الحياة ما هى إلا مرآه..كل موقف ونظرةٌ فيها..
يبين لنا جانبٌ من حقيقتها..وحقيقه قاطنيها..
فأحيان نسر للصور التى نرآها فى تلك المرآه..
واحيانٌ أخرى يتملكنا حزنٌ عميق..لما نرآه فيها..
ورغم اختلاف وتباين الحزن والسرور فيها..!!
إلا أنها طبقى مرآه واقعيه تبين كل شىء بوضوح وجلاء..
(∏) مرآه واقعيه(∏)
أيام لا يمر فيها أحد..وليال خاليه حتى من الأحلام..
ومعها تعبر من أمامنا..خيالآت أُناسٌ..!!
منها ما هو كالملائكه..ومنها ما يرتدي جلابب السواد..
كلهم يمرون..ويصبحون كأنهم خيالٌ عاش فى ذاكرة من عايشوهم..
منهم من نتذكره..بالحسرات الملتهبه على أفول زمانه..
ونحترق شوقاً..لمعرفه اخباره..
نريد الأطمئنان عليه حتى وهو بعيد..
وإن لم نفلح فى معرفة أى شىء عنه..!!
كفانا إستعادة ذكرياته..وأوقاته الرائعه..
وتعبقنا بأريج صورته المحفوره فى الذاكره..
وأثره المنقوش بأحشائنا..
ونذكره بين فينة وأخرى بكل خير..
داعين الله أن يوفقه..
أما أولئك المتوشحين السواد..
فلا نملك إلا ان نشكر الله على زوال أزمانهم..
داعينه عز وجل أن يقينا شرورهم..وأن يجنبنا..
من هم على شاكلتهم..
(∏) مرآه الحقيقه والخيال(∏)
هناك نوع من البشر..حقيقتهم أبعد من الخيال..
وآخرون خيالهم أبعد من الحقيقه..
أولئك الذين حقيقتهم أبعد من الخيال..هم كنز الكل يتمنى أن يملكه..
أو على الأقل يكون قريب منه..
فمهما وصفناهم..ومهما تخيلنا عظمتهم..
يبقون فوق الوصف..ويبقى خيالنا قاصر عن ان يصل..!!
إلى حدود هم..عظماء بأخلاقهم..
وبتصرفاتهم..و بعطائهم..
مهما حاولنا..أن نصفهم..نقف أمامهم عاجزين..
والآخرون..!!
خيالهم أبعد من الحقيقه..مهما حاولنا التغاضي عنهم..
وعن سيئاتهم..وعن دناءه أخلاقهم..
وعن دنوهم وإنحطاطهم..ومهما حاولنا ان نجملهم فى خيالنا..!!
يبقى خيالنا بعيد جداً عن حقيقتهم الواهنه..
(∏) مرآه مهشمه(∏)
ذاكرتها غدت وكأنها كتبٌ يعلوها الغبار..
وصفحاتها المفتوحه..لونتها الشمس باللون الأصفر..
وطوت ومزقت أطرافها المتآكله..
الربيع كل عام يزور غابات أشجارها المحروقه..
دون ان يكون له أى أثر..
أحلامها قد صارت من رماد..على وشك السقوط..
دون أمل فى إنقاذها..
أمنياتها ملقية على الارض كأنها جثثٌ خلفتها حرب ضروس..!!
ملامحها تكاد تجزم بأنها معدمه على مقصلة الأيام..
لم يعد لها من الشباب الا إسمه..ولا من الجمال إلا أثره..
خرائط زمانها..ليس هنا من علامةٌ يستطيع قرائتها..!!
مازالت ترقبه والعيون معلقة بالأفق..!!
رغم ما بداخلها من يقين اللا عوده..!؟!
من عدة سنوات ودعها..معاهداً بأن غيبته لن تطول..!!
ولكنها طالت الى حد اللا عوده..
فدفعت المسكينه ربيع عمرها بأنتظار ذلك المرائي..
وغدت جليسه فى البيت والعيون تكاد تعايرها..!؟؟
بخيبتها اولاً فيمن انتظرتهُ...(!)
وبعنوستها التى حلت بها رغم انها كانت حلما للجميع..!!
(∏) مرآه المراره(∏)
صدمه قويه ومؤلمه..!!
حين ننظر إلى شبابنا الذى نبني عليه كل الأمل..
فى النهوض بأمتنا..فنجد ان رجال الغد..وأمهات المستقبل..!!
إنحصرت قدوتهم ومُثُلُهم العليا فى أشباه المطربين..
فنجدهم وقد أتبعوا خطواتهم الجريئه سواء فى اللباس أو الشكل..
ورفعوهم إلى درجه التقديس..
وجعلوهم شعاراً وقنديلاً يضىء دروبهم..
وتلك هى الطأمه والخسارة الكبري..
التى تدل على فراغهم الفكري..وفقرهم المعرفي..
والإفتقار للحلم..والسعي للإنجاز..
مقابل تضخم نماذج باهته من أشباه الفنانين فى عقولهم..
وهنا ..!! الكل يوقن لدرجة الإيمان أن :
(( لاحياة لأمه لا تمتلك شباباً قادراً على النهوض بها))
وشبابنا بهذه الصوره غير قادر على النهوض بنفسه..
فلا تنتظرون منه النهوض بأمته..
أتمنى ألا تكون المرآيآ التى قدمتها من الحياه قد آلمتكم..
وأتمنى ألا تكون المرآيا التى لم تعجبكم قد مرت بحياتكم..