إشترى رجل بمناسبة العيد الأضحى كبشا وحمله على سيارته وعند وصوله إلي بيته تفلت منه الخروف هاربا وصار الرجل يركض وراءه ليمسكه ولكن الكبش دخل أزقة ضيقة وملتوية وصار يجري ودخل بيتا كان بابه مفتوحا وكان ذلك البيت بيت أرملة تربي أيتاما تعيش مما يجود به الجيران عليها فأمسكت الكبش وهي تكاد تطير من الفرح وهمت تبحث عن حبل تريد أن تربطه به وفجأة ناداها الرجل من وراء الباب والذي دله الصبية اللذين يلعبون بالحي أن خروفه قد دخل عند تلك الأرملة أم الأيتام , فخرجت المرأة ووجدت الرجل يلهث من فرط التعب وعرقه يتصبب فبادرته بالكلام وهي تبكي من الفرح قائلة " والله أنا مستحية منك كثيرا يا أيها الرجل الطيب أتعبت نفسك لهذه الدرجة لأجلنا أنا وأولادي تقبل الله منك هذه الصدقة التي ستفرح أطفالي كثيرا في هذا العيد لأننا لم نتعود على التضيحة وأنت تعلم بحالنا جازاك الله خيرا وأفرح الله قلبك " سكت الرجل وبقى متسمرا ينظر إلى مرأة ولكنه تمالك نفسه وقال لها " عيدك مبارك أيتها المرأة الطيبة وسلمي لي على أولادك " خرج الرجل من ذلك لك الزقاق الضيق الملتوي الذي تسكنه الأرملة أم الأيتام
وهو فرح بما كتبه له الله من صدقة لم يكن ينوي تقديمها ولكن الله أبى أن يصدق رغما عنه فحمد الله و أستغفره و هو يردد " استغفرك ربي سبحانك ما أرحمك " و عندما دخل بيته وجد أبناءه ينتظرون كبش العيد الذي وعدهم بإحضاره ولكنهم فوجئوا بأن الكبش لم يكن معه وسألت زوجة الرجل زوجها عن سبب عدم إحضاره للكبش الذي خرج لشراءه فقص عليها القصة كاملة وعاهدها أن يذهب غدا مجددا للسوق كي يقتني كبشا آخر وبالفعل في اليوم الموالي إستيقض الرجل في ساعة مبكرة صلى الفجر وقصد سوق الماشية فلم يجد فيها إلا تجارا قلائل وبعض من المشترين اللذين بدؤِوا يتوافدون على السوق قصد صاحبنا أحد تجار الماشية الذي كان يهم بإنزال ماشيته من على الشاحنة لإرضية السوق فسأله صاحبنا عن أحوال الأسعار هذه الصبيحة لأنه يحتاج خروفا يكون في متناوله لأنه لا يملك المال الكافي ليقتني كبشا غاليا فأجابه التاجر وما عليك بالسعر أنت إختر ما يعجبك من بين ما عندي و بعد ذلك سنتحاسب ؟ فأردف الرجل قائلا" كيف لا اسأل عن السعر وأنا أريد الشراء ولست هنا فضوليا أريد فقط أن أتسكع في السوق ؟" فقال له التاجر " حاشا لله ما قصدت هذا يا أخي وإنما انا جدي فيما قلته لك لأنني نذرت أن أعطي أول من يساومني في السوق خروفا بالمجان لأن الله أنعم علي هذه السنة وتضاعفت خرافي فأردت أن أدخل الفرحة على أحدهم وانا أعلم كم هي غالية الماشية في أيامنا فتقبل مني ما نويت وهاهي عندك ماشيتي نقي منها ما يعجبك" دمعت عينا الرجل و أخبر التاجر بكل ما جرى معه .
فسبحان الله الذي يرزق من يشاء و يقبل الصدقة ممن يشاء وسبحان الله الذي إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.
..
.
..
حملة عاون اخوك فالعيد محبة و اخوة قبل ان يكون اكل و شرب