•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA

منتدى عربي جزائري تعليمي ثقافي خدماتي منوع ،،
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

إستمع للقرآن الكريم
TvQuran
المواضيع الأخيرة
»  ***عودة بعد طول غياب***
قدرة الخالق Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 25, 2020 10:29 pm من طرف نورالوئام

» لأول مرة اعتماد اكاديمي بريطاني و توثيق حكومي لشهادة حضور مؤتمر تكنولوجيا الموارد البشرية
قدرة الخالق Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2018 4:04 pm من طرف ميرفت شاهين

»  منتدي الجامعات العربية البريطانية
قدرة الخالق Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 07, 2018 6:06 pm من طرف ميرفت شاهين

» الشاعر المسعود نجوي بلدية العالية ولاية ورقلة.
قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2018 10:42 pm من طرف تيجاني سليمان موهوبي

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 2:15 pm من طرف ميرفت شاهين

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 10:50 am من طرف ميرفت شاهين

»  الملتقى العربي الرابع تخطيط مالية الحكومات ...النظم المستجدة والمعاصرة - شرم الشيخ
قدرة الخالق Icon_minitimeالخميس يناير 18, 2018 2:32 pm من طرف ميرفت شاهين

» شرم الشيخ تستضيف المؤتمر العربي السادس تكنولوجيا الاداء الاكاديمي مارس 2018
قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت يناير 13, 2018 4:29 pm من طرف ميرفت شاهين

» وحدة الشهادات المتخصصه: شهادة الإدارة التنفيذية (( الشارقة - القاهرة )) 4 الى 13 فبراير 2018م
قدرة الخالق Icon_minitimeالخميس يناير 04, 2018 7:28 pm من طرف hamzan95

»  شهادة مدير تسويق معتمد Certified Marketing Manager باعتماد جامعة ميزوري الأمريكية
قدرة الخالق Icon_minitimeالأحد نوفمبر 26, 2017 1:42 pm من طرف ميرفت شاهين

» المؤتمر العربي الثامن تكنولوجيا الموارد البشرية
قدرة الخالق Icon_minitimeالخميس سبتمبر 28, 2017 2:56 pm من طرف ميرفت شاهين

» التفاصيل الكاملة لدرجة الماجستير الاكاديمي فى ادارة الاعمال MBA من جامعة نورثهامبتونUniversity of Northampton البريطانية والتي تاسست عام 1924
قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت يوليو 22, 2017 5:15 pm من طرف ميرفت شاهين

» نتائج شهادة التعليم المتوسط 2017
قدرة الخالق Icon_minitimeالإثنين يونيو 26, 2017 10:56 pm من طرف يـاسيـن

» هاجر ، عزوز ، حمود ، بدر الدين ؟؟ ووووو
قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 4:48 pm من طرف Belkhir cherak

» اربح أكثر من 200 دولار من خلال رفع الملفات
قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 12:36 am من طرف alfabeta1

جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
اليوم والتاريخ
ترتيب المنتدى في أليكسا
فايسبوك
عداد الزوار
free counters
أدسنس
CPMFUN 1
xaddad
propeller

شاطر
 

 قدرة الخالق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fatima.fatima01
عضو نشيط
عضو نشيط


عدد الرسائل : 238
العمر : 28
المدينة التي تقطن بها : ادرار
الوظيفة : طالبة
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 28/06/2012

قدرة الخالق Empty
مُساهمةموضوع: قدرة الخالق   قدرة الخالق Icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2012 2:28 pm



