قال تعالى(( مثل الجنه التى وعد المتقون فيها أنهارٌ من ماء غير آسن وأنهارٌ من لبن لم يتغير طعمه وأنهارٌ من خمر لذه للشاربين وأنهارٌ من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرهٌ من ربهم))
ذكر تعالى هذه الأصناف الأربعه ونفى عن كل واحد الآفه التى يتعرض لها في الدنيا,
فآفه الماء ان يأسن ويأجن من طول مكثه ,
وآفه اللبن أن يتغير طعمه للحموضه ويصير قارصا ,
وأفه الخمر كراهه مذاقها المنافي للذه شربها ,
وآفه العسل عدم التصفيه ..
فهذه من قدرته جل شأنه وعظمته أن أجرى هذه الأنهار من أجناس مختلفه ومن غير أخدود ..
وتأمل اجتماع هذه الأنهار الأربعه التى هي أفضل أشربه الناس ,, فالماء لشربهم واللبن والعسل لقوتهم وغذائهم ومنفعتهم والخمر للذتهم وسرورهم ..
اما نهر الرسول الذي أعطاه اياه الرب عز وجل فهو نهر الكوثر (( إنا أعطيناك الكوثر ))
وروى الترمذي في صحيحه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال : الكوثر نهر في الجنه حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت , تربته أطيب من المسك , وماؤه أحلى من العسل , وأبيض من الثلج ))
في ذكر مجرى أنهار الجنه ::
أنهار الجنه تفجر من أعلها ثم تنحدر نازله إلى أقصى درجاتها
روى البخاري في صحيحه((عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رفعت إلى سدره المنتهى في السماء السابعه , نبقها مثل قلال الهجر , وورقها مثل آذان الفيله , ويخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان , فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : أما النهران الباطنان ففي الجنه وأما الظاهران فالنيل والفرات ))
وروى الطبراني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفردوس ربوه الجنه وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنه ))
وروى الترمذي (( الجنه مائه درجه ما بين كل درجتين مسيره مائه عام , والفردوس اعلاها درجه , ومنها الأنهار الأربعه والعرش: فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس الأعلى )) دائما متألق يا أستاذ جزاك عنا كل خير