند الإقدام على جرائم السرقة والقتل ولقاء العشاق في جُنح الليل، حيث يؤنسهم القمر ويهديهم نوره. وقد ذُكِر القمر ضمن عناوين عدد من الأعمال القصصية العربية منها: من ينقذ القمر؛ فوستول يصل إلى القمر؛ القمر المشوي؛ مدينة القمر وغيرها.
وفي الأدب الغربي، نماذج كثيرة تدل على استلهام صورة القمر. ففي رواية حلم منتصف ليلة صيف، شبه الكاتب الروائي الإنجليزي المشهور وليم شكسبير القمر بقوس فضي، حني حديثًا في السماء. وفي قصيدة السحابة وصف الشاعر الإنجليزي شيللي القمر بأنه "تلك العذراء" الدائرة المسكونة بالضوء الأبيض والتي يسميها البشر قمرًا.
وتحدث بعض الكتاب عن رحلات خيالية في الفضاء إلى القمر. وفي القرن الثاني الميلادي وصف الكاتب الإغريقي لوشيان بطلاً رفع إلى القمر بعد أن حُبست سفينته في دوامة ماء. وفي القرن السابع عشر الميلادي كتب المؤلف الفرنسي سيرانو دو برجراك عن سفينة قمرية تستخدم الدفع الصاروخي. أما الروائي الفرنسي جول فيرن فقد أرسل الأشخاص في روايته من الأرض إلى القمر عام 1865م، إلى القمر بوساطة مدفع طوله 270م. ووصف الكاتب البريطاني إتش جي ولز في روايته أول الرجال على القمر عام 1901م، مادة ضد الجاذبية الأرضية ترسل المسافرين إلى القمر.
وكان القمر كذلك موضوعًا مُحببًا للموسيقيين. وتعرف سوناتا البيانو التي ألفها المؤلف الموسيقي الألماني المشهور لودفيغ بيتهوفن بسوناتا ضوء القمر. أما الاسم ضوء القمر فهو عنوان لأعمال موسيقية لثلاثة مؤلفين فرنسيين على الأقل بما فيهم كلود دوبوسي. كما اشتملت الأغاني الشعبية على عناوين مثل في ضوء القمر الفضي. النهر القمري.
سفينة قمرية استعملت أول مرة على القمر بوساطة رجال فضاء مركبة أبولو 15 في يوليو 1971م. وحملت العربة كلا من جيمس إيروين، وديفيد سكوت لمسافة تزيد عن 27كلم في القمر.
رجل فضاء المركبة أبولو 16 جون واتز يَونجٌْ وهو يكتشف سطح القمر في سنة 1972م. وفي الخلف تشاهد بعض المعدات التي استعملت لأخذ بعض القياسات وجمع بعض عينات المعادن.
دراسة القمر. اعتقد بعض الأقدمين أن القمر صحن ناري يدور. واعتقد آخرون أنه مرآة تعكس البر والبحار على الأرض. وبالرغم من هذه الاعتقادات فإن الفلكيين الأوائل توصلوا إلى العديد من الأفكار الصحيحة عن حجم القمر وشكله وحركته وبعده عن الأرض. وفي عام 1609م، استخدم جاليليو تلسكوبًا بدائيًا للقيام بأول دراسة علمية لسطح القمر. وازدادت معرفتنا عن القمر كلما رسم علماء جغرافية القمر خرائط مطورة لسطح القمر. ومع تطور آلات التصوير وعلم التصوير في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، أصبح ممكنًا أن يصور القمر بالتفصيل.
وقد فتح عصر الفضاء الذي بدأ عام 1957م، بابًا جديدًا في دراسة القمر. وفي الثاني عشر من سبتمبر عام 1959م، أطلق الاتحاد السوفييتي (السابق) لونا 2 أول جسم اصطناعي يصل إلى القمر. ومنذ ذلك الوقت أطلق الاتحاد السوفييتي (السابق) والولايات المتحدة الأمريكية نحو ثلاثين مركبة غير مأهولة منها ما هبط على القمر، ومنها ما مر بالقرب منه بحيث يرسل إلى الأرض معلومات مفيدة. وفي الفترة مابين 1966 و 1968م أرسلت الولايات المتحدة خمس مركبات استطلاع هبطت كلها على القمر. وقد أخذت هذه المركبات القمرية مايقرب من 90,000 صورة، كما بعثت بمعلومات عن تكوين القمر. وفي نفس الفترة الزمنية أرسلت الولايات المتحدة خمس مركبات قمرية أخرى دارت حول القمر وصورت 98% من سطح القمر. وقد يسرت هذه المركبات الهبوط البشري على القمر، حيث بينت أن سطح القمر يتحمل وزن المركبة وحددت بعض المواقع الملائمة للهبوط. وفي 20 يوليو 1969م، هبطت مركبة أبولو 11 على القمر، وبذلك بدأ الاستكشاف المباشر والدراسة للقمر. وفي يوليو 1971م، كان رواد أبولو 15 أول من سافر على سطح القمر بآلة نقل تتحرك بالقدرة الآلية سميت الجوالة (المركبة) القمرية.
