في البداية ..
لأودّ الخوض في مفهوم الحسد أو الركون الى متاهتهِ وشعابه
ولا التحدث عن مصطلحهِ اللغوي ..
فموضوعي بمنأى عن ذلك كله . وأرى أنه لا مجال هنا لعرض
مساوئ الحسد فكلنا نعرفه ونعرف موقف شرعنا الحنيف منه
لكن !
هنالك مسألةٌ تورقني بعض الأحايين وهي
هل الحسد طبع في الإنسان أم تطبع ؟؟؟
وتعريف الطبع والتطبع برأيي
الطبع : هي الصفة المتأصلة في سلوك الإنسان وهي
تبرز تلقائيا في أغلب ظروفها
التطبع : هي صفة أراد صاحبها أن يجسدها ويلحقها
في جملة سلوكياته وتعاملاته
وبحكم تجربتي في الحياة
فإني أرى الحسد يعيش في كل البيئات وينمو
وتتفرع منه أشواكاً ضارية أفتكها الغل والحقد والضغينة
الحسد في عمق التاريخ البشري
لقد كان الأخوان قابيل وهابيل من ولد آدم عليه السلام
وكانا كالنخل الذي يُسقى بماءً واحد وذلك قبل أن يتعكر
صفائه من ناحية قابيل الذي ملأى قلبهُ الحقد والحسد على
هابيل ومن ثم طاوعته نفسه قتل أخيهِ ظلما وعدوانا
وكذلك
حدث الأمر مشابه ٌ في قصة يوسف عليه السلام مع إخوته
الذين قذفوا به في غيابة الجب حيث لازاد معه ولاأنيس
غير الله ..
والأمثال لا تعد ولا تحصى في هذا السياق
وفي أحد الآيات القرآنية
لما ذكر الله دخول المؤمنون الى جنة الخلد قال سبحانه
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
والغل دائما يأتي وليداً من الحسد