هكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الذين تربوا على يديه وتخرجوا في مدرسته، هكذا كانوا يتعاملون مع هذا الشهر يرونه تطهيرًا للذنوب والآثام، كانوا يرونه فرصة للعمل الصالح وفرصة للتقرب إلى الله عزوجل، ولهذا علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم - أن نحسن الصيام وألا نجعله عادة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه وله شاهد عند مسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن جهل عليه أحد فليقل إني امرؤ صائم».ينبغي لنا أن نحمد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة، وأن نبدأ شهرنا بالتوبة من جميع الذنوب، وأن نخرج من المظالم ونرد الحقوق إلى أصحابها، وأن نغتم هذه الفرصة لتلاوة القرآن ومدارسته، والإكثار من الصدقات، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يدراس جبريل القرآن في رمضان ويجود بالخير كأنه الريح المرسلة.