نعيش داخل مجتمع عربي جمعاني ، مجتمع فيه تطفى إرادة المجتمع على إرادة الفرد ، فيجد الفرد نفسه مقيد بأفكار وآراء وتعاليم ليست بالضرورة تعبر عن إيمانه أو حتى إرادته الشخصية . وهنا نشير أن الفرد يعيش في هذا المجتمع منذ ولادته بصراع ، صراع بينه وبين الأهل ،ثم بينه وبين العائلة الممتدة والجيران والأصدقاء ، فحرية الفرد محدودة في أن يسلك وفق معتقداته وتقاليده ، إذ يدرب الفرد على أن يخضع إلى إرادة الكبار حتى وان كان ذا تعليم وثقافة تفوقهم ، كما أن نصائح الكبار مبنية على التقاليد الموروثة والخبرات الشخصية التي ليست بالضرورة صحيحة ، ولهذا فإن مهارات الآباء قائمة على ما اكتسبوه في نشأتهم الأولى . واليوم مع العلم والدراسات نعلم أن الكثير منها خاطىء وغير سليم .
وفي هذه الحال ، تجد الأمهات الصغيرات أنفسهن محاطات بعدة أشخاص يقدمون لهن النصائح ، كالمعارف المختلفة مثل آباثهن وأقربائهن والجيران والأجداد . وما يؤسف عليه ، أن ما يحدث هوكما يقال في المثل العربي الدارج (( إن كثرة الطباخين تفسد الطبخة )) ، وهذا صحيح بالنسبة لهذه الحال ، فإن كلا من هؤلاء الأشخاص يقدم نصائح أحيانا تكون متعارضة جدأ ، وتكون النتيجة أن أخطاء كثيرة تحدث ولا ينتبه اليها أحد ، إذ يندر أن تقرأ كتبا وأن تبحث عن المعرفة من خلالها .
ولعل أول شيء نرجوه من الامومة مسئولية وليست فقط دور " هو الفهم لدور الأمومة ،وأن يعمق تمامأ من خلاله فهمنا لمحبة الله التي تعكس معها علاقة الأمومة بنا . وبالتالي من خلال الشبه القائم بين العلاقتين ، الأولى علاقتنا بطفلنا و الثانية علاقة مجتمعية سيكون في مقدورنا أن نتعلم منه سبحانه وتعالى العناصر المهمة للأمومة الناجحة .
والشيء الثاني الذي نرجو أن تحققه هذه المقالات هى ادراكنا لأهمية جعل حياتنا الاسلاميه شهادة للناس . إذ عندما يؤمن الإنسان ويقبل الاله الاعلى على حياتنا، فإن تغيرا أوتوماتيكيا هائلا يجري في بعض جوانب حياته