--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
زهير بن أبي سلمى، أحد الشعراء الثلاثة المتقدمين على الشعراء، وهم: امرؤ القيس، والنابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمى.
قال عمر بن الخطاب لابن عباس -رضي الله عنهم- هل تروي لشاعر الشعراء؟ قال: ومن هو؟، قال الذي يقول:
ولو أن حمدا يخلد النـــــاس خلدواولكن حمد الناس ليس بمخـــلد
قال ابن عباس ذاك زهير، قال: فذاك شاعر الشعراء.
وروي أن زهير كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة ثم يعرضها على خواصه، ثم يذيعها، وكان حكيما في شعره، وحسبك في ذلك هذه الأبيات الشعرية من معلقته التي مطلعها:
أمن أم أوفـــــى دمنـــــة لم تكلـــــــم*بحومـــــانـــــــة الدراج فالمتثلــــم
أما أبيات الحكمة، فالشاعر يقول:
سئمت تكاليف الحياة ومــــــن يعش*** ثمانيــــــــــن حولا لا أب لك يسئم
وأعلم مـــا في اليوم والأمس قبلــــه*** ولكنني عن علم مــــــا في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصبتمته ومن تخطـــئ يعمــــر فيهرم
ومن لم يصـــــــانع في أمور كثيـــرة ****يضرس بأنيـــــــاب ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه****يفــــره ومن يتــــق الشتم يشتــم
ومن يك ذا فضـــــل فيبــخل بفضلـــــه****علـــى قومه يستغن عنه ويذمــم
ومن يـــــوف لا يذمم ومن يــهد *****إلـــــــى مطمئن البـــــر لا يتجمجم
ومن هاب أسباب المنـــــــايا ينلنــــه****وإن يرق أسبــــــــاب السماء بسلم
ومن يجعل المعـــروف في غير أهله***يكن حمـــــده ذمــــا عليه وينـــــدم
ومن يعص أطـــراف الزجـــــاج فإنه****يطيع العوالــــي ركبت كل لــــهذم
ومن لم يذد عن حوضـــه بســــلاحه****يهدم ومن لايظلـــــم الناس يظلــم
ومن يغترب يحسب عـــدوا صديقـه****ومن لا يكرم نفســــــــه لا يكـــــرم
ومهما تكن عند امـــــرئ من خليقة****وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وكائن ترى من صــــامت لك معجب***زيادته أو نقصـــــه فـــــي التكــــلم
لسان الفتــــى نصف ونصف فؤاده**** لم يبق منه إلا صورة اللحم والدم
وإن سفاـــــــه الشيــــخ لا حلم بعدهو****إن الفتى بعد السفـــــــاهة يحـــلم
سألنـــــا فأعطيــــتم وعدنا فعدتــــم *****ومن أكثر التســــآل يومــــا سيحرم
من كتاب المعلقات وأخبار شعرائها
لكم ألف تحية وتحية