من الأخطاء السائدة عند التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة - غير المقصودة غالبا - مسألة التركيز على الإعاقة أكثر من الفرد نفسه ، وترسيخ فلسفة التعامل مع : "معاق" ، أو "عاجز" أو أصم ، أو كفيف ، أو لديه متلازمة داون ، أو توحدي ، أو أي وصف "يستغل" زاوية "اختلاف" لا يخلو منها بشر ، على حساب الاعتقاد المفترض بأننا نتعامل مع إنسان . يحدث ذلك باستمرار مع نسيان القدرات الموجودة ، وبالتالي الانشغال مع داء المصطلح ، وأسلوب التعبير الغير منصف ، مما يؤدي بنا إلى مجرد الاكتفاء بالعناية أو الرحمة والشفقة أكثر من الجهد التربوي
والتعليمي المطلوب وما ينبغي من تعامل ينطلق من الاحترام والتقدير . وهكذا نجانب الطرق المثلى في الوسيلة والغاية معا . الحديث بالطبع ليس عن المصطلح في حد ذاته ، رغم أهمية ذلك ، بل عن التعامل بمختلف أنواعه وظروفه مع "الحالة" بدلا من الفرد . ومن هنا ربما نتعرض لإغفال القدرات المتعددة لدى الفرد والانشغال مع "المشكلة" لدرجة وجود مايسمى "تعدد الإعاقة" رغم تعدد القدرات! . فالهدف إذن هو تنمية القدرات الموجودة وتفعيلها ، وليس مجرد تقديم الرعاية والعناية من منظور التسليم بالأمر .
إن التركيز المستمر على الفرد من خلال الإعاقة يكرس مفهوم نقطة الضعف ، ويعطل القدرات الكامنة ، ويعيق مسيرة النمو والوصول إلى الأهداف الإيجابية ، التي ربما تكون كفيلة بوصول الفرد إلى مستويات التفوق والتميز ، وليس مجرد التعايش .
هذه مسألة تهمنا جميعا في الميدان التربوي بشكل عام ، وفي مجال التربية الخاصة تحديدا . فعندما نتعامل مع الفرد على أنه "معاق" أكثر من كونه إنسان فإننا بذلك نركز النظر والعمل معا على الجزء الفارغ من الكأس ، وهو في الغالب جزء يسير مقارنة بالبدائل التي منحها الخالق ، وكل بشر في هذا الكون لديه كلا الجزئين من الوعاء بقدر أو بآخر .
لقد يسر الله لكل منا مكامن قوة وضعف ، ومتى وجهنا الجهد لمكامن القوة أيا كان مقدارها فسيكون الطريق مفتوحا للنجاح والتميز . ولا بد لنا في سبيل الوصول إلى ذلك بقدر من التفهم وقبول الآخر بإنسانيته وكرامته وإحساسه وكامل حقوقه كما نفعل مع كل الناس