•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA

منتدى عربي جزائري تعليمي ثقافي خدماتي منوع ،،
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

إستمع للقرآن الكريم
TvQuran
المواضيع الأخيرة
»  ***عودة بعد طول غياب***
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 25, 2020 10:29 pm من طرف نورالوئام

» لأول مرة اعتماد اكاديمي بريطاني و توثيق حكومي لشهادة حضور مؤتمر تكنولوجيا الموارد البشرية
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2018 4:04 pm من طرف ميرفت شاهين

»  منتدي الجامعات العربية البريطانية
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 07, 2018 6:06 pm من طرف ميرفت شاهين

» الشاعر المسعود نجوي بلدية العالية ولاية ورقلة.
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2018 10:42 pm من طرف تيجاني سليمان موهوبي

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 2:15 pm من طرف ميرفت شاهين

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 10:50 am من طرف ميرفت شاهين

»  الملتقى العربي الرابع تخطيط مالية الحكومات ...النظم المستجدة والمعاصرة - شرم الشيخ
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالخميس يناير 18, 2018 2:32 pm من طرف ميرفت شاهين

» شرم الشيخ تستضيف المؤتمر العربي السادس تكنولوجيا الاداء الاكاديمي مارس 2018
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالسبت يناير 13, 2018 4:29 pm من طرف ميرفت شاهين

» وحدة الشهادات المتخصصه: شهادة الإدارة التنفيذية (( الشارقة - القاهرة )) 4 الى 13 فبراير 2018م
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالخميس يناير 04, 2018 7:28 pm من طرف hamzan95

»  شهادة مدير تسويق معتمد Certified Marketing Manager باعتماد جامعة ميزوري الأمريكية
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالأحد نوفمبر 26, 2017 1:42 pm من طرف ميرفت شاهين

» المؤتمر العربي الثامن تكنولوجيا الموارد البشرية
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالخميس سبتمبر 28, 2017 2:56 pm من طرف ميرفت شاهين

» التفاصيل الكاملة لدرجة الماجستير الاكاديمي فى ادارة الاعمال MBA من جامعة نورثهامبتونUniversity of Northampton البريطانية والتي تاسست عام 1924
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالسبت يوليو 22, 2017 5:15 pm من طرف ميرفت شاهين

» نتائج شهادة التعليم المتوسط 2017
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالإثنين يونيو 26, 2017 10:56 pm من طرف يـاسيـن

» هاجر ، عزوز ، حمود ، بدر الدين ؟؟ ووووو
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 4:48 pm من طرف Belkhir cherak

» اربح أكثر من 200 دولار من خلال رفع الملفات
الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 12:36 am من طرف alfabeta1

جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
اليوم والتاريخ
ترتيب المنتدى في أليكسا
فايسبوك
عداد الزوار
free counters
أدسنس
CPMFUN 1
xaddad
propeller

شاطر
 

 الكشوف الجغرافية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mahmoudb69
عضو ماسي
عضو ماسي


عدد الرسائل : 2700
العمر : 55
الموقع : houda.houdi@gmail.com
المدينة التي تقطن بها : ورقلة
الوظيفة : telecom
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

الكشوف الجغرافية   Empty
مُساهمةموضوع: الكشوف الجغرافية    الكشوف الجغرافية   Icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2012 6:45 am

الكشوف الجغرافية

الكشوف الجغرافية في العصور القديمة والوسطى

المستكشفون الأوائل

الفينيقيون

اليونانيون القدماء (الإغريق)

الاتصال بين الشرق والغرب

الفايكنج

استئناف الاتصال بين الشرق والغرب

العرب والمسلمون

العصر الذهبي للكشوف الأوروبية

الوصول إلى طرف إفريقيا

كريستوفر كولمبوس يصل إلى أمريكا

الرحلة البحرية حول إفريقيا

اكتشاف العالم الجديد

رحلة ماجلان الدائرية حول الكرة الأرضية

فتوحات أسبانيا في العالم الجديد

البحث عن ممر شمالي

استكمال معالم صورة الكرة الأرضية

الفرنسيون في أمريكا

الإنجليز في أمريكا

عبور أمريكا الشمالية

اكتشاف المحيط الهادئ

داخل إفريقيا

عبور قارة أستراليا

الاكتشاف القطبي

الحقول الجديدة لنشاطات المكتشفين

اكتشاف أعماق البحر

اكتشاف الفضاء


ماركو بولو، يبدو في الصورة في أقصى اليمين، وكان عمره حينذاك 17 عاما عندما وصل إلى الصين مع التجار الإيطاليين بقيادة والده نيقولا وعمه مافيو. ارتحل ماركو إلى الصين في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي وألّف كتابًا مثيراً ضم كل خبراته وتجاربه.
الكشوف الجغرافية واحدة من أقدم الأنشطة الإنسانية وأشدها إثارة. ومن المحتمل أن يكون المكتشفون الأوائل من صيادي عصور ما قبل التاريخ؛ لأنهم كانوا يرتحلون إلى مناطق غير مألوفة، بحثًا عن الطعام. وقديماً اعتاد الملوك والملكات تحت مظلة الحضارات المبكرة، أن يرسلوا المكتشفين إلى الأراضي المجهولة للمساهمة في تنمية التجارة، والبحث عن الذهب والثروات الأخرى، أو تحديد الأراضي الصالحة للإقامة.
وعلى الرغم من اختلاف الأسباب التي دعتهم للقيام بهذه الرحلات الاستكشافية، فإن جميع المكتشفين قد يشتركون في صفات خاصة بهم؛ فهم جميعا يتحلّون بحب عميق للمخاطرة، ورغبة عارمة في اكتشاف المجهول، بالإضافة إلى شغفهم الشديد لمواجهة الأخطار ـ حتى الموت ـ في سبيل تحقيق أهدافهم.
ترك تحدي المجهول بصماته الواضحة في التأثير على كريستوفر كولمبوس،عندما أبحر من أسبانيا عام 1492م للبحث عن طريق بحري غربي إلى قارة آسيا. ويمكن القول إن اكتشافات كولمبوس وغيره من المكتشفين، قدَّمت فرصًا تالية للسير قدما نحو المزيد من الاكتشافات، وبذلك فتحوا أبوابًا جديدة في خضم الغابات، وعلى قمم الجبال في أمريكا الشمالية. وقد ساهم البعض الآخر في رسم معالم خريطة قارة إفريقيا من الداخل. ومع ذلك فقد تمكن مكتشفون آخرون من اختراق صحاري أستراليا، والسير قدما في مواجهة التيه الشاسع الذي يشكل المنطقة القطبية المتجمدة. وبفضل هؤلاء المكتشفين، أمكن إماطة اللثام عن جزء مجهول من سطح الكرة الأرضية ليصبح معروفا للعالم في مطلع القرن العشرين.
ومع ذلك فإن مناطق شاسعة من الكرة الأرضية ظلت مجهولة، وغير محددة على الخريطة فكانت بمثابة تحد للمكتشفين والعلماء، لاقتحامها والتعرف عليها. وفي الحال وجّهوا اهتمامهم نحو مجال الاكتشاف في مناطق تحت سطح الأرض (في أعماق المحيط). وبحلول الثلاثينيات من القرن العشرين، تم إنجاز رقم قياسي في الوصول إلى قاع البحر في مركبة غطس.
وفي الوقت الحاضر، نجد أن روح المخاطرة والحافز الهادف إلى تحقيق المعرفة الإنسانية، يعتمدان على مجال الاكتشاف الموجه نحو الكشف العلمي. والمكتشفون في الوقت الحاضر بإمكانهم أن يقودوا سفن الغطس العميق، من خلال وديان ضيقة تحت البحر، وبإمكانهم أن يرسلوا مركبات الفضاء التي مكَّنت الإنسان من المشي على سطح القمر أو أخذ عينة من تراب المريخ لتحليلها، أو يدرسوا الحلقات التي تحيط بكوكب المشتري. وفي نطاق مخاطرات كهذه، يظل الإنسان يحدوه الأمل في تحقيق اكتشافات أكبر في المستقبل.
الكشوف الجغرافية في العصور القديمة والوسطى


