•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA

منتدى عربي جزائري تعليمي ثقافي خدماتي منوع ،،
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

إستمع للقرآن الكريم
TvQuran
المواضيع الأخيرة
»  ***عودة بعد طول غياب***
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 25, 2020 10:29 pm من طرف نورالوئام

» لأول مرة اعتماد اكاديمي بريطاني و توثيق حكومي لشهادة حضور مؤتمر تكنولوجيا الموارد البشرية
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2018 4:04 pm من طرف ميرفت شاهين

»  منتدي الجامعات العربية البريطانية
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 07, 2018 6:06 pm من طرف ميرفت شاهين

» الشاعر المسعود نجوي بلدية العالية ولاية ورقلة.
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2018 10:42 pm من طرف تيجاني سليمان موهوبي

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 2:15 pm من طرف ميرفت شاهين

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 10:50 am من طرف ميرفت شاهين

»  الملتقى العربي الرابع تخطيط مالية الحكومات ...النظم المستجدة والمعاصرة - شرم الشيخ
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالخميس يناير 18, 2018 2:32 pm من طرف ميرفت شاهين

» شرم الشيخ تستضيف المؤتمر العربي السادس تكنولوجيا الاداء الاكاديمي مارس 2018
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالسبت يناير 13, 2018 4:29 pm من طرف ميرفت شاهين

» وحدة الشهادات المتخصصه: شهادة الإدارة التنفيذية (( الشارقة - القاهرة )) 4 الى 13 فبراير 2018م
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالخميس يناير 04, 2018 7:28 pm من طرف hamzan95

»  شهادة مدير تسويق معتمد Certified Marketing Manager باعتماد جامعة ميزوري الأمريكية
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 26, 2017 1:42 pm من طرف ميرفت شاهين

» المؤتمر العربي الثامن تكنولوجيا الموارد البشرية
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالخميس سبتمبر 28, 2017 2:56 pm من طرف ميرفت شاهين

» التفاصيل الكاملة لدرجة الماجستير الاكاديمي فى ادارة الاعمال MBA من جامعة نورثهامبتونUniversity of Northampton البريطانية والتي تاسست عام 1924
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالسبت يوليو 22, 2017 5:15 pm من طرف ميرفت شاهين

» نتائج شهادة التعليم المتوسط 2017
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالإثنين يونيو 26, 2017 10:56 pm من طرف يـاسيـن

» هاجر ، عزوز ، حمود ، بدر الدين ؟؟ ووووو
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 4:48 pm من طرف Belkhir cherak

» اربح أكثر من 200 دولار من خلال رفع الملفات
الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 12:36 am من طرف alfabeta1

جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
اليوم والتاريخ
ترتيب المنتدى في أليكسا
فايسبوك
عداد الزوار
free counters
أدسنس
CPMFUN 1
xaddad
propeller

شاطر
 

 الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mahmoudb69
عضو ماسي
عضو ماسي


عدد الرسائل : 2700
العمر : 55
الموقع : houda.houdi@gmail.com
المدينة التي تقطن بها : ورقلة
الوظيفة : telecom
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Empty
مُساهمةموضوع: الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى    الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى  Icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2012 10:16 am


لم تكن الانثروبولوجـــــــــيا منذ نزعتها الاولى في القرن الثامن عشر قد أحدثت دويا عاليا في الاوساط العلمية، نتيجة إضطهادها بأعتبارها علما حديثا. او لربما قدرها المحتوم الذي جعلها تشابه علم الاجتماع الى الحد الذي لا يستطيع الباحث التمييـــــــــز بينهما كعلمين منفصلين عن بعضهما.

كثير ما يتردد " وخاصة ونحن في القرن الواحد والعشرون" الحديث عن الانثروبولوجـــــــيا وبحوثها التي افاضت مكتباتنا اليوم. الا انها لم ترَ النور بين طلابنا ومثقفونا.او لعل البعض منا لم يعرف ما هي الانثروبولوجــــــــــيا أو بالاحرى لم يسمع بها سابقا.وهذا بالطبع ناتج عن شحة الكتب التي تعّرف الانثروبوجــــــــــــــيا من جهة، وتجاهلنا لهذا العلم من جهة أخرى.

شهد القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين صرخات مدوية اثارت انتباه المثقفين والباحثين والمهتمين بالعلوم الاجتمــــــــــاعية. وهذه الصرخات تمثلت بمؤلفات العديد من عباقرة الانثروبولوجــــــــــــــيا ومنهم : البروفيسور آدم كوبر، وتالكوت بارسونز، وبرجس ولوك.
أما من مثقفينا العرب فتمثلت نهضة الانثروبولوجــــــــيا بأسماء عباقرة كثيرين ومنهم: د. قيس النوري، ود. شاكر مصطفى سليم،ود. علي الوردي. وبذكري للدكتور علي الوردي سيعترض هنا معترض او سائل ويقول : إن الدكتور علي الوردي عالم أجتماع ؟ فما ارتباطه بالانثروبولوجــــــــــــــــيا ؟. إننا نوافق هذا الاعتراض لكننا نود ان نشير الى ان مؤلفات الوردي كانت ذات صبغة او طابع انثروبولوجي أكثر مما هو سوسيولوجي.فمن الانصاف ان نعتبر الدكتور علي الوردي باحث أجتماعي وانثروبولوجي بوقت واحد، وهذا يظهر بوضوح لدى المتتبع لمؤلفات الوردي.


تفتقر الانثرولوجــــــــــــــيا في قارة أسيا الى الشهرة فقط، بعدما توفرت جميع المستلزمات التي تؤهلها كعلم مستقل في جامعاتنا.واليوم نشهد هذا الافتقار بجلاء بعد ملاحضتنا الدقيقة الى جامعات الدول العربية.

هذا ولم يكن للانثروبولوجـــــــيا نصيب واف في جامعاتنا. حيث نجدها في بعض جامعات المملكة العربية السعـــــــــــودية ومصر والاردن وتونس والعراق.

ومما تجدر الاشارة اليه ان عهد الانثروبولوجـــــــــــيا في العراق لم يبدأ الا قبل سنوات عدة. وهذا ناتج عن انعزال العراق وتخلفه عن الركب الذي سارت به اغلب الدول العربية، على الرغم من انها متأخرة كثيرا ، هذا اذا ما قورنت بالدول الغربية.

بدأت جامعة بغــــــــــــــداد بتدريس الانثروبولوجيا حيث ينشطر قسم علم الاجتماع في جامعة بغداد - إبتداءا من المرحلة الثالثة الى ثلاث فروع هي : علم الاجتماع- والخدمة الاجتماعية – ومن ثم اضيف لها فرع الانثروبولوجـــــــيا. وقد إبتدأ هذا عام 1988.

