عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل الناس يغدو(اي يصبح او يسير) فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها(اي مهلكها)".
ان الاعتاق انما يصح من المشتري فمن ترك الآخره وآثر الدنيا يكون مشتريا نفسه من ربه بالدنيا فيكون معتقها، ومن ترك الدنيا وآثر الآخره يكون مشتريا نفسه من ربه بالآخرة فيكون موبقها.
أخي المسلم...قف ساعة تتفكر: الى اين انت غاد؟ اراحل أنت أم مقيم؟ ومن اين انت قادم؟ من انت؟ ومن اين جئت؟ والى اين انت ذاهب؟ وإذا كنت راحلا فالى اين انت راحل؟
تلفت في ملكوت السماوات والأرض، وانفض الغفلة عن عينيك، وافتح قلبك لترى اسرار الكون،ثم قل لي:أعبثا خلق هذا الكون؟ وأنت ما مهمتك في الحياة؟ وما موقفك اتجاه الله؟
تعيسة تلك الحياة التي يعيش فيها الانسان تائها في الظلام، تتخطفه الاوهام وهو يظن انه بلغ من الحياة قمتها وسار فيها الى نهايتها، {قل هل ننبؤكم بالاخسرين اعمالا، الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا}.
الطريق الطريق فان السبل اليه كثيرة،طريق الرسل والصالحين الذين اراد رب السماوات والارض، ففيه تلقى النفس راحتها والعين هناءها{فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى} طه 123 ويوم يلقى العبد ربه يكون من الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها {وسيجعل لهم الرحمان ودا} مريم 96.