السادة القراء الأفاضل ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، كان اليوم يوم جمعة 11 من شهر فيفري سنة 2011م ، وبعد أداء الصلاة جئت الى داري ونمت نوما عميقا الى صلاة العصر نوما هادئا ، إنه الهدوء الذي عادة ما يسبق العاصفة…. وبعد أن صليت صلاة العصر وشرعت في تلاوة سورة الكهف وبعدها فتحت المصحف وشرعت في قراء بعض السور التي إتخذتها كورد يومي ، وبينما أنا كذلك وإذا بهاتفي النقال يرن ولما رفعت السماعة وإذا بأحد أصدقائي من ورقلة يبشرني بسقوط مبارك وبسقوط نظام مبارك وأن أهالي ورقلة يطلقون عيارات نارية في الهواء فرحا بسقوط الصنم الكبير، سقوط نظام الفرعون الكبير ، سقوط العميل الكبيرللماريكان والغرب واليهود ، وأن الناس تغمرهم الفرحة وهم الآن يوزعون الحلويات والمشروبات بالمجان ، ويهتفون بسقوط كامل العملاء من يعرب ، وبسقوط المتسلقين الى سدة الحكم عن طريق التزوير والكذب والبهتان ، هؤلاء العملاء ، هؤلاء الطغاة البغاة الذين مرغوا رأس الشعوب العربية في الوحل ، وأهانوا الشباب وعملوا على غمسهم في بحر الرذيلة وعلموا على نبذ الفضيلة وقضوا على الدين الإسلامي الجنيف وكرسوا القبائح بجميع أنواعها وعملوا على تفقير الشعوب وتجهيلها وطمس هويتها ونفيها من أوطانها ، كما عملوا على نهب الثروات والخيرات لصالح الأفراد وإهمال الجماعات ، ترى من أين جاء مبارك ب السبعين مليار دولار؟؟؟ هل ورثها عن أمه وأبيه أم صاحبته وفصيلته التي تؤويه ؟؟؟ كلا ، إنه السارق الأكبر ، إنها مال المصريين الغلابى المساكين المدهوسين ، إنها أموال الخزينة العمومية المصرية .
ثلاثون سنة بكاملها وهو يسرق وينهب ويبعثر ويفسد ، ثلاثون سنة وهو جاثم على صدور المصريين ليس طوعا بل كرها ، هذا الخنزير البشري ، هذا الصنم البرنزي ، هذا الشيطان الأخرس ، هذا السارق الأكبر، هذا المجرم السفاح ، هذا العميل للغرب وما تناسل من الغرب
إنه نمر من ورق يحسبه الناس نمرا من نحاس ، ولكن كيد الشيطان كان ضعيفا ، ها هي اليوم والحمد لله هبت نسائم التغيير ورياح التغيير وعواصف التغييروزوابع التغير إنطلقت من المغرب العربي ، من تونس وشعب تونس الأبي الذي ولد البوعزيزى شهيد الحرية على مذبح الحرية في الدولة الأبية مهد العلوم الشرعية بجامع الزيتونة وما أدراك ما الزيتونة ، ومن مهد العلم في المغرب الإسلامي الى مهد العلم والحضارة بالمشرق العربي الكبير أم الدنيا مصر وما أدراك ما مصر وشعب مصر الأبي ، جامع الأزهر الشريف وما أدراك ما جامع مصر، وحضارة مصر العريقة ، يا سلام…. إنها لصدفة غريبة ، ترى من هيأ كل هذه الظروف ؟؟؟ إنه الرب عز وجل لما لمس في قلوب عباده حب التغيير فغير ما بهم ، فمن سيء الى أحسن وأفضل ، إنها بشرى الهواتف أن قد ولد الهدى في هذا الشهرالقمري المبارك الذي سطع فيه نجم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلاما دائما أبدا، وهذه بشارة للعرب كل العرب ولمسلمي العالم أجمع بأن عهد الظلم والظلام وعهد افستبداد قد ولى وأفل نجمه الى غير رجعة ، وأن عهد العلمانية ، وعهد الأصنام والطواغيت ، وعهد الكفر وملة الكفر ومحبي الكفار والكفرقد إنهدم من أساسه وسقت بنيانه وراب على رؤس أصحابه وبانيه ، وهذه دائما هي نهاية الجبارين والطغاة ، نهاية مأسوية من سوء الخاتمه المتثل في الإضمحلال والتلاشي نسيا منسيا ، لا أحد في العالم يذكرهم بخير إلا بسوء والعياذ بالله من غضب الله ، ونعوذ بالله من حال أهل النار ، فالله سبحانه كرههم في السماء وكرهتهم الملائكة في السماء وكرههم البشر وكل الكائنات الحية على وجه أديم الأرض
أليست هذه هي النهاية المحزنة والمؤلمة ….، بلا والله إنها الفاجعة العظمى التي ليست بعدها فاجعه أطم وأعظم ولا علاج لها إلا الشعب وغضب الشعب وتضحيات الشعب في ساحات التحريرمثلما حدث في تونس ومصر، وما ضاع حق وراءه طالب ، وكل من كد وجد ، وكل من سار على الدرب وصل ، فها هوذا الشاعر بلقاسم الشابي في مطلع قصيدته الشهير قال : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، وها هو القائل من تونس واستجاب القدر في تونس ، وجسد فحوى القصيدة في تونس ، ولقد إنتقلت الثورة من تونس الى أم الدنيا فكان ما كان والحمد لله كانت نهاية الطاغية المصري الصنم البرنزي الورقي الذي لا قوة له ولا حيلة له مع الله ولا قدرة له مع شعبه فخر راكعا ثم ساجد لأمريكا التي تبرأت منه كما تبرأن الشيطان من الإنسان بعدما كفر وليس له سبيل إلا سبيل جهنم فكان لمبارك ولزين الهاربين مستقرا ومستودعا والعاقبة لكل المزورين من النظمة العربية الظالمة المستبدة والعميلة .