وفي عام (2003- 2004) اي بعد سقوط النظام السابق، تم أفتتاح قسم الانثروبولوجـــــيا التطبيقية في الجامعة المستنصرية في بغداد كقسم مستقل وهو القسم الوحيد في العراق الذي يحمل هذا الاســـــــــــــــــــم.

ونظرا لشحة المواد والموضوعات التي تعنى بالانثروبولوجـــــــيا وبتعريفها في الشبكة الدولية " الانترنت" إرتأيت اليوم ان اضع بين ايديكم نبذة مختصرة عن الانثرولوجيـــــــا وعن نشأتها واقسامها وعلاقتها بالعلوم الاخرى...... والله ولي التوفيق.

* ما هي الانثروبولوجـــــــــــــــــــيا ؟

ألانثروبولوجــــــيا هي علمُ الإنسان. وقد نحُتت الكلمة من كلمتين يونانيتين هما:
((anthropos ومعناها " الانسان" ، و (logos) ومعناها " علم".
وعليهِ فأن المعنى اللفظي لإصطلاح ألانثروبولوجــــــــــــــــيا (anthropology) هو علمُ الإنسان.

وتعُرّف ألانثروبولوجــــــــيا تعريفات عدة أشهرها :

فنجاح الأنتروبولوجيا وشهرتها في العالم المعاصر لا يعودان إلى تطبيقاتها، بل إلى شحنتها الأيديولوجية إن صح التعبير، ويكفي أن نقوم بعملية التأمل الإبستيمولوجي لكتابات الباحثين الأنتروبولوجيين حتى نجد هذه الكتابات تنطوي على كثير من الأفكار الأخلاقية وأحكام القيمة، من حيث علموا بها أو لم يعلموا. وهذا بالذات ما فجر منذ العقود الأخيرة من القرن 19م، سؤال القيم، حيث بدأ البعض يشدد على ضرورة استجلاء القيم التي تتبناها العلوم الاجتماعية بصفة عامة، والأنتروبولوجيا بصفة خاصة، بكل وضوح وصراحة.
وعلى كل حال فإن علما اجتماعيا مبرأ من الغرض لم يوجد أبدا، ولن يوجد مستقبلا. فهل يمكن أن تكون الأنتروبولوجيا مثلا خالية من القيم على غرار الطبيعة والكيمياء؟ إنه لا يمكن لأي دراسة للمجتمع أن تخلو من تقويمات وأحكام، غالبا ما تتستر تحت غطاء الموضوعية. فإذا كانت الظاهرة الفيزيائية والقانون الذي يحكمها محايدين، فإن الأمر على غير ذلك بالنسبة للظاهرة الاجتماعية التي تستدعي التقويم تلقائيا، وتستلزم اتخاذ موقف بالرجوع إلى مقولات الخير والشر، العدل والجور، الجمال والقبح، الصلاح والطلاح، النفع والضرر، إنها بعبارة أخرى، معيارية بطبيعتها، مكانها الطبيعي المعايير والقيم، وتلك هي معضلة العلوم الاجتماعية التي باتت تمثل الموضوعية فيها مربط الفرس.
وإذا كان التفسير العلمي للظاهرة الاجتماعية يتوقف على ضبط المنهج، وبناء النماذج، وصياغة النظريات، فإنه لا يستطيع الفكاك من مشكلة القيمة المطروحة على الباحث والمبحوث كليهما.
والأنتروبولوجيا بدورها رغم تنوع مدارسها، واختلاف مرجعياتها الفلسفية والأيديولوجية، تظل تدور حول فكرة مركزية واحدة، هي التحكم الاجتماعي، ولا تحكم دون قيم.
فما معنى القيم؟ وما علاقتها بالمعايير؟ وما هي أهم القيم التي جاءت بها المقاربات الأنتروبولوجية؟
الـقـيـم والـمـعـايـيـر:


الـقـيـم والـمـعـايـيـر:
تتألف العناصر الجوهرية في جميع الثقافات، من منظومة مهمة من القيم التي تحدد ما هو مهم ومحبذ داخل أي مجتمع، وهذه القيم هي التي تعطي مؤشرات إرشادية لتوجيه تفاعل البشر مع العالم الاجتماعي.
وتعمل القيم والمعايير سويا على تشكيل الأسلوب الذي يتصرف به أفراد ثقافة ما إزاء ما يحيط بهم. ففي الثقافات التي تعلي من قيمة التعلم على سبيل المثال، فإن المعايير تشجع الطلبة على بذل جهد كبير في الدراسة، كما أنها تحفز الوالدين على التضحية بجانب كبير من الجهد والمال لتعليم أبنائهم.


وتختلف القيم والمعايير اختلافا بينا من ثقافة إلى أخرى، إذ نجد بعض الثقافات تسبغ قيمة عالية على النزعة الفردية بينما تشدد ثقافات أخرى على الاحتياجات المشتركة بين أفراد المجتمع. وأكثر من ذلك، نجد أن القيم قد تتناقض في المجتمع أو الجماعة الواحدة: فقد تميل بعض المجموعات أو الأفراد إلى التركيز على قيمة المعتقدات الدينية التقليدية، بينما تميل مجموعات أخرى إلى إعطاء قيمة أعلى للتقدم وللعلوم. وفي هذا العصر الحافل بالتغيرات وبانتقال الناس والأفكار والسلع والمعلومات، تتغير القيم والمعايير الثقافية بشكل سريع مع مضي الزمن. فكثير من القيم التي قد تكون شبه مألوفة في كثير من المجتمعات الغربية اليوم، مثل العلاقات الجنسية قبل الزواج، هي من الأمور التي تتناقض مع القيم التي كان يحملها الناس قبل عدة عقود.
ولعل النموذج الياباني يؤكد فكرة تغير القيم والمعايير الثقافية بمرور الزمن، ففي مطلع العام 2000، وفي أعقاب ما شهدته اليابان من ركود اقتصادي وارتفاع في معدلات الجريمة والبطالة، طلب رئيس وزراء اليابان بتشكيل لجنة حكومية بغرض تحديد المسار الذي ينبغي على البلاد أن تسلكه في العقود القادمة، وكانت النتائج والتوصيات التي خلصت إليها اللجنة أن دعت المواطنين اليابانيين إلى أن يتساهلوا في بعض القيم الجوهرية التي يؤمنون بها، إذا ما أريد للبلاد أن تواجه بنجاح ما تمر به من مشكلات اجتماعية، وأوضحت اللجنة أن الثقافة اليابانية تعلي من شأن الانصياع والمساواة، والتماثل التام في المجتمع. فالعاملون اليابانيون على سبيل المثال، يتأخرون في المصانع والمكاتب حتى لو لم يكن لديهم ما يعملونه، لأن ثمة قاعدة غير مكتوبة تنهي عن مغادرة المكاتب بصورة مبكرة، وبذلك تحول هذه القيم بين اعتناق اليابانيين الأفكار الداعية إلى تمكين الفرد باعتبار ذلك ضرورة جوهرية للسنوات القادمة.


