ورقلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وهي أحد أهم الولايات
الجزائرية لانها مصدر الثروة للجزائر سميت نسبة لمدينة ورقلة والتي سكنت منذ فجر
التاريخ والتي شكلت العاصمة الإقليمية للجنوب الشرقي منذ الفترة العثمانية. سميت
ولاية الواحات إبان الاستقلال وضمت جميع مدن الجنوب الشرقي من الأغواط شمالا إلى
تمنراست جنوبا لتكتفي بعد التقسيم الإداري لعام 1984 بثلاث مدن كبرى هي ورقلة
عاصمة الولاية وحاسي مسعود القطب الصناعي وتقرت التي تعتبر قطبا هاما من أقطاب
التجارة. تبعد عن العاصمة الجزائرية ب 820 كلم.
يعتمد التاريخ البشري في عصور ما قبل
التاريخ على وجه الخصوص، على علم الآثار وأبحاثه ومكتشفاته الأثرية، وكان نصيب
منطقة ورقلة منه غير قليل حيث تم اكتشاف العديد من المخلفات الأثرية في عدد من
المواقع أو الحقول الأثرية مثل : حقل حاسي مويلح، وعرق التوارق، عرق تسيرة، قارة
كريمة وبرج ملالة........و غيرها من المواقع الأثرية. وقد دلّت الحفريات على أن
الإنسان ظهر في منطقة ورقلة في الحقبة الأولى من البلاستوسين، حيث مرت بالصحراء
ظروف مناخية متقلبة جعلت من الصحراء القاحلة الآن، جنة خضراء، غنية بالبحيرات
والأنهار لمئات الآلاف من السنين. ثم أعقبت ذلك موجة من الجفاف امتدت كذلك آلافا
عديدة من السنين. لقد حدث هذا التعاقب خمس مرات خلال الحقبة المذكورة (البلاستوسين). وتستند
معرفتنا عن العصر الحجري القديم الأوسط والحديث (من 50 إلى 35ألف سنة) في منطقة ورقلة، على ما قدمته لنا بعض الحفريات المنهجية
من معلومات وأدوات ترجع لهذه الفترة، وما عثر عليه، كان نتيجة لعمليات المسح
الأولية (ملتقطات سطحية). ويدل الظهور المبكّر ووفرة الأدوات الحجرية الهلالية
الدقيقة، وحجر الرحى في مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، على أن الزراعة بدأت قبل
أن تبدأ موجة الجفاف الحديثة التي أدت إلى ظهور الصحراء بشكلها وصورتها التي
نعرفها اليوم.
و هنا لا بد لنا من الاعتماد على أبحاث
العلماء المختصين، الذين انكبوا على دراسة آثار الإنسان في هذه المنطقة فقد دلت
الأبحاث التي أجريت في حوض رقلـة أن هذه المنطقة كانت عامرة بالسكان منذ أقدم
العصور البشرية، استنادا إلى المخلفات التي عثروا عليها، من أدوات وأسلحة حجرية
والتي يمكن تصنيفها إلى نفس المراحل العالمية.
في الثمانيات من القرن العشرين ثم اكتشاف
العديد من الأدوات والأسلحة ورؤوس السهام تعود للعصر الحجري القديم (le Paléolithique) في حوض عرق التوارق 20كلم جنوب مدينة ورقلة الحالية، عمر هذه الأدوات
يتراوح بين 200ألف و 100ألف سنة، وهي معروضة في متحف باردو بالجزائر العاصمة.
كما تم اكتشاف مجموعة كبيرة من الأدوات
تعود إلى العصر الحجري الحديث والعصر الحجري الأخير Le
Néolithique و L’Epipaléolithique،
في كل من حوض الحمراية وبرج ملالة ومنقش والآبار القديمة ومنطقة البيضة المزخرفة
وفي البيضتين وحاسي مويلح وحاسي الحجر.
بالإضافة إلى أدوات حجرية أخرى اكتشفت في
برج ملالة يتراوح عمرها بين 3750 و 2400 سنة وأدوات أخرى اكتشفت في الحقل المسمى
الكثبان Les dunes أو (القنيفيدة)، يناهز عمرها 5400سنة.
]عدل]جذور سكان ورقلة التاريخية
إبان الألفية التاسعة قبل الميلاد، ظهر
بالمنطقة الصحراوية، جنس من البشر قريبون أنتربولوجيا من سكان شمال أفريقيا
الحاليين، ومن المحتمل أن هذا الإنسان الأول الذي أطلق عليه اسم " قفصي Capsien) " ) نسبة لقفصة أو بالأحرى Capsa وهو الاسم القديم لقفصة الحالية في تونس. ويعتقد أن الحضارة القفصية La civilisation capsienne قادمة من بعيد، ولا يمكننا تحديد أصولها بدقة ويعتقد أنهم من أصل
شرقي، شكلوا إحدى مكونات العرق الأمازيغي، انتشروا في البداية في الناحية الشرقية
والوسطى، ثم امتدوا نحو الصحراء.هذه المنطقة التي أثريت بروافد بشرية أخرى قادمة
من الجنوب فقد تم اكتشاف هياكل عظمية في مدافن وقبور، أثبت البحث العلمي المتقدم
أنها لسكان زنوج نزحوا من الجنوب على أثر الجفاف الذي اجتاح الصحراء الكبرى منذ الألفية
الثالثة. وظلت هذه الموجات البشرية تفد حتى الألفية الثانية. و لعل الغرامنتيون
أسلافنا هم أول من عمّر هذه الأصقاع منذ ما يزيد عن سبعة آلاف سنة ولكن تاريخ
ورقلة ارتباط بقبيلة بني وركلان البربرية.
السياحة في ورقلة
لعل الحضارات والأحداث التي تعاقبت على
منطقة ورقلة قد أكسبتها ميزة سياحية فاصلة بما ظل من الشواهد والآثار والمعالم
والتي منها قصر ورقلة(القصبة القديمة) وقصر تماسين وسدراته وكذلك لالة كريمة وبرج
ملالة وقصر سيدي خويلد وقصر تقرت، قبر الملوك وبرج ديفيك وغيرها من المعالم
السياحية والتاريخية كالمتاحف والبحيرات والحمامات والينابيع الطبيعية
الاستشفائية، كما تزخر ورقلة بالمرافق السياحية والترفيهية كالفنادق والمطاعم
والمخيمات السياحية والوكالات السياحية العمومية والخاصة.إلها أنها ما زالت بعيدة
عن التطور السياحي الذي يجعلها رائدة في هاذا المجال