يكون حجم الدماغ صغيراً عندما يولد الطفل , و بعد ذلك ينمو دماغ الطفل بسرعة , و لو كانت عظام الجمجمة ملتحمة لما تمكن الدماغ من النمو , و لكن من حكمة الله سبحانه و تعالى في خلقه أن يكون لدى الإنسان عندما يولد جمجمة تتكون من عدة عظام غير ملتحمة تفصل بينها مفاصل ثابتة تسمى الدروز sutures بحيث تنمو الجمجمة من خلال توسعها بفعل نمو الدماغ , و تتوسع هذه المفاصل في عدة مناطق من الجمجمة لتشكل مناطق غشائية ليفية طرية تسمى اليوافيخ (هناك 6 يوافيخ عند الولادة ) ,
و أهمها منطقتين رئيسيتين , الأولى لتشكل شكلاً مثلثياً عند التقاء العظم الجبهي و العظميين الجداريين , و يكوّن هذا التوسع مثلثاً أو معيناً يسمى اليافوخ , و هو عبارة عن غشاء ليفي قوي يربط بين عظام الجمجمة , و يمكن تلمسه بتمرير الأصبع من جبهة الطفل باتجاه الخلف حيث نشعر بمنطقة مثلثية الشكل طرية منخفضة قليلاً عادةً تسبب انخفاض الأصبع أثناء هذا التمرير , و هذا يسمى اليافوخ الأمامي و هو أكبر هذه اليوافيخ و يكون مفتوحاً دائماً عند الولادة , و المنطقة الثانية عند التقاء العظميين الجداريين بالعظم القفوي في المنطقة الواصلة بين الجمجمة و أعلى الرقبة عند الطفل لتشكل اليافوخ اخلفي الذي يكون مغلقاً عادةً عند الولادة , و هناك يافوخ إسفيني أيمن و أيسر و يافوخ خشائي أيمن وأيسر و هي تكون مغلقة عند الولادة و هي قليلة الأهمية من الناحية المرضية و لا يمكن جسها عادةً.
يكون اليافوخ الخلفي posterior fontanel مغلقاً عادةً عند الولادة أو يقيس نصف سم و يصعب تحريه , و حالات قليلة قد يتأخر انغلاقه دون حالة مرضية حتى عمر شهرين أو ثلاثة أشهر, و يمكن جسه و تلمسه كحفرة صغيرة طرية بحجم رأس الأصبع عند التقاء العظميين الجداريين بالعظم القفوي في المنطقة الواصلة بين الجمجمة و أعلى الرقبة عند الطفل.
و يكون اليافوخ الأمامي anterior fontane مفتوحاً دوماً عند الولادة , و هو يقيس حوالي 3 سم و قد يصل عند بعض الأطفال حتى 4 سم , و يصغر تدريجياً و ينغلق في الحالات الطبيعية ما بين عمر سنة و نصف إلى سنتين , و وسطياً بعمر 14 شهر , و في حالات قليلة قد ينغلق ابتداءً من عمر 8 أشهر, و جب العلم أنه رغم انغلاق اليافوخ الأمامي فإن الجمجمة تستمر بالنمو حيث يزداد محيط الرأس حوالي 5 سم ببطء شديد خلال سنوات بعد انغلاق اليافوخ الأمامي .
تنغلق الدروز بشكلٍ طبيعي بعمر 3 سنوات , و لذلك تعتبر السنوات الثلاثة الأولى الأكثر أهمية في نمو الدماغ عند الطفل , و خاصة السنة الأولى منها.
ما هو الوضع الطبيعي لليافوخ عند الطفل و كيف يمكن للأهل تقدير ذلك في المنزل ؟
يكون اليافوخ الأمامي مفتوحاً دوماً عند الولادة , و هو يقيس ما بين 0.6 سم إلى 3.5 سم , أي حوالي 2,5 سم و وسطيا عند الولادة , و قد يصل عند بعض الأطفال حتى 4 سم خاصة عند الأطفال الأفارقة , و يكبر قليلاً خلال الأشهر الأولى ليعود بعدها ليصغر تدريجياً و ينغلق في الحالات الطبيعية ما بين عمر سنة و نصف إلى سنتين ,
و في حالات قليلة قد ينغلق ابتداءً من عمر 8 أشهر أو أبكر من ذلك , و يجب العلم أنه رغم انغلاق اليافوخ الأمامي فإن الجمجمة تستمر بالنمو حيث يزداد محيط الرأس حوالي 5 سم ببطء شديد خلال سنوات بعد انغلاق اليافوخ الأمامي .