الكشوف في العصور القديمة
المستكشفون الأوائل. كانوا من التجار الذين ينتمون إلى بلدان مثل بابل، ومصر. وقد تركزت حضارة بابل القديمة في جنوب شرقي العراق حاليًا. وكان تجارها يُلمون بالكثير من المعلومات عن البلاد البعيدة. فقد حصلوا على هذه المعلومات من خلال أسفارهم. ومنذ بداية عام 2500 ق.م، بدأت الرحلات الاكتشافية التجارية البابلية في الانتقال جنوبًا حتي المحيط الهندي، وغربًا حتي البحر الأبيض المتوسط، وأيضًا فيما يقرب من سنة 2500 ق.م بعث المصريون برحلة اكتشافية إلى البحر الأحمر، حتى وصلوا إلى منطقة على ساحل إفريقيا الشرقي، كانت تعرف حينذاك باسم بلاد بُنت وهي ما يُعرف الآن بالقرن الإفريقي.
ويعتقد أن بلاد بُنت كانت موجودة في الصومال حالياً أو قريبًا منها. وفي عام 1400ق.م أرسلت الملكة حتشبسوت التجار إلى هذه البلاد في سفن مجهزة بالأشرعة والمجاديف.
________________________________________
المكتشفون المشهورون في العصور القديمة والوسطى
________________________________________
المكتشف جنسيته الإنجـــــازات الرئيـسيـــــة التاريخ
ابن بطوطة* عربي مسلم رحل مخترقا الشرق الأوسط، والهند وزار الصين وجزر الهند الشرقية 1325 - 1354م
ابن جبير* عربي مسلم بدأ من غرناطة في الأندلس ثم سبتة في المغرب ومصر والحجاز والعراق، وبلاد الشام وصقلية 578هـ، 1182م
الإسكندر الأكبر* مقدوني وصل إلى أفغانستان وغربي الهند 331ق.م/326ق.م
أودوريك البوردنوني* إيطالي رحل إلى تركيا وإيران عبر آسيا الوسطى والمحيط الهندي والمحيط الهادئ الجنوبي 1314 - 1330م
إريك الأحمر نرويجي رحل إلى جرينلاند من آيسلندا 982م
إيريكسون، ليف* نرويجي من المحتمل أنه الأوروبي الأول الذي وصل إلى البر الرئيسي لأمريكا الشمالية 1000م
بولو، ماركو* إيطالي زار سريلانكا والصين والهند وإيران وسومطرة 1271 - 1295م
بيثياس* يوناني أبحر من البحر الأبيض المتوسط إلى شمالي المحيط الأطلسي 300 ق.م
ريبروك، وليم أف فنلندي ارتحل من خلال آسيا الوسطي إلى منغوليا 1253- 1255م
زهانج، كيان صيني سافر من الصين الي آسيا الوسطى 128 - 126 ق.م
ناصر خسرو فارسي مسلم بدأ رحلته من مرو في خراسان مرورًا بلبنان وفلسطين ومصر ومكة فالبصرة فبلخ 440هـ، 1048م
* شخصيات وتراجم لها مداخل في الموسوعة
الفينيقيون. أصبح الفينيقيون قادة مكتشفي البحار في العصور القديمة. وكانوا يعيشون في الطرف الشرقي من البحر المتوسط في المناطق الساحلية في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا والخليج العربي. وقد أصبح المكتشفون الفينيقيون الرواد الأوائل في الإبحار بطول البحر الأبيض المتوسط منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وفيما يقرب من منتصف القرن الثامن قبل الميلاد، أسسوا قرطاج قريبًا من موقع تونس العاصمة الحالية للدولة التونسية، واتخذوها مركزًا للتجارة والملاحة. وفيما بعد انطلق الفينيقيون عبر مضيق جبل طارق، حيث أقاموا المستعمرات على شواطئ المحيط الأطلسي بشمالي إفريقيا.
وخلال القرن الخامس الميلادي، أرسل الفينيقيون في مدينة قرطاج أسطولا، يبلغ عدد سفنه ستين سفينة بهدف اكتشاف الساحل الأطلسي لقارة إفريقيا وإقامة مستوطنات هناك. وقد اضطلع الملاح القرطاجني: هانّو بمهام قيادة الأسطول. ومن الجائز أن يكون هذا الملاح قد نجح في اكتشاف المناطق الواقعة في أقصى الجنوب في المنطقة المسمّاة بالسنغال حاليًا، وذلك قبل أن تنفد منه المؤونة، فيضطر إلى العودة إلى بلاده مرغمًا.
اليونانيون القدماء (الإغريق). وقد كانوا يُلمُّون بمعلومات عن عالم الجغرافيا أكثر من أي شعب آخر جاء قبلهم؛ وذلك لأن اليونان القديمة قد وصلت إلى ذروة قوتها في السنوات الأولى من القرن الخامس قبل الميلاد. وفي أثناء هذه الفترة اكتشف البحارة اليونانيون سواحل الأطلسي المطلة على أوروبا وإفريقيا، باحثين عن أماكن كي يقيموا فيها المستعمرات. وهناك رجلان يرجع إليهما الفضل كله، في العمل على اتساع رقعة المعارف المنبثقة عن حضارات العالم. وهذان الرائدان اللذان امتد أثرهما فيما وراء منطقة البحر الأبيض المتوسط هما بيثياس العالم الفلكي والرياضي، والإسكندر الأكبر الذي كان ملكًا وقائدًا حربيًا، وفاتحاً وغازيًا مشهورًا.
عاش بيثياس في ماساليا، وهي مستعمرة يونانية كانت تقع في موضع مارسيليا، الآن في فرنسا. وكانت لديه خطة لدراسة حركات المد والجزْر في المحيط الأطلسي في أماكن متعددة. وفيما يقرب من عام 300 ق.م، أبحر بيثياس من مارسيليا من خلال مضيق جبل طارق، واكتشف سواحل المحيط الأطلسي في المناطق التي كانت تقع مكان البرتغال وأسبانيا وفرنسا، ثم أبحر بيثياس بمحاذاة المنطقة التي تُسمَّى الآن بالجزر البريطانية، واستمر في سفره صوب الشمال، حتى وقف الثلج عقبة كؤودًا في طريقه وأرغمه على العودة. وتحدث بيثياس فيما بعد عن أرض يقال لها الصقع الأقصى، التي كانت من المفروض أن تقع في نقطة بأقصى الشمال من رحلته. ويعتقد العلماء أن هذه الأرض هي الآن آيسلندا أو النرويج. انظر: بيثياس.
وفي الوقت نفسه تقريبًا الذي كان فيه بيثياس مشغولاً باكتشاف المحيط الأطلسي الشمالي، شرع الإسكندر الأكبر في توجيه حملة بحرية أثمرت في العمل على توسيع آفاق العالم المعروف لدى اليونانيين. ومن المعروف أن الإسكندر الأكبر هو ابن الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا، وهي بلدة تقع شمالي اليونان. كان فيليب قد هزم اليونانيين وكون اتحادًا بين اليونان وبلاده مقدونيا. بعد أن تبوأ الإسكندر العرش ـ بعد موت أبيه ـ شرع في العمل على توسيع وتدعيم القوة المقدونية واليونانية.
وفي عام 334 ق.م، تمكن الإسكندر الأكبر وهو في الثانية والعشرين من العمر ـ حين قاد جيشه القوي ـ من هزيمة جيش فارس في المناطق، التي تمثل تركيا الآن، ثم انطلق الملك الصغير في زحفه نحو الشرق الأوسط. وبعد ذلك شق طريقه عبر غربي آسيا موقعًا الهزيمة بكل من بابل وفارس وكثير من الأراضي التي تعرف الآن بأفغانستان، وجزء من المناطق التي تعرف الآن بالهند. ثم ارتحل في اتجاه تيار نهر السِّند، إلى المحيط الهندي. وعند عودته إلى الشرق الأوسط انطلق في زحفه صوب الغرب عبر صحراء جدْرُوزيا في الهند وفارس. وعندما توفي الإسكندر عام 323 ق.م، أصبح العالم المعروف لدى اليونانيين ممتدًا من المكان الذي افترضوا أنه الصقع الأقصى في شمالي الأطلسي إلى غربي الهند.
الاتصال بين الشرق والغرب. بدأ الاتصال بين كل من الصين في الشرق، وأوروبا في الغرب في نحو 200 سنة بعد وفاة الإسكندر الأكبر. وقد عرف الصينيون أولا الكثير عن الأوروبيين من الشعوب التي كانت تعيش في المناطق التي نجح الإسكندر الأكبر في غزوها. وفي عام 138 ق.م، عين الإمبراطور وودي أحد الموظفين ويدعى زهانج ـ كيان (تشانج ـ شيان) ممثلاً له في غربي آسيا. وقد اكتشف زهانج آسيا الوسطى في المدة من عام 128 إلى عام 126ق.م، ثم عاد مزودًا بالمعلومات عن طرق التجارة. وقد أدت هذه المعلومات إلى افتتاح طريق إلى ياركند (سيوشي حاليًا)، في غربي الصين، حيث بدأ لقاء التجار الصينيين والهنود والأوروبيين.
وبعد مرور مائة عام بعد ذلك نشطت الإمبراطورية الرومانية بتجارة الشرق والغرب. وفي الوقت الذي وصلت فيه الإمبراطورية الرومانية أقصى اتساع لها في بداية القرن الثاني الميلادي، كانت قد نجحت في بسط نفوذها على نصف أوروبا، ومعظم مناطق الشرق الأوسط، والساحل الشمالي من إفريقيا. وعلى الرغم من ذلك فإن روما لم تقدم مكتشفين رئيسيين، ولكنها هزمت بلادًا وأقامت مستعمرات في مناطق من أوروبا لم يُعرف عنها إلا القليل. وتشمل هذه المناطق ما يعرف الآن بفرنسا وألمانيا وبريطانيا وأسبانيا. وجلب التجار الرومانيون البضائع من كل من الهند والصين وإفريقيا؛ وبهذا استطاعوا زيادة معرفة أوروبا بهذه البلاد النائية. وازدهرت التجارة بين كل من أوروبا والشرق حتى أواخر القرن الخامس الميلادي. وخلال هذا الوقت تمكنت الشعوب الألمانية التي كانت لا تهتم بالمنتجات الشرقية من السيطرة على معظم أوروبا الغربية.
