شِرِفٌأٌتً غًوٌفُيُ
تقع شرفات غوفي وسط ديكور طبيعي خلاب حيث يشبهها العارفون في أمور السياحي بمنطقة الكولورادو الأمريكية، لكن ديكور شرفات غوفي أكثر تنوعا وجمالا، حيث تمتد سلاسل صخرية في تموجات بديعة ترتفع من أسفل الوادي بعلو 60 مترا، وقد حفرت العوامل الطبيعية أخاديد وبيوتا حجرية بديعة في الصخر المتناظر على ضفتي الوادي.
كما بنى السكان في القرون الماضية بيوتا في تلك الأخاديد لا تزال أثارها ماثلة للعيان إلى اليوم، ويذكر شيوخ غوفي أن أجدادهم القدامى بنوا تلك البيوت ليدخروا فيها المؤونة ويحتموا بها أثناء الحروب، وهي تشبه البيوت المعلقة بمنطقة رمان شمال مدينة بسكرة وعلى مبعدة 35 كلم عن غوفي، حيث يعتقد أن «ديهيا» وتلقب عادة بالكاهنة وهي ملكة البربر التي انهزمت أمام المسلمين الفاتحين بقيادة حسان بن النعمان هي من بنت تلك البيوت المعلقة ليحتمي بها جيشها عند الحاجة. وهي شبه مغارات في جبل صخري شاهق وترتفع عن الأرض بأربعين مترا، تشير بعض الدلائل الى أن القاطنين يصلونها بواسطة حبال وسلالم خشبية ترفع بمجرد النزول أو الصعود.
وتتناسق البيوت الحجرية القديمة المنحوتة في الصخر المرتفع على ضفتي الوادي الأبيض مع الصخور التي شكلت منها عوامل الطبيعة شرفات بديعة يطل منها السائح أسفل الوادي حيث أشجار الزيتون والنخيل والرمان . أما الوادي الأبيض فيصب من أعالي جبل «شليا» الذي تعلو قممه عمامة ثلجية ناصعة طوال أيام الشتاء والربيع.
ويقطع هذا الوادي مسافة 70 كيلومترا ليصل إلى غوفي، وعلى ضفتيه ترتفع هامات نخيل باسقة، وأشجار الرمان وغيرها من الفواكه، وتقصد النساء هذا الوادي للغسيل حتى اليوم، وهو ما سحر الرسامين الغربيين الذين زاروا الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي واستوحوا من ذلك لوحات فنية جميلة لا تزال متاحف أوروبية عديدة تحتفظ ببعضها إلى اليوم
وظلت شرفات غوفي تمارس سحرها وشاعريتها على الرسامين، حيث تنقل الفنان الجزائري طمين إلى هذه القرية وعاش فيها كما عاش الرسام العالمي إيتان دينيه من قبله بمدينة بوسعادة الجزائرية فجعلا من الطبيعة المصدر الأول للإلهام الفني
وفي أسفل الوادي تقع قرية بربرية بنيت بيوتها من الحجر وسقوفها من الخشب وسطوحها من التراب، وهي شاهد على النمط المعماري الذي عرفته المنطقة في القرنين الماضيين.
وتجتمع في غوفي أجواء الصحراء والجبال والصخور التي تلين وتشكل لوحات بديعة يكتسي جمالها مزيدا من التعبير والسحر أثناء شروق الشمس أو غروبها وهي لحظات ساحرة طالما أسرت زوار المكان خاصة الأجانب.
تبارك الله احسن الخالقين