وتختلف القيم والمعايير اختلافا بينا من ثقافة إلى أخرى، إذ نجد بعض الثقافات تسبغ قيمة عالية على النزعة الفردية بينما تشدد ثقافات أخرى على الاحتياجات المشتركة بين أفراد المجتمع. وأكثر من ذلك، نجد أن القيم قد تتناقض في المجتمع أو الجماعة الواحدة: فقد تميل بعض المجموعات أو الأفراد إلى التركيز على قيمة المعتقدات الدينية التقليدية، بينما تميل مجموعات أخرى إلى إعطاء قيمة أعلى للتقدم وللعلوم. وفي هذا العصر الحافل بالتغيرات وبانتقال الناس والأفكار والسلع والمعلومات، تتغير القيم والمعايير الثقافية بشكل سريع مع مضي الزمن. فكثير من القيم التي قد تكون شبه مألوفة في كثير من المجتمعات الغربية اليوم، مثل العلاقات الجنسية قبل الزواج، هي من الأمور التي تتناقض مع القيم التي كان يحملها الناس قبل عدة عقود.
ولعل النموذج الياباني يؤكد فكرة تغير القيم والمعايير الثقافية بمرور الزمن، ففي مطلع العام 2000، وفي أعقاب ما شهدته اليابان من ركود اقتصادي وارتفاع في معدلات الجريمة والبطالة، طلب رئيس وزراء اليابان بتشكيل لجنة حكومية بغرض تحديد المسار الذي ينبغي على البلاد أن تسلكه في العقود القادمة، وكانت النتائج والتوصيات التي خلصت إليها اللجنة أن دعت المواطنين اليابانيين إلى أن يتساهلوا في بعض القيم الجوهرية التي يؤمنون بها، إذا ما أريد للبلاد أن تواجه بنجاح ما تمر به من مشكلات اجتماعية، وأوضحت اللجنة أن الثقافة اليابانية تعلي من شأن الانصياع والمساواة، والتماثل التام في المجتمع. فالعاملون اليابانيون على سبيل المثال، يتأخرون في المصانع والمكاتب حتى لو لم يكن لديهم ما يعملونه، لأن ثمة قاعدة غير مكتوبة تنهي عن مغادرة المكاتب بصورة مبكرة، وبذلك تحول هذه القيم بين اعتناق اليابانيين الأفكار الداعية إلى تمكين الفرد باعتبار ذلك ضرورة جوهرية للسنوات القادمة.

من خلال هذا النموذج الياباني، يمكن أن نصل إلى خلاصة مفادها، أن القيم هي الأفكار المجردة التي تحدد ما يعتبر مهما ومحبذا ومرغوبا في ثقافة ما، أما المعايير فهي قواعد السلوك التي تعبر عن هذه القيم الثقافية. وتعمل القيم والمعايير سويا على تشكيل أنماط السلوك التي يتعين على الأفراد انتهاجها إزاء ما يحيط بهم على العموم. ومع أن القيم والمعايير تترسخ في أعماق شخصيات الأفراد والجماعات، فإنها لا بد أن تتعرض للتغير والتغيير مع مرور الوقت.
المقاربات الأنتروبولوجية ومسألة القيم
:
تطرح مسألة القيم، بالنظر إلى أهميتها ونسبيتها، أمام الأنتروبولوجيا مشكلة من نوع خاص، حيث أن الباحث الأنتروبولوجي نفسه يحمل قيما وله أفضليات وأولويات. وقد كان إميل دوركهايم و ماكس فيبر كليهما يحثان الباحثين على التنصل من قيمهم الخاصة التي تعكس ميولهم وأحكامهم المسبقة على موضوع بحثهم. فدوركهايم، شدد على ضرورة اعتبار الوقائع الاجتماعية بمثابة أشياء، أي النظر إليها بعين الموضوعية، أما فيبر فيدعو الباحث الاجتماعي إلى التخلي بما أسماه الحيدة الأكسيولوجية، أي يريده أن يمتنع عن الحكم ليتمكن من تفسير قيم كل الثقافات. غير أن طرح هذه المبادئ أبعد ما تكون عن الواقع، حيث إن المثل الأعلى للوضعية يظل طوباويا إلى حد بعيد.
فالقيم هي التي تفرض اختيار موضوع معين نظرا لأهميته، وهي التي ترسم المنهج، وتحدد أسلوب المعالجة.
1- المقاربة التطورية:


اعتمدت هذه المقاربة المتأثرة بالنزعة التطورية في حقل البيولوجيا (داروين)، بالأساس، على منهج المقارنة التاريخية، لتمرير واستخلاص مجموعة من القيم داخل المجتمعات البشرية المسماة بدائية، فالانتقال من مرحلة القنص إلى مرحلة تربية المواشي ثم إلى مرحلة الزراعة، قد كان في رأي الأنتروبولوجي التطوري سببا في ظهور التوفير والاحتفاظ بفائض الإنتاج من الناحية الاقتصادية، الشئ الذي نتج عنه ظهور وتغيير مجموعة من القيم والمعايير، حيث نشأت الفروق والتمايزات الاجتماعية وظهرت فئات مغتنية تتعاطى للأنشطة التجارية. أما على المستوى الاجتماعي، فقد كان هذا الانتقال سببا في تناقص الأنظمة الزواجية القائمة على التبادل الحصري، وهي أنظمة تقضي بأن الجماعة التي تتلقى امرأة على سبيل الزواج تكون ملزمة بان تعيد للجماعة التي أعطتها المرأة المذكورة امرأة أخرى بديلة عنها. فالفائض الإنتاجي الذي يساعد على تكوين رأسمال معين، يستعمل لدفع مهر الزواج، وهذا يعني أن التبادل بين الأفراد والجماعات يكف أن يكون تبادلا عينيا لقيم فعلية هي النساء في حالة الزواج، ليصبح تبادلا لقيم متعددة هي النساء مقابل مهر مادي أو رمزي.
لعل من أهم رواد هذه المقاربة التطورية نجد