الفايكنج. أضاف الفايكنج فصلاً مثيرًا إلى تاريخ الاكتشافات خلال الفترة المسماة بالعصور الوسطى. وقد استغرقت تلك الفترة من بداية القرن الخامس الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي. وكان الفايكنج يعيشون في إسكندينافيا، وهي مساحة من أوروبا تشمل الآن، الدنمارك والسويد والنرويج. وفي مستهل القرن الثامن الميلادي، بدأ الإسكندينافيون يشعرون بالعواقب الوخيمة من جراء الزيادة المطردة في السكان في الوقت الذي شعروا فيه بالنقص الملحوظ في مساحات الأرض التي يحتاجون إليها للزراعة. ولذا ترك كثير من الفايكنج بلادهم سعيًًا وراء أماكن جديدة، ليجدوا رزقًا يقتاتونه؛ فهاجر بعضهم إلى ما يعرف الآن بإنجلترا وآيسلندا وأيرلندا وأسكتلندا. وفيما يقرب من عام 982م ارتحل من آيسلندا أحد الفايكنج يدعى إريك الأحمر إلى الجزيرة الضخمة، المعروفة باسم جرينلاند. وبعد سنوات قليلة جاء أحد الفايكنج وهو القبطان بيارني هيرجولفسون، واتجه متقدمًا نحو جرينلاند ليلحق بمستعمرة إريك، ولكن عاصفة بالقرب من الساحل الشرقي قذفته إلى ما يعرف الآن بكندا. وهكذا أصبح هيرجولفسون الأوروبي الأول، الذي اشتهر بأنه استطاع مشاهدة البر الرئيسي من أمريكا الشمالية.
وفي بداية القرن الحادي عشر الميلادي، قاد ليف إيريكسون ـ ابن إريك الأحمر ـ بعثة تهدف إلى اكتشاف الأرض التي أعلن هيرجولفسون عن مشاهدتها من قبل. وفيما بعد أسس الفايكنج مستوطنة في مكان سمَّاه إيريكسون فينلاند، وفي الواقع لا أحد يعرف أين كانت فينلاند تقع. وبعض العلماء يظنون احتمال أنها كانت تقع في المنطقة التي تعرف الآن بالإقليم الكندي من نيوفاوندلاند. وقد تم تأكيد هذا بعد وجود بقايا وآثار مستوطنة تنتمي إلى الفايكنج عام 1961م. وكان الهنود أو ربما الإسكيمو من أولئك الذين عاشوا ـ غالبًا ـ في المنطقة. وقد هاجموا فينلاند، ولذلك هجر الفايكنج المستعمرة. وفيما بعد فقد الإسكندينافيون الاهتمام بهذه الأرض الجديدة.
انظر: إريك الأحمر؛ إيريكسون، ليف؛ الفايكنج؛ فينلاند.
استئناف الاتصال بين الشرق والغرب. في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، تجدد الاهتمام الأوروبي بالشرق الأوسط أثناء فترة الحملات الحربية المعروفة باسم الحروب الصليبية. نظم القادة الأوروبيون هذه الحملات لإعادة الاستيلاء على منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم بدأت الحروب الصليبية في عام 1096م، واستمرت على فترات متقطعة بلغت نحو 200 عام. انظر: الحروب الصليبية.
ومن خلال التجارة مع الشرق الأوسط، علم الأوروبيون الكثير عن المنتجات غير المألوفة والمثيرة التي كانت تأتي من الشرق الأقصى مثل المجوهرات، والخزف الصيني والحرير والتوابل، ولذلك دعّمت القصص التي نوهت عن هذه المنتجات، والعينات الخاصة بها الطلب المُلح عليها في أوروبا. ولتلبية هذا الطلب عقد التجار الإيطاليون في كل من بيزا وجنوه والبندقية (فينيسيا) صفقات تجارية مربحة مع تجار الشرق الأوسط الذين كانوا يقتنون هذه المنتجات في الشرق الأقصى.
وفي منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، اقترب الأوروبيون في اتصالهم بشعوب شرقي آسيا أكثر من غيرهم. وفي ذلك الوقت كان هناك محاربون قساة شجعان يُعرفون باسم المغول، وكانوا يحكمون كل آسيا تقريبًا. وفي عام 1245م بعث البابا إنوسنت الرابع ممثلاً له هو الراهب الفرنسيسكاني جون أوف بلانو كاربيني، كي يقيم علاقات الود والصداقة مع خان (حاكم) المغول. وعاد الراهب من رحلته إلى ما يسمى منغوليا حاليًا وفي جعبته الكثير من المعلومات عن المغول وبلادهم. وفي عام 1253م، أرسل الملك لويس التاسع ملك فرنسا ممثلاً آخر، راهبًا فرنسيسكانيًا هو وليم أوف روبروك كي يزور الخان. وكان لويس يأمل في أن يتمكن روبروك من إقناع الخان بتبني الديانة النصرانية، ومن ثم يصبح حليفًا له ضد المسلمين، ولكن روبروك فشل في مهمته، إلا أنه عاد يحكي قصصًا رائعة عن الثروة الضخمة التي يرفل في نعيمها سكان شرقي آسيا. فحفزت هذه الحكايات التجار الأوروبيين إلى مزيد من الشغف لتوسيع تجارتهم مع تجار الشرق.
وفي عام 1250م تقريبًا، شرع تاجران من البندقية (فينيسيا) وهما نيكولو، ومافيو بولو، في الخروج من البندقية في مهمة تجارية، فوصلا إلى الصين خلال فترة الستينيات من القرن الثالث عشر الميلادي، وصادقا القائد المغولي قبلاي خان. ثم عاد الأخوان إلى البندقية يحملان ثروة كبيرة من المجوهرات مع بعض البضائع الأخرى. وفي عام1271م، رحل نيكولو ومافيو بولو إلى الصين مرة أخرى، وفي هذه المرة كان يصحبهما ابن نيكولو المسمى ماركو، وكان يناهز السابعة عشرة من العمر. وكان ماركو بولو يتقن أربع لغات؛ مما ترك انطباعاً عظيمًا في نفس قبلاي خان، حيث أقدم على الفور إلى أن يبعثه في جولات رسمية في طول المملكة وعرضها وخارجها. بقي ماركو بولو مدة خمسة عشر عامًا يتجول في أرجاء الصين وجنوب شرقي آسيا ممثلاً شخصيًا للخان الحاكم. وبعد أن رجع نشر كتابًا عن رحلاته وسماه وصف العالم، ومن ثم نالت قصة رحلات ماركو بولو الشهرة والذيوع والتميز. وبذلك أخذت مكانتها العظيمة في أوروبا، ونتج عنها علاقات متزايدة في الترابط والود بين الأوروبيين وشعوب شرقي آسيا. انظر: بولو، ماركو.
وهناك مجموعة من الرحالة الآخرين قدّموا قصصًا مثيرة عن رحلاتهم خلال أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلاديين، وكان من بينهم أودوريك البوردنوني وابن بطوطة. وكان أودوريك منصِّرًا إيطاليًا. وفي عام 1314م، أبحر إلى الصين عن طريق المحيط الهندي، ثم رجع إلى أوروبا مخترقًا وسط آسيا، وحط رحاله في وطنه عام 1330م.
العرب والمسلمون. أولى الرحلات التي سجلها التاريخ العربي هي رحلة ناصر خسرو (ت نحو سنة 460هـ، 1071م). وقد بدأ رحلته من مرو في خراسان مرورًا بلبنان وفلسطين ومصر ومكة ثم البصرة فبلخ، واستغرقت رحلته نحو سبع سنوات ووصف في كتابه سفر نامة كل المناطق التي زارها وسكانها وملابسهم ومأكلهم. انظر: ناصر خسرو.
أما ابن جبير الكناني (ت 614هـ، 1217م)، فقد قام بثلاث رحلات كانت أولاها عام 578هـ، 1182م واستغرقت ما يزيد على السنتين، بدأها من غرناطة وزار فيها سبتة في المغرب ومصر والحجاز والعراق وبلاد الشام وصقلية، وأطلق على هذه الرحلة اسم رحلة ابن جبير أو رحلة الكناني؛ لأنه كان ينتسب إلى كنانة. وكان دقيقًا في تسجيله للحوادث، وكان يذكر الساعة واليوم والشهر في أغلب الأحيان، أما رحلتاه الأخريان فلم يسجل أخبارهما في كتاب.
أما أشهر الرحلات التي تكاد تطغى على ما سواها من الرحلات الأخرى سواءً في الشرق أم في الغرب فهي رحلات ابن بطوطة (ت 799هـ، 1377م)، حيث استغرق بعضها زهاء ربع قرن. وقد قام بثلاث رحلات مبتدئًا من مدينة طنجة في المغرب عام 725هـ، 1325م، واستمرت الأولى نحو 25 عامًا، وصف فيها الساحل الشمالي لإفريقيا والشام والحجاز والعراق وعمان والبحرين وخراسان وأفغانستان والهند والصين وسومطرة وجزيرة سرنديب وعاد إلى فاس عام 750هـ، 1349م. أما رحلته الثانية فقد قام بها إلى الأندلس وأقام بغرناطة ثم عاد إلى المغرب. وفي الرحلة الثانية خرج عام 753هـ، 1353م إلى وسط إفريقيا وزار كثيرًا من الممالك الإسلامية وغيرها مثل مملكة مالي وغانا وعاد عام 754هـ، 1354م، وقد سرد كل مشاهداته في كتابه تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار. انظر: ابن بطوطة.
العصر الذهبي للكشوف الأوروبية


