أعرف أن الكثير منكم يعرف النصيحة ، وسمع بها ، ولعله طبقها ، ولكني على يقين أن الكثير من الكثير لم يقف على طرق النصيحة وفنونها على وجه الإحاطة :
ومن أجل ذلك اخترت هذا الموضوع لأسباب :
1- بيان للوسائل والطرق الشرعية والعلمية في النصيحة .
2- السعي لنشر هذا الخلق بين الجميع بلا استثناء لحاجتنا جميعاً إليه .
3- لكي نرتقي بإنسانيتنا ودعوتنا للأمام .
4- لنساهم في الحد من انتشار الرذيلة والفساد بالنصح .
5- لنقوي رابطة الحب والمودة بين العباد بالنصيحة .
6- لنكتسب خصلة التواضع والتذلل لعباد الله .
7- لنترك الحياء المذموم والخوف الأثيم بتركنا للنصيحة .
8- وأخيراً لنرفع موجبات غضب الله علينا بالقيام بهذه الشعيرة .
ولو تأملت حديث جرير بن عبد الله القائل : (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم) لعلمت أن النصيحة أمرها عظيم بل هي عظيمة الخطر ، وذلك لأنها كانت إحدى بنود البيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وما كانت بنداً من بنوده إلا لعظيم أثرها وشديد الحاجة إليها .
إن طريقك للأجر الجزيل وسعيك وراء الحسنات مفروش بأيسر الطرق ، ومنها كلمتك الجميلة ونصيحتك المتقنة ، قال صلى الله عليه وسلم : (الكلمة الطيبة صدقة) وقال : (لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم) وقال : (الدال على الخير كفاعله) وحسبك قول الله جل وعلا : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) إن كان مثقال الذره يضع في الميزان فكيف بالنصيحة التي تحتاج لترتيب وتبويب وتأليف وجمع نفس وشجاعة قلب وتطبيق . أليست في الميزان ثقيلة ؟
معاني هامه للنصيحة .
كلمة النصيحة لها طرب في الآذان وأثر على القلوب وذلك لأنها تحمل في طياتها معاني جميلة وهي : -
الحب - إرادة الخير - الإخلاص - الصدق - الامانة - الخلو من الغش - النقاء
فالعلماء يقولون النصيحة : كلمة يقصد بها إرادة الخير للمقوله له والناصح هو الصادق المخلص ( ناصح القلب لا غش فيه ) نقي الصدر .
النصح والخياطه :
إذا علمت معنى النصيحة وهي تعبر عن سد الخلل في الإنسان فالناصح إذاً كالخياط الذي يسد خلل الثوب وكلما كان الخياط ماهراً كلماً كان الثوب جميلاً لأنه اخفى العيوب والشقوق كذلك الناصح كلما كان مخلصاً متفننا كلما استطاع أن يصلح الإنسان ويخفي عثراته وعيوبه بإذن الله .
فكن خياطاً محترفاً ومتفنناً حريفاً