يحضر وزير العمل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح، بالتنسيق مع الوزارة الأولى لمرسوم تنفيذي يلزم شركات المناولة العاملة في الجنوب بإعطاء الأولوية في التوظيف لأبناء المنطقة، ويعرض الشركات التي تخل بمضمونه للإقصاء من السجل التجاري، مقترحا أن تتولى شركة سوناطراك تكوين شباب الجنوب في الاختصاصات المتعلقة بمجال نشاطها.
وقال علي الهامل، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن حزب جبهة التحرير الوطني، في تصريح لـ"الشروق"، بأنه درس مع وزير العمل ملف التشغيل بالمناطق الجنوبية التي عاشت مؤخرا على وقع الاحتجاجات، بسبب ما يعتبره شباب المنطقة عدم المساواة في التوظيف، وإعطاء الأولية لأبناء الشمال، وأفاد المتحدث الذي يقود جولة عمل وتفقد لولاية أدرار، والتي تعد الأولى من نوعها منذ الاستقلال، بأن الطيب لوح أكد له في لقاء جمعهما مؤخرا، بأنه طالب بأن تتولى شركة سوناطراك تكوين شباب الجنوب في التخصصات المتعلقة بمجال نشاطها، واعتبر النائب عن أدرار التحجج بعدم حيازة شباب المنطقة على تكوين يسمح لهم بالظفر بمنصب عمل بإحدى الشركات النفطية، مجرد مبررات واهية لم تعد مقبولة، بدعوى إمكانية إيجاد الحل لهذه الإشكالية، عن طريق إطلاق برنامج تكوين يستهدف شباب الجنوب، بالتعاون مع قطاعات مختلفة.
وأضاف المتحدث بأن وزير العمل أعلن كذلك عن التحضير لمرسوم تنفيذي بالتنسيق مع الوزارة الأولى، الذي سيعرض شركات المناولة الناشطة بالمنطقة، والتي لا تعطي الأولوية في التشغيل لأبناء الجنوب للإقصاء من السجل التجاري، كما يقترح النائب على وزارة الصحة السماح لشباب الجنوب الحاصلين على المستوى النهائي بالتكوين في المجال شبه الطبي دون المشاركة في المسابقة، بغرض سد المناصب الشاغرة بالمؤسسات الصحية، وذكر في هذا السياق مشروع بناء مستشفى بـ 60 سريرا بمنطقة برج باجي مختار، الذي انطلق مؤخرا دون أن يصاحبه تكوين الطاقم شبه الطبي.
وأثار سكان دائرة برج باجي مختار، التي كانت أول محطة للوفد البرلماني، مسألة استخراج وثائق الحالة المدنية بالنسبة إلى المولودين بمالي، حيث كانت في السابق تستخرج من القنصلية الجزائرية بقاو، غير أنه بعد التدخل الفرنسي وغلق الحدود أصبح هؤلاء المواطنون مجبرين على التنقل إلى العاصمة وبالضبط إلى وزارة الشؤون الخارجية لاستخراج شهادة الميلاد رقم 12، علما أن تكلفة السفر تزيد عن 30 ألف دج، في حين أن أغلب سكان المنطقة معوزون ويعيشون على الرعي، لذلك اقترح الوفد أن يتم استخراج تلك الوثائق من أدرار عاصمة الولاية، والتي تبعد عن برج باجي مختار بـ 800 كلم، عوض التنقل إلى العاصمة.
كما طالب السكان بضرورة أن يتم ترقية برج باجي مختار إلى ولاية أو على الأقل إلى ولاية منتدبة، بحكم بعد المسافة بينها وبين مقر الولاية أدرار، ويضطرون في كل مرة لقطع مسافة 800 كلم لأبسط الأمور، وأثاروا كذلك المشاكل المتعلقة بالتدريس بسبب قلة المؤطرين وكذا العلاج، فضلا عن مشكل التحاق الرعاة المحاصرين على الحدود بسبب الظروف الأمنية، وصعوبة تواصلهم مع أهاليهم في شمال مالي، وأبدوا تمسكهم بوطنيتهم وباستقرار البلاد والدفاع عنها، وبشرعية مطالبهم. ومن المزمع أن تتوج هذه الزيارة التي يريد من خلالها النواب امتصاص حالة الغضب والاستياء بأقصى الجنوب، برفع تقارير مفصلة إلى الوزارات المعنية، وكذا الوزير الأول عبد المالك سلال، وهي تتواصل لتشمل دوائر زاوية كنتة وفينوغيل وتينركوك، وستتوج بتنظيم لقاء موسع يجمع نواب البرلمان بالمنتخبين المحليين للبلديات الـ 28 التي تضمها أدرار.
عن الشروق