العصر الذهبي للاكتشافات
خلال القرن الخامس عشر الميلادي، أراد كثير من الأوروبيين الأثرياء شراء المنتجات التي تأتي من الشرق، مثل: المجوهرات، والخزف الصيني، والحرير والقرفة، والثوم والفلفل وبعض التوابل 0وكلما زاد الطلب على هذه البضائع ارتفع ثمنها. وفي عام 857هـ، 1453م، سيطر المسلمون بحنكتهم التجارية على معظم الأسواق في الشرق وكذلك على طرق التجارة البرية الرئيسية بين أوروبا والشرق؛ وكان الأوروبيون يرون أن المسلمين يطالبونهم بدفع أثمان غالية لمنتجاتهم الشرقية، ولذلك رأت المجموعات التجارية في أوروبا مقاطعة طريق التجار المسلمين، والعثور على طريق بحري مباشر إلى كل من جزر الهند الشرقية والغربية، التي سماها الأوروبيون حينذاك الإنديز (الجزء الشرقي من آسيا) ومن ثم أُخذت كل من البرتغال وأسبانيا المبادرة في توجيه الرحلات لاكتشاف الطريق التجاري.
وكانت رحلاتهم الاكتشافية أزهى فترة في عصر الاكتشافات، وقادوا الطريق إلى إعادة اكتشاف أمريكا بمجهود المكتشفين الأوروبيين.
________________________________________
مكتشفو العصر الذهبي للاكتشافات الأوروبية
________________________________________
المكتشف جنسيته الإنجازات الرئيســــــية التاريخ
بالبوا، فاسكو نونيز دي أسباني قاد حملة استكشافية عبر برزخ بنما، وشاهد المحيط الهادئ. 1513م
كابيزا دا فاكا، ألفار نونيز أسباني اكتشف خليج السهول من تكساس إلى المكسيك . 1528 - 1536م
كابوت، جون إيطالي أبحر عبر شمالي الأطلسي إلى ما يُسمَّى الآن كندا. 1497 - 1498م
كابوت، سبستيان ايطالي اكتشف ساحل أمريكا الجنوبية حتى ريودي لابلاتا. 1526 - 1530م
كابرال، بيدرو الفاريز برتغالي وصل إلى الساحل البرازيلي وأبحر حول إفريقيا إلى الهند. 1500 - 1501م
كارتييه، جاك فرنسي أبحر إلى ما بعد نهر سانت لورنس. 1535م
كولمبوس، كريستوفر إيطالي أنجز أربع رحلات بحريةإلى جزر الهند الغربية وأراضي الكاريبي. 1492 - 1504م
كورونادو، فرانسيسكو فاسكويز دي أسباني اكتشف جنوب غربي أمريكا. 1540 - 1542م
كورتيز، هيرناندو أسباني غزا المكسيك. 1519 -1521 م
داجاما، فاسكو برتغالي أول أوروبي يصل إلى الهند عبر البحر. 1498م
دي سوتو، هيرناندو أسباني اكتشف جنوب شرقي أمريكا ووصل إلى نهر المسيسيبي. 1539 - 1542م
دياز، بارتلوميو برتغالي أول أوروبي يدور حول رأس الرجاء الصالح. 1487 - 1488م
دريك، السير فرانسيس إنجليزي أول مكتشف إنجليزي يبحر حول العالم. 1577 - 1580م
فروبشر، السير مارتن إنجليزي بحث في ساحل أمريكا الشمالي عن الممر الشمالي الغربي. 1576 - 1578م
ماجلان، فرديناند برتغالي قاد الرحلة الأولى دائريا حول الكرة الأرضية. واكتملت الرحلة بعد وفاته عام 1522م. 1519 - 1521م
أونات، جوان دي أسباني اكتشف جنوب غربي أمريكا. 1598 - 1605م
أوريلانا، فرانسيسكو دو أسباني اكتشف نهر الأمازون. 1541م.
بيزارو، فرانسيسكو أسباني غزا بيرو وأسس ليما. 1531 - 1535م
بونس دي ليون، خوان أسباني اكتشف المنطقة التي يُطلق عليها فلوريدا. 1513م
فيراتزانو، جوفاني دا إيطالي بحث عن ممر شمالي غربي. 1524م
فسبوتشي، أميريغو إيطالي رحل إلى جزر الهند الغربية وأمريكا الجنوبية . 1499 - 1504م
الوصول إلى طرف إفريقيا. حدث في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي، أن ركّز المكتشفون البرتغاليون انتباههم على الساحل الغربي لإفريقيا. وكان الأمير هنري ابن جون الأول ـ حينذاك ـ ملك البرتغال قد صار مشهورًا باسم هنري الملاح؛ لأنه منح هذه الرحلات المبكرة كل رعايته. وخلال الرحلات المتعاقبة، كان البحارة التابعون لهنري يبحرون إلى أقصى الجنوب على امتداد الساحل الإفريقي، ولكن في الوقت الذي مات فيه هنري عام 1460م كان الساحل الإفريقي قد تم رسمه حتى الموقع الحالي لسيراليون. انظر: هنري الملاح.
وفي السنوات الأخيرة من القرن الخامس عشر، ازداد البرتغاليون أملاً وتفاؤلاً، في الوصول إلى الطرف الجنوبي لإفريقيا، إذ كانوا يعتقدون أن مثل ذلك الاكتشاف سوف يكشف عن طريق بحري يصل إلى آسيا.
وفي عام 1487م، خرج المكتشف البرتغالي بارتلوميو دياز في محاولة لاكتشاف طريق بحري يدور حول إفريقيا، وفيما كان مبحرًا حول الساحل الجنوبي الغربي من القارة، دفعت عاصفة عنيفة سفينته بجوار الطرف الجنوبي، وأدرك دياز في الحال أنه كان مبحرًا نحو الشرق، دون أن يرى أرضًا، وأدرك أيضًا أنه قد استطاع الدوران حول إفريقيا. وطبقًا للتقاليد السائدة في ذلك العصر، أطلق الملك جون الثاني ملك البرتغال على هذه البقعة اسم رأس الرجاء الصالح. انظر: دياز، بارتلوميو.
كريستوفر كولمبوس يصل إلى أمريكا. بينما كان البرتغاليون مشغولين بالبحث عن طريق بحري، يتجه صوب الشرق إلى آسيا، أخذ بعض البحارة الأوروبيين يتجهون إلى الغرب؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن أقصر طريق يصل إلى جزر الهند الشرقية والغربية لابد أنه يقع عبر المرور من خلال المحيط الأطلسي. كان كريستوفركولمبوس وهو قبطان من جنوه ـ يتمسك بهذا الرأي بقوة؛ ولذا حاول كولمبوس أن يقنع جون الثاني ملك البرتغال بأن يتكرم عليه بمنحه الأمر بقيادة بعثة استكشافية صوب الغرب. ولكن بعض مستشاري الملك رفضوا الفكرة، إلا أن كولمبوس بدوره،رفض أن يتخلى عن رأيه، وعرض فكرته على حكام أوروبيين آخرين. وفي نهاية المطاف قبلت إيزابللا ملكة أسبانيا خطته، وفي عام 1492م قدمت الملكة والملك فرديناند الخامس ثلاث سفن هي نينا، وبنتا، وسانتا ماريا، ووعداه بمنحه درجات التكريم والتشريف والثروة الطائلة إذا وصل إلى جزر الهند.
بدأ كولمبوس رحلته من بالوس بأسبانيا في الثالث من أغسطس 1492م، وأبحرت سفنه أولاً إلى جزر الكناري، بعيدًا تمامًا عن ساحل الأطلسي، المطل على جزر الكناري. وغادرت الحملة جزر الكناري في 6 سبتمبر، وشقت طريقها رأسًا صوب الغرب عبر المحيط. وظل بحارة السفينة في رحلتهم أكثر من شهر بدون رؤية الأرض. وفي 10 أكتوبر، حثوا كولمبوس على العودة وهددوا بأن يتولوا أمر الرحلة بأنفسهم، إذا رفض العودة. بيد أن كولمبوس أقنعهم بالاستمرار في الرحلة لبضعة أيام، وبعد يومين تمامًا شاهد بحار من فوق ظهر السفينة بنتا إحدى جزر الهند.
رسا كولمبوس على الأرض، وسمى الجزيرة سان سلفادور، وزار أيضًا جزيرتين أخريين وهما إسبانيولا (تتقاسمها في الوقت الحاضر كل من هاييتي وجمهورية الدومينيكان وكوبا). و اعتقد كولمبوس أنه قد وصل إلى جزر الهند، ولذلك أطلق على الناس الذين قابلهم اسم الهنود، وشرع في العودة في يناير 1493م، ووصل بالوس في مارس، وسرعان ما أحدثت الأخبار عن اكتشافاته آثارًا مدوية وعظيمة في جميع أرجاء أوروبا. وكافأه الملك فرديناند والملكة إيزابللا بمنحه لقب أمير البحر. انظر: كولمبوس، كريستوفر.
الرحلة البحرية حول إفريقيا. كان معظم الأوروبيين يعتقدون أن كولمبوس وصل إلى جزر الهند، ولكن كثيرًا من البرتغاليين كانوا يرفضون هذا الرأي، وأفصحوا عن رأيهم بأن كولمبوس لم يجلب معه التوابل أو أيًا من المنتجات الآسيوية المعروفة. وظل البرتغاليون واثقين من أن أفضل طريق لآسيا هو الإبحار حول إفريقيا.