لويس مورغان الذي قسم تطور المجتمعات البشرية القديمة إلى ثلاث حقب كبرى هي، الحقبة الهمجية والحقبة البربرية والحقبة الحضارية، وكل حقبة تحكمها مجموعة من القيم الراسخة في قلوب الأفراد.
يليه
ادوارد تايلور
، الذي يعتبر أن التطور يتم عبر احتكاكات خارجية للشعوب. لكنه أثار الانتباه إلى الرواسب، أي القيم والممارسات التي استمرت في الوجود بفعل العادة داخل الأوضاع الجديدة للتطور.
لكن هؤلاء الرواد وغيرهم، أوهذه المقاربة عموما، سرعان ما تعرضت إلى انتقادات عدة خاصة من قبل المنظور الانتشاري، أهمها أن التاريخ التطوري الذي يقدمه الأنتروبولوجي يقوم على تخمينات وافتراضات فقط، وأحيانا يكون ملتبسا لأنه لا يستند إلى مستندات ووثائق مكتوبة، لذلك يتخيل الباحث أنماطا من السلوك والمعتقدات والقيم انطلاقا من مؤشرات تفتقر إلى الصدق. مما أصبح معه من الضروري التخلص من النزعة التطورية والقيم التي جاءت بها في مجال الأنتروبولوجيا نظرا لافتقارها حس الموضوعية، والانفتاح على أنساق ثقافية تتميز بالتماسك البنيوي والوظيفي لظواهرها، كالمقاربة الوظيفية التي تعتمد على المقاربة الميدانية والتحقيق المباشر لا على الافتراض والتخمين التاريخي. فما هي أهم القيم التي جاءت بها هذه المقاربة الوظيفية؟ وهل استطاعت إلى حد ما أن تجيب على سؤال

القيم وتحقق الموضوعية العلمية؟

تطرح علينا طبيعة نشأة وتطور الأنتروبولوجيا- باعتبارها علما مستقلا بذاته ولا يخلو من تحيزات- سؤال القيم بقوة، ذلك أن هذا العلم قد تبلور في ظل واقع محكوم بحالة من الصدام والتعالي الثقافي، حيث جرى النظر إلى الآخرين الأغيار باعتبارهم متخلفين وبدائيين.

أولاً -علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء

ثانياً-علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الاجتماع


ثالثاً-علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الفلسفة

رابعاً- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم النفس

خامساً_علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الجيولوجيا والجغرافيا
مقــدمّة



على الرغم من الاعتراف بالأنثروبولوجيا كعلم مستقلّ بذاته، يدرس الإنسان من حيث نشأته وتطوّره وثقافته، فما زال العلماء، ولا سيّما علماء الإنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة .. فيرى بعضهم أنّه من العلوم الاجتماعية، كعلم النفس والاجتماع والتاريخ والسياسة. ويرى بعضهم أيضاً أنّه من العلوم التطبيقية، كالرياضيات والطب والفلك. بينما يرى بعضهم الآخر أنّه من العلوم الإنسانية، كالفلسفة والفنون والديانات ..

لكن هذه العلوم كلّها دخلت على مرّ التاريخ الثقافي لشعب ما، إلى جسد هذه الثقافة وأصبحت جزءاً منها ، ومكوّناً من مكوّناتها، الأمر الذي أدى في النهاية إلى اختلاف الثقافات بين المجتمعات البشرية. ومن هنا كان علم الأنثروبولوجيا، ذا صلة بكثير من العلوم أخرى.

فعلم الأنثروبولوجيا اضطرّ المرة تلو المرّة، إلى الانتظار ريثما تنجح العلوم الطبيعية في استجلاء نقطة معيّنة عن طريق التجارب التي تجرى على الحيوانات. وممّا لا شكّ فيه أنّ نتائج الأبحاث التي أجراها علماء الوراثة على الجرذان وذباب الأشجار المثمرة، هي التي مهّدت الطريق لفهم قوانين الوراثة عند الكائنات البشرية، ولجلاء المشكلات المختلفة المتّصلة بما يسمّى (العروق أو الأجناس البشرية ). غير أنّنا من جهة أخرى، نستطيع القول : إنّ الحقائق التي اكتشفتها العلوم الطبيعية، لا تساعد كثيراً في فهم طبيعة السلوك الإنساني، وذلك لأنّ معظم الظاهرات السلوكية البشرية لا تجد ما يماثلها مماثلة وثيقة على الصعيد الحيواني .

ويصدق هذا بوجه خاص على الظاهرات المتّصلة بالحياة الاجتماعية المنظّمة. فمع أنّ علماء الأنثروبولوجيا استطاعوا استخدام بعض الأساليب التي طوّرتها العلوم الاجتماعية، فإنّهم قلّما اضطرّوا إلى انتظار تطوّر مثل هذه الأساليب. والواقع أنّ إسهامهم في تطوّر العلوم الاجتماعية، لا يقلّ شأناً عن إسهام هذه العلوم في تطوّر الأنثروبولوجيا. (لينتون ،1967، ص 16)

وسنكتفي بتبيان صلة الأنثروبولوجية بعلم الأحياء، وعلم الاجتماع وعلم الفلسفة، وعلم النفس، وعلم الجيولوجيا والجغرافيا، ونترك صلتها بالعلوم الأخرى لأنّها سترد في الفصول اللاحقة، من خلال عرض فروع الأنثروبولوجيا.

أولاً- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء / البيولوجيا Biology

يتناول علم الأحياء دراسة الكائنات الحيّة من وحيد الخلية الأبسط تركيباً، وحتى كثير الخلايا والأكثر تعقيداً .ولذلك يعرّف بأنّه : العلم الذي يدرس الإنسان كفرد قائم بذاته، من حيث بنية أعضائه وتطوّرها .

ويرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، ولا سيّما علم وظائف الأعضاء والتشريح وحياة الكائن الحي. وتدخل في ذلك، نظرية التطوّر التي تقول بأن أجسام أجناس الكائنات الحيّة وأنواعها ووظائف أعضائها، تتغيّر باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر وتنتج أجيالاً جديدة ، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما هي الحال عند الإنسان.

كما تستند هذه النظرية إلى أنّ الإنسان بدأ كائناً حيّاً بخلية واحدة، تكاثرت في إطار بنيته العامة، إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطوّر العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائنات الحيّة المكتشفة في الحفريات الأثرية .

فالأنثروبولوجيا، من الناحية النظرية، شديدة القرب من البيولوجيا ؛ فكلاهما يدرس عملية إعادة إنتاج الحياة، وكلاهما مبنيّ على نموذج نظري للتنوّع، وكلّ في تخصّصه.