وفي ديسمبر 1972م، قام رواد المركبة أبولو 17 بالهبوط السادس والأخير ضمن برنامج أبولو. وفي هذا البرنامج وضع اثنا عشر رائدًا فضائيًا أقدامهم على القمر. وقد فحص هؤلاء الرواد المناطق المرتفعة على القمر، والبحار والفوهات والأخاديد وأخذوا آلاف الصور للمناظر الطبيعية على القمر. وجمع رواد أبولو عددًا كبيرًا من العينات من الصخور القمرية والأتربة، مما زود العلماء بمادة تكفي لدراساتهم لسنوات كثيرة. وعلى سبيل المثال، وضع رواد أبولو 17 أجهزة داخل ثقوب حفروها في سطح القمر. وتقيس هذه الأجهزة كمية الحرارة المتسربة من القمر. وتفيد هذه القياسات العلماء في التعرف على التاريخ المبكر للقمر.
مسكن قمري رسمه أحد الفنانين الذين يعملون مع الإدارة الوطنية للطيران والفضاء الأمريكية (ناسا). ويرتفع نصف المنشأة فقط فوق الأرض. وعلى اليمين توجد بعض الألواح الشمسية، ومحطة وقود وبرج عال لتوضيح الأفق (وإلى اليسار) تصميم لمهبط قمري.
الاستكشاف المستقبلي على القمر. سوف يبقى الاستكشاف العلمي لسنوات قادمة السبب الرئيسي للسفر إلى القمر. ويمكن في يوم ما إنشاء قاعدة علمية هناك. ويمكن للعلماء الرواد أن يستكشفوا المناطق المحيطة، وأن يجروا التجارب في قاعدة مؤقتة. ويمكن، فيما بعد، توسيع هذه المحطات لتصبح مستعمرات قمرية دائمة يعيش فيها مابين 50 إلى 100 شخص يعملون فيها لشهور أو لمدة أطول. ويعتقد بعض العلماء أن القواعد القمرية يجب أن تبنى تحت السطح للحماية من أشعة الشمس، ومن شدة الحرارة والبرودة، ومن النيازك.
ومن المحتمل في المستقبل أن يضع العلماء تلسكوبات على القمر؛ إذ أن جو الأرض يحد من دراسة النجوم البعيدة والمجرات. ويستطيع الفلكيون على القمر أن يحصلوا على رؤية أنقى وأوضح للكون. ويظن بعض العلماء أن القمر يمكن أن يستخدم، في المستقبل البعيد، قاعدة لانطلاق الرحلات في أعماق الفضاء، أو تزويدها بالوقود. وتحتاج الصواريخ عند انطلاقها من القمر إلى الكواكب الأخرى قدرة أقل مما تحتاجه عند انطلاقها من الأرض. ولكن معظم العلماء يتوقعون أن تكون المحطات الفضائية الدائرة حول الأرض أفضل مكانًا من القمر لوضع التلسكوبات وإطلاق المركبات الفضائية إلى أعماق الفضاء. كما أن الاستكشافات القمرية أيضًا يمكن أن تتم بآليات نقل سطحية ترسل للقمر ويتم التحكم فيها من الأرض. وقد كانت مركبة الفضاء السوفييتية لونوكْهد1 أول مركبة من هذا النوع لاكتشاف سطح القمر هبطت على سطحه في يوم 17 نوفمبر 1970م.
ويمثل القمر اليوم رمزًا للاستكشاف السلمي للفضاء. فهو ليس ملكًا لأية دولة. وفي عام 1967م وقع أكثر من تسعين بلدًا معاهدة للاستكشاف السلمي للفضاء. وتنص هذه المعاهدة أنه لايحق لدولة ما أن تطالب بالقمر أو أي جسم طبيعي آخر في الفضاء، ولا أن تستخدمه لأغراض عسكرية.
________________________________________
معالم في دراسة القمر
________________________________________
2200ق.م سجل أهل بلاد ما بين النهرين خسوفًا للقمر.