يكون اليافوخ عند الرضيع الطبيعي متوسط القساوة , و مسطحاً على مستوى سطح الجمجمة أو منخفض قليلاً ( و لكنه ليس غائراً ) , و قد يتوتر و يرتفع قليلاً عند بكاء الطفل , و خصوصاً بوضعية الاستلقاء , و سبب توتر اليافوخ أثناء بكاء الرضيع
هو زيادة كمية الدم في الوريد الذي يكون تحت اليافوخ , و عند هدوء الطفل يعود اليافوخ طبيعياً , و قد يكون اليافوخ نابضاً بشكلٍ خفيف مع كل ضربة من ضربات القلب بشكلٍ طبيعي , و يمكن لمس اليافوخ و تلمسه و ينصح بذلك دون خوف و دون أي خطر على دماغ الطفل , فاليافوخ ليس بالمنطقة الهشة أو الضعيفة , إذ يلاحظ أن بعض الأمهات يقلقن من حتى لمس هذا الجزء
من رأس الطفل , و العكس هو الصحيح إذ أن الطفل يهدأ بتلمس و مسح الرأس و تنصح الأم بمعرفة الوضع و الحجم الطبيعي ليافوخ الطفل لكشف أي تبدلٍ فيه في حالة المرض , و لا خوف على الطفل خلال حمام الرأس أو حلاقة شعر الرأس.
و أفضل طريقة لتحري الوضع الطبيعي أو غير الطبيعي لليافوخ عند الطفل هي تمرير يد الأم أو الأب بدءً من جبهة الطفل و
باتجاه الخلف , و يجب أن يكون الطفل هادئاً و بوضعية الجلوس أو الوقوف , فيسشعر الفاحص باليافوخ على شكل انخفاض
طفيف قاسي مفاجئ مثلثي أو معيني الشكل في وسط الجمجمة من الأمام , ثم تعود الأصبع لترتفع من جديد.
تأخر انغلاق اليافوخ الأمامي عند الأطفال delayed fontanel closure:
هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر انغلاق اليافوخ الأمامي عند الطفل , و تتراوح من الأسباب البسيطة العائلية إلى حالات مرضية هامة , و أهم هذه الحالات المرضية هي التالية و الأسباب الـ 7 الأولى هي الأكثر مشاهدة :
عسر و عدم تصنع الغضاريف عند الأطفال achondroplasia
قصور الغدد الدرقية hypothyroidism
عند الطفل المنغولي Down syndrome
ازدياد التوتر و الضغط داخل الجمجمة increased intracranial pressure ( ارتفاع ضغط الدماغ - ارتفاع التوتر القحفي و داخل الجمجمة)
الخرع أو نقص الفيتامين د ricket ( الخرع-الكساح- نقص الفيتامين د)
بعض الأطفال الطبيعيين
الحالات العائلية من كبر حجم الرأس (كبر رأس الطفل - حجم الرأس الكبير عند الأطفال)
(Acrocallosal syndrome (seizures, polydactyly, mental retardation
متلازمة أبرت (Apert's syndrome (craniosynostosis, proptosis, hypertension
(Campomelic dysplasia (prenatal growth deficiency, large cranium, bowed legs
نقص الفوسفاتاز في الدم (Hypophosphatasia (polyhydramnios, short, deformed limbs, soft skull
متلازمة كيني كافي (Kenny-Caffey syndrome (hypoparathyroidism, dwarfism, macrocephaly
داء العظم الزجاجي أو الهش (Osteogenesis imperfecta (shortened limbs, wormian calvarial bones
تثلث الصبغي 13 (Trisomy 13 (polydactyly, microcephaly, cleft lip and palate
تثلث الصبغي 18 (Trisomy 18 (growth retardation, small cranium, open metopic suture
إصابة الجنين بالإفرنجي أو السفلس خلال الحمل (Syphilis (saddle nose deformity, joint swelling, maculopapular rash
تعرض الجنين لبعض السموم و الأدوية : مثل
Aminopterin-induced malformation (craniosynostosis, absences of frontal bones, hypertelorism , و متلازمة الفينوتوئين عند الجنين بسبب تناول الأم للهيدانتوئين ( Fetal hydantoin syndrome (microcephaly, broad nasal bridge, hypoplasia of nails
متلازمة بيكويث ويدمان متلازمة زيلويغر
رخاوة الجلد الخلقية
متلازمة فاتر
سوء و نقص تغذية الطفل