إن الخير على ما حده واستحسنه من آراء المتقدمين: هو المقصود من الكل، وهو الغاية الأخيرة، وقد يسمى الشيء النافع في هذه الغاية خيراً.
فما السعادة فهي الخير، بالإضافة إلى صاحبها، وهي كمال له.
فالسعادة إذاً خير ما، وقد تكون سعادة الإنسان غير سعادة الفَرَس، وسعادة كل شيء في تمامه وكماله الذي يخصه.
فأما الخير الذي يقصده الكل بالشوق فهو طبيعة تقصد، ولها ذات، وهو الخير العام للناس، من حيث هم ناس، فهم بأجمعهم مشتركون فيها.
فأما السعادة فهي خير ما لواحد واحد من الناس، فهي إذاً بالإضافة ليست لها ذات معينة، وهي تختلف بإضافة إلى قاصديها.
فلذلك يكون الخير المطلق غير مختلف فيه.
وقد يظن بالسعادة أنها تكون لغير الناطقين، فإن كان ذلك فإنما هي استعدادات فيها لقبول تماماتها وكمالاتها من غير قصد، ولا روية، ولا إرادة، وتلك الاستعدادات هي الشوق، أو ما يجري مجرى الشوق من الناطقين بالإرادة.
فأما ما يتأتى للحيوانات في مآكلها، ومشاربها، وراحاتها فينبغي أن يسمى بختاً، أو اتفاقاً، ولا يؤهل لاسم السعادة، كما يسمى في الإنسان أيضاً.
وإنما استحسن الحد الذي ذكرنا للخير المطلق لأن العقل لا يطلق السعي والحركة إلا إلى نهاية، وهذا أول في العقل.
ومثال ذلك: أن الصناعات، والهمم، والتدابير الإختيارية كلها يقصد بها خير ما.
وما لم يقصد به خير ما فهو عبث، والعقل يحظره، ويمنع منه، وبالواجب صار الخير المطلق هو المقصود إليه من كل الناس.
ولكن بقى أن يعلم ما هو؟ وما الغاية الأخيرة منه التي هي غاية الخيرات، التي ترتقي الخيرات كلها إليها حتى نجعله غرضنا، ونتوجه إليه، ولا نلتفت إلى غيره، ولا تنتشر أفكارنا في الخيرات الكثيرة التي تؤدي إليه، إما تأدية بعيدة، وإما تأدية قريبة، ولا نغلط أيضاً فيما ليس بخير فنظنه خيراً، ثم نفني أعمارنا في طلبه، والتعب به.
ـ أقسام الخير:
الخير على ما قسّمه أرسطوطاليس وحكاه عنه قرقوريوس وغيره، قال: الخيرات منها ما هي شريفة، ومنها ما هي ممدوحة، ومنها ما هي بالقوة كذلك، وما هي نافعة فيها.
فالشريفة منها هي التي شرفها من ذاتها، وتجعل مَن اقتناها شريفاً، وهي الحكمة والعقل.
والممدوحة منها مثل الفضائل، والأفعال الجميلة الإرادية، والتي هي بالقوة مثل التهيؤ، والإستعداد لنيل الأشياء التي تقدمت.
والنافعة هي جميع الأشياء التي تطلب لا لذاتها، بل ليتوصل بها إلى الخيرات.
وعلى جهة أخرى: الخيرات منها ما هي غايات، ومنها ما ليست بغايات، والغايات منها ما هي تامة، ومنها ما هي غير تامة، فالتي هي تامة كالسعادة.
وذلك أنّا إذا وصلنا إليها لم نحتج أن نستزيد إليها بشيء آخر.
والتي هي غير تامة فكالصحة، واليسار، من قبيل أنّا إذا وصلنا إليها احتجنا أن نستزيد فنقتني أشياء أخر.
وأما التي ليست بغاية البتة فكالعلاج، والتعلم، والرياضة.
وعلى جهة أخرى: الخيرات منها ما هو مؤثر لأجل ذاته، ومنها ما هو مؤثر لأجل غيره، ومنها ما هو مؤثر للأمرين جميعاً، ومنها ما هو خارج عنهما.
وعلى جهة أخرى: الخيرات منها ما هو خير على الإطلاق، ومنها ما هو خير عند الضرورة، والإتفاقات التي تتفق لبعض الناس، وفي وقت دون وقت.
