هده رسالة إلى كل من غفل عن رحمة الله الواسعة ومغفرته التي تشمل المسلم والكافر إلى كل من وسوس له الشيطان وقال له لن يسامحك الله لان ذنوبك كثيرة ولا تغتفر
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا وللمسلمين وأن يعفو عنا وعن الجميع ، أللهم يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين اغفر لنا ذنوبنا وتجاوز عن زلاتنا واستر عيوبنا
يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك .
من أسماء الله الحسنى الغفور .الرحيم .
فقدقال الله تعالى في كتابه الكريم (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر : 53]
من استغفر الله وتاب ، ورجع إليه وأناب ، فإن الله يغفر له الذنوب والخطايا والزلات .
فكم من شخص كان غارقا في المعاصي، لكنه رجع إلى الله الهادي ، فعفا عنه ووفقه في الدنيا والآخرة .
فبرجوعنا إلى الله قد أَصَبنا , وإلى الخير قد وِفقنا , وإلى سبيل الهدى رَشدنا , فمهما عظمت الذنوب , فالله غفار الخطايا ساتر العيوب .
الكثير منا من سمع بقاتل مائة نفس . كيف أن الله قبل توبته لما رجع وتاب إليه .
عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال : لا . فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة" رواه مسلم في صحيحه
فهذا الرجل قتل مائة نفس ، لكن لما تاب إلى الله قبل الله توبته ،
فلا تيأس أخي الكريم
واعلم أن الله سبحانه وتعالى الغني الكريم يفرح بتوبة عبده فرحا عظيما ،
ولو أردنا أن نعرف مقدار فرح الله بتوبة العبد فل نتأمل معا هذا الحديث :
عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَوِّيةٍ مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته، عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحــاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته". البخاري كتاب الدعوات باب التوبة. ومسلم كتاب التوبة .باب في الحض على التوبة والفرح بها.
ومن أسماء الله الحسنى أيضا الحليم
قال تعالى: ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) البقرة / 263 .
قال ابن القيم في "نونيته" (3278):
( وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصيان )
وقال السعدي في "تفسيره" (19) : ( الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة , مع معاصيهم وكثرة زلاتهم , فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ، ويستعتبهم كي يتوبوا , ويمهلهم كي ينيبوا )