تقفز الأمواج قفز الغزال : الواحدة تلو الاخرى، في ليل بهيم أنسه النجوم. تضيئ قلب الصناع فيمتد الحبل، ويشتدّ فتلين له العباب، وتهتدّ...
بعدما ايقنت السفينة يا سادتي ألا ملجا من الله إلا إليه، فالتيار انقطع إلا نوره، والإتصالات كذلك إلا اتصاله. كل الطرق تبددت إلا سبيله.
وا حرّ قلباه..
هدأ روعه وسكن، ذكر ربه واطمأن، فخر راكعا وأناب. جرت معها الدماء وتدفقت إلى سائر الجسم فأقامته رافعا يداه داعيا، ومتوكلا.
بزغ الفجر برياح الرحمة، تعرضت لها النفس أولا وقادتها للدفع نحو بر الامان ، وبما أوتيت من زاد ليل، تعاونا على البر والتقوى.
أهو الإبتلاء إذن؟ ام الحكمة والعبرة؟
أم هما معا؟؟
فعودي يا نفس إلى مسارك بما يرضي الله عز وجل عنك.
فلا سبيل للحوت أن يلتقمك وانت على هداه، صابرة محتسبة، فطالما أنت كذلك إلا رفع قدرك عن النقائص.
اركبي لإعلاء كلمة الحق كل خطر، وهزي إليك برداء الكبر والرياء تتواضعي، واصحبي ذوي الهمم والأخلاق، وتغاضي عن اللمم، فالقبلة واحدة، وكوني كمن قيل فيهم:
إن لله عبادا فطنا
طاقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
انها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الاعمال فيها سفنا..
إن العالم يرمقك بمجهار، لا بعين مجردة.
فماذا قدمت لحياتك غدا؟
بينما الضمير يصيح في وجهي بهذا الكلام. استيقظت على حين غفلة، فتبسمت ضاحكا من قوله واستبشرت خيرا، على امل تاويل رؤياي قريبا ان شاء الله بمزيد من الإيمان، والعمل الصالح، تواصيا بالحق والصبر.
وعلى امل أن يجعلها ربي حقا، لنركب سفينة النجاة، إرصاء على المحجة البيضاء.
وبالله التوفيق، وعليه التكلان.