وأيضاً منها ما هو خير لجميع الناس، ومن جميع الوجوه، وفي جميع الأوقات.
ومنها ما ليس بخير لجميع الناس، ولا من جميع الوجوه.
وعلى جهة أخرى: الخيرات منها ما هو في الجوهر، ومنها ما هو في الكمية.
ومنها ما هو في الكيفية، وفي سائر المقولات كالقوى، والملكات.
ومنها كالأحوال، ومنها كالأفعال، ومنها كالغايات، ومنها كالمواد، ومنها كالآلات.
ووجود الخيرات في المقولات كلها يكون على هذا المثال.
أما في الجوهر، أعني ما ليس بعرض، فالله تبارك وتعالى هو الخير الأول.
فإن جميع الأشياء تتحرك نحوه بالشوق إليه، ولأن مآل الخيرات الإلهية من البقاء والسرمدية والتمام منه.
وأما في الكمية: فالعدد المعتدل، والمقدار المعتدل، وأما في الكيفية: فكاللذات.
وأما في الإضافة فكالصداقات والرياسات.
وأما في الأين والمتى فكالمكان المعتدل، والزمان الأنيق البهيج.
وأما في الموضع فكالقعود، والإضطجاع، والإتكاء الموافق.
وأما في الملك فكالأموال، والمنافع.
وأما في الإنفعال فكالسماع الطيب، وسائر المحسوسات المؤثرة.
وأما في الفعل فكنفاذ الأمر، ورواج الفعل.
وعلى جهة أخرى: الخيرات منها معقولات، ومنها محسوسات.
ـ السعادة:
وأما السعادة، فقد قلنا: إنها خير ما، وهي تمام الخيرات وغاياتها، والتمام: هو الذي إذا بلغنا إليه لم نحتاج معه إلى شيء آخر.
فلذلك نقول: إن السعادة هي أفضل الخيرات، ولكنا نحتاج في هذا التمام الذي هو الغاية القصوى إلى سعادات أخرى، وهي التي في البدن، والتي خارج البدن.
وأرسطوطاليس يقول: إنه يعسر على الإنسان أن يفعل الأفعال الشريفة بلا مادة، مثل اتساع اليد، وكثرة الأصدقاء، وجودة البخت.
قال: ولهذا ما احتاجت الحكمة إلى صناعة الملك في إظهار شرفها.
قال: ولهذا قلنا: إن كان شيء عطية من الله تعالى، وموهبة للناس فهو السعادة، لأنها عطية منه عزّ اسمه، وموهبة في أشرف منازل الخيرات، وفي أعلى مراتبها، وهو خاصة بالإنسان التام، ولذلك لا يشاركه فيها مَن ليس بتام، كالصبيان ومَن يجري مجراهم.
وأما أقسام السعادة على مذهب هذا الحكيم فهي خمسة أقسام:
أحدها: في صحة البدن، ولطف الحواس، ويكون ذلك من اعتدال المزاج، أعني أن يكون جيد السمع، والبصر، والشم، والذوق واللمس.
والثاني: في الثروة والأعوان وأشباههما، حتى يتسع لأن يضع المال في موضعه، ويعمل به سائر الخيرات، ويواسي منه أهل الخيرات خاصة، والمستحقين عامة، ويعمل به كل ما يزيد في فضائله، ويستحق الثناء والمدح عليه.
والثالث: أن تحسن أحدوثته في الناس، وينشر ذكره بين أهل الفضل، فيكون ممدوحاً بينهم، ويكثرون الثناء عليه، لما يتصرف فيه من الإحسان والمعروف.
والرابع: أن يكون منجحاً في الأمور، وذلك إذا استتم كل ما روي فيه، وعزم عليه، حتى يصير إلى ما يأمله منه.
والخامس: أن يكون جيد الرأي، صحيح الفكر، سليم الإعتقادات في دينه وغير دينه، بريئاً من الخطأ والزلل، جيد المشورة في الآراء.
فمن اجتمعت له هذه الأقسام كلها فهو السعيد الكامل، على مذهب هذا الرجل الفاضل.
ومَن حصل لها بعضها: كان حظه من السعادة بحسب ذلك.
