نهاية طاغية تونس بن عـــــــلي
…..بادء ذي بدء ، أقول لكافة القراء في العالم العربي والإسلامي وجميع سكان الكرة الأرضية وحتى الثقلين من إنس وجان ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وتهاني الحارة القلبية الى الشباب التونسي بالخصوص والى شباب العالم العربي والمسلم على العموم بمناسبة سقوط أكبر صنم وأكبر طاغية وأكبر علماني وأكبر مجرم وأكبر عميل وأكبر مستبد وأكبر قاهر لشعبية طيلة عقود من الزمن ، حيث كان جاثما على صدور التوانسة رغم أنفهم ، هذا الذي تسلق الى الحكم بالإنقلاب والتزوير والعمالة للغرب ، لكن نقول كما قال الشاعر : على قدر اهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر أهل الكرام تاتي المكارم ، ولما كان صبر التوانسة صبر أيوب ولقد جرى بحكم المقادير ما كان عليهم مكتوب ، ولما كانت نيتهم صادقة عزموا وتكولوا على الله وأخذوا بالأسباب وضحوا بالنفس والنفيس وناضلوا وصمدوا وصبروا وأبلوا البلاء الحسن فمات منهم من مات شهيدا وجرح منهم من جرح وكسرت عظام منهم من كسرت ، أسقطوا هذا النمر الأسطوري المصنوع من الكرطون ، المصنوع من الورق ، المصنوع من البهتان والزور، هذا الأسد المستأسد الوحش الكاسر، هذا الذي كانوا يظنونه مصنوعا من الفلاذ فإذا به هو مصنوع من البخس والرخس والنذالة، فإذا به هباء منثورا ، فعلا إن كيد الشيطان كان ضعيفا ، وفي الأخيرهرب من بلده الجبان الحقيركالكلب العقوربعد ما شبع من الركلات والبصاق ، رفضته فرنسا بعد أن كانت به ترحب وتهلل وتولول وتفرش له البساط الأحمر، ها هي اليوم ترفض حتى تواجده على أجوائها الإقليمية ، فهذه هي نهاية الظلمة الطواغيت الجبارين ، هي نهاية حقيرة وسوء خاتمة وفضيحة في الدنيا على رؤوس الأشهاد والعياذ بالله ، وأخيرا إستقبلته السعودية وظن أنه نجا ، لكن في حقيقة الأمر لم ينج أبدا حل له وقع له أي كمن حفرت على حتفها بظلفها
نسي بأن كل التوانسة الحجاج سيلحقون به هناك في مواسم الحج ويرجمونه بالحجارة مع الشيطان الأكبر، بـــــــل كل العرب والمسلمون تحل به لعنتهم ويرجمونه ويلعنونه كما لعن أصحاب السبت ، ويا ليتها من مصيبة ، والحمد لله ولما هبت رياح التغيير من أهل التغيير الحق الفعلي من أجل العزة والكرامة وليس من أجل الزيت والسكر وحليب اللحظة كما عندنا في الجزائر ظننا أنفسنا أننا نحسن صنعا ، لكن الحظ كا ن لصالح التوانسة بارك الله فيهم ولست أحسدهم على هذا وكنت أظن أن الجزائريين هم أبطال العالم لكن خاب ظني وحصل السبق للتوانسة فألف مبارك عليهم والعاقبة للتقوى ، إحنا الجزائريين في حقيقة الأمر ما زال ينقصنا الوعي ولا زلات تنقصنا طرائق التغيير ولا زال الكثير من جهلة وأميين ولا زلنا بحاجة الى العلف ، ما أحناش معلوفين مليح ، إحنا ما زلنا خويانين لكننا في دولة غنية ، هذه الطامة الكبرى والمصيبة العظمى ، كما يقول المثل ::::: غزارة في الإنتاج وسوء توزيع :::::: واحد متخوم وألف يئنون ويبكون من شدة الجوع ….. ألا يا رياح التغيير هبي….. إحنا الجزائريين والله ما زلنا متخلفين والدليل أن مسؤوليننا لا يحسنون اللغة العربية بل ولا يحبونها ولا يحبون حتى من يتعامل بها بل هم يحبون فرنسا ولغة فرنسا وأنظمة فرنسا ولباس فرنسا وأكل فرنسا وربما حتى علم فرنسا ويتلذذون بتجويع شعبهم المسكين الغني الفقير النائم على كومة من المال ، في علمي كل الكائنات الحية أن فرنسا خرجت منذ 1962 الى غير رجعة ، السؤال المطروح لمذا نحن نحب هذه اللغة لوثة الأعجام ونتبجح بها وأصبحنا غيورين عليها أكثر من الفرنسيين أنفسهم ، رغم أنها ليست لغة علم ولا مال ، لماذا لا نستعمل اللغة الإنكليزية على الأقل أنها لغة علم ومال وتعاملات عالمية ، أم أننا عملاء من طراز خاص للمستدمر الفرنسي الخبيث أم أننا أولاد حركى ؟ أم أن الحركي هم الذين يديرون الحكم في جزائرنا الحبيبة ؟؟؟؟ الحياة ليست هي الأكل والشرب والمتعة وهياكل وبناءات بل هي أكثر بهذا بكثير بألف مرة ، الحياة هي عزة ، الحياة هي كرامة ، الحياة هي الدين الإسلامي الحنيف الذي رضينا له الحمام والميضأة مسكنا ومأى وحكمنا القوانين الوضعية التي هي من صنع أعداء العروبة وأعداء الإسلام وأعداء الإنسانية جمعاء ، على كل لا بد لليل من نهار يعقبه يبدد شمله ويبدد ظلامه ويرسل بأشعة رياح التغيير التي جاءتنا والحمد لله من ظلعنا وولدناها كما ولد آدم حواء ، هذه الحــــــــــــــــــــواء التي ستنطح بقرونها المستبدين من حكامنا من بني جلدتنا والذين لم يصنعو مع شعوبهم معروفا أبدا ، سوف تنطحهم هذه الحواء المباركة بقرونها المفتولة وترمي بهم خارج الشبكة الى حيث لا رجعة ، ونصيحتي ، والدين النصيحة أقول لهؤلاء : غادروا المنصة عن طواعية ما دام الباب مفتوحا على مصراعية يفوت جملا وفيلا واتركوا الشعوب لحالها تختار من يمثلها بنفسها ولستم عليها بالأوصياء ، فإننا مللناكم وكرهناكم ولم يعد فيكم خيرا لا لأنفسكم ولا لآهاليكم ولا لشعوبكم ، غادروا بسلام ، وسوف يجمعنا بكم الله يوم السراط والميزان ويوم حكم قاضي القضاة حيث يقال :::::: لا ظلم اليوم ::::::: وحيث يقال ::: أيها الظالم إخرص ويقال للمظلوم هيا تكلم ، هذا اليوم الذي يراه الكثير منا بعيدا ونحن نراه قريبا ، إعمل في هذه الدنيا ما شئت فإنك محاسب وأحبب ما شئت ومن شئت فإنك مفارقه وكل ما فوق التراب تراب ، وما يعقلها إلا العالمون وأولوا الألباب.
يـــــــــــــــــــوم : 15 جانفي 2011م يوم النصر، يوم التحرر ، يوم سقوط الأصنام ، يوم إماطة اللثام ، يوم العزة والكرامة ، ويوم الحسرة والندامة ، يوم الحج الأكبر، …….
(الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي)
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ
تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ
مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ
وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ
وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ
رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ
وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ
وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ
وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ :
" أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ
وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ
وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ
وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ
وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم
لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ
مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ
مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر