مكالمة
تليفونية.... رقم غريب.... ردت.... حدثها..... أغلقت الهاتف .....اتصل مرة
أخرى.... أغلقت..... اتصل ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة..... لم يمل.....
أصر على الكلام معها..... ظل ورائها حتى فتحت لتوقفه عند حده.... فبادرها
بالتوسلات والدموع والتنهدات، فهو المجنون بحبها الذي ملأ شغاف قلبه وأفسد
عليه حياته (في الغالب هو لا يعلم عنها شيئاً) وأنه سيضيع لو لم تستمع
إليه... أشفقت عليه ورحمته واستمعت، فوالله ما رحمها حين جرها الشيطان
إليه رويداً رويداً... مكالمة وراء أختها، ثم توسلات بلقاء عابر وسط
الناس، وإعجاب ثم غرام فعشق ثم حرام، ثم رماها الذئب تحمل عارها وحيدة وفر
عنها ليبحث عن فريسة جديدة.
في
مجتمع آخر ...معجب متيم بزميلته بالجامعة... سن مراهقة وغرور، وفتوة
وعنفوان.... يظن أنه يستطيع امتلاك السحاب والمشي على الماء ومجاراة
الجبال في طولها ....وهي مثله طامحة جامحة... فتح عليها مجتمعها أبواب
جهنم الحمراء دون أن يزودها بلباس التقوى... إنما رباها على إعلامه الهابط
وفضائياته التي تقدم لها السم الزعاف والموت الأحمر، ففقدت كل سور من
أسوار حمايتها، وأبحرت دون أشرعة، وقابلت العواصف دون قلاع أو حصون.
نظر
إليها فلم تمتنع عن النظر إليه... كلمها بلسان الزمالة والصداقة البريئة
فبادلته الكلمات... مع طول الأمد زادت الصداقة البريئة إلى حب برئ... ومع
مرور الوقت تحول الحب البريء إلى علاقة ألصقوها ظلماً وزوراً بالزواج
العرفي، وهي ليست والله من الزواج في شيء لا عرفي ولا غير عرفي ، إنما هي
نار الشهوة تأججت في أجساد مراهقة ملتهبة سمحت المجتمعات باختلاطها دون
رقابة أو حدود، فكانت النتيجة المحتومة، السقوط في بئر الرذيلة.
مضى
عنها، وقد أخفى ورقتها التي كتبها بيده دون إذن وليها، وكأنها بنت حرام
ليس لأبيها عليها سلطان، فكانت فريسة سهلة على مائدة اللئام.
بعدما مل وملت وأفاق وأفاقت وجدت نفسها وحدها أمام الفضيحة والمستقبل المجهول!!!!
في
خلال الزيارات العائلية المتبادلة بين الأسرتين، والتي غلباً ما يكون
اختلاط الأبناء فيها متاح فهم إخوة وأخوات، يحدث التقارب بين ابن هذا وبنت
ذاك، ثم من الطبيعي أن تكون المهاتفات بين الإخوة والأخوات، وبعدها لم يعد
لبنت الناس إلا الآلام والآهات.
قصة
حقيقية، لصديقين اغتربا سويا، وكعادة أهل بلدهما تكون الزيارات العائلية
مختلطة، فهذا فلان وهذه أم فلان وهو كالأخ لزوجها وهي كالأخت لزوجته
والأمر فيه ثقة مفرطة، ثم والله كانت الطامة، وقعت في عشق صاحبه، وتركته،
وتركت أبناء في سن المراهقة، بعدما عادت هي نفسها لمرحلة المراهقة، باعت
نفسها رخيصة لصديق الزوج، وطلبت من زوجها الطلاق وكان ائتمنها على ما
يملك، فرفض حتى تعيد له ما كتبه لها فأبت، ومرغت كرامته وكرامتها في
التراب ولم تبال بسمعة أبناءها، فقد أغواها الشيطان.
صور حقيقية تقع في مجتمعات تكفل لها شرعها المطهر بالابتعاد عن هذا الدنس فأبت إلا مخالفته والوقوع فيما حرم الله.
أحبتي
في الله، إن الله تعالى قد وضع حول المرأة المسلمة سياجاً ذهبياً، ليحميها
من نفسها ومن الآخرين، هذا السياج المتمثل في حجابها، وطهرها وعفتها
وتحريم النظر إليها وتحريم نظرها للأجنبي، هذا السياج معناه مراعاة
الإسلام لكرامة المرأة وحفاظه عليها وليس كما يدعي أدعياء الحرية والتغريب
أنه سجن لها وكبت لحريتها، أبداً والله إنما هذا السياج هو جوهر حريتها،
الذي يكفل لها التحرك في المجتمع بكرامة، ودون مساس بشرفها، فقد كفل لها
الإسلام حرية العمل والتملك والمتاجرة بل والمساعدة في الحروب، ولكن في ظل
الحفاظ على كرامتها.
وإلا فبالله عليكم يا دعاة التغريب أخبروني، هل تقدم الغرب من خلال اهتمامه بالعمل أم من خلال تعري نسائه؟!!
تعري
نساء الغرب لم يجلب لهن إلا الأمراض الاجتماعية، والربط بين التعري
والتقدم هو محض غباء من أقوام جندهم الشيطان للصد عن سبيل الله، فوالله إن
المرأة الغربية لتستجير من نار الشهوات التي تحيط بها من كل جانب وتحيلها
إلى سلعة معروضة ينهشها اللئام بنظراتهم وأيديهم وأجسادهم إذا سمحت وضعفت،
فهي تعترف أن بداخلها شهوة وأن المجتمع لم يقنن لها هذه الشهوة، وبات
القوم الآن يبحثون عن حلول للكارثة الإنسانية التي اجتاحت أخلاقياتهم بسبب
تعري النساء وخروجهن دون قيد أو شرع ينظم لهن تفاعلهن مع المجتمع.
بينما
المجتمع المسلم لا يعوقه بحال حجاب المرأة وعفافها وإنما هو يؤثر إيجابياً
على سلامة الأسرة وتربية الأبناء ونفسية الزوج مما يؤثر بالإيجاب على سير
المجتمع، وما حدث من تخلف في مجتمعاتنا إنما سببه التكاسل والبعد عن أسباب
التقدم، ولو عملنا بها في ظل توفير شريعتنا لمظلة الأمان الأسري والعاطفي
المكفول بسبب نظافة النساء وبعدهن عن الفاحشة لنلنا الرفعة بين الأمم،
ولكننا تكاسلنا.
ولما
تركنا شرع ربنا ودب فينا الاختلاط يصرع نسائنا، وسلطنا الفكر العفن الماجن
القادم من فضائيات تحمل الموت الأحمر لأبنائنا فقدت البنات عفتهن وحيائهن،
وفقد الفتيان رجولتهم، ففقد المجتمع الكثير من الطاقات بسبب النظريات
الإباحية التي يروج لها الغرب وأذنابه من أبناء جلدتنا مغفلين كانوا أو
مستغفلين لا فرق.