وأما الحكماء قبل هذا الرجل: مثل فيثاغورس وبقراط وأفلاطون، وأشباههم، فإنهم أجمعوا على أن الفضائل والسعادة كلها في النفس وحدها.
ولذلك لما قسموا السعادة جعلوها كلها في قوى النفس، وهي: الحكمة، والشجاعة، والعفة، والعدالة.
وأجمعوا على أن هذه الفضائل هي كافية في السعادة، ولا يحتاج معها إلى غيرها من فضائل البدن، ولا ما هو خارج البدن.
فإن الإنسان إذا حصَّل تلك الفضائل لم يضره في سعادته أن يكون سقيماً، ناقص الأعضاء، مبتلى بجميع أمراض البدن.
اللهم إلا أن يلحق النفس منها مضرة في خاص أفعالها، مثل فساد العقل، ورداءة الذهن، وما أشبههما.
وأما الفقر والخمول وسقوط الحال، وسائر الأشياء الخارجة عنها، فليست عندهم بقادحة في السعادة البتة.
وأما الرواقيون وجماعة من الطبيعيين: فإنهم جعلوا البدن جزءاً من الإنسان، ولم يجعلوه آلة.
فلذلك اضطروا إلى أن يجعلوا السعادة التي في النفس غير كاملة إذا لم يقترن بها سعادة البدن، وما هو خارج البدن أيضاً.
أعني الأشياء التي تكون بالبخت والجد.
والمحققون من الفلاسفة يحقرون أمر البخت، وكل ما يكون به ومعه، ولا يؤهلون تلك الأشياء لاسم السعادة، لأن السعادة شيء ثابت، غير زائل، ولا متغير، وهي أشرف الأمور، وأكرمها وأرفعها، فلا يجعلون لأحسن الأشياء، وهو الذي، يتغير، ولا يثبت، ولا يتحصل بروية ولا فكر، ولا يتأتى بعقل وفضيلة فيها نصيباً.
ولهذا النظر اختلف القدماء في السعادة العظمى، فظن قوم أنها لا تحصل للإنسان إلا بعد مفارقة البدن، والطبيعيات كلها، وهؤلاء هم القوم الذين حكينا عنهم: أن السعادة العظمى هي في النفس وحدها، وسموا ذلك الإنسان هو الجوهر وحده دون البدن، ولذلك حكموا أنها ما دامت في البدن، ومتصلة بالطبيعة وكدرها، ونجاسات البدن وضروراته، وحاجات الإنسان به، وافتقاراته إلى الأشياء الكثيرة فليست سعيدة على الإطلاق.
وأيضاً لما رأوها لا تكمل لوجود الأشياء العقلية، لأنها لا تستتر عنها بظلمة الهيولى.
أعني قصورها ونقصانها، ظنوا أنها إذا فارقت هذه الكدورة فارقت الجهالات، وصفت، وخلصت، وقبلت الإضاءة، والنور الإلهي! أعني العقل التام.
ويجب على رأي هؤلاء أن الإنسان لا يسعد السعادة التامة إلا في الآخرة بعد موته.
وأما الفرقة الأخرى فإنها قالت: إنه من القبيح الشنيع أن يظن أن الإنسان ما دام حياً يعمل الأعمال الصالحة، ويعتقد الآراء الصحيحة، ويسعى في تحصيل الفضائل كلها، لنفسه أولاً، ثم لأبناء جنسه ثانياً، ويخلف رب العزة، تقدس ذكره، في خلقه بهذه الأفعال المرضية، فهو شقي ناقص، حتى إذا مات، وعدم هذه الأشياء صار سعيداً، تام السعادة.
وأرسطوطاليس يتحقق بهذا الرأي، وذلك أنه تكلم في السعادة الإنسانية.
والإنسان: هو المركب عنده من بدن ونفس، ولذلك حد بالإنسان بالناطق المائت، وبالناطق الماشي برجلين، وما أشبه ذلك، وهذه الفرقة، وهي التي رئيسها أرسطوطاليس، رأت أن السعادة الإنسانية تحصل للإنسان في الدنيا، إذا سعى لها، وتعب بها، حتى يصير إلى أقصاها.
ولما رأى الحكيم ذلك، وأن الناس مختلفون في هذه السعادة الإنسانية، وأنها قد أشكلت عليهم إشكالاً شديداً احتاج أن يتعب في الإبانة عنها، وإطالة الكلام فيها.
