لعل من أكبر الآفات الاجتماعية فتكا بالتآزر والتعاضد والتكافل الاجتماعي هي انتشار العداوة والبغضاء بين الناس وتفشي القطيعة بينهم لأتفه الأسباب ومن دون أن يلامس أحد العذر لأخيه فهذا يقاطع أخاه لأنه لم يحضر عرس ابنه وهذه تقاطع جارتها لأنها لم تدعها الى خطبة ابنتها وهذه تجافي تلك لأنها على علاقة طيبة مع جارتها التي تعاديها وهكذا دواليك
وليت الأمور تتوقف عند هذه الحدود بل انتقلت حتى الى العبادات التي من المفروض أن تنهي الناس عن المنكر وتأمرهم بالمعروف وتذهب عنهم نزعات الشيطان فذاك ذهب الى الحج ليغسل ذنوبه لكنه يعود كما ذهب فليس هناك أي تغيير على سيرته وطبيعته وعلاقته بالآخرين وكأنه ذهب في رحلة سياحية في حين كان من المفروض أن يعود كما ولدته أمه فهو لم يتخل عن العداوة والقطيعة فتجد هذا الحاج يعادي من يعاديه ويقطع من لا يصله ولربما لا يودع أخاه لأنه لم يودعه عندما حج هو من قبل
والطآمة الكبرى أننا نسامح أشخاصا على ما فعلوا من أخطاء...لكننا دوما لا ننسى ما فعلوا لنذكرهم بما فعلوا سواء بقصد أو بغير قصد لأننا في العمق دوما نذكر بالرغم من أننا نسامح...كما أننا على الدوام ننسى الفضائل بل تتبخر في لحظة لنبقي فقط على المساويء
تساؤلاتي :
لماذا هذا التباعد بين الأنسان والانسان لأتفه الأسباب رغم ظهور كل وسائل التقارب من هاتف وسيارة وانترنت...؟؟؟ ولماذا نسامح ولا ننسى..هل هي طبيعة النفس البشرية...؟؟؟ أم أننا لازلنا لم ندرك معنى التسامح...؟؟؟ ولماذا ننسى الفضائل ...ونذكر المساويء فقط..؟؟؟
؟