الشعر في عصر بني أمية
أغراضه واتجاهاته
لقد كان من أثر الحياة العامة ان اتجه الشعر في اتجاهات ثلاثة :
1- الشعر السياسي : وهو لون يختلط فيه المدح والفخر والهجاء والاقناع , وكان رجاله يدعون الى مذاهبهم السياسية واحزابهم , فالاخطل مثلا يدعو لبني امية والكميت بن زيد يدعو لبني هاشم وعبد الله بن قيس الرقيات يدعو الى الزبيريين وقطري بن الفجاءة يدعو الى الخوارج ...
2- شعر الهجاء وأقطابه جرير والفرزدق والاخطل وهؤلاء الشعراء الثلاثة هم اهم شعراء هذا العصر (هم المعروفون بشعراء النقائض) والنقائض معناها ان ينظم الشاعر قصيدة في الفخر او الهجاء على وزن وقافية فيرد عليه عليه شاعر اخر بقصيدة اخرى ينقض بها فخره او هجاءه بنفس الوزن والقافية
كلمة موجزة عن نشأة النقائض
حدث اول اشتباك في النقاتئض بين جرير وشاعر يقال له غسان السُّليطي .فلما انتصر عليه جرير انبرى له شاعر من قوم الفرزدق يقال له البعيث فانتصر لغسان وهجا جريرا
فصب عليه جرير صاعقة من الهجاء وتعرض في شعره لقبيلة الفرزدق ونساء مجاشع فذهبت النساء للفرزدق واستغثنه, فهب يناقض جريرا ويهجوه وظل الهجاء مستعيرا بينهما فانظم الاخطل التغلبي الى الفرزدق وفضله على جرير فما كان من جرير الى ان ينقض عليه ايضا وهجاه واكثر من تعييره بالكفر واكل لحم الخنزير لان الاخطل كان نصرانيا
وقد اوقع سوء الحظ شاعرا يقال له الراعي النميري في عداء جرير لانه فضل الفرزدق على جرير فهجاه جرير بقصيدة هدم فيها قبيلته مع انه من بيت عز وشرف ومنها قوله
إذا غضبت عليك بنو تميم == حسبت النس كلهم غضابا
فغض الطرف انك من نمير == فلا كعبا بلغت ولا كلابا
3- الاتجاه الثالث : شعر الغزل وشاع في الحجاز بسبب اللهو والترف وتفرع الغزل الى قسمين
1- الغزل العذري وهو غزل عفيف طاهر لا يهتم بجما المرأة بقدر ما يهتم بشفافية روحها وعفافها ومن رواده ( جميل بثينة , قيس بن الملوح , كثير عزة ...)
2- الغزل الماجن ( الصريح) زعيم هذا النوع من الشعر هو عمر بن ابي ربيعة وهناك الاحوص والعرجي وغيرما
الخصائص الفنية للشعر في العصر الاموي
ظل الشعر الاموي في خصائصه الفنية كانه امتداد للشعر الجاهلي في لفظه ومعناه وسير القصيدة ولكن امرا واحدا طرأ على الشعر العربي منذ ظهور الاسلام وظل حتى يومنا هذا وبدا واضحا في الشعر الاموي وهو تاثر الشعراء بالفاظ القران الكريم والمعاني الاسلامية
وهناك خاصية اخرى لالفاظ الشعر الديد وهي ميله للسهولة والرقة عموما اللم الا في شعر الرجز الذي يمتز بالخشونة وغريب الافاظ
وفيما عدا هاتين الخاصيتين فقد بقي الشعر في خصائصه كالشعر الجاهلي من حيث جزالة اللفظ وقوة التراكيب ونظام القصيدة وتفكك الروابط المعنوية
والله أعلى وأعلم