وذلك أن الفقير يرى أن السعادة العظمى في الثروة واليسار.
والمريض يرى أنها في الصحة والسلامة.
والذليل يرى أنها في الجاه والسلطان.
والخليع يرى أنها في التمكن من الشهوات كلها، على اختلافها.
والعاشق يرى أنها في الظفر بالمعشوق.
والفاضل يرى أنها في إفاضة المعروف على المستحقين.
والفيلسوف يرى أن هذه كلها إذا كانت مرتبة بحسب تقسيط العقل، أعني عند الحاجة، وفي الوقت الذي يجب، وكما يجب، وعند مَن يجب، فهي سعادات كلها، وما كان منها يراد لشيء آخر، فذلك الشيء أحق باسم السعادة.
ولما كانت كل واحدة من هاتين الفرقتين نظرت نظراً ما، وجب أن نقول في ذلك ما نراه صواباً، وجامعاً للرأيين، فنقول:
ـ رأي مسكويه في السعادة:
إن الإنسان ذو فضيلة روحانية، يناسب بها الأرواح الطيبة، التي تسمى ملائكة.
وذو فضيلة جسمانية، يناسب بها الأنعام، لأنه مركب منهما.
فهو بالخير الجسماني الذي يناسب به الأنعام، مقيم في هذا العالم السفلي، مدة قصيرة ليعمره، وينظمه ويرتبه.
حتى إذا ظفر بهذه المرتبة على الكمال انتقل إلى العالم العلوي، وأقام فيه دائماً سرمدياً، في صحبة الملائكة، والأرواح الطيبة.
إنا لسنا نعني بالعلوي المكان الأعلى في الحس.
ولا بالعالم السفلي المكان الأسفل في الحس.
بل كل محسوس فهو أسفل، وإن كان محسوساً في المكان الأعلى.
وكل معقول فهو أعلى، وإن كان معقولاً في المكان الأسفل.
وينبغي أن يعلم أنه لا يحتاج في صحة الأرواح الطيبة، والمستغنية عن الأبدان إلى شيء من السعادات البدنية التي ذكرناها سوى سعادة النفس فقط، أعني المعقولات الأبدية، التي هي الحكمة فقط.
فإذا ما دام الإنسان إنساناً فلا تتم له السعادة إلا بتحصيل الحالين جميعاً، وليس يحصلان على التمام إلا بالأشياء النافعة في الوصول إلى الحكمة الأبدية.
فالسعيد إذاً من الناس يكون في إحدى مرتبتين:
إما في مرتبة الأشياء الجسمانية: متعلقاً بأحوالها السفلى، سعيداً بها، وهو مع ذلك يطالع الأمور الشريفة باحثاً عنها، مشتاقاً إليها، متحركاً نحوها، مغتبطاً بها.
وإما أن يكون في رتبة الأشياء الروحانية، متعلقاً بأحوالها العليا، سعيداً بها، وهو مع ذلك يطالع الأمور البدنية، معتبراً بها، ناظراً في علامات القدرة الإلهية ودلائل الحكمة البالغة، مقتدياً بها، ناظماً لها، مفيضاً للخيرات عليها، سابقاً لها نحو الأفضل فالأفضل، بحسب قبولها، وعلى نحو استطاعتها.
وأي امرئ لم يحصل في إحدى هاتين المنزلتين فهو في رتبة الأنعام، بل هو أضل!.
وإنما صار أضل لأن تلك غير معرضة لهذه الخيرات، ولا أعطيت استطاعة تتحرك بها نحو هذه المراتب العالية.
والإنسان معرض لها، مندوب إليها، مزاح العلة فيها، وهو مع ذلك غير محصل لها، ولا ساع نحوها.
وهو مع ذلك مؤثر لضدها، يستعمل قواه الشريفة في الأمور الدنيئة، وتلك محصلة لكمالاتها التي نخصها، فإذاً الأنعام إذا منعت الخيرات الإنسية حرمت جوار الأرواح الطيبة، ودخول الجنة، التي وعد المتقون، فهي معذورة، والإنسان غير معذور.
مثل الأول: مثل الأعمى إذا جار عن الطريق فتردى في بئر، فهو مرحوم غير ملوم.
ومثل الثاني: مثل بصير يجور على بصيرة، حتى يتردى في البئر، فهو ممقوت ملوم.
وإذا قد تبين أن السعيد لا محالة في إحدى المرتبتين اللتين ذكرناهما فقد تبين أيضاً أن أحدهما ناقص مقصر عن الآخر، وأن الأنقص منهما ليس يخلو، ولا يتعرى من الآلام والحسرات لأجل خدائع الطبيعة، والزخارف الحسية، التي تعترضه فيما يلابسه، وتعوقه عما يلاحظه، وتمنعه من الترقي فيها على ما ينبغي، وتشغله بما يتعلق به من الأمور الجسمانية.
فصاحب هذه المرتبة غير كامل على الإطلاق، ولا سعيد تام، وأن صاحب المرتبة الأخرى هو السعيد التام، وهو الذي توفر حظه من الحكمة، فهو مقيم بروحانيته بين الملأ الأعلى، يستمد منهم لطائف الحكمة، ويستنير بالنور الإلهي، ويستزيد من فضائله بحسب عنايته بها، وقلة عوائقه عنها.
ولذلك يكون أبداً خالياً من الآلام والحسرات التي لا يخلو صاحب المرتبة الأولى منها، ويكون مسروراً أبداً بذاته، مغتبطاً بحاله، وبما يحصل له دائماً من فيض نور الأمل، فليس يسر إلا بتلك الأحوال، ولا يغتبط إلا بتلك المحاسن، ولا يهش إلا لإظهار تلك الحكمة بين أهلها، ولا يرتاح إلا لمن ناسبه أو قاربه، وأحب الاقتباس منه.
وهذه المرتبة التي مَن وصل إليها فقد وصل إلى آخر السعادات وأقصاها.
وهو الذي لا يبالي بفراق الأحباب من أهل الدنيا، ولا يتحسر على ما يفوته من التنعم فيها.
وهو الذي يرى جسمه، وماله، وجميع خيرات الدنيا التي عددناها في السعادات التي في بدنه، والخارجة عنه، كلها كلاً عليه، إلا في ضرورات يحتاج إليها لبدنه، الذي هو مربوط به لا يستطيع الإنحلال عنه، إلا عند مشيئة خالقه.
وهو الذي يشتاق إلى صحبة أشكاله، وملاقاة مَن يناسبه من الأرواح الطيبة، والملائكة المقربين.
وهو الذي لا يفعل إلا ما أراده الله منه، ولا يختار إلا ما قرب إليه، ولا يخالفه إلى شيء من شهواته الرديئة، ولا ينخدع بخدائع الطبيعة، ولا يلتفت إلى شيء يعوقه عن سعادته.
وهو الذي لا يحزن على فقد محبوب، ولا يتحسر على فوت مطلوب.
إلا أن هذه المرتبة الأخيرة تتفاوت تفاوتاً عظيماً.
أعني أن مَن يصل إليها من الناس يكون على طبقات كثيرة غير متقاربة.
وهاتان المرتبتان هما اللتان ساق الحكيم الكلام إليهما، واختار المرتبة الأخيرة منهما.
وذلك في كتابه المسمى «فضائل النفس» وأنا أورد ألفاظه التي نقلت إلى العربية بعينها، قال:
ـ أول رتب الفضائل:
أول رتب الفضائل تسمى سعادة، وهي أن يصرف الإنسان إرادته ومحاولاته إلى مصالحه في العالم المحسوس، والأمور المحسوسة، في أمور النفس، والبدن، وما كان من الأحوال متصلاً بهما، ومشاركاً لهما من الأمور النفسانية، ويكون تصرفه في الأحوال المحسوسة تصرفاً لا يخرج به عن الاعتدال الملائم لأحواله الحسية.
وهذه حال قد يتلبس فيها الإنسان بالأهواء والشهوات، إلا أن ذلك بقدر معتدل غير مفرط، وهو إلى ما ينبغي: أقرب منه إلا ما لا يسيغه، وذلك أنه يجري أمره نحو صواب التدبير المتوسط في كل فضيلة، ولا يخرج به عن تقدير الفكر، وإن لابس الأمور المحسوسة، وتصرف فيها.
