« إلى ابنتي الغالية ... إن أعز ما يدخر الإنسان لصالح حياته وللمشورة فيها ، صديق يعرف الله ، والمرأة العاقلة الواعية تختار صديقاتها من صاحبات الدين والورع ، والخوف من الله سبحانه ، وهذا الخوف الممزوج بمحبة ومودة أهل الإيمان ، فبذلك يا عزيزتي يمكنك أن تمارسي حياتك في محيط المخلصين الأوفياء ، باستطاعتك عندما تختارين صديقاتك أن تأمني في مجلسك على الأسرار ، وأن تعينهن ويعن بعضهن البعض على تنفيذ ما أمر به الله ، والانتهاء عما نهى عنه ..
فتكون مجالسك يا ابنتي تفوح منها روائح الخير والبر ، وإياك وصحبة أهل البعد عن الله ، النمامات ، الناقلات لأحاديث المجالس المفرقات للشمل والمخادعات الكاذبات ، وإياك وصحبة من هن على شقاق مع الزوج والأبناء، من هن بعيدات عن الهداية، إلا أن تكون صحبتك بهدف الإصلاح ، اجتهدي أن تبيني لهن محاسن الأخلاق ومكارمها، كوني يا ابنتي داعية خير، كوني زهرة لها أريج يحب ، ويُــحَب ممن حولك من الصديقات ، حتى تكونين مصدراً لمشورتهم ، ويلتمسون عندك الخير والاطمئنان والفقه الحسن ...
كوني يا ابنتي قدوة في مظهرك ومخبرك. في موعدك و في جدك ، كوني كاتمة السر لمن لديها مشكلة عالجي المشكلات بتجرد وإخلاص وحسن تفكير وتدبر، لا تضيعي وقتك في أحاديث اللهو والمزاح على حساب واجباتك... سارعي إلى فعل الخيرات وعيادة المريض ومواساة المحتاج ، وإغاثة الملهوف ... فتلك يا ابنتي من صفات الأخت المسلمة التي أريدها أن تكون في الغد الجديد إن شاء