[size=21]لكنّ نتائج الحوار في الدراسة الميدانية، أدّت كما يقول / كارلوس سافيدرا/ إلى أنّ المبادىء التي تأسّست عليها نظرية التطوّر تتبع من الناحية المنطقية والمنهجيّة، توالياً أو نموذجاً، يسير من الثبات إلى التغيّر.. فبنو الإنسان من أصل واحد، سواء أكان التطوّر بالتعبير التطوّري أو بتركيب الحمض النووي بالتعبير التزامني .. ولكن هناك أيضاً – في الوقت نفسه – تشوّهات وتغيّرات مختلفة الأشكال، بنيوية وتركيبية بالمصطلح الأنثروبولوجي .


ويحظى تحليل التنوّع في العلمين، بدور حيوي : التنوّع الجيني في علم (البيولوجيا) والتنوّع الاجتماعي في (الأنثروبولوجيا) , فالتنوّع أمر أساسي لما تسمّيه البيولوجيا " الفاعلية البيولوجية " وهي القدرة على مواصلة الحياة، وإخلاف الذرية. والأمر ذاته نجده في الأنثروبولوجيا فيما يطلق عليه : إشباع الحاجات الأساسية
[/size]

يعدّ / دارون / رائد علم الأحياء، الذي استند فيه إلى نظرية (النشوء والارتقاء ) في حياة الإنسان، والتي قدّم لها تفسيراً منهجياً معقولاً، يتلخّص في الأمور التالية:

1-إنّ عمليات الحياة المتتابعة بمعطياتها وظروفها، تنتج كائنات مختلفة عن أصولها .. أي أنّ أنواع هذه الكائنات لا تتكرّر هي ذاتها من خلال التكاثر، بل تتنوّع في أشكالها ومظاهرها .

2- إنّ الخصائص التي تتمتّع بها بعض الكائنات الحيّة، تجعلها أكثر قدرة على البقاء من بعضها الآخر، حيث تستطيع التلاؤم مع الظروف البيئيّة الخاصة التي تحيط بها .

[size=21]3-إنّ الكائنات الحيّة الجديدة، الأكثر قدرة ورقيّاً، تمتلك عوامل التكاثر والاستمرار على قيد الحياة، لفترة أطول ممّا هي عند بعض الكائنات الضعيفة الأخرى، التي تتعرّض للانقراض السريع .


4-إنّ بعض الخصائص البيولوجية( الصفات المهلكة) عند بعض أنواع الكائنات الحيّة تؤدّي إلى موتها بصورة سريعة، وربّما مباشرة، إذا لم تكن هذه الخصائص تؤهّلها للتكيّف مع الظروف البيئيّة. وهذا ما يؤثّر سلباً في نسل هذه الكائنات من حيث البنية والمقاومة.

واستناداً إلى هذه المبادىء التي قدّمها دارون في أصل الكائنات الحيّة وتطوّرها، وصولاً إلى وضع الإنسان الحالي، اكتشف العلماء قوانين الوراثة وما يتبعها من الجينات (الخلايا) التي تحمل صفات الإنسان، وتنقلها من الآباء إلى الأبناء، من خلال التلقيح والتكاثر. وهذا ما جعل علماء الأنثروبولوجيا يعتقدون بأن الجنس البشري مرّ بمراحل تطوّرية عديدة ،حتى وصل إلى الإنسان (الحيوان الناطق والعاقل ).
[/size]

[size=21]ومهما يكن الأمر، فإنّ النقاش ما زال مفتوحاً حول دور الأنثروبولوجيا في الدراسات الخاصة بتطوّر الإنسان هذا التطوّر الذي يدخل في الإطار التاريخي، ولكن بطبيعة بيولوجية، لا بدّ من دراسة مبادئها ومظاهر تغيّرها .
[/size]

[size=21]ثانياً- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الاجتماع

يعدّ علم الاجتماع من أحدث العلوم الأساسية وأهم العلوم الإنسانية. لذلك، يعرّف بأنّه : العلم الذي يدرس الحياة الاجتماعية بجميع مظاهرها، ويتحرّى أسباب الحوادث الاجتماعية وقوانين تطوّرها. (الحصري، 1985، ص
Cool

ويعرّف بصورة أوسع، بأنّه : أحد العلوم الإنسانية الهامة التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، وهو من العلوم التي تحاول الوصول إلى قوانين وقواعد تفسّر الظواهر الاجتماعية، سواء كانت هذه الظواهر في شكل جماعات بشرية، أو نظم ومؤسّسات اجتماعية أو إنسانية .وهو بالتالي، العلم الذي يساعد في تكيّف الفرد والمجتمع للعيش معاً، ضمن أهداف معيّنة يسعون إلى تحقيقها، من أجل التقدّم والاستمرارية. (عيسى، 1986، ص 13)

فعلم الاجتماع إذن، يدرس العلاقات بين الأفراد وعمليات التفاعل فيما بينهم، وتصرّفاتهم كأعضاء مكوّنين لهذه الجماعة. فهو يركّز على سلوكات الأفراد ضمن هذا المجتمع أو ذاك، ويدرس بالتالي تأثير البيئة الاجتماعية (الاقتصادية والثقافية) في تكوين الشخصيّة الإنسانية، وتحديد العلاقات بين الأفراد. (الجيوشي والشماس، 2002/2003، ص 59)
[/size]
[size=21]

إنّ مصطلح / علم الاجتماع / مشتقّ من كلمتين، الأولى هي (سوسيو Sociu) اللاتينية، وتعني رفيق أو مجتمع. والثانية (لوغوس Logos) اليونانية، وتعني العلم أو البحث. وبما أنّ علم الاجتماع يتناول التفاعل الاجتماعي عندما يدرس الجماعة، فإنّ ثمّة تداخلاً كبيراً بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، فكلاهما يدرس البناء الاجتماعي والوظائف الاجتماعية .. وهذا ما دعا أحد العلماء إلى القول : إنّ علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية، هو فرع من فروع علم الاجتماع المقارن. (لطفي، 1979، ص 44 )

وهكذا نجد أنّ ثمّة صلة من نوع ما، بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بالنظر إلى أنّ كلاًّ منهما يدرس الإنسان. ويتجاوز الترابط بينهما المعلومات التي يهدف كلّ منهما الحصول عليها، إلى منهجيّة البحث من حيث طريقته وأسلوبه، إلى حدّ تسمّى الأنثروبولوجيا عنده، بعلم الاجتماع المقارن، على الرغم أن أنّها تهتمّ بالجانب الحضاري عن الإنسان ، بينما تقترب دراسة علم الاجتماع من الأنثروبولوجيا الاجتماعية .