ثم الرتبة الثانية: وهي التي يصرف الإنسان فيها إراداته ومحاولاته إلى الأمر الأفضل من صلاح النفس والبدن، من غير أن يتلبس مع ذلك بشيء من الأهواء والشهوات، ولا يكترث بشيء من النفسيات المحسوسة، إلا بما تدعوه إليه الضرورة.
ثم تتزايد رتبة الإنسان في هذا الضرب من الفضيلة.
وذلك أن الأماكن والرتب في هذا الضرب من الفضائل كثيرة، بعضها فوق بعض، وسبب ذلك:
أما أولاً: فاختلاف طبائع الناس.
وثانياً: على حسب العادات.
وثالثاً: بحسب منازلهم ومواضعهم، من الفضل والعلم، والمعرفة والفهم.
ورابعاً: بحسب هممهم.
وخامساً: بحسب شوقهم ومعاناتهم، ويقال أيضاً: بحسب جدهم.
ثم تكون النقلة في آخر هذه المرتبة، أعني هذا الصنف من الفضيلة، إلى الفضيلة الإلهية المحضة، وهي التي لا يكون فيها تشوف إلى آت، ولا تلفت إلى ماض، ولا تشييع لحال، ولا تطلع إلى ناء، ولا ضن بقريب، ولا خوف ولا فزع من أمر، ولا شغف بحال، ولا طلب لحظ من حظوظ الإنسانية، ولا من الحظوظ النفسانية أيضاً، ولا ما تدعو الضرورة إليه من حاجة البدن والقوى الطبيعية، ولا القوى النفسانية.
لكن يتصرف بتصرف الخير العقلي، في أعالي رتب الفضائل، وهو صرف الوقت إلى الأمور الإلهية ومعاناتها، ومحاولاتها، بلا طلب عوض.
أعني أن يكون تصرفه فيها ومعاناته ومحاولته لها لنفس ذاتها فقط.
وهذه الرتبة أيضاً تتزايد بالناس بحسب الهمم والشوق، وفضل المعاناة، والمحاولة، وقوة النحيزة وصحة الثقة.
وبحسب منزلة مَن بلغ إلى هذا المبلغ من الفضيلة في هذه الأحوال التي عددناها إلى أن يكون تشبهه بالعلة الأولى، واقتداؤه بها وبأفعالها.
ـ آخر مراتب الفضائل:
وآخر المراتب في الفضيلة أن تكون أفعال الإنسان كلها أفعالاً إلهية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nadjet30
إدارة
إدارة
nadjet30

عدد الرسائل : 3618
العمر : 34
المدينة التي تقطن بها : ورقلة
الوظيفة : أستاذة
السٌّمعَة : 49
تاريخ التسجيل : 25/02/2010

قدرة الخالق Empty
مُساهمةموضوع: رد: قدرة الخالق   قدرة الخالق Icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2012 10:01 pm

شكراا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتيحة2011
عضو نشيط
عضو نشيط
فتيحة2011

عدد الرسائل : 415
العمر : 49
المدينة التي تقطن بها : ورقلة
الوظيفة : ادارية
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 12/04/2011

قدرة الخالق Empty
مُساهمةموضوع: رد: قدرة الخالق   قدرة الخالق Icon_minitimeالسبت يوليو 14, 2012 4:52 pm

بورك فيك أختي فاطمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

قدرة الخالق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  الصور المكذوبه على قدرة الله
» الى كل من له قدرة تشخيص الفروق بين وووو..بين
» من معجزات الخالق ( الأذن ) ؟
» فكيف لو نظر إلينا الخالق...
» صورة لنملة تدعو المؤمن لتسبيح الخالق عز وجل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA :: المنتـدى الإسـلامـي الـعــام :: قسم الصوتيات والمرئيات الإسلامية-