500 ق.م تنبأ البابليون بتواريخ الخسوف.
459 ق.م لاحظ الفيلسوف اليوناني أناكسجوراس أن ضوء القمر آت من الشمس وفسر ظاهرة الخسوف.
335 ق.م استخدم الفيلسوف اليوناني أرسطو الخسوف القمري ليثبت أن الأرض كروية الشكل.
280 ق.م استطاع الفلكي اليوناني أريستاركوس أن يجد طريقة لقياس بعد القمر عن الأرض.
150 ق.م استطاع الفلكي اليوناني هيبارخوس أن يقيس زمن دورة القمر حول الأرض.
74 ق.م فسر الفيلسوف بوسيدونيوس المولود في سوريا أثر القمر والشمس على المد والجزر على الأرض.
150م اكتشف العالم الفلكي بطليموس في مصر عدم الانتظام في حركة القمر في مداره. وبقيت كتاباته الخاطئة كثيرًا هي المرجع الفلكي المعتمد لمدة 14 قرنًا.
1543م نشر العالم الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس كتابًا أحيا فيه فكرة أن الأرض كوكب متحرك. ويستند علم الفلك الحالي على أعمال كوبرنيكوس.
1588-1598م قام الفلكي الدنماركي تيخو براهي بمشاهدات أدت إلى تكوين نظريات عن حركة القمر.
1600-1609م اكتشف الفلكي الألماني، يوهانز كيبلر الشكل البيضي لمدارات الكواكب.
1609-1610م استخدم العالم الإيطالي جاليليو للمرة الأولى التلسكوب لدراسة القمر.
1645م رسم البولندي يوهان هفليوس ـ وهو من أوائل رسامي القمرـ أكثر من 250 شكلاً للقمر.
1687م فسر السير إسحاق نيوتن الأساس لحركة القمر وأثرها على المد والجزر على الأرض.
1787م بين المركيز دو لابلاس أن السرعة الزاوية (الزاوية التي يقطعها فوق الكرة السماوية في وحدة الزمن) للقمر تتأثر بقوة جذب الشمس للقمر.
1828م اقترح الفلكي الألماني إف. جروتهوزن أن النيازك هي التي تسبب حدوث بعض الفوهات القمرية.
1850م أخذ العالمان وليم بوند و ج.جي. ويبل من مرصد هارفارد صورًا لملامح القمر.
1920م استنتج الفلكي الفرنسي برنارد ليو بأن طبقة من الغبار تكسو سطح القمر.
1930م حصل الفلكيان الأمريكيان أديسون بتيت وإس نيكولسون على أول درجات حرارة معتمدة لسطح القمر.
1935م اكتشف سيدني تشابمان المد والجزر الهوائي للقمر، وهو أثر جاذبية القمر على جو الأرض.
1945م اكتشف روبرت دكي إشعاعات حرارية صادرة عن القمر بأطوال موجية راديوية.
1946م استطاع سلاح الإشارة في الجيش الأمريكي أن يعكس موجات راديوية عن سطح القمر.
1959م أطلق الاتحاد السوفييتي (السابق) المركبة الفضائية لونا2، وهي أول مركبة تصيب القمر. أما المركبة لونا3 فأرسلت إلى الأرض أول صور لجانب القمر البعيد.
1964-1965م أخذت مركبات الفضاء الأمريكية رينجر 7و8و9 أول صور تلفازية للقمر.
1966م أصبحت مركبة الفضاء السوفييتية لونا9 أول مركبة تهبط هبوطًا سليمًا على سطح القمر.
1967م هبطت مركبة سيرفيور 3 على القمر، وأثبتت أن المشي على سطح القمر آمن.
1968م دار رواد الفضاء في مركبة أبولو 8 عشر دورات حول القمر.
1969م هبط رواد الفضاء في مركبة أبولو 11 ومركبة أبولو 12 على القمر، وجمعوا العينات، وأخذوا الصور، وأقاموا التجارب العلمية، واستكشفوا المناطق القريبة.
1970م أصبحت مركبة الفضاء السوفييتية لونا16 أول مركبة بدون رواد تحضر عينات ترابية من القمر.
1971م هبط الرواد في مركبة أبولو 14 على القمر، أما رواد مركبة أبولو 15 فقد استكشفوا سطح القمر بسيارة جوالة القمر.
1972م كان رواد مركبة أبولو 17 آخر من هبط على القمر. وعادوا ومعهم 111 كجم من صخور القمر.