فعلم الاجتماع يركّز في دراساته على المشكلات الاجتماعية في المجتمع الواحد، كما يدرس الطبقات الاجتماعية في هذا المجتمع أو ذاك من المجتمعات الحديثة، ويندر أن يدرس المجتمعات البدائية أو المنقرضة. بينما تركّز الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) في دراساتها، على المجتمعات البدائية / الأولية، وأيضاً المجتمعات المتحضّرة / المعاصرة.
ولكنّ دراسة الأنثروبولوجيا للمجتمعات الإنسانية، تتركّز في الغالب على : التقاليد والعادات والنظم، والعلاقات بين الناس، والأنماط السلوكية المختلفة، التي يمارسها شعب ما أو أمّة معيّنة. (أبو هلال، 1974، ص 1) أي أنّ علم الأنثربولوجيا الاجتماعية يدرس الحياة الاجتماعية (المجتمع ككلّ )، وينظر إليها نظرة شاملة، ويدرس البيئة العامة، والعائلة ونظم القرابة والدين، بينما تكون دراسة علم الاجتماع متخصّصة إلى حدّ بعيد. حيث يقتصر على دراسة ظواهر محدّدة أو مشكلات معيّنة، أو مشكلات قائمة بذاتها، كمشكلات : الأسرة والطلاق والجريمة، والبطالة والإدمان والانتحار ...( لطفي، 1979، ص45)وإذا كان ثمّة تباين أو اختلاف بين العلمين، فهو لا يتعدّى فهم الظواهر الاجتماعية وتفسيراتها، وفق أهداف كلّ منهما. فبينما نجد أنّ الباحث في علم الاجتماع، يعتمد على افتراضات نظرية لدراسة وضع المتغيرات الاجتماعية، ويحاول التحقّق منها من خلال المعلومات التي يجمعها بواسطة استبيان أو استمارة خاصة لذلك، نجد – في المقابل – أنّ الباحث الأنثروبولوجي، يعتمد تشخيص الظاهرة استناداً إلى فهم الواقع كما هو، ومن خلال الملاحظة المباشرة ومشاركة الأفراد في حياتهم العادية
ثالثاً-علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الفلسفة[size=21]

تعود كلمة (فلسفة) إلى الأصل اليوناني المكوّن من مقطعين : (فيلو PHILO + سوفيا SOPHY) أي فيلوسوفيا PHILOSOPHY، وتعني : (حبّ الحكمة) أو محبّة الحكمة .

[size=21]ولكن على الرغم من أصلها الاشتقاقي، فقد اتّخذت عند أرسطو معنى أكثر دقّة وشمولاّ، حيث عرّفها بأنّها: " علم المعنى الأكثر شمولاً لكلمة علم ". ويشرح ذلك بقوله : " الفلسفة هي علم المبادىء والأسباب الأولى، غايتها البحث عن الحقيقة برمّتها، وبأكثر أساليب الفكر نظاماً وتماسكاً ". أي أنّها : علم الوجود بما هو موجود، أو الفكر في جوهر وجوده. ولا يمكن بلوغ هذه الغاية إلاّ بإحكام دقيق للفكر، أي بمنهج يستند إلى مبادىء العقل. (الجيوشي ،1987/1988، ص 3 )

وبالنظر إلى هذا المعنى الواسع، اختلف الفلاسفة في إعطاء معنى دقيق للفلسفة. فقد عرّفها الطبيعيون بأنّها : البحث عن طبائع الأشياء وحقائق الموجودات. وعرّفها بعض الفلاسفة الآخرين بأنّها : مجموعة المعلومات في عصر من العصور. (محمود، 1968، ص 225)

وإذا كانت الفلسفة (أم العلوم) كما كانت تسمّى، بالنظر لشمولية دراستها مجموعة من العلوم الرياضية والإنسانية والفيزيائية، فإنّ صلة الأنثروبولوجيا بها وثيقة جدّاً، ولا سيّما فيما يتعلّق بنظرة الإنسان إلى الكون والحياة، في زمان ما أو مكان محدّد. وذلك لأنّ الزمان والمكان مرتبطان بعلاقة جدلية، لا يمكن إدراك مكوّناتها إلاّ من خلال دراسة الفعل الإنساني، الذي يسعى إلى البقاء والاستمرار.

فدراسة أصل الإنسان ونشأته وحياته وسعيه إلى البقاء والخلود، وما ينجم عن ذلك من تطوّر وتغيّر مستمرّين، كلّها تقع في ميدان الدراسات الأنثروبولوجية، ولا سيّما تلك العلاقة الأزلية بين طبيعة الإنسان، وواقعه وما يطمح إليه من آمال وأهداف، تؤمّن سيرورة حياته .
رابعاً- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم النفس

يعرّف علم النفس بأنّه : العلم الذي يهتمّ بدراسة العقل البشري، والطبيعة البشرية، والسلوك الناتج عنهما. أي أنّه : مجموعة الحقائق التي يتمّ الحصول عليها من وجهة النظر النفسيّة. (فراير، 1968، ص 32) وهذا يعني : أنّه العلم الذي يدرس سلوك الإنسان بهدف فهمه وتفسيره. (عيسوي، 1989، ص 7)

ومن هذا المنطلق، يمكن القول : إنّ علم النفس ، هو العلم الذي يدرس الإنسان من جوانب شخصيّته المختلفة، بغية الوصول إلى حقائق حولها، قد تكون ذات صفة عامة ومطلقة، يمكن تعميمها .
ولذلك، تهتمّ الدراسات النفسيّة بالخصائص الجسميّة الموروثة، وتحديد علاقاتها بالعوامل السلوكية لدى الفرد، ولا سيّما تلك العلاقة بين الصفات الجسميّة العامة، وسمات الشخصيّة. مع الأخذ في الحسبان العوامل البيئيّة المحيطة بهذه الشخصيّة .

ويميل النفسيون إلى الاعتقاد بأهميّة هذه العوامل البيئيّة في هذه العلاقة، فالشخص القوي البنية، والذي يميل إلى السيطرة وتولّي المراكز القياديّة، لا بدّ وأنّه تعرّض إلى خبرات اجتماعية / نفسيّة، في أثناء طفولته ونموّه، أسهمت في إكسابه هذه السلوكات.


(الجسماني، 1994، 271 )

وإذا كانت الأنثروبولوجيا، توصف بأنّها العلم الذي يدرس الإنسان، من حيث تطوّره وسلوكاته وأنماط حياته، فإنّ علم النفس يشارك الأنثروبولوجيا في دراسة سلوك الإنسان. ولكنّ الخلاف بينهما، هو أنّ علم النفس يركّز على سلوك الإنسان / الفرد، أمّا الأنثروبولوجيا فتركّز على السلوك الإنساني بشكل عام. كما تدرس السلوك الجماعي النابع من تراث الجماعة.