وفي عام 1497م، أمر ملك البرتغال مانويل الأول الملاح البرتغالي فاسكو داجاما أن يستأنف الإبحار في الطريق نفسه، الذي كان يتخذه بارتلوميو دياز، وأن يشق طريقه كله نحو آسيا. وفي 8 يوليو، بدأ داجاما رحلته من لشبونه في البرتغال بصحبة أربع سفن، لكن سرعان ما وقعت الرحلة في متاعب، وكان من أهمها العواصف الهوجاء التي أعطبت الأسطول، وشحَّت الأطعمة، وأوشكت على النفَّاد. أما الخطورة الثانية فتمثلت في تفشي مرض الإسقربوط الذي قضى على حياة الكثير من العاملين في طاقم الأسطول. وبعد مرور ثلاثة أشهر لم يكن رأس الرجاء الصالح يبدو ـ على الإطلاق ـ للعيان في أي مكان. وفي شهر أكتوبر طلب طاقم السفينة ـ الذي استبد به القلق ـ من داجاما التخلي عن الرحلة.
ولكن داجاما طمأنهم وأقنعهم بأن رأس الرجاء الصالح أمامهم، ولذلك استمر قدمًا في الرحلة. وفي يوم 22 من نوفمبر وصلت البعثة إلى رأس الرجاء الصالح. ومن ثم شق داجاما طريقه حول طرق قارة إفريقيا، وتوقف عدة مرات على الساحل الشرقي من هذه القارة، في منطقة تُدعى ماليندي، والتي تُسمَّى في الوقت الحاضر كينيا، واستأجر ملاحًا عربيًا ليرشده عبر المحيط الهندي. ووصلت الحملة إلى كلكتا بالهند في 20 مايو 1498م. وهكذا تكللت جهود داجاما في اكتشاف طريق بحري إلى آسيا. انظر: داجاما، فاسكو.
اكتشاف العالم الجديد. نجح كولمبوس في عبور المحيط الأطلسي مرة أخرى في الأعوام 1493م، 1498م، 1502م واكتشف المناطق التي تعرف الآن بجاميكا، وبورتوريكو، وترينيداد، والشواطئ التي تمثلها في الوقت الحاضر كل من: بنما وفنزويلا، وفي النهاية أدرك كولمبوس أنه لم يصل إلى جزر الهند، ولكنه مع ذلك ظل يعتقد بأنها ليست بعيدة.
وفي عام 1500م رسا المكتشف البرتغالي بيدرو ألفاريز كابرال على ما يُسمى الآن البرازيل. وكان يحاول أن يبحر في طريق عريض حول إفريقيا إلى الهند. ولكنه بدلاً من ذلك وصل إلى أمريكا الجنوبية. وفيما بعد أكمل كابرال الرحلة حول إفريقيا ووصل إلى الهند.
وقام فسبوتشي أميريغو المكتشف الإيطالي بثلاث رحلات إلى أمريكا الجنوبية، وكانت الأولى من عام 1499م إلى 1500م مع ألونزو دي أوجيدا، (مكتشف أسباني). ثم قام برحلتين أخريين من عام 1501م إلى 1502م، ومن عام 1503م إلى عام 1504مع ضابط برتغالي هو جونكالو كولهو. وزعم فسبوتشي فيما بعد أنه قد وصل إلى عالم جديد. وفي عام 1507م اقترح مارتن فالدسيمولر مصمم خرائط ألماني أن يُسمَّى هذا العالم الجديد أمريكا أي باسم فسبوتشي أميريغو. انظر: فسبوتشي، أميريغو.
وتصدر جون كابوت، وهو ملاح إيطالي، قيادة رحلة استكشافية من إنجلترا إلى أمريكا الشمالية عام 1497م، ونجح كابوت في إقناع هنري السابع ملك إنجلترا بأنه قادر على الوصول إلى الهند، التي تعرف عليها كولمبوس عن طريق أقصر من ذلك الطريق، الذي كان كولمبوس قد سلكه من قبل. وفي شهر مايو أقلع كابوت من بريستول في إنجلترا، ثم أبحر مباشرة صوب الغرب عبر المحيط الأطلسي، متجها إلى الشمال أبعد من طريق كولمبوس. وبعد شهر رسا كابوت على الأرض التي هي الآن نيوفاوندلاند وأمام رأس جزيرة بريتون في كندا.
حوالي عام 1508م أرسل الملك الإنجليزي البحار سبستيان بن كابوت، للبحث عن طريق مائي داخل الأراضي التي كان والده قد وصل إليها من قبل. وهذا الطريق المأمول فيه أصبح معروفًا باسم الممر الشمالي الغربي. وفي سبيل البحث عنه أبحر سبستيان كابوت قدمًا على امتداد الساحل الأمريكي الشمالي. ومن المحتمل أن يكون في أقصى الجنوب في المنطقة التي تمثل كارولينا الشمالية في الوقت الحاضر. وكانت نتيجة تلك الرحلة اكتساب إنجلترا معلومات وافرة عن الساحل. انظر: كابوت .
وفي عام 1513م قاد المكتشف الأسباني فاسكو نونيز دي بالبوا رحلة اكتشافية عبر المكان، الذي يُسمَّى بنما في الوقت الحاضر، بادئًا من المناطق المطلة على الساحل الأطلسي إلى المناطق المطلة على المحيط الهادئ، ولذلك يُعدّ أول مكتشف أوروبي يشاهد الشاطئ الشرقي للمحيط الهادئ. وساعد اكتشافه على إثبات أن العالم الجديد كان حقًا كتلة ضخمة من الأرض، تقع بين أوروبا وآسيا. انظر: بالبوا، فاسكو نونيز دي.
رحلة ماجلان الدائرية حول الكرة الأرضية. في الوقت نفسه الذي حدث فيه اكتشاف بالبوا، بدأ بعض الأوروبيين يتساءلون عما إذا كان من الممكن الإبحار حول أمريكا الجنوبية إلى آسيا. وأحس فرديناند ماجلان، وهو ملاح برتغالي ماهر، بكل ثقة، أن بإمكانه اكتشاف هذا الطريق، ولذلك شرع يفاتح مانويل الأول ملك البرتغال بفكرته، ولكن الملك رفض عرضه. ولكن تشارلز الأول ملك أسبانيا وافق عام 1518م على أن يرعى رحلة ماجلان.
ورحل ماجلان من سانلويكار دي براميدا في أسبانيا في 20 سبتمبر 1519م. وكان بصحبته خمس سفن وما يقرب من 240 بحارًا. وبعد الوصول إلى الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل ظل متتبعًا الساحل نحو الجنوب. وفي مارس 1520م حط رحاله في منطقة يطلق عليها الآن سان جوليان بالأرجنتين، لينتظر حلول الشتاء الجنوبي الذي يستمر من شهر يونيو حتي سبتمبر. وأبحر ماجلان بسفنه في 18 أكتوبر، وبعد ثلاثة أيام دخلت السفن ممرًا يعرف الآن باسم مضيق ماجلان عند الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية. وفي 28 يونيو انطلقت ثلاث سفن خارجة من المضيق إلى داخل المحيط الهادئ، ولكن العواصف حطمت إحدى السفينتين الأخريين، بينما عادت الأخرى إلى أسبانيا
وأخبر ماجلان أطقم سفنه، أنهم قريبون من جزر الهند، ولكن المحيط الهادئ أثبت لهم أنهم مخطئون، وأنهم كانوا في مكان أبعد مما كان ماجلان يتوقع، واستمر المكتشفون في إبحارهم أكثر من ثلاثة أشهر، دون أن يشاهدوا أية أرض، فيما عدا جزيرتين غير آهلتين بالسكان، وشح الطعام، فاضطر البحارة إلى أن يقتاتوا جلود الثيران والفئران كي يظلوا على قيد الحياة. وفي مارس 1521م وصل ماجلان إلى ما يُسمَّى الآن غوام؛ حيث استطاع أن يجمع مؤونته. وبعد ذلك رحل إلى ما يعرف الآن باسم جزر الفلبين. وهناك دار صراع مرير بينه وبين السكان المحليين وقُتل ماجلان في إحدى المعارك في 27 إبريل 1521م.
بعد وفاة ماجلان، اضطرت الحملة إلى ترك إحدى سفنها، بينما ارتحلت السفينتان الأخريان إلى جزر التوابل (سبايس آيلاندز) وهي الآن جزء من إندونيسيا. وفيما بعد استمرت في الرحلة إحدى هاتين السفينتين واسمها فكتوريا، واتجهت صوب الغرب تحت قيادة أحد ضباط ماجلان، وهو الملازم خوان سباستيان ديل كانو، وعبرت المحيط الهندي، وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح.
كانت السفينة في حالة يرثى لها، بعد أن تحطمت بشدة وعلى ظهرها طاقم مكون من ثمانية عشر بحارًا وكانوا في حالة من الإعياء الكامل. ووصلت هذه السفينة في نهاية المطاف إلى أسبانيا في 6 سبتمبر 1522م، وقد قطعت في السفر أكثر من 80,000كم في ثلاثة أعوامٍ تقريبًا. ومن ثم فقد برهنت الرحلة على أنه من الممكن السفر بحرًا حول العالم. انظر: ماجلان، فرديناند.

