كيف يمكن علاج الغيرة عند الأطفال؟
الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية
الغيرة عند الأطفال هى العامل المشترك فى الكثير من المشاكل التى تواجه الأم أثناء تربية الطفل، تقول الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية غيرة الأطفال تنتج عن فقدان الطفل لحب من حوله، وقد نلاحظ أن الغيرة إذا اشتدت عند الفرد من صغر سنه فهى تلازمه فى الكبر أيضا، فالطفل الغيور قد يصعب عليه أن يوثق صلاته مع أقاربه ويشعر بالخيبة والإهمال والضعف والظلم فيكون تركيزه حول ذاته أشد، وغالبا ما يميل إلى العزلة وتجنب الآخرين أو أن يسلك سلوكا عدوانيا ليجذب إليه الأنظار.
وترجع نبيلة أسباب الغيرة إلى جهل الوالدين بفن التعامل مع الأطفال، وهو السبب فى الغيرة، وخاصة عندما يفاجأ طفل بأن أمه توجه عنايتها إلى أخواته الصغار، وتبدأ فى إهماله فينتابه الهم والقلق مما يزيد الأمر خطورة، وقيام بعض الأسر بعمل مقارنات بين أبنائهم من حيث التحصيل الدراسى أو فى القدرات العقلية أو فى المواقف السلوكية أو فى المظهر الخلقى، خاصة إذا كانت هذه المقارنات تكرر وبشكل مستمر، فكل هذا يثير الغيرة بين الأطفال على الرغم من أن الآباء لا يقصدون من ذلك إيقاع الضرر بأطفالهم، وهم بذلك لا يعلمون أن مثل تلك المقارنات تخلق مشكلات نفسية لدى أطفالهم، مما يؤدى إلى عدم الثقة بالنفس ويؤثر على توافقهم النفسى والاجتماعى داخل محيط الأسرة وخارجه.
ومن أهم أسباب غيرة الأطفال النزاعات والتوترات بين الأبوين، وخوصا فى أثناء وجود الأطفال مما ينعكس سلباً على حياتهم.
وتضيف قد يعبر الطفل عن غيرته باللجوء إلى بعض الحيل الدفاعية، التى من خلالها يعوض ما فقده من حب أو ثقة من أبويه، ويظهر ذلك من خلال تبوّله اللاإرادى، أو إظهار تخوفه من أشياء معينة أو التمارض فى بعض الأحيان، أو امتناعه عن تناول الطعام، مما يؤدى إلى نقص فى الوزن وضعف فى الصحة، مما يترتب عليه قلق الأهل إلى حد كبير.
وتضع نبيلة طرقا لعلاج الغيرة عند الأطفال، وذلك عن طريق تجنب الاهتمام الزائد بالذكور على حساب الإناث، وعدم إعطائهم امتيازات وتفضيلهم على الشقيقات، لأن ذلك يثير الغيرة فى نفوس البنات، ويخلق شعوراً بأنها الأضعف أو الأقل حظاً عند والديها، بالإضافة إلى تجنب المقارنة بين الأبناء ومدح أحدهم على حساب الآخر بسبب الاختلاف فى الهيئة الخلقية أو فى التفوق المدرسى أو السلوك، عدم المبالغة فى توجيه المزيد من الرعاية للمولود الجديد، وإهمال الطفل الأكبر، فالأمر أولا وأخيرا يعتمد على الموازنة، وإعطاء كل طفل حقه من الرعاية والاهتمام.