(ناصر، 1985، ص 21)

وعلى الرغم من أنّ علم النفس يقصر دراسته على الفرد، بينما تركّز الأنثروبولوجيا اهتمامها على المجموعة من جهة، وعلى كلّ فرد بصفته عضواً في هذه المجموعة من جهة أخرى، فثمّة صلة وثيقة بين العلمين. حيث اكتشف علماء النفس أنّ الإنسان لا يعيش إلاّ في بيئة اجتماعية يؤثّر فيها ويتأثّر بها ..
وتنصبّ الدراسة في علم النفس الاجتماعي على المحاكاة والتقليد والميول الاجتماعية، كالمشاركة الوجدانية والتعاون والغيرية وغريزة التجمّع، إضافة إلى دراسة الاتّجاهات. فقد صدرت دراسات خاصة بالأنثروبولوجيا السيكولوجية، التي تعنى بالظواهر السيكولوجية لبني البشر حين يعيشون في طبقة أو جماعة، حيث أنّ الطبيعة الإنسانية من صميم علم النفس العام، كما أنّها عامل حتمي في تكوين النظم الاجتماعية / الإنسانية.

(رشوان، 1988، ص 86)
ولذلك نرى أنّ المهمّة التي تواجه الباحث الأنثروبولوجي، لا تختلف عن تلك المهمةّ التي تواجه عالم النفس. فكلاهما عليه أن يستخلص صفات الشيء الذي هو موضوع دراسته، من التعبير الخارجي في السلوك .. وإن كان عالم الأنثروبولوجيا يعوّقه اضطراره إلى إدخال خطوة إضافية في مستهلّ عمله. فبينما يستطيع عالم النفس أن يلاحظ سلوك موضوع بحثه بصورة مباشرة، ينبغي على عالم الأنثروبولوجيا أن يبني استنتاجاته على الأنماط المثالية للثقافة التي يتناولها بالبحث.

ولكنّ مهمّة عالم الأنثروبولوجيا في محاولاته لكشف خفايا الأمور، تشبه مهمّة عالم النفس في الجهود التي يبذلها في سبر غور العقل الباطن. وفي كلا الحالين، تتألّف النتائج التي يتوصّل إليها الباحثون من سلسلة تأويلات، أمّا الحقائق التي تستند إليها هذه التأويلات، فكثيراً ما تكون قابلة لأكثر من تفسير. (لينتون، 1964، ص 395 )

لذلك، تعدّ دراسة الأنثروبولوجيا دراسة للأنماط السلوكية الإنسانية، بينما تعدّ الدراسة النفسيّة دراسة للسلوك الخاص بالشخصيّة الفردية، وأن كانت تتأثّر بالعلوم الاجتماعية .

خامساً- علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الجيولوجيا والجغرافيا

تساعد الدراسات الجيولوجية التاريخية في تحديد الفترات الزمنية التي عاش فيها كلّ نموذج من أنواع الجنس البشري، نظراً لوجود البقايا العظمية للأسلاف، على شكل بقايا مستحاثة حفرية بين ثنايا القشرة الأرضية الرسوبية والمنضدّة بعضها فوق بعض، وفق خاصية النشوء والتقادم لكلّ منها، بحيث يكون أسفلها أقدمها وأعلاها أحدثها .

وهذا يمكّننا من معرفة الفترة الزمنية التي عاش فيها ذلك الإنسان الحفري، إلى جانب معرفة العالم الحيواني الآخر الذي كان يحيط به، من خلال التعرّف إلى البقايا العظمية المستحاثية للأنواع الحيوانية التي كانت تعاصره في بيئة جغرافية واحدة. كما أننّا نستطيع التعرّف إلى الظروف المناخية التي كانت سائدة عندما كان يعيش هذا الإنسان أو ذاك، في تلك الأزمنة السحيقة من تاريخنا البشري .(الجباوي، 1988، ص 12)

وكما تستفيد الأنثروبولوجيا من الدراسات الجيولوجية، تستفيد أيضاً من المعطيات العلمية / الجغرافية، وفي مقدّمتها النواحي الطبيعية، من تضاريس ومياه، إلى جانب الظروف المناخية التي تتفاوت من منطقة إلى أخرى، وذلك بحسب قربها – أو بعدها- من خط الاستواء، أو من شواطىء البحار والمحيطات، أو ارتفاعها وانخفاضها عن سطح البحر.

فهذه العوامل كلّها تؤثّر في حياة الإنسان بجوانبها المختلفة، العضوية والاجتماعية والثقافية. ولذلك، فإنّ الأحوال المعيشية والبنى الاجتماعية عند المجتمعات البشرية، ليست متشابهة بسبب تباين الظروف الجغرافية التي توجد فيها تلك المجتمعات. فسكان المناطق الجبلية المرتفعة يكونون في مأمن من الأخطار الخارجية، بينما يتعرّض سكان السهول دوماً إلى غزوات واجتياحات من الشعوب أو القوى الخارجية. وفي المقابل، يكون سكان المناطق الساحلية أكثر انفتاحاً في علاقاتهم مع العالم الخارجي، قياساً بأهل المناطق الداخلية حيث تكون العلاقات الأسرية شبه منغلقة على ذاتها، إلى جانب الالتزام بالعصبية القبلية. وهذا ينعكس في سلوكية السكان في هذه المنطقة أو تلك. (المرجع السابق، ص 14)
ولذلك، يميل علماء الأنثروبولوجيا إلى إهمال ما يسمّى بالقدرات الفطرية للشعوب الإنسانية، ويؤثرون كتابة تاريخ الحضارة في ضوء عوامل البيئة والحظ وتسلسل الأحداث المترابطة. فهناك من يجد أنّ للمناخ أثراً في ناتج الطاقة الإنسانية، وهناك من يعتقد بوجود علاقة بين الطقس والخمول الذي يتميّز به سكان المناطق الحارة، أو النشاط الاندفاعي الذي يميّز سكان المناطق الباردة والعاصفة.