هيرناندو دي سوتو مكتشف أسباني قابل القبائل الهندية خلال الرحلة الاستطلاعية الأوروبية الأولى ليصل إلى نهر المسيسيبي بأمريكا ـ وقد بدأ الأسبان رحلاتهم عام 1539م من الموقع الحالي لغربي فلوريدا ـ وتمكن من الوصول إلى النهر في مايو عام 1541م.
فتوحات أسبانيا في العالم الجديد. خلال السنوات الأولى من القرن السادس عشر الميلادي، اندفع المكتشفون الأسبان متوغلين عبر معظم أمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية، وانطلقت بعدهم موجات من الجيوش، ومجموعات المستعمرين. ثم بدأت إحدى أهم الرحلات الاستكشافية الأسبانية في العالم الجديد في عام 1519م. وفي ذلك العام أبحر هيرناندو كورتيز الذي كان يقود جيشًا بلغ عدده 600 أسباني تقريبًا من كوبا إلى الساحل الشرقي، الذي يُسمَّى الآن المكسيك. وكان كورتيز قد سمع قصصًا عن إمبراطورية هندية غنية في تلك المنطقة، ولذلك انطلق كي يعثر عليها. ورسا أسطوله البحري المكون من إحدى عشرة سفينة على الساحل الشرقي من المكسيك، وبعد أن رسا على الساحل علم أن الهنود الأزتك يحكمون تحت مظلة وارفة من حضارة عظيمة على مسافة محدودة بداخل البلاد.
وانطلق كورتيز بجيشه إلى عاصمة الأزتك في تينوشتيتلان وهي الآن مكسيكو سيتي. وهناك استقبل شعب الأزتك وإمبراطورهم منتيزوما الزوار الغرباء البيض بكل ترحاب، باعتبارهم آلهةً وليسوا بشراً. ولكن كورتيز أخذ مونتيزوما أسيرًا وبدأ في حكم الإمبراطورية بنفسه، ومن ثم أجبر الأسبان الهنود بالقوة على أن يقدموا لهم ثروة طائلة من الذهب، وبعض المقتنيات الثمينة الأخرى. وفي عام 1520م ثار الأزتك على الأسبان وطردوهم خارج عاصمتهم تينوشتيتلان، ولكن في السنة التالية هزم جيش كورتيز الأزتك، وتمكن من بسط سيطرته الكاملة على إمبراطوريتهم، ودفع انتصاره هذا الأسبان إلى غزو أمريكا الجنوبية، وجعلوا المكسيك إحدى أهم القواعد الأسبانية في العالم. انظر: كورتيز، هيرناندو .
وفي عام 1533م احتل المكتشف الأسباني فرانسيسكو بيزارو الإمبراطورية الغنية التابعة لهنود الإنكا فيما ُيسمَّى الآن بيرو. وفي المدة من 1535م إلى عام 1537م استطاع دييجو دي ألماجرو ـ وهو عضو في حزب بيزارو ـ أن يكتشف ما يُسمَّى الآن بوليفيا الغربية، ثم عبر جبال الإنديز إلى داخل شيلي. وبحلول عام 1553م استطاع المكتشفون الأسبان أن يصلوا في رحلاتهم نحو الجنوب إلى أقصى ما يمكن أن يصلوا إليه، حتى وصلوا إلى مضيق ماجلان. انظر: بيزارو، فرانسيسكو.
وخلال القرن السادس عشر، اكتشف الأسبان المناطق التي تمثل الآن الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة الأمريكية. ففي عام 1513م أبحر المكتشف خوان بونس دي ليون من بورتوريكو، ثم رسا علي الساحل الشرقي من فلوريدا. انظر: بونس دي ليون، خوان. وفي عام 1539م أبحر جيش قوامه 600 أسباني ـ تقريبًا ـ تحت قيادة هيرناندو دي سوتو من كوبا إلى الساحل الغربي لفلوريدا، في سبيل البحث عن الذهب. أبحرت هذه الحملة الاستكشافية إلى ما يُسمَّى الآن جورجيا، وكارولينا الجنوبية، وكارولينا الشمالية، وتينسي، وألباما، والمسيسيبي، ولويزيانا، ولكنهم لم يجدوا الذهب المزعوم. وعلى الرغم من هذا فقد اعتُبروا الأوروبيين الأوائل الذين تمكنوا من الوصول إلى نهر المسيسيبي. انظر: دي سوتو، هيرناندو.
وفي عام 1540م غادر جيش أسباني المكسيك وزحف تجاه الشمال، للبحث عن مدن سيبولا السبع، وكانت هذه المدن ـ وفقا لما تقوله القصص الهندية ـ غنية، حيث تزخر بالذهب والمجوهرات الثمينة. وانطلقت على الفور هذه الحملة بقيادة فرنسيسكو فاسكويز دي كورونادو ،من خلال المناطق التي تُسمَّى في الوقت الحاضر الأريزونا، نيومكسيكو، تكساس، أُوكلاهوما، كنساس. لقد رسموا خرائط كثيرة من مناطق الجنوب الغربي الأمريكي، ولكنهم على الرغم من ذلك لم يجدوا المدن السبع. انظر: كورونادو، فرانسيسكو فاسكويز دي؛ مدن سيبولا السبع.
البحث عن ممر شمالي. كان الطريق الذي سلكه ماجلان حول طرف أمريكا الجنوبية طويلاً جدًا، ولذا انصرفت عنه عيون التجار الأوروبيين، حيث إن الدول الأوروبية ومن بينها كل من فرنسا، وإنجلترا، بخاصة كانت تضع نصب أعينها ضرورة العثور على طرق بحرية أقصر مما يوجد. وانحصر البحث، إما في الممر الشمالي الغربي عبر أمريكا الشمالية، أو في الممر الشمالي الشرقي الذي يقع في شمالي أوروبا.
وفي عام 1524م أرسل فرانسيس الأول، ملك فرنسا بعثة استكشافية إلى أمريكا للبحث عن الممر الشمالي الغربي، وكان يقود هذه الرحلة الملاح الإيطالي جوفاني دا فيراتزانو، ولكنه لم يجد هذا الممر، إلا انه اكتشف الكثير من المناطق من الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية.وفي عام 1535م أبحر المكتشف الفرنسي جاك كارتييه في طريقه إلى ما وراء نهر سانت لورنس في الموقع الحالي لمونتريال. وقد ساعدت هذه المحاولة في العثور علي الممر الشمالي الغربي إلى المبادرة بإنشاء إمبراطورية فرنسية في أمريكا،والعمل على زيادة نموها.
وكان هناك عدد من المكتشفين الإنجليز الباحثين عن الممر الشمالي الغربي خلال أوائل السبعينيات والثمانينيات من القرن السادس عشر الميلادي؛ فقد قام مارتن فروبشر بمحاولات ثلاث للعثور على ممر في شمالي لابرادور، وكذلك سلك السير فرانسيس دريك طريق ماجلان نفسه حول أمريكا الشمالية، ومن ثم اكتشف سواحل المحيط الهادئ المطلة على أمريكا الشمالية، باحثًا عن مدخل أو بوابة للممر الشمالي الغربي. كما حاول جون ديفيز أن يعثر على الممر، بالسير بحرًا على امتداد الساحل الغربي لجرينلاند. وحاول عدد من الملاحين جاهدين العثور على الممر الشمالي الغربي خلال السنوات الأولى من مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وكان من بينهم المكتشفون الإنجليز التالية أسماؤهم: ريتشارد تشانسلور، وتشارلز جاكمان، وآرثر بيت، وهوغ ويلوغبي. وكذلك قام بالمحاولة نفسها للعثور علي الممر الشمالي الغربي ثلاث مرات، الملاح الهولندي وليم بارنتس.
استكمال معالم صورة الكرة الأرضية
بحلول السنوات الأواخر من القرن السادس عشر الميلادي كان الأسبان قد نمت على أيديهم إمبراطورية كبيرة في كل من أمريكا الجنوبية، والمكسيك، ومن ثم تحركوا في المناطق والمساحات التي يطلق عليها الآن الجنوب الشرقي والغربي من الولايات المتحدة. وفي الحقيقة لقد اكتشفت إنجلترا وفرنسا أمريكا الشمالية خلال القرن السابع عشر الميلادي. وفي القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، كان المكتشفون الأوروبيون يستكملون ـ تدريجيا ـ معالم الصورة للمناطق الأخرى المجهولة من العالم، وشكلوا خريطة المحيط الهادئ الشاسع، وشقوا طريقهم متوغلين في المناطق الداخلية لقارتي إفريقيا، وأستراليا، ووصلوا إلى أطراف كل من القطبين الشمالي، والجنوبي. وفي النهاية كانوا ـ في القرن العشرين ـ يتسابقون في الوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي.

