إخواني القراء ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، حديثي معكم اليوم حول شخصية دينية ربانية لها صيتها وباعها على الصعيد المحلي والوطني والعالمي وهو: سيدي عبد المالك بن سيدي الصغيربن سيدي محمد بن سيدي العلمي بن سيدي عبد المالك بن سيدي عبد القادر بن سيدي معمر بن سيدي أحمد بن سيدي محمد السايح الولي الصالح دفين بلدة عمر جد كافة عروش أولاد السايح .
هو من مواليد خلال سنة : 1886 م ، من عائلة دينية وزاوية من زوايا الجنوب الجزائري هي زاوية : سيدي الصغير بلعلمي ، ولا زالت على قيد الحياة ب بلدية العالية
ولما كانت تربيته تربية دينية محافظة ، بالإضافة الى أن جده لأمه شيخا وعالما ربانيا وهو الولي الصالح سيدي عبد القادر البوطي ، فكان لهذه التنشئة والأصول التي إنحدر منها تأثير على حياته الإجتماعية ، فحفظ القرءان الكريم صبيا ، وسار على نهج آبائه
ولما بلغ أشده جلب إنتباهه إنتشار المبشرين المسيحيين وبذل جهودهم المدعومة في تنصير ونشر الديانة المسيحية بالجزائر وبين الجزائريين ، وخاصة مناطق الجنوب
فبدأ التجوال والترحال في الصحاري والبراري والقفار لمساعدة الفقراء والمحتاجين داعيا
إياهم الى التشبث بدينهم الإسلامي الحنيف ، كما قام بعدة أعمال خيرية أذكر منها على سبيل المثال : حفر عشرات الأبار في مناطق قاحلة لفائدة البدو الرحل ، ولا زالت قائمة وشاهدة الى يومنا هذا ، كما سافر المرحوم الى المشرق العربي وقام بنفس الأعمال خصوصا في البقاع المقدسة ، إذ لاحظ معاناة الحجاج المغاربة آنذاك في الإقامة وعدم إستقرارهم ، فاشترى قطعة أرض وبنا عليها محلات لإيواء المحتاجين منهم وإطعامهم
ولا زالت آثاره شامخة الى يومنا هذا،وللتذكير فإنه في سنة 1915 م بنى 32 دورة مياه
للوضوء بالإضافة الى مصلى للتعبد والإبتهال في الأراضي المقدسة ، ودائما مع نشاطه خارج الوطن ، وبالضبط في أفريقيا غربها وشرقها ، عمل على نشر الديانة الإسلامية في إطار الدعوة فكان له شرف إسلام الكثير من الأفارقة الذين يعدون بالملايين ، وبهذا علت كلمة - لا إلاه إلا الله - في تلك النواحي ، حيث كانت دعوته تحت مظلة الطريقة التيجانية وبهذا كان مزاحما من مزاحمي رجال الكنيسة في صد هجماتهم وإن إختلفت القدرات أما في مصر فكانت علاقته جد وطيدة بمشايخها ، وأذكر منهم على سبيل المثال :. الشيخ مفتي الديار المصرية آنذاك العلامة سيدي محمد الحافظ المصري الذي جاء الى بلدة العالية في زيارة خاصة ، والذي ألف كتابا هاما سماه : - رحلات في المشرق والمغرب
للشيخ الحاج سيدي عبد المالك - وفي أثناء الرحلة الأخيرة لسيدي عبد المالك وأثناء قدومه من البقاع المقدسة ، وبالضبط في تونس وافته المنيه هناك سنة : 1934م ولقد نقل في سيارة خاصة الى مسقط رأسه ب بلدة العالية ودفن قرب ضريح جده تنفيذا لوصيته الكتابية ، فرحمه الله وأسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصالحين والصديقين وحسن أولائك رفيقا.
وللعلم فإن سيدي عبد المالك هذا : هو صاحب القصعة التي لا تنضب أبدا مهما أكل منها من البشر ولو آلافا مِؤلفة ، فهذا عطاء من الله سبحانه ، وما كان عطاء ربك محضورا.
أضف الى مفضلتك