وضمن هذه الرؤية، قام الدكتور (وليم بيترسن) W. Petersen في أواسط الستينات من القرن العشرين، بإجراء تحليل دقيق للارتباط الوثيق بين الطقس والوظائف الفيسيولوجية، وبنى دراسته على التقدّم الذي أحرزه المرضى الذين كان يشرف على علاجهم. وتبيّن من نتائج أبحاثه، أنّ تقلّبات حالة المرضى تتبع نمطاً مشابهاً لتراوحات الضغط البارومتري، وبدا وكأنّ الظاهرة الأولى تتأثّر بالثانية. (لينتون، 1968، ص61 )

وإذا كان من الصحيح أنّ وظائف الإنسان الفسيولوجية قابلة للتكيّف مع أنواع البيئات المختلفة، فإنّه من السهل – في المقابل – أن نتصوّر أن بعض جوانب البيئة، تكون أكثر أهميّة وتأثيراً من بعضها الآخر، في مراحل معيّنة من تاريخ التطوّر الإنساني، الحضاري والاجتماعي والثقافي ... وهذا كلّه يدخل في جوهر الدراسات الأنثروبولوجية وأهدافها .[size=21]

وهكذا، تُشكّل الأنثروبولوجيا مع العلوم الأخرى، ولا سيّما العلوم الإنسانية، منظومة من المعارف والموضوعات التي تدور حول كائن موضوع الدراسة، وهو الإنسان. ويأتي هذا التشابك (التكامل) بين هذه العلوم بالنظر إلى تلك الأطر المعرفية والمناهج التحليلية، التي تنظّم العلاقة المتبادلة والمتكاملة بين المجالات المعرفية المختلفة التي تسعى إليها هذه العلوم .



***
مصادر الفصل ومراجعه
[/size]
- أبو هلال، أحمد (1974) مقدّمة في الأنثروبولوجيا التربوية، المطابع التعاونية، عمّان .

- الجسماني، عبد العال (1992) علم النفس وتطبيقاته الاجتماعية، الدار العربية للعلوم، بيروت .


- الجيوشي، فاطمة (1987/1988) فلسفة التربية، جامعة دمشق، كلية التربية.

- الجيوشي، فاطمة والشمّاس عيسى (2002/2003) التربية العامة (1)، جامعة دمشق – كليّة التربية.

- الحصري، ساطع (1985) أحاديث في التربية والاجتماع، دار العلم للملايين، بيروت.

- رشوان، حسين عبد الحميد أحمد (1988) الأنثروبولوجيا في المجال النظري، ط1، الاسكندرية .

- عيسى، محمد طلعت (1986) مدخل إلى علم الاجتماع، دار المعارف، بيروت


- عيسوي، عبد الرحمن (1989) علم النفس في المجال التربوي، دار العلوم العربية، بيروت .

- فراير، هنري، ساركس (1968) علم النفس العام، ترجمة : ابراهيم منصور، بغداد .

- لطفي، عبد الحميد (1979) الأنثروبولوجيا الاجتماعية، دار المعارف، القاهرة.

- لينتون، رالف (1964) دراسة الإنسان، ترجمة : عبد الملك الناشف، المكتبة العصرية، بيروت .


- لينتون، رالف (1967) الأنثروبولوجيا وأزمة العالم الحديث، ترجمة : عبد الملك الناشف، المكتبة العصرية، بيروت.

- محمود، عبد الحليم (1968) التفكير الفلسفي في الإسلام، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.

- ناصر، ابراهيم (1985) الأنثروبولوجيا الثقافية (علم الإنسان الثقافي) عمّان.

إن الإنثربولوجيا تهتم بالكشف عن بنيات المجتمعات الإنسانية، من خلال دراسة أوجه الشبه بينها و تحديد العلاقات التيبين أفرادها. و هي بذلك تعتمد على علوم أخرى: مثل الأركيولوجيا، الإثنوغرافيا، علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا. و لم تستطع الاثنولوجيا الاستقلال عن العلوم الإنسانية الأخرى إلا في عام 1930. و يعتبر هيرودوت - القرن الخامس قبل الميلاد - من الأوائل الذين أرخوا لهذا العلم، من خلال الملاحظات حول الشعوب التي كان يزورها أثناء رحلاته. و كان قد صنف تلك الشعوب، وفق رؤيته الخاصة لثقافتهم؛ إلى برابرة بالمفهوم الإريقي، إزاء الشعوب الأكثر تحضرا مثل الميديين و المصريين. أما في العصور الوسطى فلم تكن الضرورة ستمح للعلماء بالبحث خارج إطار المسيحية، كعقيدة و كثقافة. إلا في حدود ضيقة بالنسبة للشعوب المجاورة مثل العرب. إلا أنه فيما بعد، عملت أغلب و أشهر الأبحاث على الكشف عن مجتمعات جديدة مثل المجتمع الهندو-أمريكي. إلا أن أغلب أولئك العلماء رفضوا أن ينعتوا تلك الشعوب الجديدة بأوصاف بشرية و اعتبروها كائنات غير إنسانية. و اعتبروا تلك الأراضي جزءا من فردوسهم الذي كان مفقودا. في القرن 17، توجه الباحثون إلى محاولة تصنيف المجتمعات ، ما دام العلماء قد حددوا من قبل، من هم اليهود كمجتمع و من هم الإغريق و المصريون... و ظل السؤال المطروح لديهم هو:
إلى أي وجهة يمكن تصنيف تلك الشعوب التي يعتبرها أغلبهم متوحشة؟



[size=21]منهم من التجأ إلى عامل المناخ و البيئة؛ و اعتبر أن المجتمعات تختلف باختلاف بيئاتها ، و هذا ما جاء به الأب ساغار. و اعتبر غير الأوربيين عاجزين عن الابتكار. إلا أن هذا الرأي ما فتئ أن تجووز بمجيء عصر الأنوار، حيث تمت نشأة الأنتروبولوجيا، و هي الهدف المشترك للفلاسفة و العلماء و الباحثين الرحل و الطبيعيين. فقد انطلق هؤلاء من فكرة أن المجتمعات تتأثر - بدرجة أولى - بمحيطها. فكان أن انتقد مونتسكييو نظرية المناخ التي قال بها الأب ساغار. أما فولتير فكان أول من اعتمد الوثائق الاثنوغرافية بطريقة موضوعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://http:/اhouda.houdi@gmail.com
 

الأنتربولوجيا ماهي؟ قصتها؟ نشأتها؟ علاقتها بالعلوم الأخرى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تعريف اللغة - نشأتها
» مفهوم البيئة و علاقتها بالانسان
» الجامعة - الجامعات ومؤسسات التعليم الأخرى
»  ماهي جنسية النمل؟؟؟؟
» ماهي البصمه الوراثيه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA :: المنتـدى التعليـمـي :: قسم التعليم العالي والبحث العلمي ،، :: قـسـم تـخـصـصـات الحـقـوق والـعـلـوم السـيـاسـيّـة-