المستعمرون الإنجليز أسسوا المستوطنة الأولى الدائمة بمدينة جيمستاون بولاية فرجينيا في عام 1607م - والصورة توضح أحد معالم المدينة. وفي غضون المائة عام التالية أسس المستوطنون المستعمرات على امتداد ساحل المحيط.
الفرنسيون في أمريكا. قام تجار الفراء الفرنسيون بدور قيادي في اكتشاف أمريكا الشمالية، وعرفوا الكثير عن بعض الأقطار. وفي الوقت نفسه، كانوا مهتمين بالعمل على تنمية التجارة مع الهنود.
وفي عام 1603م، تتبع المكتشف الفرنسي صمويل دي شامبلين طريق سلفه جاك كارتييه إلى أعالي نهر سانت لورنس، حتي موقع مونتريال، وهناك أخبر الهنود شامبلين عن الكتل المائية التي تقع أقصي الغرب. وقد منحت تلك الصور شامبلين الأمل في العثور على الممر الشمالي الغربي، ومن ثم جعل شامبلين مدينة كويبك مركزًا لتجارة الفراء في عام 1608 م. وأمضى سبعًا وعشرين سنة بعد ذلك، وهو منصرف لاكتشاف البحيرات والأنهار في غربي وجنوبي كويبك. انظر: شامبلين، صمويل دي.

اكتشاف الأوروبيين أمريكا الشمالية تم خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ـ ولقد كشف ذلك عن شكل القارة ومعالمها والكثير من مناطقها الداخلية واندفع المكتشفون الأمريكيون غربا في أوائل القرن التاسع عشر.
الإنجليز في أمريكا. كانت المستوطنة الإنجليزية الأولى والدائمة في أمريكا، قد بُنيت في جيمستاون بولاية فرجينيا في عام 1607م. وبحلول عام 1670م انطلقت إشارة البدء في تأسيس المستوطنات التي بلغ عددها 12 مستوطنة من مجموع المستوطنات. وأصبحت جميعها تشكل المستعمرات الأصلية، وكانت المستوطنة الأولى الدائمة من المستوطنات الثلاث عشرة التي أطلق عليها جورجيا، قد تم بناؤها في عام 1733م.
وطالبت إنجلترا ـ كذلك ـ بملكية المناطق التي تمثل الآن شرقي كندا. وقد قام هذا الادعاء بناء على رحلة بحرية نفذها المكتشف الإنجليزي هنري هدسون، الذي كان يبحث عن الممر الشمالي الغربي. وفي عام 1610م أبحر هدسون من مضيق واقع في الشمال الشرقي من كندا إلى داخل كتلة كبيرة من الماء، كان يظن أنها المحيط الهادئ، وكانت في الواقع خليجًا ضخمًا يُعرف الآن بخليج هدسون، ثم أبحر إلى جنوب ما يُسمى الآن بخليج جيمس، وهو مجرد ذراع من خليج هدسون. وكان طاقم بحارة السفينة يقاسون من البرد الشديد والنقص في الطعام. وعندما أذاب الطقس الدافئ الثلج ترك معظم طاقم السفينة هدسون وعادوا إلى إنجلترا، ولم يعد أحد يسمع عن هدسون مرة أخرى. انظر: هدسون، هنري .
عبور أمريكا الشمالية. في خلال القرن الثامن عشر، افتتح كل من المكتشفين الفرنسيين والإنجليز أبواباً جديدة في اتجاه الغرب عبر أمريكا الشمالية، ثم اكتشفوا أيضًا الأطراف الشمالية من القارة.
وفي الفترة من عام 1731م إلى 1743م، قام كل من تاجر الفراء الكندي الفرنسي الأصل بيير جولتييه دي فارنس سيور دي لافيراندراي، وثلاثة من أبنائه باكتشاف مناطق في أقصى الغرب فيما تُسمَّى الآن ساسكاتشوان. وسافر اثنان من الأبناء ـ أيضًا ـ إلى أقصى الجنوب من نهر ميسوري، حيث توجد الآن داكوتا الجنوبية ويمكن أن نعتبر أن آل لافيراندراي، من أوائل الأوروبيين الذين وصلوا إلى جبال الروكي.
وفي عام 1771م أثبت المكتشف صمويل هيرن أن أمريكا الشمالية تمتد إلى منطقة القطب الشمالي، واكتشف الأرض الواقعة بين خليج هدسون ونهر كوبر ماين الذي يخترق الآن المناطق الشمالية الغربية في كندا. وفي عام 1789م اكتشف السير ألكسندر ماكينزي، وهو وكيل شركة تجارية للفراء تُسمَّى شركة الشمال الشرقي المنطقة التي تعرف باسم نهر الماكينزي، وتتبع طريق النهر صوب الشمال من بحيرة سليف الكبرى إلى المحيط المتجمد الشمالي. وفي عامي 1792 و1793م قاد ماكينزي بعثة استكشافية إلى أعلى نهر بيس، من خلال منطقة ألبرتا حالياً إلى جبال الروكي، وفي منطقة كولومبيا البريطانية ومن غربي الجبال، تتبعت البعثة نهر فرازر. وقطعت مسافة تقدر بـ 160كم، ثم رحلت إلى المحيط الهادئ. وقد أثبتت رحلة ماكينزي إلى منطقة القطب الشمالي، أنه لا يوجد ممر مائي يعبر القارة بشكل كامل من قبل. انظر: ماكينزي، السير ألكسندر.
بدأ ضابطان من جيش الولايات المتحدة، هما مروذر لويس، ووليم كلارك بعثة استكشافية إلى المحيط الهادئ صوب الشمال الغربي في مايو 1804م، وشرعت مجموعتهما إلى الانطلاق من معسكر بجوار سانت لويس في قوارب يمكن أن تنطلق على الماء بالتجديف، أو السحب بالجياد، أو البشر من على شاطئ النهر، ورحلوا إلى أعلى نهر ميسوري، ثم إلى جبال الروكي. وقد استغرقت الرحلة ما يقرب من شهر في عبور جبال الروكي، وكانوا مضطرين إلى ذبح بعض الجياد ليأكلوا لحومها لنفاد الطعام منهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://http:/اhouda.houdi@gmail.com
 

الكشوف الجغرافية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تاريخ الخريطة الجغرافية
» 1ـ الوجيز في الطبيعة الجغرافية لشبه الجزيرة العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA :: المنتـدى التعليـمـي :: منتدى التعليم الثانوي وتحضير البكالوريا :: بحوث التعليم الثانوي-