تعرف أسواق مدينة تقرت، فوضى كبيرة بلغت أقصاها لدرجة الإهمال واللامبالاة بصحة المستهلك في المدينة، في ظل غياب لجان المراقبة ومكافحة الغش التي يبدو أنها خارج مجال ما يحدث بأسواق عاصمة وادي ريغ أياما قليلة قبل حلول الشهر الفضيل.
يتوافد مئات المواطنين على هذه المواقع إن لم نقل آلاف المواطنين من كل ربوع المنطقة، وبمجرد وصولك لأي سوق منها خاصة الشعبية، تثير انتباهك صور السلع المعروضة في كل مكان دون التقيد بمعايير العرض، فلا شيء يضمن للمستهلك بهذه النقاط السوداء أن ما يبتاعه صالح للاستهلاك، خاصة وان جل المنتوجات تعرض في ظروف أقرب للشك في صلاحيتها.
الشروق وفي جولة استطلاعية للأسواق الشعبية بعاصمة وادي ريغ، رصدت العديد من الصور المؤسفة حيث كان باعة اللحوم الحمراء منها والبيضاء يتوزعون في كل مكان يعرضون سلعهم على طاولات غطتها الأوساخ من الدماء والأتربة لدرجة تجهل شكلها، ناهيك عن اللحوم والشحوم المكدسة في الصناديق الملقاة على الأرض على مرمى من الغبار، وكل ما يمكنه أن يتطاير بين الأرجل التي يكتظ بها السوق، ورغم أن هذه اللحوم مجهولة المصدر والنوع إلا أن المواطن يقبل عليها نظرا لأسعارها المعقولة، وهو ما يجعله يتغاضى على شروط سلامة السلعة التي يشتريها كما جاء على لسان أحد المواطنين مغامرا بصحته.
اللحوم ليست وحدها بطبيعة الحال التي تباع في هذه الأمكنة وليست وحدها كذلك التي تباع في ظروف غير صحية، فالأمر يتجاوز إلى المشروبات الغازية والحليب ومشتقاته ناهيك عن الفاكهة، كلها سلع تتعرض يوميا لساعات طويلة من أشعة الشمس الحارقة والأتربة التي تعرفها المنطقة في أسواق هي نفسها تفتقر لأبسط وسائل السلامة وشروط العمل التي تتوفر في مثل هذه المرافق العمومية، ولكم أن تتصوروا حجم الأضرار التي تلحق بمثل هذه المنتوجات سريعة التلف أصلا.
أسواق يقول روادها أنها أصبحت وجهة لبارونات الفساد ممن يسوقون سلعا منتهية الصلاحية، متجاهلين صحة المواطن الذي يبقى ضحية الطرفين الأول تجار الربح السريع والثاني لجان الرقابة، التي يبدو أنها بعيدة عن ما يحدث في أسواق المنطقة من تجاوزات صارخة أو كيف يعقل أن يحدث هذا دون أي رادع يقف أمام هذه الممارسات غير الشرعية؟ سؤال يبحث عن إجابته المواطن بالمدينة منذ وقت طويل، في حين يطالب الجهات المعنية بمكافحة هذه الظاهرة للتحرك سريعا سيما ونحن في فصل الصيف الذي يشهد في كل عام حالات تسمم تسجل فيها ضحايا أغلبهم من الأطفال وكبار السن، يبقى السبب المباشر هو هذه السلع مجهولة الصلاحية ومعدومة شروط الصحة، فهل يجد أهالي تقرت آذانا صاغية لحمايتهم من تهديد الموت بالسموم التي تباع في أسواقهم؟؟